مُقتنيات نادرة في المتاحف المصرية تروي قصص حب شهيرة

تعرض قطعاً لفاروق وناريمان وأخناتون ونفرتيتي وجنكيز خان

تمثال للملك أخناتون والملكة نفرتيتي
تمثال للملك أخناتون والملكة نفرتيتي
TT

مُقتنيات نادرة في المتاحف المصرية تروي قصص حب شهيرة

تمثال للملك أخناتون والملكة نفرتيتي
تمثال للملك أخناتون والملكة نفرتيتي

مُقتنيات وقطع أثرية نادرة متناثرة بين معروضات المتاحف المصرية، تروي قصص حب متنوعة، أبطالها من الملوك والأمراء بجانب عشاق مجهولين. قد تكون منديلاً قماشياً بسيطاً، أو تمثالاً شاهق الارتفاع، أو لوحة على جدار قديم، ورغم رحيل بعض أصحابها عن الحياة منذ آلاف السنين، فإنها لا تزال شاهدة على قصص العشق، لتخبر العالم بها.
وتوثق بعض مقتنيات متحف الفن الإسلامي بوسط القاهرة جانباً من قصة حب «قيس وليلى» عبر رسومات تاريخية على باب يعود إلى العصر الصفوي كان يزين قصر الأربعين بمدينة أصفهان في القرن الحادي عشر الهجري، وتروي الصور قصة العاشقين بتصوير قيس في مراحل مختلفة عندما كان يتجول وسط الناس متغزلاً في محبوبته، إلى أن اعْتزل العالم وهام في الصحراء عقب زواج ليلى من رجل آخر.
الدكتور عبد الحميد عبد السلام مدير إدارة التدريب والنشر العلمي بمتحف الفن الإسلامي يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المتحف يضم العديد من المُقتنيات والقطع التي ترتبط بقصص حب تاريخية، أو زواج بعض الملوك والحكام، منها الدعوة الخاصة بالزفاف الملكي وحفل زواج الملك فاروق والملكة ناريمان، والتي تعود إلى سنة 1951 ميلادية».
وتُعد الملكة ناريمان الزوجة الثانية للملك فاروق الذي تولى عرش مصر خلفاً لوالده الملك فؤاد عام 1936 ميلادية، إذ تزوج فاروق في البداية من الملكة فريدة، ثم التقى زوجته الثانية، وتم إعلان خطبتهما في 11 فبراير (شباط) 1951. وتزوجا في 6 مايو (أيار) من العام نفسه.
وتروي مجموعة من الصور بمتحف الفن الإسلامي قصة حب الإمبراطور المغولي جهانكير خان، المعروف في العربية باسم جنكيز خان، وهو الإمبراطور الرابع للمغول، وتحكي الصور قصة حب الإمبراطور المغولي لأميرة هندية من خلال مجموعة من المشاهد، وتظهر الأميرة في إحدى الصور تجلس داخل بناء مستطيل الشكل ناظرة من لوح زجاجي شفاف نحو الأمير الذي ينظر إليها نظرة حانية منتظراً الدخول، وفي الصورة الثانية يدخل الأمير إلى الأميرة ممسكاً بوشاح من الحرير يقدمه هدية لمحبوبته.
ويعرض متحف النسيج المصري بالقاهرة الفاطمية بين مقتنياته «منديلاً» قماشياً يعود للعصر المملوكي يبرز قصة عاشق مجهول، حيث طُرزت على المنديل عبارة «لقاء المحبوب شفاء للقلوب».
الدكتور أشرف أبو اليزيد مدير متحف النسيج المصري، يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «المنديل لشخص غير معروف، وتم توثيق تاريخه إلى العصر المملوكي، ومن الواضح أنه يعود إلى عاشق مجهول، ويبدو أنه هدية لها علاقة بقصة حب غير معروفة».
وتضم المتاحف والمعابد المصرية مئات التماثيل والقطع الأثرية التي تؤرخ لقصص حب شهيرة في العصر الفرعوني أبطالها ملوك وملكات خلدتهم كتب التاريخ، ومنحتهم أثارهم خلوداً ينافس خلود قصصهم.
الدكتور بسام الشماع باحث المصريات يقول لـ«الشرق الأوسط» إن «إحدى أشهر وأعجب قصص الحب في التاريخ الفرعوني هي قصة الملك أمنحتب الثالث وزوجته الملكة (تي) والتي كانت من عامة الشعب، ومن بين تماثيل وآثار كثيرة تصور قصة حبهما، يوجد تمثال شهير بالمتحف المصري بميدان التحرير (وسط القاهرة) حيث يجلسان جنباً إلى جنب وكتفاهما متلاصقين، بينما تضع الملكة ذراعها حول خصر الفرعون من الخلف، ومن بين مظاهر قصة الحب قيام أمنحتب بحفر بحيرة لحبيبته وبنى لها سفينة خاصة للتنزه بالبحيرة».
وصورت إحدى الجداريات الملك أخناتون وحبيبته الملكة نفرتيتي يقفان على عجلة حربية فرعونية وهي تلتفت برأسها نحوه في مشهد فريد يجسد قوة الحب، وله دلالات عديدة، فالعجلة الحربية تماثل الدبابة في العصر الحديث، وهو ما يدلل على امتزاج الحب مع التقدير والإقرار بقوة الملكة، بحسب تعبير الشماع.
وفقاً للروايات التاريخية التي وثقها علماء الأثار، أمر الفرعون المصري الشهير رمسيس الثاني بنحت معبد أبو سمبل في أسوان «جنوب مصر» من أجل زوجته المحبوبة الملكة نفرتاري.
ويشير الشماع إلى أن «اللافت في قصص الحب بالعصر الفرعوني والتي جسدتها العديد من الآثار، هو جمال الحبيبات، فعندما تنظر إلى إحداهن لا تندهش من انبهار الملك بها، بل تصيبك نفس حالة الانبهار، ورغم عمق قصص الحب فإن الدولة المصرية القديمة عرفت ما يسمى بـ«الزواج الدبلوماسي»، فالكثير من الملوك تزوجوا امرأة ثانية غير حبيباتهم الملكات، منهم أخناتون الذي تزوج مرة أخرى رغم تتويجه نفرتيتي ملكة رسمية تجلس بجواره على العرش، وكذلك تزوج الملك أمنحتب الثالث مرة أخرى بعد مرور نحو 8 سنوات على زواجه من الملكة (تي) حيث تزوج أميرة آسيوية ابنة أحد الحكام في آسيا، وهو نوع من الزواج الدبلوماسي الذي كان منتشراً في مصر القديمة».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.