فالنسيا مسرح لـ{حرب} مفتوحة سلاحها الطماطم الحمراء

يعد عيداً رسمياً للبلدة الإسبانية وينذر بنهاية العطلة الصيفية

يتولى المجلس البلدي  توزيع «الذخيرة الطماطمية» على المحتفلين (أ.ب)
يتولى المجلس البلدي توزيع «الذخيرة الطماطمية» على المحتفلين (أ.ب)
TT

فالنسيا مسرح لـ{حرب} مفتوحة سلاحها الطماطم الحمراء

يتولى المجلس البلدي  توزيع «الذخيرة الطماطمية» على المحتفلين (أ.ب)
يتولى المجلس البلدي توزيع «الذخيرة الطماطمية» على المحتفلين (أ.ب)

عيد الطماطم La Tomatina من أشهر الأعياد الشعبية الإسبانية التي تحتفل بها بلدة «بونيول» من أعمال مقاطعة «فالنسيا» في الأربعاء الأخير من شهر أغسطس (آب) من كل عام، يتهافت خلالها الآلاف من أبناء البلدة والزوّار في حرب مفتوحة، سلاحها الوحيد الطماطم الحمراء، التي تشتهر المنطقة بزراعتها منذ مطلع القرن الماضي.
يقول المخضرمون من أهل البلدة إن نشأة هذا العيد تعود إلى أربعينات القرن الفائت، عندما وقعت مشاجرة بين اثنين من سكانها في الساحة الرئيسية التي كانت تقام فيها السوق اليومية، ولم يكن في متناولهما التراشق سوى بالخضار، التي كانت معروضة للبيع في تلك السوق، فاندلعت معركة نباتيّة، وصلتنا اليوم في شكل هذه «الحرب» التي تصبغ شوارع البلدة وأهلها بعصير الطماطم الأحمر.
وفي العام التالي، كرّر شبّان البلدة تلك الواقعة حاملين الطماطم من منازلهم ومزارعهم، لكن الشرطة قررت منعها حتى أواخر الخمسينات، عندما قامت احتجاجات شعبية تطالب باستعادتها، ونظّم الأهالي «جنازة الطماطم» حيث جابوا شوارع البلدة وراء نعش يحمل رأساً كبيراً أحمر من الطماطم، فيما كانت تصدح موسيقى جنائزية أمام الجموع التي تسير وراء النعش متشّحة بالسواد تبكي الفقيد الغالي.
وبعد النجاح الذي لاقته تلك المظاهرة الاحتجاجية الظريفة، قرر المجلس البلدي استعادة عيد الطماطم وإعلانه عيداً رسمياً للبلدة ينذر بنهاية العطلة الصيفية. ويقدّر عدد الذين شاركوا في عيد هذه السنة بما يزيد عن 20 ألفاً تقاذفوا 160 ألف كيلوغرام من الطماطم الحمراء التي لم تعد صالحة للاستهلاك البشري، فيما كان أعضاء المجلس البلدي يوزّعون قطعاً من الحلوى على الذين يرغبون في المشاركة بتقاذف الطماطم، لمدّهم بالطاقة والقوة حتى نهاية المعركة التي تبدأ في 9:00 صباحاً وتستمر حتى غروب الشمس، ويشارك فيها الراغبون من أهل البلدة وزوّارها الذين يتوافدون من جميع أنحاء إسبانيا والخارج.
أما الطبق الرئيسي في هذا العيد فهو عندما يتجه «المتحاربون» إلى وسط الساحة العامة حيث يرتفع عمود خشبي مطليّ بالصابون، يحاولون التسلّق حتى أعلاه للحصول على الجائزة الكبرى التي نادراً ما يتمكن أحد من الوصول إليها.
والمجلس البلدي هو الذي يتولّى توزيع «الذخيرة الطماطمية» على المحتفلين، ينقلها في شاحنات محمّلة على المتحاربين. وما هي إلا ساعات حتى يتحول ميدان المعركة إلى بحيرة حمراء يسيل فيها عصير الطماطم، الذي تقوم أجهزة الصيانة البلدية بتنظيفه ليلاً، بمساعدة متطوعين من أبناء البلدة.
ومع نهاية المعركة التي تضع وزرها كما بدأت، بلا مهزومين أو منتصرين، يسير المحاربون المنهكون تحت راية الطماطم الحمراء يغتسلون تحت مياه النوافير العامة أو في النهر المحاذي للبلدة، ينفضون عنهم آثار أحد أجمل الأعياد الشعبية الإسبانية وألطفها.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.