اعتقال متهمين في قضية إسراء غريب... والمفتي يعلق على الحادث

مظاهرات نسائية لإقرار قوانين ضد العنف الأسري

جانب من مظاهرات أمس أمام مبنى الحكومة الفلسطينية بمدينة رام الله (وفا)
جانب من مظاهرات أمس أمام مبنى الحكومة الفلسطينية بمدينة رام الله (وفا)
TT

اعتقال متهمين في قضية إسراء غريب... والمفتي يعلق على الحادث

جانب من مظاهرات أمس أمام مبنى الحكومة الفلسطينية بمدينة رام الله (وفا)
جانب من مظاهرات أمس أمام مبنى الحكومة الفلسطينية بمدينة رام الله (وفا)

أعلن رئيس الوزراء الفلسطيني محمد أشتية، عقب جلسة الحكومة أمس (الاثنين)، اعتقال عدد من الأشخاص للتحقيق معهم، على خلفية وفاة الفتاة الفلسطينية إسراء غريب وما أثير حول ملابسات وفاتها، من تعرضها لعنف أسري أدى إلى مقتلها.
وقال أشتية في بيان نشرته وكالة الأنباء الرسمية الفلسطينية «وفا» إن «التحقيق في القضية ما زال مستمراً، ونحن في انتظار تقرير الفحوص المخبرية، فيما سيتم الإعلان عن النتائج حال استكمالها».
ولم يوضح رئيس الوزراء الفلسطيني في تصريحه عدد الموقوفين ودرجة قرابتهم للفتاة، إلا أن وسائل إعلام فلسطينية محلية، قد أوضحت اعتقال والد الفتاة وزوج شقيقتها للتحقيق معهما، ولم يتم إعلان أسماء المعتقلين حالياً حفاظاً على سير التحقيق في القضية.
وأثارت قضية وفاة الفتاة الفلسطينية إسراء غريب (21 عاماً) من مدينة بيت ساحور المجاورة لبيت لحم ضجة في الأراضي الفلسطينية، وسط اتهامات لأفراد عائلتها بقتلها.
كانت إسراء تعمل في مجال التجميل. وتقول الرواية التي يتم تداولها على مواقع التواصل الاجتماعي إن إسراء نشرت صورة لها ولخطيبها على حسابها على موقع «إنستغرام» أغضبت والدها وأشقاءها. وتضيف أن أفراد العائلة الذكور ضربوا إسراء ضرباً مبرحاً استدعى نقلها في الثامن من أغسطس (آب) الماضي إلى المستشفى، وهي مصابة بكسر في العمود الفقري وكدمات في أنحاء متفرقة من جسدها.
ونشرت إسراء لاحقاً صورة لها من المستشفى وهي مصابة وتضع لاصقاً على جبينها وتظهر آثار الكدمات على يدها اليسرى، معلقةً بأنها في حال جيدة.
لكن الفتاة التي خرجت من المستشفى عادت إليه ميتة. ونشرت الهيئة الفلسطينية المستقلة لحقوق الإنسان معلومات مفادها أنه بتاريخ 22 أغسطس، «وصلت الفتاة المذكورة إلى مستشفى بيت جالا الحكومي وقد فارقت الحياة».
وتؤكد عائلة الفتاة أن وفاتها كانت طبيعية نتيجة إصابتها بجلطة.
وتظاهرت عشرات النسوة الفلسطينيات أمس، أمام مبنى الحكومة الفلسطينية بمدينة رام الله في الضفة الغربية، تزامناً مع انعقاد الجلسة الأسبوعية لمجلس الوزراء الفلسطيني، وحملت النسوة لافتات تطالب بحقوقهن وتوفير الحماية لهن.
وكُتب على إحدى اللافتات التي وُقّعت باسم الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية «من حقنا قانون يحمينا ويحمي الأسر الفلسطينية، ونَعَم لإقرار قانون حماية الأسرة من العنف».
وقالت وزيرة شؤون المرأة الفلسطينية السابقة ماجدة المصري، خلال مشاركتها في المظاهرة لوكالة الصحافة الفرنسية: «جريمة القتل وقعت حسب المؤشرات كافة، وهذه المظاهرة اليوم ليست لمحاسبة مجموعة الجناة فقط، وإنما لمطالبة الحكومة بتحمل مسؤوليتها في إصدار قانون لحماية الأسرة». وأضافت المصري: «تم تقديم مسودة لقانون العقوبات منذ عام 2012 ولم يتم إقراره من قِبل الحكومة لغاية الآن».
من جانبه، طالب الاتحاد العام للمرأة الفلسطينية والمؤسسات النسوية بسرعة إصدار قانون حماية الأسرة من العنف، وأكد الاتحاد في بيان له أمس، ضرورة مراجعة مكونات منظومة الحماية الاجتماعية وما تتضمنه من إجراءات ورفع مستوى التنسيق بين الشركاء بهدف توفير الحماية اللازمة للنساء والفتيات وتعزيز المحاسبة والمساءلة.
كما أكد مراجعة عمل مراكز الحماية وتوحيد المقاربات والتدخلات، وتفعيل أدوات الوقاية من العنف من خلال تطوير أنظمة التعليم وتبني سياسات وتدابير فاعلة مستندة إلى القانون الأساسي الفلسطيني والاتفاقيات الدولية التي انضمت إليها دولة فلسطين، وتعزيز الوعي المجتمعي باتجاه رصد وتوثيق والإبلاغ عن حالات العنف.
وعبر هاشتاغ (كلنا_إسراء_غريب)، تفاعل مشاهير العالم العربي مع القضية، حيث غردت المطربة اللبنانية نانسي عجرم عبر حسابها على موقع التغريدات «تويتر»: «الشرف ليس بالقتل، الشرف ليس بالضرب والتعذيب والتعنيف. كلنا إسراء غريب واليوم وبأعلى صوت العدالة لازم تتحقق والقاتل لازم يتعاقب ويحاسب... هو وحده المجرم مش البنت اللي حبِّت وراحت تشوف خطيبها».
وغرّدت أيضاً الفنانة اللبنانية إليسا: «ما في شي يبرر القتل، ما شي أبداً أبداً أبداً. والشرف ليس معلقاً بالبنت وحياتها الخاصة، خلصنا رجعية». وأضافت أن الأسوأ من القتل مَن يبرر للجريمة أو ينصح بفعلها في الخفاء حفاظاً على سمعة العائلة وقالت: «القاتل هو السمعة السيئة، ليس البنت التي تحب».
كانت عائلة الفتاة قد ظهرت في أحد البرامج المحلية تحكي رواية أخرى عن قفز الفتاة من شرفتها وسقوطها وهو ما أدى إلى إصابتها بكسر في العمود الفقري، وظهر زوج شقيقتها في أحد المقاطع المصورة قائلاً إن إسراء «مسّها جن»، وهو الأمر الذي قوبل باستهجان من مستخدمي وسائل التواصل الاجتماعي، والذي نفاه المفتي العام لقوى الأمن الشيخ محمد صلاح قائلاً: «لا يوجد شيء اسمه تلبس بالجن»، وفقاً لتصريحاته لوكالة «معا» الفلسطينية.
وأضاف صلاح أن دائرة الإفتاء الفلسطينية منذ عام 1997 كانت قد منعت وحذرت الشيوخ من قراءة القرآن في المساجد أو البيوت على الناس الذي يدّعون أنهم مسّهم الجن.
وأكد أنه لا يوجد في فلسطين ما تسمى دائرة الرقية الشرعية، واصفاً ذلك الكلام بـ«الكذب والزور والبهتان».
وقال الشيخ، تعقيباً على قضية إسراء غريب: «في الحالتين إذا قُتلت على خلفية شرف أو كما يدّعون أنها ملبوسة بالجن وثبت ذلك، سيكون قتلاً مع سبق الإصرار وسينال الجناة عقابهم».
ويشهد المجتمع الفلسطيني العديد من جرائم القتل تحت مسمى «قضايا الشرف»، ويتم استغلال قانون العقوبات الأردني المعمول به في الأراضي الفلسطينية منذ عام 1960، إذ أقصى عقوبة يمكن أن تُفرض على الجاني في مثل هذه الجرائم هو السجن لمدة لا تزيد على ثلاثة أشهر، وذلك حسبما ذكرت وكالة الصحافة الفرنسية.
كان النائب العام الفلسطيني المستشار أكرم الخطيب، قد قال إن نتائج التحقيقات في قضية إسراء غريب ستعلَن حال انتهائها.
ودعا الخطيب، خلال لقاء موسع عُقد في محافظة بيت لحم، الأحد الماضي، إلى إتاحة الفرصة أمام النيابة من أجل استكمال الإجراءات، لما له من أهمية كبيرة بسبب ما أُثير من رأي عام محلي وإقليمي، وحتى دولي.
وأكد أن تحقيقات النيابة العامة ليست ردة فعل، وإنما تجري وفق القانون وهي ليست إجراءات بطيئة كما يحاول البعض الترويج لها، مضيفاً أن هذا النوع من القضايا حساس ويحتاج إلى وقت.
وتابع الخطيب حسب تصريحاته لوكالة «وفا» الفلسطينية: «أن الإجراءات والتحقيقات حال انتهائها لن تكون سرية، لأن هذه القضية أصبحت قضية رأي عام ونحن ملزمون بوضع المجتمع في صورة ما جرى، لكننا نعمل بصمت وهدوء حتى نحصل على النتائج المطلوبة».


مقالات ذات صلة

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

أميركا اللاتينية عناصر من الشرطة المكسيكية، في إسكوبيدو، المكسيك 20 أبريل 2022 (رويترز)

العثور على 5 جثث مقطعة في شاحنة بالمكسيك

عُثر على 5 جثث على الأقل مقطَّعة الأوصال، الخميس، بشاحنة في غواناخواتو بوسط المكسيك التي تشهد حرباً مفتوحة بين كارتلات المخدرات، على ما أفادت به السلطات.

«الشرق الأوسط» (مكسيكو سيتي)
المشرق العربي تظهر الصورة زنزانة في سجن صيدنايا الذي عُرف بأنه «مسلخ بشري» في عهد نظام الأسد بينما يبحث رجال الإنقاذ السوريون عن أقبية مخفية محتملة في المنشأة في دمشق في 9 ديسمبر 2024 (أ.ف.ب)

محققو الأمم المتحدة أعدوا قوائم بآلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا

وضع محققون تابعون للأمم المتحدة قوائم سرية بأربعة آلاف من مرتكبي جرائم خطيرة في سوريا، آملين مع سقوط الرئيس بشار الأسد بضمان المحاسبة.

«الشرق الأوسط» (جنيف)
المشرق العربي صورة ملتقطة في 4 ديسمبر 2020 في جنيف بسويسرا تظهر غير بيدرسن المبعوث الخاص للأمم المتحدة إلى سوريا خلال مؤتمر صحافي (د.ب.أ)

مبعوث الأمم المتحدة يندد ﺑ«وحشية لا يمكن تصورها» في سجون نظام الأسد

قال مبعوث الأمم المتحدة إلى سوريا إن الفظاعات التي شهدها سجن «صيدنايا» ومراكز الاحتجاز الأخرى في سوريا، تعكس «الوحشية التي لا يمكن تصورها» التي عاناها السوريون.

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أوروبا الطفلة البريطانية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 (متداولة)

القضاء البريطاني يدين بالقتل والدَي طفلة توفيت جرّاء الضرب

أدان القضاء البريطاني والدَي الطفلة الإنجليزية الباكستانية الأصل سارة شريف التي قضت بفعل الضرب في أغسطس 2023 بعد تعرضها لسوء المعاملة على مدى سنوات.

«الشرق الأوسط» (لندن)
أوروبا نساء أيزيديات يرفعن لافتات خلال مظاهرة تطالب بحقوقهن والإفراج عن المختطفين لدى تنظيم «داعش» المتطرف في الموصل بالعراق... 3 يونيو 2024 (رويترز)

السجن 10 سنوات لهولندية استعبدت امرأة أيزيدية في سوريا

قضت محكمة هولندية بالسجن عشر سنوات بحق امرأة هولندية أدينت بارتكاب جرائم ضد الإنسانية بإبقائها امرأة أيزيدية عبدة في سوريا.

«الشرق الأوسط» (لاهاي)

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
TT

الحوثيون يواجهون مخاوفهم من مصير الأسد بالقمع والتحشيد

طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)
طلاب في جامعة البيضاء أجبرتهم الجماعة الحوثية على المشاركة في فعاليات تعبوية (إعلام حوثي)

ضمن مخاوف الجماعة الحوثية من ارتدادات تطورات الأوضاع في سوريا على قوتها وتراجع نفوذ محور إيران في منطقة الشرق الأوسط؛ صعّدت الجماعة من ممارساتها بغرض تطييف المجتمع واستقطاب أتباع جدد ومنع اليمنيين من الاحتفال بسقوط نظام بشار الأسد.

واستهدفت الجماعة، حديثاً، موظفي مؤسسات عمومية وأخرى خاصة وأولياء أمور الطلاب بالأنشطة والفعاليات ضمن حملات التعبئة التي تنفذها لاستقطاب أتباع جدد، واختبار ولاء منتسبي مختلف القطاعات الخاضعة لها، كما أجبرت أعياناً قبليين على الالتزام برفد جبهاتها بالمقاتلين، ولجأت إلى تصعيد عسكري في محافظة تعز.

وكانت قوات الحكومة اليمنية أكدت، الخميس، إحباطها ثلاث محاولات تسلل لمقاتلي الجماعة الحوثية في جبهات محافظة تعز (جنوب غربي)، قتل خلالها اثنان من مسلحي الجماعة، وتزامنت مع قصف مواقع للجيش ومناطق سكنية بالطيران المسير، ورد الجيش على تلك الهجمات باستهداف مواقع مدفعية الجماعة في مختلف الجبهات، وفق ما نقله الإعلام الرسمي.

الجيش اليمني في تعز يتصدى لأعمال تصعيد حوثية متكررة خلال الأسابيع الماضية (الجيش اليمني)

وخلال الأيام الماضية اختطفت الجماعة الحوثية في عدد من المحافظات الخاضعة لسيطرتها ناشطين وشباناً على خلفية احتفالهم بسقوط نظام الأسد في سوريا، وبلغ عدد المختطفين في صنعاء 17 شخصاً، قالت شبكة حقوقية يمنية إنهم اقتيدوا إلى سجون سرية، في حين تم اختطاف آخرين في محافظتي إب وتعز للأسباب نفسها.

وأدانت الشبكة اليمنية للحقوق والحريات حملة الاختطافات التي رصدتها في العاصمة المختطفة صنعاء، مشيرة إلى أنها تعكس قلق الجماعة الحوثية من انعكاسات الوضع في سوريا على سيطرتها في صنعاء، وخوفها من اندلاع انتفاضة شعبية مماثلة تنهي وجودها، ما اضطرها إلى تكثيف انتشار عناصرها الأمنية والعسكرية في شوارع وأحياء المدينة خلال الأيام الماضية.

وطالبت الشبكة في بيان لها المجتمع الدولي والأمم المتحدة والمنظمات الحقوقية بإدانة هذه الممارسات بشكل واضح، بوصفها خطوة أساسية نحو محاسبة مرتكبيها، والضغط على الجماعة الحوثية للإفراج عن جميع المختطفين والمخفيين قسراً في معتقلاتها، والتحرك الفوري لتصنيفها منظمة إرهابية بسبب تهديدها للأمن والسلم الإقليميين والدوليين.

تطييف القطاع الطبي

في محافظة تعز، كشفت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» عن أن الجماعة الحوثية اختطفت عدداً من الشبان في منطقة الحوبان على خلفية إبداء آرائهم بسقوط نظام الأسد، ولم يعرف عدد من جرى اختطافهم.

تكدس في نقطة تفتيش حوثية في تعز حيث اختطفت الجماعة ناشطين بتهمة الاحتفال بسقوط الأسد (إكس)

وأوقفت الجماعة، بحسب المصادر، عدداً كبيراً من الشبان والناشطين القادمين من مناطق سيطرة الحكومة اليمنية، وأخضعتهم للاستجواب وتفتيش متعلقاتهم الشخصية وجوالاتهم بحثاً عمّا يدل على احتفالهم بتطورات الأحداث في سوريا، أو ربط ما يجري هناك بالوضع في اليمن.

وشهدت محافظة إب (193 كيلومتراً جنوب صنعاء) اختطاف عدد من السكان للأسباب نفسها في عدد من المديريات، مترافقاً مع إجراءات أمنية مشددة في مركز المحافظة ومدنها الأخرى، وتكثيف أعمال التحري في الطرقات ونقاط التفتيش.

إلى ذلك، أجبرت الجماعة عاملين في القطاع الطبي، بشقيه العام والخاص، على حضور فعاليات تعبوية تتضمن محاضرات واستماع لخطابات زعيمها عبد الملك الحوثي، وشروحات لملازم المؤسس حسين الحوثي، وأتبعت ذلك بإجبارهم على المشاركة في تدريبات عسكرية على استخدام مختلف الأسلحة الخفيفة والمتوسطة والقنابل اليدوية وزراعة الألغام والتعامل مع المتفجرات.

وذكرت مصادر طبية في صنعاء أن هذه الإجراءات استهدفت العاملين في المستشفيات الخاصعة لسيطرة الجماعة بشكل مباشر، سواء العمومية منها، أو المستشفيات الخاصة التي استولت عليها الجماعة بواسطة ما يعرف بالحارس القضائي المكلف بالاستحواذ على أموال وممتلكات معارضيها ومناهضي نفوذها من الأحزاب والأفراد.

زيارات إجبارية للموظفين العموميين إلى معارض صور قتلى الجماعة الحوثية ومقابرهم (إعلام حوثي)

وتتزامن هذه الأنشطة مع أنشطة أخرى شبيهة تستهدف منتسبي الجامعات الخاصة من المدرسين والأكاديميين والموظفين، يضاف إليها إجبارهم على زيارة مقابر قتلى الجماعة في الحرب، وأضرحة عدد من قادتها، بما فيها ضريح حسين الحوثي في محافظة صعدة (233 كيلومتراً شمال صنعاء)، وفق ما كانت أوردته «الشرق الأوسط» في وقت سابق.

وكانت الجماعة أخضعت أكثر من 250 من العاملين في الهيئة العليا للأدوية خلال سبتمبر (أيلول) الماضي، وأخضعت قبلهم مدرسي وأكاديميي جامعة صنعاء (أغلبهم تجاوزوا الستين من العمر) في مايو (أيار) الماضي، لتدريبات عسكرية مكثفة، ضمن ما تعلن الجماعة أنه استعداد لمواجهة الغرب وإسرائيل.

استهداف أولياء الأمور

في ضوء المخاوف الحوثية، ألزمت الجماعة المدعومة من إيران أعياناً قبليين في محافظة الضالع (243 كيلومتراً جنوب صنعاء) بتوقيع اتفاقية لجمع الأموال وحشد المقاتلين إلى الجبهات.

موظفون في القطاع الطبي يخضعون لدورات قتالية إجبارية في صنعاء (إعلام حوثي)

وبينما أعلنت الجماعة ما وصفته بالنفير العام في المناطق الخاضعة لسيطرتها من المحافظة، برعاية أسماء «السلطة المحلية» و«جهاز التعبئة العامة» و«مكتب هيئة شؤون القبائل» التابعة لها، أبدت أوساط اجتماعية استياءها من إجبار الأعيان والمشايخ في تلك المناطق على التوقيع على وثيقة لإلزام السكان بدفع إتاوات مالية لصالح المجهود الحربي وتجنيد أبنائهم للقتال خلال الأشهر المقبلة.

في السياق نفسه، أقدمت الجماعة الانقلابية على خصم 10 درجات من طلاب المرحلة الأساسية في عدد من مدارس صنعاء، بحة عدم حضور أولياء الأمور محاضرات زعيمها المسجلة داخل المدارس.

ونقلت المصادر عن عدد من الطلاب وأولياء أمورهم أن المشرفين الحوثيين على تلك المدارس هددوا الطلاب بعواقب مضاعفة في حال استمرار تغيب آبائهم عن حضور تلك المحاضرات، ومن ذلك طردهم من المدارس أو إسقاطهم في عدد من المواد الدراسية.

وأوضح مصدر تربوي في صنعاء لـ«الشرق الأوسط» أن تعميماً صدر من قيادات عليا في الجماعة إلى القادة الحوثيين المشرفين على قطاع التربية والتعليم باتباع جميع الوسائل للتعبئة العامة في أوساط أولياء الأمور.

مقاتلون حوثيون جدد جرى تدريبهم وإعدادهم أخيراً بمزاعم مناصرة قطاع غزة (إعلام حوثي)

ونبه المصدر إلى أن طلب أولياء الأمور للحضور إلى المدارس بشكل أسبوعي للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة هو أول إجراء لتنفيذ هذه التعبئة، متوقعاً إجراءات أخرى قد تصل إلى إلزامهم بحضور فعاليات تعبوية أخرى تستمر لأيام، وزيارة المقابر والأضرحة والمشاركة في تدريبات قتالية.

وبحسب المصدر؛ فإن الجماعة لا تقبل أي أعذار لتغيب أولياء الأمور، كالسفر أو الانشغال بالعمل، بل إنها تأمر كل طالب يتحجج بعدم قدرة والده على حضور المحاضرات بإقناع أي فرد آخر في العائلة بالحضور نيابة عن ولي الأمر المتغيب.