الفيضانات تضرب 14 ولاية سودانية وتخلف 187 قتيلاً ومصاباً

جسر جوي سعودي لإغاثة المتضررين جراء السيول

طائرة شحن سعودية تحمل مواد إيوائية وطبية إلى السودان أمس (واس)
طائرة شحن سعودية تحمل مواد إيوائية وطبية إلى السودان أمس (واس)
TT

الفيضانات تضرب 14 ولاية سودانية وتخلف 187 قتيلاً ومصاباً

طائرة شحن سعودية تحمل مواد إيوائية وطبية إلى السودان أمس (واس)
طائرة شحن سعودية تحمل مواد إيوائية وطبية إلى السودان أمس (واس)

تضررت 14 ولاية سودانية من السيول والأمطار التي اجتاحت مناطق واسعة من البلاد، وأدت إلى مقتل 78 مواطناً، وإصابة 109. وسببت خسائر جسيمة في الممتلكات الخاصة والعامة، والمرافق الخدمية الأساسية (المستشفيات والمدارس)، ولا تزال السلطات تواصل حصر حجم الأضرار الكبيرة والكارثية التي خلفتها السيول والأمطار.
وأعلنت السعودية أمس إرسال، طائرتان تمثلان أولى طلائع الجسر الجوي السعودي، الذي سيَّره مركز الملك سلمان للإغاثة والأعمال الإنسانية، تحملان مواد إيوائية وطبية إلى السودان، تمهيداً لنقلها إلى المناطق المتضررة من السيول هناك، يرافقهما فريق متخصص من المركز لمتابعة عمليات التوزيع والإشراف عليها.
وأوضح الدكتور عبد الله الربيعة، المستشار بالديوان الملكي المشرف العام على المركز، أن الجسر الإغاثي يأتي تنفيذاً لتوجيهات القيادة السعودية، بتقديم الإغاثة العاجلة للأشقاء السودانيين، مشيراً إلى أنه «سيتم تقديم المساعدات الإغاثية للمناطق المتضررة في ولاية الخرطوم وولاية النيل الأبيض وولاية نهر النيل، وتشمل 1000 خيمة، و6 آلاف بطانية، وألفي بساط، فضلاً عن تقديم أجهزة رش مزودة بالمبيدات اللازمة لمنع انتقال الأوبئة والأمراض، ومواد ومحاليل طبية تزن 5 أطنان، إضافة إلى توزيع 1500 سلة غذائية للمحتاجين، تزن 111 طناً»، مبيناً أن هذه المساعدات تبرز الدور المحوري للسعودية على مستوى العالم في تقديم المساعدات للمحتاجين أينما كانوا، بكل حيادية.
وتأتي المساعدات الإنسانية السعودية في إطار مواجهة موجة السيول التي اجتاحت عدداً من المدن السودانية، وفاقت مناسيب المياه هذا الموسم، السيول والفيضانات التي شهدتها أقاليم السودان في الفيضان القياسي عام 1988، وخلفت أضراراً تأثرت بها بشكل خاص العاصمة الخرطوم.
وبحسب الإحصائيات الأولية الرسمية لـ«مفوضية العون الإنساني»، توفي 78 وأصيب 109 أشخاص، وتوقعت الإحصاءات أن يكون أعداد الضحايا أكبر من الرقم المرصود؛ وذلك بسبب صعوبة الوصول إلى كثير من المناطق المتضررة بالبلاد.
وأطلقت حكومة ولاية النيل الأبيض نداء استغاثة للسلطات في الخرطوم والمنظمات الإنسانية الإقليمية والدولية، للتدخل العاجل لمواجهة الأوضاع التي وصفتها بالكارثية.
وأجبرت السيول والأمطار 32 ألف شخص في منطقة «ود رملي»، ضواحي الخرطوم؛ لمغادرة المنطقة، وإيواء 5 آلاف منهم في معسكر قريب في ظروف صعبة للغاية.
وتحولت مواجهة آثار السيول والأمطار، واحداً من أولويات قضايا مجلس السيادة ورئيس الوزراء، وتم تكوين لجنة عليا للطوارئ لمتابعة الولايات المتأثرة وتقديم الإعانات، ورأى المجلس أن الأوضاع لا ترقى لإعلان البلاد منطقة كوارث.
وقال نائب مفوض العون الإنساني، محمد فضل الله سراج الدين، في آخر تصريحات له عن الموقف في البلاد، إن عدد الأسر المتأثرة 35.239، والأفراد 340 ألفاً، 45 في المائة منهم بولاية النيل الأبيض.
من جانبه، قال وكيل وزارة الصحة الاتحادية المكلف، الدكتور سليمان عبد الجبار، إن عدد المحليات المتأثر بالبلاد بلغ 65 محلية، ونحو257 من القرى والفرقان والأحياء.
وأشار إلى أن العدد الكلي للمنازل المنهارة كليّاً بلغ 22676 منزلاً، في حين بلغ عدد المنازل المنهارة جزئيّا 13074 منزلاً وانهيار نحو 8780 مرحاضاً، ونفوق نحو 3636 من الحيوانات، وتأثر 150 من المرافق العامة بكل أنحاء السودان.



«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
TT

«الوفد» المصري يدخل أزمة جديدة بعد فصل أحد قادته

رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)
رئيس «الوفد» الحالي عبد السند يمامة وإلى جواره رئيسه الأسبق السيد البدوي خلال أحد أنشطة الحزب (حزب الوفد)

دخل حزب «الوفد» المصري العريق في أزمة جديدة، على خلفية قرار رئيسه عبد السند يمامة، فصل أحد قادة الحزب ورئيسه الأسبق الدكتور السيد البدوي، على خلفية انتقادات وجَّهها الأخير إلى الإدارة الحالية، وسط مطالبات باجتماع عاجل للهيئة العليا لاحتواء الأزمة، فيما حذَّر خبراء من «موجة انشقاقات» تضرب الحزب.

وانتقد البدوي في حديث تلفزيوني، دور حزب الوفد الراهن، في سياق حديثه عمّا عدَّه «ضعفاً للحياة الحزبية» في مصر. وأعرب البدوي عن استيائه من «تراجع أداء الحزب»، الذي وصفه بأنه «لا يمثل أغلبية ولا معارضة» ويعد «بلا شكل».

وذكر البدوي، أن «انعدام وجوده (الوفد) أفقد المعارضة قيمتها، حيث كان له دور بارز في المعارضة».

و«الوفد» من الأحزاب السياسية العريقة في مصر، وهو الثالث من حيث عدد المقاعد داخل البرلمان، بواقع 39 نائباً. في حين خاض رئيسه عبد السند يمامة، انتخابات الرئاسة الأخيرة، أمام الرئيس عبد الفتاح السيسي، وحصل على المركز الرابع والأخير.

المقر الرئيسي لحزب «الوفد» في القاهرة (حزب الوفد)

وأثارت تصريحات البدوي استياء يمامة، الذي أصدر مساء الأحد، قراراً بفصل البدوي من الحزب وجميع تشكيلاته.

القرار ووجه بانتقادات واسعة داخل الحزب الليبرالي، الذي يعود تأسيسه إلى عام 1919 على يد الزعيم التاريخي سعد زغلول، حيث اتهم عدد من قادة الحزب يمامة بمخالفة لائحة الحزب، داعين إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا.

ووصف عضو الهيئة العليا للحزب فؤاد بدراوي قرار فصل البدوي بـ«الباطل»، موضحاً لـ«الشرق الأوسط» أن «لائحة الحزب تنظم قرارات فصل أي قيادي بالحزب أو عضو بالهيئة العليا، حيث يتم تشكيل لجنة تضم 5 من قيادات الحزب للتحقيق معه، ثم تُرفع نتيجة التحقيق إلى (الهيئة العليا) لتتخذ قرارها».

وأكد بدراوي أن عدداً من قيادات الحزب «دعوا إلى اجتماع طارئ للهيئة العليا قد يُعقد خلال الساعات القادمة لبحث الأزمة واتخاذ قرار»، معتبراً أن «البدوي لم يخطئ، فقد أبدى رأياً سياسياً، وهو أمر جيد للحزب والحياة الحزبية».

ويتخوف مراقبون من أن تتسبب الأزمة في تعميق الخلافات الداخلية بالحزب، مما يؤدي إلى «موجة انشقاقات»، وقال أستاذ العلوم السياسية بجامعة القاهرة الدكتور طارق فهمي لـ«الشرق الأوسط» إن «مشكلة فصل البدوي قد تؤدي إلى موجة انشقاقات داخل الحزب، وهي ظاهرة مرشحة للتفاقم في الحياة السياسية المصرية خلال الفترة القادمة، فمشكلة (الوفد) مثل باقي الأحزاب... لا توجد قناعة بتعدد الآراء والاستماع لجميع وجهات النظر».

وأكد فهمي أن «اجتماع الهيئة العليا لحزب (الوفد) لن يحل الأزمة، والحل السياسي هو التوصل إلى تفاهم، للحيلولة دون حدوث انشقاقات، فمشكلة (الوفد) أنه يضم تيارات وقيادات كبيرة تحمل رؤى مختلفة دون وجود مبدأ استيعاب الآراء كافة، وهو ما يؤدي إلى تكرار أزمات الحزب».

وواجه الحزب أزمات داخلية متكررة خلال السنوات الأخيرة، كان أبرزها إعلان عدد من قياداته في مايو (أيار) 2015 إطلاق حملة توقيعات لسحب الثقة من رئيسه حينها السيد البدوي، على خلفية انقسامات تفاقمت بين قياداته، مما أدى إلى تدخل الرئيس عبد الفتاح السيسي في الأزمة، حيث اجتمع مع قادة «الوفد» داعياً جميع الأطراف إلى «إعلاء المصلحة الوطنية، ونبذ الخلافات والانقسامات، وتوحيد الصف، وتكاتف الجهود في مواجهة مختلف التحديات»، وفق بيان للرئاسة المصرية حينها.

وأبدى فهمي تخوفه من أن «عدم التوصل إلى توافق سياسي في الأزمة الحالية قد يؤدي إلى مواجهة سياسية بين قيادات (الوفد)، ومزيد من قرارات الفصل، وهو ما سيؤثر سلباً على مكانة الحزب».

في حين رأى نائب مدير «مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» في مصر الدكتور عمرو هاشم ربيع، أن «(الوفد) سيتجاوز هذه الأزمة كما تجاوز مثلها»، وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «الأزمة ستمر مثل كثير من الأزمات، لكنها لن تمر بسهولة، وستحدث عاصفة داخل الحزب».

واستنكر ربيع فصل أحد قيادات حزب ليبرالي بسبب رأيه، قائلاً: «من الغريب أن يقوم رئيس حزب ليبرالي ينادي بحرية التعبير بفصل أحد قياداته بسبب رأيه».

كان البدوي قد أعرب عن «صدمته» من قرار فصله، وقال في مداخلة تلفزيونية، مساء الأحد، إن القرار «غير قانوني وغير متوافق مع لائحة الحزب»، مؤكداً أنه «لا يحق لرئيس الحزب اتخاذ قرار الفصل بمفرده».

وأثار القرار ما وصفها مراقبون بـ«عاصفة حزبية»، وأبدى عدد كبير من أعضاء الهيئة العليا رفضهم القرار، وقال القيادي البارز بحزب «الوفد» منير فخري عبد النور، في مداخلة تلفزيونية، إن «القرار يأتي ضمن سلسلة قرارات مخالفة للائحة الحزب، ولا بد أن تجتمع الهيئة العليا لمناقشة القرار».

ورأى عضو الهيئة العليا لحزب «الوفد» عضو مجلس النواب محمد عبد العليم داوود، أن قرار فصل البدوي «خطير»، وقال في مداخلة تلفزيونية إن «القرار لا سند له ولا مرجعية».

وفي يوليو (تموز) الماضي، شهد الحزب أزمة كبرى أيضاً بسبب مقطع فيديو جرى تداوله على نطاق واسع، على منصات التواصل الاجتماعي، يتعلق بحديث لعدد من الأشخاص، قيل إنهم قيادات بحزب «الوفد»، عن بيع قطع أثرية؛ مما أثار اتهامات لهم بـ«الاتجار غير المشروع في الآثار».