المطرب «أبو» يطلق «عيش يا قلبي» من القاهرة

يرويها فيديو كليب صُوّر في لبنان

المطرب  المصري «أبو» أثناء الإعلان عن الأغنية الجديدة في القاهرة
المطرب المصري «أبو» أثناء الإعلان عن الأغنية الجديدة في القاهرة
TT

المطرب «أبو» يطلق «عيش يا قلبي» من القاهرة

المطرب  المصري «أبو» أثناء الإعلان عن الأغنية الجديدة في القاهرة
المطرب المصري «أبو» أثناء الإعلان عن الأغنية الجديدة في القاهرة

أطلق المطرب المصري محمد أبو العينين الشهير بـ«أبو» مساء أول من أمس، أحدث أغنياته «عيش يا قلبي»، في أول تعاون بينه وبين شركة «جاما ميوزيك» لمالكها محمد جابر، نجل المنتج الموسيقي محسن جابر.
«عيش يا قلبي» من كلمات «أبو» وألحان وتوزيع مينو، وقد صُوّر الفيديو كليب الخاص بها في مدينة صور بالجنوب اللبناني بناءً على اختيار المخرج فادي حداد ومعاينته، وقد شارك فيه كل من الفنانة اللبنانية فاليري أبو شقرا والفنان رفيق علي أحمد.
وقال «أبو»، إنّ تنفيذ الأغنية استغرق عاما كاملا بسبب الحرص على انتقاء لحن وتوزيع مميزين، فضلاً عن أنّ المخرج فادي حداد كان حريصاً على انتقاء مكان مختلف لتصوير الفيديو كليب بحيث إنه يحكي قصة ما، وبناءً عليه جرى اختيار مدينة صور في لبنان لتصويره.
من جانبه، قال المخرج فادي حداد في رسالة مصورة عرضت في المؤتمر إنّه بذل مجهوداً كبيراً كي تخرج الصورة في أفضل شكل ممكن ومختلف، وإنّ مدينة صور كانت الأنسب لتصوير الكليب. ولفت إلى أنّ «الجيش اللبناني تمتّع بالسلاسة والمرونة الكافية لإعطاء جميع التصريحات اللازمة للتّصوير هناك».
وعن سبب حب «أبو» للموسيقى والتأليف الغنائي، قال: دخلت مجال الموسيقى عبر بوابة الكتابة، وأحببت الموضوع للغاية منذ أول مرة عملت فيها على أغنية «مسافر»، بمشاركة المطرب القدير أحمد عدوية، وبعد نجاح أغنية «3 دقات» بمشاركة يسرا، وجدت محمد جابر يحدّثني كي يكون التعاون معي هو مستهل إنتاج شركته الجديدة، وبالفعل عملنا على الأغنية بعد أن اخترناها من وسط عشرات الأغنيات.
وكشف «أبو» عن السر وراء عدم إنتاجه أي ألبوم كامل حتى الآن واكتفائه بالأغاني المنفردة، قائلاً: «الأغاني نعمل عليها بحب وتستغرق وقتاً طويلاً، وأنا أحب أن كل فترة أخرج بأغنية جديدة كلياً تؤثر في الناس، أفضل من إنتاج ألبوم كامل أضع فيه عصارة فكري وفي النهاية لن تخرج منه سوى أغنيتين أو ثلاث على الأكثر هي الأفضل، بالإضافة إلى أن طبيعة الجمهور وطبيعة اختياراته اختلفت وأصبح كل شيء متاحاً أمامه بشكل مجاني من خلال المنصات الإلكترونية».
من جانبه، أوضح المنتج محمد جابر أنّ العقد مع «أبو» مدته عام واحد، لإنتاج عدد من الأغاني المنفردة.
ورغم أنّ «أبو» عنّى أغنيات متنوعة خلال السنوات الأخيرة، فإنّ أغنية «3 دقات» التي أُنتجت قبل ثلاث سنوات وشاركته الغناء فيها يسرا، وصُوّرت في مدينة الجونة السياحية بمصر، هي التي حقّقت له شهرة لافتة في العالم العربي، لا سيما بعد تحقيقها نسب استماع ومشاهدة عالية على المنصات الرقمية، والقنوات الفضائية، والمحطات الإذاعية، وتعد هذه الأغنية بمثابة انطلاقته الحقيقية في عالم الغناء.
وبدأ «أبو» مسيرته الغنائية من خلال موسيقى الـ«أندرغراوند» بأغنية «الناس مبترحمش» عام 2013، وعرضها الإعلامي باسم يوسف وقتها في برنامجه «البرنامج». ثمّ قدم بعدها عدة أغنيات منها «أوكسجين» و«مش هخاف»، وبعدها جاءت محطة مختلفة في حياته بغنائه مع أحمد عدوية في أغنية «مسافر» التي تجاوزت مشاهداتها مليون مشاهدة على «يوتيوب»، ثم «أهواك»، التي صُوّرت في مدينة مراسي الساحلية، وهي الأغنية التي أعاد فيها توزيع الأغنية نفسها للعندليب الأسمر عبد الحليم حافظ، ثم أغنية «3 دقات» الشهيرة.



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».