مدن سعودية تتحول إلى صديقة لذوي الإعاقة قبل 2020

ضمن مشروع تنفذه أمانة المنطقة الشرقية من أجل «أنسنة المدن»

ألعاب خاصة بذوي الإعاقة
ألعاب خاصة بذوي الإعاقة
TT

مدن سعودية تتحول إلى صديقة لذوي الإعاقة قبل 2020

ألعاب خاصة بذوي الإعاقة
ألعاب خاصة بذوي الإعاقة

كشف أمين المنطقة الشرقية المهندس فهد بن محمد الجبير، أن أمانة المنطقة الشرقية توشك على الانتهاء من تنفيذ مشروع تحويل مدن حاضرة الدمام، لتصبح صديقة لذوي الإعاقة قبل عام 2020، بينما أكد أن الأمانة عازمة على تنفيذ خطتها لتكون محافظة الخبر ضمن أفضل 100 مدينة عالمية.
وأوضح الجبير في تصريح صحافي، أن الأمانة قامت خلال الفترة الماضية بإعداد دراسة متكاملة لإعداد الدراسات والتصاميم والأدلة الهندسية، لتطبيق معايير الوصول الشامل بمدن حاضرة الدمام لتصبح مدناً صديقة لذوي الإعاقة وكبار السن، بهدف تمكينهم من المشاركة بشكل كامل في المجتمع، وباستقلالية تامة، من خلال الوصول - اعتماداً على أنفسهم - إلى كافة الأماكن والأنشطة بشكل يسير، يكفل لهم المساواة مع بقية أفراد المجتمع.
وتابع أمين المنطقة الشرقية بأن المشروع يعمل على تذليل العقبات التي تقيدهم وتحد من إنتاجيتهم واستقلالهم في المجتمع، تنفيذاً للتوجيهات التي تنص على وجوب تأمين حركة تنقل سهلة للمعاقين وكبار السن.
وأكد الجبير أنه يتم حالياً عمل ممرات للمشاة، ومجاورات سكنية، وستكون جاهزة خلال الثلاث سنوات المقبلة، لخدمة المواطن والمقيم ضمن برنامج «أنسنة المدن» وجعلها مريحة أكثر للمواطن، لتعزيز الانتماء والوطنية.
وذكر أمين المنطقة الشرقية أن الأمانة تعمل على تطوير الواجهات البحرية والمدن الساحلية، والتي تعتبر جزءاً من المشروعات التنموية الخدمية التي تخدم المواطن والمقيم، مضيفاً أن الأمانة تسعى لتجهيز واجهات بحرية بمواصفات عالمية لتنافس المدن الساحلية العالمية؛ حيث تستهدف تطوير وتعزيز السياحة الداخلية، عبر تنفيذ مشروعات تنموية سياحية تخدم الزائر والسائح. وهذه المشروعات تأتي من مسؤولية الأمانة الاجتماعية، وبالشراكة مع الجهات الأخرى.
وشدد الجبير على أن الشواطئ البحرية عامل جذب سياحي مهم، وهو ما عملت عليه الأمانة، من خلال قيام وكالة التعمير والمشروعات ووكالة الاستثمار بالأمانة في المساهمة في عملية الجذب السياحي، عبر تنفيذ متطلبات السائح، من خلال تجهيز الشواطئ والواجهات البحرية، وتنفيذ حزمة من المشروعات الكبيرة في الواجهات البحرية، في الدمام والخبر ورأس تنورة والقطيف والجبيل والخفجي.
وكشف أن أمانة الشرقية قامت مؤخراً بوضع اشتراطات خاصة للمستثمرين الذين يرغبون في إقامة مشروعات سياحية استثمارية على الواجهات البحرية، مثل المطاعم، إذ تم اشتراط أن تكون نسبة المباني التي ستقام 5 في المائة فقط، وبقية المساحة تكون عبارة عن خدمات، وهو ما يبحث عنه السائحون ومرتادو هذه الأماكن.
كما أكد أن الأمانة قامت بعمل مهرجانات ومشروعات سياحية بقصد تنشيط السياحة الداخلية، عبر إقامة مهرجانات بالشراكة مع كثير من الجهات، مثل: مهرجان سفاري بقيق، ومهرجان النعيرية، ومهرجان الخفجي. كما خصصت الأمانة أرضاً بمساحة 6 ملايين متر مربع، لإقامة متنزه بري «مؤقت»، بهدف إقامة المخيمات التي تلقى رواجاً كبيراً في موسم الشتاء والربيع، من قبل المواطنين والمقيمين؛ حيث تم تجهيزها بشكل تقني عالٍ، ساهم بشكل كبير في تقديم خدمة أكثر من 2000 مخيم العام الماضي.
وفيما يتعلق باستعدادات الأمانة لليوم الوطني، أكد الجبير على أن الأمانة بدأت مبكراً في الاستعداد لهذا اليوم المجيد العزيز على نفوس الجميع، إذ تم توجيه كافة الوكالات والإدارات والبلديات التابعة والمرتبطة بضرورة الاستعداد الجيد، وتنفيذ عمل مميز في اليوم الوطني الـ89 للمملكة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».