تصاعد الجدل حول «قائمة مواطنة» في الهند

مليونان غالبيتهم مسلمون قد يصبحون بلا جنسية

TT

تصاعد الجدل حول «قائمة مواطنة» في الهند

تصاعدت الانتقادات في الهند لقائمة مثيرة للجدل، قد يصبح نحو مليوني شخص، يعتقد أن معظمهم من المسلمين، بلا جنسية بموجبها. كان حزب رئيس الوزراء ناريندرا مودي، الهندوسي القومي «بهاراتيا جاناتا»، الذي يدير ولاية أسام، حيث تم إعداد لوائح «السجل الوطني للمواطنين»، دافع عن القائمة التي اعتبر أنها ضرورية لكشف «المتسللين الأجانب». إلا أن معارضين أشاروا إلى أن السجل يعكس هدف حزب مودي المتمثل بخدمة الهندوس، إذ يتوقع أن تكون غالبية من يتم استثناؤهم من المسلمين. لكن يبدو أن نتائج الاستراتيجية جاءت معاكسة، مع إشارة قادة محليين في الحزب الحاكم إلى أن قائمة سجل تعداد المواطنين استثنت العديد من الهندوس من الناطقين باللغة البنغالية، الذين يعدّون قوة ناخبة أساسية بالنسبة للحزب.
وقال رئيس حزب «بهاراتيا جاناتا» في أسام، رانجيت كومار داس، مساء أول من أمس، «لا نثق في هذا السجل الوطني للمواطنين. نشعر بامتعاض كبير (...) لقد شمل أشخاصاً كثيرين يحملون وثائق مزورة»، بينما تم استثناء 200 ألف «هندي أصلي». ويحق لمن تم استثناؤهم الطعن بالقرار في غضون 120 يوماً لدى محاكم خاصة للأجانب. وأكد داس أن قادة الحزب المحليين سيتحركون لحماية «المواطنين الهنود الأصليين» إذا رفضت المحاكم الطعون.
واستثنت القائمة كذلك نحو 100 ألف من الجوركا الناطقين باللغة البنغالية، وفق ما أعلنت رئيسة وزراء ولاية غرب البنغال ماماتا بانرجي، أمس، واصفة السجل الوطني للمواطنين بـ«المهزلة». بدوره، دعا المفوض الأعلى للاجئين في الأمم المتحدة فيليبو غراندي، الحكومة الهندية، أمس، إلى الامتناع عن اعتقال أو ترحيل أي شخص لم يتم التحقق من جنسيته حلال عملية التعداد. وقال في بيان إن «أي عملية يمكن أن تترك عدداً كبيراً من الأشخاص من دون جنسية تشكل ضربة ضخمة للجهود العالمية للقضاء على حالات انعدام الجنسية». وشهدت ولاية أسام تدفقاً كبيراً للمهاجرين من مناطق أخرى، بما في ذلك خلال الاستعمار البريطاني وفي فترة حرب الاستقلال في بنغلاديش عندما فر الملايين إلى الهند. ولا يتم إدراج إلا من تمكنوا من إثبات أن وجودهم ووجود عائلاتهم في الهند يعود إلى ما قبل 1971 في السجل الوطني للمواطنين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».