«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي (2): كاترين دينوف وجولييت بينوش تتواجهان في فيلم الافتتاح

يبحث عن الحقيقة في طيات علاقات متوترة

المخرج هيروكازو كوريدا بين بطلتيه في حفل الافتتاح
المخرج هيروكازو كوريدا بين بطلتيه في حفل الافتتاح
TT

«الشرق الأوسط» في مهرجان فينيسيا السينمائي (2): كاترين دينوف وجولييت بينوش تتواجهان في فيلم الافتتاح

المخرج هيروكازو كوريدا بين بطلتيه في حفل الافتتاح
المخرج هيروكازو كوريدا بين بطلتيه في حفل الافتتاح

الموضوع العائلي، بعلاقاته الشائكة، محفور في عدد ملحوظ من أفلام المخرج الياباني هيروكازو كوريدا. في فيلمه الجديد «الابن كالأب» (2013) وفيلمه المتوسط «الشقيقة الصغيرة» (2016) كما في فيلمه الذي نال سعفة مهرجان «كان» في العام الماضي وهو «سارقو المحال» (Shoplifters)، هناك ذلك المحور الذي تدور من حوله الأحداث ومفاده العائلة والأسرار التي تجري من تحت جسورها مخفية وخفية إلى أن تكشفها مواجهة لم يتنبأ بها أحد.
كوريدا (57 سنة) لا يعرف الإنجليزية ولا الفرنسية لكنه عندما سنحت له فرصة تحقيق أول فيلم له خارج اليابان لم يتأخر. الفيلم هو «الحقيقة» الذي افتتح الدورة السادسة والسبعين من مهرجان فينيسيا السينمائي.
لومير (جولييت بينوش) كاتبة سيناريو تعيش في نيويورك مع زوجها الممثل هانك (إيثان هوك) وابنتهما الصغيرة (كلمنتين غرنييه). وأحد المشاهد الأولى للفيلم يصوّر وصولهما للبيت الكبير الذي تشغله أم لومير، الممثلة المعروفة فابيان (كاترين دينوف). وينتهي الفيلم بلقطة فوقية للعائلة وهي تغادر المكان بعد أن أمضت فيه بضعة أسابيع.
اللقطتان تقعان في حديقة المنزل. شيء من التوقع يصاحب الوصول وقدر من الحزن يصاحب الرحيل. ما بينهما حكاية تعتمد على العلاقة بين الأم وابنتها، شغل كوريدا المعهود في بعض أفلامه.
فابيان ما زالت، كما كاترين دينوف ذاتها، تعمل كثيراً. لقد عاصرت مخرجين كثيرين. وفي مطلع الفيلم، مباشرة قبل مشهد وصول عائلة ابنتها، نجد فابيان تجيب على أسئلة صحافي غير متمكن من أدوات عمله. يسألها المعهود وترد عليه ببرود، وأحياناً ما ترسم علامات وجه متعجبة من سذاجة الأسئلة.
هل كان سيختلف الوضع لو تم تقديم الصحافي الذي يجري المقابلة على نحو إيجابي؟ ليس بالضرورة ما يجعل اختيار صحافي ساذج وغير ملم مقصوداً لغايته. لا بأس سريعاً ما ينساه الفيلم (ومعظم المشاهدين) وتتقدم الحكاية بعيدة عنه. لا يبقى من المشهد سوى وجود غير مبرر.
الأوراق الخفية لنوعية العلاقة بين الأم وابنتها تتبدّى سريعاً بعد ذلك انطلاقاً من كتاب سيرة صدر حديثاً للممثلة حول حياتها وعلاقاتها وأعمالها. عندما تقرأ الابنة مذكرات والدتها تُصاب بالهلع لأن أمها ذكرت أشياء لم تقع على أساس أنها حقائق من بينها أنها كانت كثيرة الاهتمام بابنتها. أمر يشكل سبباً لمواجهة بين الأم وابنتها لا تكترث فيه الأولى حتى للدفاع عن نفسها. في مشهد آخر تتحدث عن زوجها وعلاقاتها كما يحلو لها. عندما تواجهها الابنة ببعض الأسئلة في هذا المجال ترد عليها الأم بأنها لم تعتذر يوماً لأحد «خصوصاً الرجال».
زوجها السابق يدخل ويخرج من الفيلم بعد مشاهد قليلة. هو هناك لإضاءة علاقة أخرى غير متجانسة في حياة فابيان. هو والد لومير الذي يصل بلا دعوة ويقرر المغادرة بلا وداع. بعض السبب هو أن المخرج كوريدا يريد التركيز على المواجهة بين الأم وابنتها، وبين الأم وعملها فهي تصوّر دورها في فيلم جديد لاعبة دور الأم المريضة. على عكس الحياة ستجد الجرأة المطلوبة لتعتذر من ابنتها في الفيلم ولن توفر أي اعتذار من ابنتها الفعلية.
دور إيثان هوك في الفيلم كان يمكن تسخينه قليلاً. هو هناك لتوسيع دائرة الشخصيات التي تتعامل والأزمة الحاصلة. يكمل الصورة لكنه يبقى أقرب إلى أميركي ساذج خصوصا أنه يؤدي شخصية ممثل طموح لنقلة نوعية في حياته لم تحدث بعد و- غالباً - لن تحدث.
فيلم من مغترب
كون شخصيته لا تحتوي على أكثر مما تبديه، فإن موهبة هذا الممثل مهدورة في مواقف معهودة. يضحك هنا. يلاعب ابنته هناك. يتحدث لزوجته. لكن لا شيء يمثل أبعاداً أو يتوقف ليشرح ظروفاً. لا نعرف لماذا هو ممثل فاشل ولماذا هو سريع الاعتراف بذلك. دوره هنا هو شاهد على ما يدور من دون أن يكون له الحق (كما تنهره زوجته في أحد المشاهد) بالتدخل بينها وبين والدتها.
الفيلم ليس فيلماً لكوريدا الذي نعرف. صحيح أنه يتعامل مع العائلة المفككة إلا من روابط متردية إلا أن الثقافة التي يوفرها تختلف عن ثقافته الأصلية. الفيلم فرنسي بالكامل كتابة وتنفيذاً وتوليفاً، لكن روح المخرج ليست موجودة. وكاثرين دينوف (التي تكرر شخصيتها الحالية كأيقونة الممثلات الفرنسيات ولو باسم مختلف) صرحت في المؤتمر الصحافي أن حقيقة أن كوريدا لا يتحدث الإنجليزية أو الفرنسية جعل الجميع يتعامل مع بعضه البعض بالإشارة.
لا نجد صعوبة التواصل متوفرة في أمثلة محددة أو في مشاهد معينة، لكن ما نشاهده هو أن الفيلم لا ينتمي إلى كوريدا بل ينتمي إلى صناعة فرنسية كحال ما قام به المخرج الإيراني أصغر فرهادي عندما قام بتحقيق فيلمه الأخير «لا أحد يعلم» في إسبانيا ومع ممثلين إسبان.
«الحقيقة» هو فيلم يبلور مواقف يحب الغربيون (الأوروبيون تحديداً) مشاهدتها ويقبلون عليها بحب وشغف. هذا يبدأ من النقاد الذين وجدوا الفيلم هنا شبه تحفة ويمتد للجمهور الشاسع في أوروبا الذي يهوى الدراما العائلية المحلاة بنجمتين محبوبتين واحدة مخضرمة ما زالت نجمة والثانية من جيل لاحق ما زالت بدورها في المستوى ذاته.
«الحقيقة» لا يزال عن حقيقة مخفية ترتفع الستارة عنها بالتدرج شأن أعمال المخرج السابقة. لكنه أقل أهمية من فيلم «سارقو المحال» أو من «الابن كالأب» (Like Father‪، ‬ Like Son) كونهما تمتعا بمعرفة أوسع بما هو ياباني. الفيلم، بذلك، عمل مغترب كمخرجه. نعم، يحمل الفيلم الإيقاع الجيد وسلاسة عناصر العمل ويبرز خانات التوتر بين الأم والابنة وبين الابنة وزوجها (كما بين الأم والآخرين جميعاً) إلا أنه فيلم فرنسي من دون أن يكون أفضل الأفلام الفرنسية المماثلة.
هذا يفسر البرود الذي يتسلل إلى مفاصل الفيلم. كوريدا يخفق في إثارة الاهتمام طوال الوقت كما يخفق في توفير عناصر ساخرة مبطنة كاملة بل يكتفي بعرض الحكاية مع محطاتها وشخصياتها.
معظم التصوير داخلي والمشاهد مؤطرة بحركة كاميرا مقبولة لكن بقليل من دخولها للعب دور آخر غير ذلك.



اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
TT

اختيار الناقد لأفضل أفلام العام

«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)
«إلى أرض مجهولة» (إنسايد آوت فيلمز)

أعلنت أكاديمية العلوم والفنون السينمائية قبل يومين قائمتها القصيرة لترشيحات «أوسكار» أفضل فيلم روائي ناقلةً البهجة والأمل لبعض المخرجين والخيبة لبعضهم الآخر.

من المتفائلين خيراً، المخرج الفلسطيني رشيد مشهراوي الذي كان تقدّم بفيلمٍ من إنتاجه بعنوان «من المسافة صفر»، وهو مشروع توثيقي سينمائي يضم 22 فيلماً قصيراً من إخراج عددٍ كبير من المواهب الفلسطينية الجديدة، جمعها مشهراوي في فيلم طويل واحد يدور حول معاناة أهل غزّة خلال الأشهر الأولى من الاعتداءات الإسرائيلية على القطاع.

بعض الأفلام الأخرى في قائمة يوم الأربعاء الماضي، كانت متوقعة مثل: «أنا ما زلت هنا» (البرازيل)، و«الفتاة ذات الإبرة» (الدنمارك)، و«إيميليا بيريز» (فرنسا)، و«بذرة التين المقدّسة» (ألمانيا للمخرج الإيراني اللاجئ محمد رسولاف)، و«سانتوش» (بريطانيا).

«نوكس يغادر» (بروكستريت بيكتشرز)

من التقليدي أيضاً اختلاف قائمة «الأوسكار» ليس فقط عمّا يفضّله الجمهور عادة، (قائمة «توب تِن» للعام الحالي يتقدمها فيلم «Inside Out 2» الذي جمع ملياراً و689 مليوناً و641 ألف دولارٍ)، بل عن اختيار غالبية النقاد أيضاً. اختلافٌ يكبر ويصغر حسب اختيارات الفريقين (الأكاديمية والنقاد) للأفلام.

من الطبيعي أيضاً اختلاف قوائم النقاد فيما بينهم، ولو أن غالبية الأفلام المُنتقاة غرباً تتشابه في إجماعٍ لا يستثني الجانب الترفيهي. فمنذ سنوات بات معتاداً قراءة آيات الإعجاب بأفلام تَسُرّ الجمهور، على الرغم من تواضعها الفني. أما بالنسبة للنقاد العرب فيتوقف ذلك على قُدرة كلٍّ منهم على حضور ما يكفي من المهرجانات ليتمتع بالكم الكافي لتكوين قائمته.

قائمة هذا الناقد لأفضل الأفلام العربية وأفضل تلك الأجنبية التالية هي من بين 247 فيلماً روائياً وتسجيلياً/ وثائقياً طويلاً شاهدها ما بين مطلع السنة وحتى كتابة هذا الموضوع قبل أسبوعين من نهاية العام. وهي مبنيّةٌ على تقييمٍ فني في الدرجة الأولى وقبل أي عنصر آخر، منها الموضوع أو مصدر الإنتاج.

العنوان (أبجدياً) متبوعاً باسم المخرج والبلد، ومن ثَمّ نبذةٌ مختصرة عن سبب اختياره.

«صف ثانِ» (نَن فيلمز)

* أفضل الأفلام الناطقة بالعربية •

1- «إلى أرض مجهولة» | مهدي فليفل (بريطانيا، اليونان، السعودية)

مُهاجران عربيان في اليونان يعيشان وضعاً صعباً وحُلماً بهجرة أخرى لن يتحقق.

2- «أما بعد» | مها الحاج (فلسطين)

حياة زوجين فلسطينيين وديعة وجميلة إلى أن تكشف المخرجة عن مفاجأة أحاطتها بعناية.

3- «المرجة الزرقاء» | داوود ولاد سيّد (المغرب)

ينطلق من فكرة رائعة ويزداد إجادة عن صبي يعشق التّصوير، وهو أعمى في رحلة صوب مرجة يصوّرها ولا يراها.

4- «ثالث» | كريم قاسم (لبنان)

في قرية لبنانية نائية شخصيات تعيش حاضراً مشتّتاً يُهيمن عليه واقعُ العوز والعزلة.

5- «ثقوب» | عبد الله الضبعان (السعودية)

دراما عائلية تُتابع خلافاً بين شقيقين وتتميّز بمعالجةٍ فنية مختلفة تعبّر عن موهبة تَنشُد التميّز.

6- «سلمى» | جود سعيد (سوريا)

أفضل أفلام المخرج في السنوات الأخيرة. جميلٌ وواقعيٌ في تناوله حياةً قروية ناقدة للوضع المجتمعي.

7- «في حدا عايش؟»| عمر العماوي (فلسطين)

فيلم قصير مبهر عن أبٍ تحت الرّكام يُنادي ابنه المدفون بدوره. الجو مطبق والفيلم له دلالاته.

8- «مندوف» | كريم قاسم (لبنان)

فيلم آخر للمخرج نفسه يقصّ فيه حكاية أخرى عن شخصيات معزولة يُعايش متاعبها بدقّة وإيقاعِ حياةٍ واقعي.

«إنسايد آوت 2» (ديزني)

* أفضل 10 أفلام أجنبية •

1- All We Imagine as Light | باڤال كاباديا (بريطانيا)

مومباي كما لم نرَها من قبل على هذا النحو الشعري المتوّج بموضوعٍ مجتمعي لافتٍ تدفعه للصدارة عناية المخرجة بتقديم شخصياتها النسائية في بيئة من الأزمات والمصاعب.

2- The Brutalist | برادي كوربت (الولايات المتحدة/ بريطانيا)

قصّة نصف حقيقية لمهاجر يهودي حطّ في أميركا خلال الأربعينات، مسلحاً بأحلامِ تصميمٍ معماريٍ غير معهود رغم تباين الثقافات.

‫3- Conclave | إدوارد برغر (الولايات المتحدة)‬

دراما كاشفة لمجتمع الڤاتيكان إثر وفاةٍ غير متوقعة للبابا. تمثيل راف فاينس، وإخراج برغر، يضمنان نوعيةَ تشويق مختلفة.

4- Dune: Part Two | دنيس ڤيلنوڤ (الولايات المتحدة)

لدى هذا المخرج عينٌ على الجماليات البصرية حتى في المشاهد الموحشة. يكاد الفيلم أن يوازي سلسلة «Lord of the Rings»

5- The Great Yawn of History عليار راستي (إيران)

فيلمُ طريقٍ عن كنز مدفون يقوم به اثنان مُتناقضا الرؤية في كل شيء. في طيّات ذلك نقدٌ منفّذٌ بإجادة لوضع مجتمعي صعب.

6- Juror 2| كلينت إيستوود (الولايات المتحدة)

دراما محاكم من أستاذ السينما إيستوود (94 عاماً). عضو في هيئة محلّفين ارتكب الجريمة التي يُحاكم بريءٌ فيها. لغزي ومشوّق.

7- Limonov: The Ballad of Eddie| كيريل سيريبرينيكوف (إيطاليا، فرنسا، أسبانيا)

سيرة حياة الشاعر الروسي ليمونوف الذي عانى في بلاده، وأكثر في أميركا التي هاجر إليها بحثاً عن المجد.

8- Megalopolis | فرانسيس فورد كوبولا (الولايات المتحدة)

نافذة واسعة على ملحمة مستقبلية ممزوجة بأحلامٍ صعبة التحقيق تتمتع برؤية وفن كوبولا الذي لا يشيخ.

9- Second Line | حميد بن عمرة (الولايات المتحدة/ فرنسا/ سوريا)

فيلمٌ آخر ممتاز من المخرج بن عمرة الذي يمزج بمهارته المعهودة الفن والشعر والسياسة وجماليات الحياة بأسلوبه الفريد.

10- Story of Souleymane | بوريس لويكينو (فرنسا)

أحد أفضل الأفلام التي تحدّثت عن الهجرة. سليمان أفريقي يحاول الحصول على إقامة شرعية وسط بيئة صعبة.

«ليمونوف، أنشودة إدي» (وايلد سايد)

* أفلام الجوائز •

من معايير المهرجانات الثلاثة الأولى، التنافس على عرض أفلامٍ قد تتوجّه بعد ذلك لحفل «الأوسكار». السبب في ذلك هو أن الفيلم الذي سيصل الترشيحات الرسمية سيكون إعلاناً للمهرجان الذي عُرض الفيلم فيه عرضاً عالمياً أولاً، ما يدفع صانعي الأفلام لاختياره على أساس أنه السبيل الأفضل للوصول إلى «الأوسكار» و«الغولدن غلوبز» و«البافتا» بعد ذلك.

جوائز المهرجانات الرئيسة الثلاثة، وهي حسب تواريخها، «برلين» (فبراير/ شباط)، و«كان» (مايو/ أيار)، و«ڤينيسيا» (سبتمبر/ أيلول) توزّعت هذا العام على النحو التالي:

- «برلين»: «Dahomey» وهو فيلم تسجيليٌّ فرنسي للمخرجة السنغالية أصلاً ماتي ديوب.

- «كان»: «Anora» كوميديا عاطفية عن شاب روسي ينوي الزواج من أميركية لمصلحته. الفيلم إنتاج بريطاني/ أميركي.

- «ڤينيسيا»: «The Room Next Door» للإسباني بيدرو ألمودوڤار. دراما عن امرأتين إحداهما مصابة بالسرطان والثانية صديقة كاتبة ترضى بأن تكون إلى جانبها في أيامها الأخيرة.

في غير مكان (ولا يمكن تعداد نتائج أكثر من 3 آلاف مهرجانٍ يستحق التّسمية) منحت المهرجانات العربية الرئيسة جوائزها على النحو التالي:

- «مهرجان البحر الأحمر»: «الذراري الحمر» للطفي عاشور (تونس)، نال ذهبية الفيلم الروائي، في حين نال «فقس» لرضا كاظمي وبانتا مصلح ذهبية الفيلم التسجيلي.

- «مهرجان الجونة»: «Ghost Trail» لجوناثان ميليه، نال ذهبية الفيلم الروائي، وذهبت الجائزة الأولى في نطاق الفيلم التسجيلي إلى «نحن في الداخل» فيلم لبناني/ قطري/ دنماركي من إخراج فرح قاسم.

- «مهرجان القاهرة»: حصد الفيلم المصري «أبو زعبل» لبسام مرتضى ونال الفيلم الروماني «The Year Never Came» لبوغدان موريشانو جائزة موازية في مسابقة الفيلم الروائي.

- «مهرجان مراكش»: نال الفيلم الفلسطيني/ الإسرائيلي «Happy Holidays» لإسكندر قبطي الجائزة الأولى في دورة المهرجان الـ21.

«المحلّف 2» (وورنر)

* الأفضل حسب النوع •

كعادتها، شهدت الإنتاجات السينمائية مئات الأفلام، عددٌ منها توزّع بين أنواع مختلفة. التالي جردة حول بعض الأفضل تبعاً لأنواعها الحكائية أو الإنتاجية.

تاريخي:

Bonzo | مارغريتا كوردوسو (البرتغال):

طبيبٌ في جزيرة أفريقية يبحث في معاناة العبيد التي تدفعهم للانتحار. إضافة إلى ذلك، هناك بحثه عن هويّته الخاصة.

تسجيلي:

Riefenstahl | أندرس ڤييَل (ألمانيا)

عن المخرجة الألمانية ليني ريفنستال التي حقّقت أهم فيلمين تسجيليين عن النشاطات النازية في الثلاثينات.

بوليسي:

Knos Goes Away | مايكل كيتون (الولايات المتحدة)

قاتلٌ محترف يبدأ بفقدان ذاكرته لكن عليه إنقاذ مستقبل صبي كان من المفترض قتله قبل فوات الأوان

دراما عاطفية:

Rude to Love | يوكيهيرو موريغاكي (اليابان)

مواقف آسرة عن حياة امرأة تحاول عبثاً الحفاظ على عائلتها عندما يقرّر زوجها طلاقها.

دراما مجتمعية:

I‪’‬m Still Here| وولتر سايلس (البرازيل)

وضع زوجة اعتقل الأمن البرازيلي في السبعينات زوجها وقتله. يتناول الفيلم مراحلَ ما قبل الاعتقال وخلاله وبعده.

حربي:

Civil War | أليكس غارلاند

خلال حرب أهلية أميركية يحاول فريق إعلامي مقابلة الرئيس الأميركي قبل اجتياح القصر الرئاسي.

رسوم:

Flow | غينتس زيلبالوديس (لاتفيا. بلجيكا)

قطٌ هاربٌ يلجأ إلى قارب محمّلٍ بحيوانات أخرى خلال فيضان جامح. جيدٌ في تحريكه وألوانه، وسَلسٌ في إيقاعه، وحيواناته ليست من صنع «ديزني».

رعب: A Quiet Place‪:‬ Day One | مايكل سارنوسكي (الولايات المتحدة)

يتبع سلسلة «مكان هادئ» مع اختلاف أن إطار الخطر يتّسع ليشمل المدينة. بطلة الفيلم وقطّتها اثنان من الباحثين عن طَوقِ نجاة صعب.

سيرة حياة

Maria | بابلو لاراين (إيطاليا)

حياة المغنية ماريا كالاس كما يراها المخرج التشيلي بفنِّها ومتاعبها في الأيام العشرة الأخيرة من حياتها.

ميوزيكال:

Joker‪:‬ Folie à Deux| تود فيليبس (الولايات المتحدة)

مفاجأة الجزء الثاني هو أنه موسيقي. مشاهدٌ بديعة لجوكر ولليدي غاغا يغنيان في السجن وخارجه.

وسترن:

Horizon‪:‬ An American Saga‪-‬ Chapter Two

بصرف النظر عن إخفاق الفيلم تجارياً، الجزء الثاني أفضل من الأول في سبرِ غور الحياة في الغرب الأميركي البعيد.

«كل ما نتخيله ضوءاً» (لوكسبوكس)

* أنجح أفلام 2024 •

الجمهور السائد، وليس جمهور المهرجانات ولجان تحكيمها أو حتى النقاد، هو الذي يوجّه السينما ويدفع بالإنتاجات العالمية لاتّباع منهج التفكير الاقتصادي الصرف.

حالتان تقعان تبعاً لذلك، الأولى أن المنهج المادي يعني الإكثار من إنتاج الأفلام نفسها بعناوين مختلفة أو عبر أجزاء من سلسلة. يكفي نجاح فيلم واحد إلى حدٍ كبير، أو أعلى من المتوسط حتى يُنسخ أو يُطلِق سلسلةً متواصلة حتى الرّمق الأخير منها.

الحالة الثانية هي حالة الحصار الإنتاجي والتوزيعي التي يفرضها هذا الوضع على السينما المستقلة أو سينما المؤلف. التّوجه الطبيعي لهذه الأفلام هي المهرجانات السينمائية، بيد أن جمهور هذه المهرجانات محدودٌ ولا يصل إلى جيوب المنتجين، كما أن نجاح الفيلم إعلامياً في مهرجان ما، قد يُفيد انتقاله إلى المواقع بكثرة، وإلى مهرجانات أخرى وربما حتى إلى جوائز، لكنه لا يضمن له النجاح التجاري.

رغم هذا كانت هناك نجاحات تجارية في الدول الأوروبية ولو محدودة في نهاية الأمر.

الأفلام العشرة الأولى لعام 2024 حسب نجاحاتها الدولية (أي في شتّى الأسواق العالمية التي وصلتها) تؤكد ما سبق. كلّها معتدلة القيمة فنياً، باستثناء «Dune 2» الذي احتل المركز الخامس بإيراد دولي وصل إلى 714 مليوناً و444 ألفاً و358 دولاراً.

أما الفيلم الأول على القائمة فهو رسوم من ديزني عنوانه «Inside Out 2» جلب إيراداً عملاقاً جعله أكبر نجاحٍ للشركة في مجال أفلام الأنيميشن. الرقم النهائي لإيراداته هو مليار و698 مليوناً و641 ألفاً و117 دولاراً.

الفيلم الثاني هو أيضاً من إنتاج «ديزني» لكنه حيّ (ليس رسوماً)، «deadpool and wolverine» في حقيقته من أسوأ ما ظهر في 2024 من أفلام. وقد جلب ملياراً و338 مليوناً و073 ألفاً و645 دولاراً.

في المركز الثالث، فيلم رسومٍ آخرَ هو الجزء الرابع من «Despcable Me»، وهو من إنتاج يونيڤيرسال. لم يبلغ المليار لكنه اقترب منه: 969،459،798 دولاراً.

يتبعه في المركز الرابع «Moana 2» وهو بدوره رسوماً لديزني، أنجز نحو 700 مليونَ دولارٍ إلى الآن ولا يزال معروضاً بنجاح ما قد يرفعه إلى مركز أعلى.