أوقف أمس عدد من الناشطين في الحركة المؤيدة للديمقراطية في هونغ كونغ، بينهم 3 نواب، في خطوة اعتبرتها منظمات حقوقية محاولة من جهة الصين لقمع المعارضة، بعد حظر الشرطة مظاهرة جديدة كبيرة كانت مرتقبة اليوم.
ومنذ قرابة 3 أشهر، تمرّ المنطقة التي تتمتع بحكم شبه ذاتي بأسوأ أزمة منذ إعادتها إلى الصين عام 1997، مع مظاهرات وتحرّكات شبه يومية تحوّل بعضها إلى مواجهات عنيفة مع قوات الأمن.
ويُرتقب تنظيم تجمّع حاشد جديد اليوم لإحياء الذكرى السنوية الخامسة لرفض بكين تنظيم انتخابات بالاقتراع العام في المدينة، في قرار شكل شرارة انطلاق «حركة المظلات» التي اتّسمت بـ79 يوماً من المظاهرات في هونغ كونغ عام 2014. وهيّأت الأرضية للاحتجاجات الحالية.
لكن بعد تأكيد حظر هذا التجمّع، سحب المنظّمون الدعوة للتظاهر لعدم صبّ الزيت على النار. لكن مبادرات أخرى ستكون قيد التحضير.
وأوقف فجر أمس اثنان من الناشطين البارزين في «حركة المظلات» هما جوشوا وونغ وأنييس تشو، اللذان يحظيان بشعبية كبيرة في حركة الاحتجاج الحالية، بتهمة «التحريض على المشاركة في تجمّع غير مرخّص». ووجهت إليهما المحكمة تهماً بعد ظهر الجمعة، قبل أن يطلق سراحهما مقابل كفالة مالية.
وقبل بضع ساعات، أوقف ناشط آخر هو أندي تشان، مؤسس الحزب الوطني، وهو حزب استقلالي صغير حظرته السلطات عام 2018. كما أوقفت الشرطة أيضاً الجمعة، متظاهراً رابعاً من الحركة المؤيدة للديمقراطية هو ريك هوي، عضو المجلس المحلي في حي شا تين الشعبي، وفق ما جاء في منشور على صفحته على «فيسبوك» من دون توضيح أسباب توقيفه.
وللمرة الأولى منذ بدء التعبئة، أوقف نائب مؤيد للديمقراطية في هونغ كونغ أمس يدعى تشيغ تشونغ - تاي، وفق ما أعلن حزبه «الحماس المدني».
ولاحقاً أعلن الحزب المدني توقيف نائبين اثنين آخرين هما أوو نوك - هين، وجيريمي تان بتهمة إعاقة عمل الشرطة، كما اتهم أوو أيضاً بالاعتداء على ضابط شرطة، وفق صفحة الحزب على «فيسبوك». كما تحدثت الشرطة عن توقيف رجل يبلغ 35 عاماً، عرّفت عنه باسم عائلته فقط «تشينغ»، وقالت، حسب تقرير وكالة الصحافة الفرنسية، إنه كان ملاحقاً بتهمة «التآمر بهدف التسبب بأضرار جنائية» مرتبطة باقتحام البرلمان في يوليو (تموز) الماضي.
ووصفت منظمة العفو الدولية التوقيفات، التي نُفذت فجر أمس بأنها «مثيرة للسخرية»، وندّدت بتوقيف وونغ وتشو، معتبرة أنه «اعتداء مخزٍ على الحق في حرية التعبير والتجمع السلمي»، و«تكتيكات تهدف إلى التخويف مقتبسة مباشرة من قواعد اللعب الصينية».
وفي هلسنكي، اعتبرت وزير خارجية الاتحاد الأوروبي فيديريكا موغيريني الجمعة، بعد لقاءات عقدتها مع وزراء خارجية دول أوروبية، أن الوضع في هونغ كونغ «مقلق للغاية».
أما في الولايات المتحدة الأميركية، فقد أعرب مسؤول في الحكومة، أمس، عن اعتراض إدارة الرئيس ترمب على محاولات حرمان سكان هونغ كونغ من حقوقهم في حرية التعبير والتجمع.
ونقلت وكالة أنباء «بلومبرغ» عن المسؤول وصفه للاعتقالات التعسفية للشخصيات السياسية المعارضة بأنه «تكتيك تستخدمه الأنظمة السلطوية».
وقال المسؤول إن استخدام هونغ كونغ لهذا التكتيك «مقلق»، خصوصاً أن الإقليم كان معروفاً عنه منذ فترة طويلة احترام حكم القانون.
اعتقال نواب في هونغ كونغ وتوقع تجمّع حاشد اليوم
اعتقال نواب في هونغ كونغ وتوقع تجمّع حاشد اليوم
لم تشترك بعد
انشئ حساباً خاصاً بك لتحصل على أخبار مخصصة لك ولتتمتع بخاصية حفظ المقالات وتتلقى نشراتنا البريدية المتنوعة