روبوت «الدودة»... علاج محتمل جديد للسكتات الدماغية

توجيه سلك داخل الدماغ بعرض 0.5 مم باستعمال الحقول المغناطيسية التي يمكن التحكم فيها بالكمبيوتر من خارج الغرفة (ديلي ميل)
توجيه سلك داخل الدماغ بعرض 0.5 مم باستعمال الحقول المغناطيسية التي يمكن التحكم فيها بالكمبيوتر من خارج الغرفة (ديلي ميل)
TT

روبوت «الدودة»... علاج محتمل جديد للسكتات الدماغية

توجيه سلك داخل الدماغ بعرض 0.5 مم باستعمال الحقول المغناطيسية التي يمكن التحكم فيها بالكمبيوتر من خارج الغرفة (ديلي ميل)
توجيه سلك داخل الدماغ بعرض 0.5 مم باستعمال الحقول المغناطيسية التي يمكن التحكم فيها بالكمبيوتر من خارج الغرفة (ديلي ميل)

يطور العلماء روبوتاً صغيراً يشبه الدودة لعلاج مرضى السكتات الدماغية عن طريق محاربة انسداد الأوعية الدموية وتوصيل الأدوية مباشرة إلى الدماغ، وفقاً لتقرير صحيفة «ديلي ميل» البريطانية.
والتكنولوجيا الجديدة يمكن استخدامها عبر توجيه سلك بعرض 0.5 مم للدماغ باستعمال الحقول المغناطيسية التي يمكن التحكم فيها بالكومبيوتر من خارج الغرفة.
وعلى الرغم من أنه لم يتم اختبار التقنية الجديدة على البشر بعد، فإن المهندسين أثبتوا ما يمكن للروبوت فعله على نموذج بالحجم الطبيعي لمخ الإنسان.
ويأمل الأطباء في أن يتم استخدام هذه التقنية يوماً ما لعلاج الأشخاص الذين يعانون من نزيف أو انسداد في شرايين المخ يهدد حياتهم.
وطوّر العلماء في معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا في بوسطن هذا الروبوت الصغير الذي يشبه الثعابين أو الديدان بطول بضعة سنتيمترات.
والروبوت مصنوع من مزيج مرن من النيكل والتيتانيوم ومغطى بهيدروجيل يساعده على الانزلاق عبر الأنابيب الضيقة دون إتلاف الأنسجة.
وقال المطورون، بما في ذلك البروفسور شوانهي تشاو من معهد ماساتشوستس للتكنولوجيا، إنه يمكن حقن الأسلاك في المرضى والتحكم فيها بمغناطيس.
وقد ينقل الروبوت أيضاً العقاقير إلى موقع الإصابة بالدماغ أو قد يكون مزوداً بالليزر لمحاربة أي جلطات تُوقف تدفق الدم هناك.
ووفقاً للتقرير، يمكن للجهاز أن يقلل من الوقت الذي يستغرقه الأطباء لمعالجة انسداد الشرايين في المخ بحالة حدوث سكتة دماغية، وكلما حصل مرضى السكتة الدماغية على العلاج بطريقة أسرع، كلما زادت فرصهم في البقاء على قيد الحياة.
وقال الدكتور تشاو: «إذا كان من الممكن علاج السكتة الدماغية الحادة في غضون الـ90 دقيقة الأولى، فقد ترتفع معدلات نجاة المرضى بشكل كبير».
وأضاف: «إذا نجحنا في تصميم جهاز لعكس انسداد الأوعية الدموية خلال هذه (الساعة الذهبية)، فمن المحتمل أن نتجنب تلفاً دائماً في الدماغ. هذا هو أملنا».
كما صمم الفريق السلك ليتمكن من إيصال الأدوية مباشرة إلى الدماغ لمساعدتها على التعافي في لحظات بعد نزيف دموي محتمل.
وتسبب جلطات الدم التي تمنع الدورة الدموية في المخ نحو 85 في المائة من جميع السكتات الدماغية.
وتحدث أكثر من 100 ألف سكتة دماغية كل عام في المملكة المتحدة، وهي رابع أكبر سبب للوفاة.


مقالات ذات صلة

صحتك جانب من الحضور

22 عالماً وباحثاً يحصدون جائزة الشيخ زايد العالمية للطب التقليدي والتكميلي «الثالثة»

تُختتم في العاصمة الإماراتية أبوظبي، مساء الخميس 12 ديسمبر، أعمال مؤتمر جائزة الشيخ زايد العالمية، بالإعلان عن الفائزين بالجائزة في دورتها الثالثة.

د. عبد الحفيظ يحيى خوجة (أبوظبي)
صحتك بهدف تكوين صورة بصرية ذات معنى لمشهد ما تقوم أعيننا بسلسلة من الحركات السريعة المنسقة (رويترز)

خلل بسيط في حركة العين قد يشير إلى إصابتك بألزهايمر

تبرز مؤخراً طريقة جديدة للكشف المبكر عن مرض ألزهايمر ترتبط بالاستماع إلى حركة عيون المرضى عبر ميكروفونات في آذانهم.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك شعار «شات جي بي تي» يظهر أمام شعار شركة «أوبن إيه آي» (رويترز)

هل يساعد «شات جي بي تي» الأطباء حقاً في تشخيص الأمراض؟ الإجابة مفاجئة

يتساءل الكثير من الأشخاص حول ما إذا كان برنامج الدردشة الآلي الذي يعمل بالذكاء الاصطناعي قادراً على مساعدة الأطباء في تشخيص مرضاهم بشكل أفضل.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
صحتك يرفع العلاج الجديد مستويات البروتين في الخلايا الحساسة للضوء بشبكية العين (هارفارد)

علاج جيني يُعيد القدرة على السمع ويعزّز الرؤية

طوّر باحثون بكلية الطب في جامعة «هارفارد» الأميركية علاجاً جينياً للمصابين بمتلازمة «آشر من النوع 1F»، وهي حالة نادرة تسبّب الصمم والعمى التدريجي.

«الشرق الأوسط» (القاهرة)

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
TT

موسوعة لتوثيق أعمال سعيد العدوي مؤسس جماعة التجريبيين بمصر

أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)
أعمال سعيد العدوي اتسمت بالتجريد والأفكار الشعبية (الشرق الأوسط)

تأتي موسوعة الفنان سعيد العدوي (1938-1973) لترصد مسيرة مؤسس جماعة التجريبيين المصريين وأحد أبرز فناني الحفر والجرافيك في النصف الثاني من القرن العشرين.

وتتضمن الموسوعة، حسب قول المشرف عليها والباحث في شؤون الحركة الفنية المصرية الدكتور حسام رشوان، المئات من أعمال العدوي ويومياته ومذكراته واسكتشاته، مدعومة بعدد كبير من الدراسات التي تم إعداد بعضها خصوصاً من أجل هذه الموسوعة، ومعها دراسات أخرى نشرها أصحابها في صحف ومجلات ومطبوعات خاصة بالفن في مصر والوطن العربي.

وقال لـ«الشرق الأوسط»: «إن مقدمة الدكتورة أمل نصر تتناول جميع المقالات، والزاوية التي نظر منها الناقد لأعمال العدوي موضع الدراسة، كما تقوم بقراءتها وتحليلها وبسط عناصرها أمام الباحثين ومحبي فنه».

موسوعة العدوي تضمنت اسكتشاته ورسوماته (الشرق الأوسط)

وتأتي موسوعة العدوي التي نشرتها مؤسسة «إيه آر جروب» التي يديرها الفنان أشرف رضا، في صورة مونوغراف جامع لكل أعماله، التي تعبق برائحة الماضي، وعالم الموشحات، وحلقات الذكر والمشعوذين، وعربات الكارو والحنطور، وتجمعات الموالد والأسواق والأضرحة، فضلاً عن لوحة «الجنازة» بعد رحيل عبد الناصر. وجمعت الموسوعة كل كراساته واسكتشاته بالكامل، ومذكراته الخاصة التي كتبها وتعتبر دراسات نفسية قام بكتابتها، وقد ساعدت هذه المذكرات النقاد والباحثين في فن العدوي على تناول أعماله بصورة مختلفة عن سابقيهم الذين تصدوا لفنه قبل ظهورها، وفق رشوان.

ولأعمال العدوي طابع خاص من الحروفيات والزخارف والرموز ابتكرها في إبداعاته وهي تخصه وحده، وتخرّج العدوي ضمن الدفعة الأولى في كلية الفنون الجميلة بالإسكندرية عام 1962، وأسس مع زميليه محمود عبد الله ومصطفى عبد المعطي جماعة التجريبيين. وتأتي الموسوعة باللغة العربية في قطع كبير بالألوان، تزيد على 600 صفحة، من تصميم وتجهيز وإنتاج طباعي «إيه آر جروب» للتصميم والطباعة والنشر.

الموسوعة ضمت العديد من الأعمال الفنية ودراسات عنها (الشرق الأوسط)

وتتضمن الموسوعة، وفق رشوان، دراستين جديدتين للدكتور مصطفى عيسى، ودراسة لكل من الدكتورة ريم حسن، وريم الرفاعي، والدكتورة أمل نصر، ودراسة للدكتورة ماري تيريز عبد المسيح باللغة الإنجليزية، وجميعها تم إعدادها خصوصاً للموسوعة، وهناك دراسات كانت موجودة بالفعل للدكتور أحمد مصطفى، وكان قد جهّزها للموسوعة لكن عندما أصدرت مجلة فنون عدداً خاصاً عن فن العدوي قام بنشرها ضمن الملف، وإلى جانب ذلك هناك بحث عن أعمال العدوي للراحلين الدكتور شاكر عبد الحميد والفنان عز الدين نجيب وأحمد فؤاد سليم ومعهم عدد كبير من النقاد والفنانين الذي اهتموا برائد التجريبيين المصري وأعماله.

والتحق سعيد العدوي بمدرسة الفنون بالإسكندرية سنة 1957، وقبلها بعام كان في كلية الفنون بالزمالك، وقضى خمس سنوات لدراسة الفن في عروس البحر المتوسط، أما الأعمال التي تتضمنها الموسوعة وتوثق لها فتغطي حتى عام 1973؛ تاريخ وفاته. وهناك عدد من رسوم الكاريكاتير كان قد رسمها وقت عمله بالصحافة، وهذه الأعمال اهتمت بها الموسوعة ولم تتجاهلها لأنها تكشف عن قدرات كبيرة للعدوي وسعيه للدخول في مجالات عديدة من الفنون التشكيلية، وفق كلام رشوان.

من أعمال العدوي (الشرق الأوسط)

ولفت إلى أن «تراث العدوي بكامله بات متاحاً من خلال الموسوعة للباحثين في فنه والمهتمين بأعماله وتاريخ الفن التشكيلي المصري، وقد توفر لدى كتّاب الموسوعة عدد مهول بالمئات من اللوحات الكراسات والاسكتشات، فأي ورقة كان يرسم عليها اعتبرناها وثيقة وعملاً فنياً تساعد في الكشف عن رؤية العدوي التشكيلية وعالمه الخَلَّاق».

ولا تعتمد الموسوعة فكرة التسلسل الزمني، لكنها توثق عبر المقالات كل الأعمال التي تناولتها، من هنا بنى رشوان رؤيته وهو يرسم الخطوط الرئيسية لفن العدوي على الدراسات البانورامية التي تشتغل بحرية كاملة على الأعمال دون التقيد بتاريخها.

وسبق أن أصدر الدكتور حسام رشوان، بالاشتراك مع الباحثة والناقدة الفرنسية فاليري هيس، موسوعة فنية عن رائد التصوير المصري محمود سعيد عن دار «سكيرا» الإيطالية عام 2017 بمناسبة مرور 120 عاماً على ميلاد محمود سعيد، وتضمنت الموسوعة في جزئها الأول أكثر من 500 لوحة و11 مقالاً ودراسة نقدية.