ميليشيات الحوثي ترتكب 636 انتهاكاً بحق المدنيين خلال 10 أيام

تنوعت ما بين الاغتيال والسطو والاختطاف وتقويض سلطات الدولة

أكثر من 34 حالة قتل بينها 5 نساء و3 أطفال ارتكبتها ميليشيات الحوثي خلال 10 أيام (إ.ب.أ)
أكثر من 34 حالة قتل بينها 5 نساء و3 أطفال ارتكبتها ميليشيات الحوثي خلال 10 أيام (إ.ب.أ)
TT

ميليشيات الحوثي ترتكب 636 انتهاكاً بحق المدنيين خلال 10 أيام

أكثر من 34 حالة قتل بينها 5 نساء و3 أطفال ارتكبتها ميليشيات الحوثي خلال 10 أيام (إ.ب.أ)
أكثر من 34 حالة قتل بينها 5 نساء و3 أطفال ارتكبتها ميليشيات الحوثي خلال 10 أيام (إ.ب.أ)

أطلقت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات تقريرها الأسبوعي، حول انتهاكات حقوق الإنسان في اليمن، خلال الفترة من 25 أغسطس (آب) الماضي، وحتى 2 سبتمبر (أيلول) الحالي.
وكشف التقرير عن ارتكاب ميليشيات الحوثي المدعومة من إيران، 636 انتهاكاً بحق المدنيين في المحافظات التي تسيطر عليها. توزعت تلك الجرائم والانتهاكات بين جرائم القتل خارج نطاق القانون والسطو والاختطاف وتقويض سلطات الدولة.
وسجل الفريق الميداني للشبكة 34 حالة قتل، بينها 5 نساء، و3 أطفال، منها 4 حالات نتيجة طلق ناري، وحالتان نتيجة رواجع المقذوفات، وحالة واحدة تصفية للمعتقل في سجون الميليشيا بصنعاء، و3 حالات نتيجة أعمال القنص، و4 حالات نتيجة للقصف العشوائي على المنازل السكنية، و8 نتيجة انفجار لغم أرضي زرعته الميليشيات.
كما سجل الفريق 3 حالات اغتيال في محافظة إب ضد مجهول، بينهم الشابة ولاء صادق الجبري 19 عاماً بمحافظة إب، وقامت ميليشيات الحوثي باغتيال الشيخ الموالي لها أحمد الشعملي أثناء تناوله طعام الغداء في مطعم بصنعاء، كما سجل الفريق وفاة شيخ مسن (62 عاماً) بأزمة قلبية أثناء مراجعته عن أولاده المختطفين لدى ميليشيات الحوثي منذ عام دون أي تهمة.
أما جرائم الإصابة فقد وثقت الشبكة 36 حالة إصابة، بينهم طفلان و6 نساء.
وبينت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات في تقريرها الأسبوعي نهب الممتلكات والمصالح الخاصة ومداهمة المنازل؛ حيث سجل التقرير 19 حالة مداهمة وتفتيش لمنازل المواطنين، منها 9 حالات في محافظة إب، و3 حالات في محافظة صنعاء، و3 حالات في محافظة ذمار، وحالتان في ريمة، إضافة إلى حالتين في محافظة صعدة.
واشتمل التقرير على حالات للسطو المسلح على الممتلكات الخاصة وإحراق المنازل؛ حيث سجل الفريق حالة إحراق منزل المواطن علي أحمد الحبابي بمديرية يريم شمال محافظة إب، وسط انتشار كبير ومخيف لجرائم السرقات والسطو على الممتلكات العامة والخاصة في مختلف مديريات محافظة إب، الخاضعة لسيطرة الميليشيات الحوثية، وسرقة سيارته.
كما سجلت الشبكة 20 حالة سطو على أملاك وعقارات المواطنين من قبل قيادات حوثية في محافظة إب خلال فترة التقرير، إضافة إلى نهب منزل أحد المغتربين في المملكة، والاعتداء على النساء، ونهب جميع المقتنيات من ذهب وسلاح وجنابي في محافظة ذمار.
ورصد الفريق الميداني للشبكة اليمنية للحقوق والحريات 49 حالة تضرر للأعيان المدنية والمركبات، منها 32 حالة تضرر جزئي لمنازل المواطنين في مديرية حيس بمحافظة الحديدة، نتيجة القصف الهستيري والعشوائي لميليشيات الحوثي على منازل المدنيين.
كما طالت الانتهاكات المرافق الصحية والمستشفيات؛ حيث وثق الفريق 11 حالة انتهاكات طالت المستشفيات والقطاعات الصحية؛ حيث قصفت ميليشيات الحوثي مستشفى «22 مايو» في محافظة الحديدة، إضافة إلى مركزين صحيين آخرين، وإغلاق 8 مستشفيات في العاصمة صنعاء. كما جددت ميليشيات الحوثي قصفها على مطاحن البحر الأحمر في الحديدة و3 محطات بنزين أخرى.
وأظهر التقرير تقويض الميليشيات الإرهابية لسلطات الدولة، بعدما رصد التقرير 131 حالة انتهاك فيما يخص تقويض سلطات الدولة؛ حيث قامت الميليشيات بفصل 122 تربوياً، واستبدال آخرين موالين للحوثيين بهم، كما قامت الميليشيات الحوثية بتغيير 9 من مديري المدارس في صنعاء واستبدال آخرين موالين لهم بهم؛ حيث تعرض المعلم أحمد الحميدي لإصابة بالغة عقب تعرضه لإطلاق نار من قبل مسلحين حوثيين، في منطقة جرافة في محافظة إب.
ورصد التقرير قيام الميليشيات الحوثية بإصدار تعميمات تعسفية في الأوساط التربوية، تضمنت منع غياب أي معلم، رغم استمرار إيقاف مرتباتهم، ومنع العمل بجدول الطوارئ، ووضع البدائل والالتزام بدوام كامل.
كما رصد الفريق الميداني قيام ميليشيات الحوثي بنقل أسلحتها الثقيلة والمتوسطة إلى أحياء آهلة بالسكان، وكذلك إلى المساجد؛ حيث نقلت ميليشيات الحوثي مؤخراً كميات كبيرة من الأسلحة إلى بدروم مسجد السلام بحي الحصبة في صنعاء.
ولم تتوقف جرائم الانقلابيين عند هذا الحد؛ حيث أظهر التقرير وجود جرائم اختطافات واعتقالات تعسفية، ووثق الفريق الميداني للشبكة 12 حالة اختطاف وإخفاء قسري، طالت المدنيين في كل من ذمار وإب وصنعاء والحديدة. ورصد التقرير استمرار الميليشيات الحوثية في بيع المساعدات الإغاثية في الأسواق السوداء، وحرمان المستحقين منها.
أما بخصوص التجنيد مقابل الغذاء، فقد رصد الفريق إجبار 50 مواطناً في محافظة عمران على تجنيد أولادهم، مقابل اعتماد سلال غذائية تمنحها المنظمات الإغاثية.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».