سباق فني لرسم عمر المختار «أسد الصحراء»

ليبيا تتزين استعداداً لإحياء ذكرى استشهاده

عمر المختار في حالة قتال
عمر المختار في حالة قتال
TT

سباق فني لرسم عمر المختار «أسد الصحراء»

عمر المختار في حالة قتال
عمر المختار في حالة قتال

تسابق عشرات الفنانين التشكيليين، والهواة، من ليبيا ومصر والعالم العربي، على مدار أغسطس (آب) الجاري، لرسم بورتريهات لشخصية المناضل الليبي عمر المختار، الذي تحل ذكرى استشهاده سبتمبر (أيلول) المقبل، لتعكس مراحل حياته خلال فترة تصديه للاحتلال الإيطالي لليبيا.
وجاءت المشاركات، التي رعتها مجموعة «أرابيسك» على موقع التواصل الاجتماعي «فيسبوك»، لتظهر حالة من الولع بشخصية المختار، الذي مر على استشهاده 88 عاماً، ولتؤكد أنه «باق في الذاكرة العربية بما قدمه لبلاده من تضحيات».
وتستهدف «أرابيسك» خلق تجمع عربي من الفنانين التشكيليين، عبر مسابقة شهرية لتصميم شخصيات من التراث العربي والإسلامي التاريخي والخيالي والأدبي، وقال المشرفون على المجموعة، إن «الاختيار هذه الشهر وقع على أمير الشهداء عمر المختار لما تركه من تأثير وإلهام في العالم العربي في كيفية الدفاع عن وطنه في مواجهة المحتلين».
وعبّر المخرج الليبي أسامة رزق، عن سعادته، «بهذه المنافسة بين رسامين ومصممين من الوطن العربي في رسم شخصية شيخ المجاهدين عمر المختار»، وقال عبر حسابه على «فيسبوك»، «هذا يظهر مدى حب العرب لهذا الرجل واحترامهم لجهاده».
وأرجع رزق هذا الاهتمام بشخصية المختار وانتشاره في جميع الأوساط إلى فيلم «أسد الصحراء» للمخرج مصطفى العقاد. وتابع: «تأثير السينما قوي جداً».
وفيما قال إنه «مستمتع بمشاهدة اللوحات والتنافس بين المشاركين، وخاصة الليبيين»، وجه انتقادات إلى بعض الأعمال التي رأى أنها لا ترتقي لشخصية المختار، قبل أن يوجه الشكر لكل الرسامين العرب والليبيين، «قدمتم إبداعاً متنوعاً، ومدارس مختلفة في غاية الرقي».
وعكست كثير من البورتريهات المشاركة في المسابقة فناً حقيقياً لدى أصحابها، بالإضافة إلى طرق وأساليب متباينة، لكن ذلك لم يمنع وجود مدارس تجريبية استفادت من شخصية المختار القوية في إظهاره مصحوباً إما بأسد، أو رسمه على شكل كائن أسطوري.
وحرص بعض الفنانين على كتابة مقولة منسوبة للمختار مرفقة مع أعمالهم، واختار الفنان محمد أسامة، من أقول الشيخ عمر، «نحن لن نستسلم، ننتصر أو نموت، سيكون عليكم أن تحاربوا الجيل القادم والأجيال التي تليه أما أنا فإن حياتي ستكون أطول من حياة شانقي».
وألزمت مجموعة «أرابيسك» المشاركين في المسابقة، بعدد من القواعد، من بينها: الالتزام بالموضوع المحدد خلال الشهر، استخدام أي أسلوب للرسم، وتصميم الشخصيات بأي فكرة مختلفة، وليس مسموحا بأكثر من عمل لكل مشارك، مشددة على أن جميع الأعمال يجب أن تكون مرسومة، ولن يتم قبول أعمال أخرى (3d) أو نحت أو ماكيت».
ويصادف السادس عشر من سبتمبر (أيلول) المقبل، ذكرى استشهاد عمر المختار، وتتأهب البلاد، وخاصة في مدينة طبرق لتحيي ذكرى استشهاده في الميادين العامة.
وولد عمر المختار، الذي ينتمي إلى قبيلة المنفة بمنطقة البطنان شرق ليبيا في 20 أغسطس (آب) عام 1858. بمنطقة جنزور شرق مدينة طبرق، غير أن والده توفي مبكراً وترك عمر يواجه الحياة منفرداً.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.