غارات جوية وبرية... وهجمات على مواقع لـ«داعش» في ننجرهار

اللمسات الأخيرة على اتفاق يسمح بسحب القوات الأميركية من أفغانستان

قوات الأمن الأفغانية تعتقل مجموعة من مسلحي «طالبان» في ولاية غزني أول من أمس بتهمة المشاركة في التحضير لعمليات إرهابية (إ.ب.أ)
قوات الأمن الأفغانية تعتقل مجموعة من مسلحي «طالبان» في ولاية غزني أول من أمس بتهمة المشاركة في التحضير لعمليات إرهابية (إ.ب.أ)
TT

غارات جوية وبرية... وهجمات على مواقع لـ«داعش» في ننجرهار

قوات الأمن الأفغانية تعتقل مجموعة من مسلحي «طالبان» في ولاية غزني أول من أمس بتهمة المشاركة في التحضير لعمليات إرهابية (إ.ب.أ)
قوات الأمن الأفغانية تعتقل مجموعة من مسلحي «طالبان» في ولاية غزني أول من أمس بتهمة المشاركة في التحضير لعمليات إرهابية (إ.ب.أ)

استعرت حدة المواجهات بين القوات الحكومية الأفغانية يساندها طيران حلف شمال الأطلسي في أفغانستان وقوات «طالبان» في عدد من الولايات، حيث شنّ سلاح الطيران سلسلة غارات جوية على مراكز «طالبان»، في حين قامت القوات البرية بعدد من الهجمات والغارات. كما أعلنت «طالبان» عن تنفيذ قواتها هجمات عدة على القوات الحكومية، وتضاربت بيانات الطرفين عن نتائج هذه المعارك والغارات.
فقد أعلنت الحكومة تنفيذ قواتها الكثير من الغارات الجوية في إقليم غور غرب البلاد؛ مما أسفر عن مقتل 66 على الأقل من عناصر «طالبان». ونقلت وكالة أنباء «خاما برس» عن مصادر عسكرية مطلعة القول، أمس (الثلاثاء)، إن قوات الأمن نفذت الغارات الجوية في محيط منطقة شهراك. وقالت المصادر، إن «الغارات الجوية المتعددة في منطقة شهراك، أسفرت عن مقتل 66 من عناصر (طالبان)، وتدمير مخبأ كبير للأسلحة». ولم يعلق المسلحون المناهضون للحكومة، ومن بينهم «طالبان»، على الغارات حتى الآن. ويأتي ذلك في الوقت الذي تدهور فيه الوضع الأمني في أجزاء معينة من مقاطعة غور خلال الأشهر الأخيرة. وجاء الإعلان عن الغارات الجوية في ولاية غور بعد إعلان «طالبان» عن السيطرة على مناطق واسعة قتل عدد من قوات الميليشيا في مديرية شهرك في ولاية غور.
وقالت وكالة «باختر» الحكومية، إن بالوناً مليئاً بالغاز انفجر قرب جامعة جهان الخاصة في كابل في منطقة كارتي ناو، وحسب مصادر الشرطة فلم يوقِع انفجار البالون الغازي أي خسائر بشرية، في حين قال متابعون على وسائل التواصل الاجتماعي، إن سبب الانفجار لغم مغناطيسي، لكن الشرطة رفضت هذه الادعاءات.
وقالت مصادر أفغانية، إن القوات الحكومية شنت غارات جوية على مواقع لتنظيم «داعش» في ولاية ننجرهار شرق أفغانستان؛ مما أدى إلى مقتل 6 من أفراد التنظيم. وحسب مصادر عسكرية، فإن الغارات وقعت في منطقة باتشير وأغام.
وأعلنت الشرطة والجيش الأفغاني تمكنهما من التصدي لهجمات لقوات «طالبان» في ولاية زابل جنوب شرقي أفغانستان، بعد أن تمكنت «طالبان» من السيطرة على عدد من المواقع منذ بدء هجماتها في الولاية الشهر الماضي.
وقال مسؤولون، إن قوات «طالبان» كانت تهدف إلى السيطرة على مديريات عدة في الولاية، منها شاهجوي، وشينكاي، وشمالزي، لكن الغارات الجوية أعاقت تقدم قوات «طالبان» وأجبرتها على التراجع في مناطق عدة. وقالت مصادر عسكرية حكومية، إن القوات الأميركية تواصل غاراتها الجوية بشكل يومي على مواقع «طالبان» في أنحاء عدة من أفغانستان؛ بغية منعها من التقدم والسيطرة على مديريات جديدة قبل التوصل إلى اتفاق أميركي مع «طالبان».
وقال قائد الشرطة في زابل، العقيد سعيد ميراج سادات، إن العشرات من قوات «طالبان» قُتلوا خلال العمليات خلال الشهور القليلة الماضية. مضيفاً: «(طالبان) كانوا يسعون للسيطرة على زابل هذا العام، لكنهم تراجعوا ومُنوا بخسائر فادحة، وقد تحركت قواتهم نحو المديريات الشمالية من ولاية زابل لكنهم فشلوا هناك أيضاً»، حسب قوله.
وقال مسؤولون عسكريون، إن القوات الحكومية تواصل عملياتها ضد قوات «طالبان» في المنطقة، وأشار العقيد سيف الله نجرابي، قائد القوات الحكومية في زابل، إلى استمرار العمليات العسكرية لقواته، وأنها تحقق نجاحات باهرة. مضيفاً أن قواته شنّت مؤخراً هجوماً على شاهجوي القريبة من ولاية غزني بالتعاون مع قوات «فيلق الرعد» و«فيلق مايواند». وكان المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد، الذي يقود المفاوضات مع «طالبان» في الدوحة، قال: إن الولايات المتحدة ملتزمة بالبقاء والدفاع عن القوات الأفغانية الحكومية حتى بعد التوصل إلى اتفاق سلام مع «طالبان». وجاءت تصريحاته بعد قول اثنين من قادة «طالبان» العسكريين، إن الولايات المتحدة ستوقف دعمها حكومة كابل بعد التوصل إلى اتفاق مع حركة «طالبان». وقال زلماي في تغريدة له «لا يحق لأحد أن يفسر كلامنا ولا أن يبث دعايات. دعوني أقولها بصراحة: سنواصل دفاعنا عن القوات الحكومية حتى بعد التوصل إلى اتفاق مع (طالبان). كل الأطراف متفقة على أن مستقبل أفغانستان يقرره الأفغان أنفسهم من خلال الحوار بينهم».
وصعّدت القوات الحكومية هجماتها على مواقع «طالبان» في ولاية بلخ الشمالية، فقد أصدر «فيلق شاهين» في الشمال الأفغاني بياناً قال فيه، إن قواته واصلت عملياتها في مناطق تشار بولاك وشولجر في ولاية بلخ بإسناد من سلاح وحدات سلاح الجو، وأن هذه العمليات أسفرت عن مقتل 37 من قوات «طالبان» وإصابة عشرات آخرين، كما تمكنت القوات الحكومية، حسب البيان، من قتل تسعة من قوات «طالبان» في منطقة أخرى من الولاية، كما دمرت القوات الحكومية مجمعين لقوات «طالبان» ومخازن للأسلحة والذخيرة، حسبما جاء في بيان «فيلق شاهين».
وفي بيان آخر لـ«فيلق شاهين»، قال إن قواته قتلت ثمانية من قوات «طالبان» في ولاية فارياب.
وكانت «طالبان» أعلنت في بيانات لها مقتل أحد مسؤولي الحكومة الأفغانية في ولاية قندهار بعد تفجير سيارته بلغم أرضي في المديرية الخامسة للشرطة في قندهار، كما قتلت عدداً من قوات الحكومة في مديرية خاص بلخ في ولاية بلخ الشمالية، إضافة إلى مقتل 13 جندياً حكومياً في مديرية شمتال في ولاية بلخ بعد مهاجمة قوات «طالبان» قافلة عسكرية حكومية في المديرية.
وأعلنت قوات «طالبان» قصفها بالصواريخ قاعدة باغرام الجوية مما أسفر عن إلحاق خسائر غير معروف حجمها. وكانت قوات «طالبان» أصابت مدرعة للجيش الأفغاني في تفجير لغم أرضي بها؛ مما أدى إلى مقتل وإصابة سبعة من الجنود على متنها. كما أعلنت قوات «طالبان» عن سيطرتها على موقع أمني في منطقة رباط سنغي في ولاية هيرات غرب أفغانستان
وشهدت ولاية هلمند جنوب أفغانستان معارك ومواجهات ضارية بين قوات «طالبان» والقوات الحكومية، حيث أعلنت «طالبان» تدمير مدرعتين وسيارتين للقوات الحكومية ومقتل وجرح 39 شرطياً وجندياً في عمليات متفرقة لـ«المجاهدين» بولاية هلمند، وقال بيان «طالبان»، إن قواتها هاجمت القوات الحكومية صباح الاثنين في نهر سراج وتم تفجير مدرعة همفي للقوات الحكومية بعبوة ناسفة واستهداف جنود مشاة العدو بأسلحة خفيفة وثقيلة والعبوات الناسفة؛ ما أسفر عن مقتل وجرح 13 جندياً وشرطياً.
كما هاجمت قوات «طالبان» القوات الحكومية في مدينة لشكرجاه عاصمة ولاية هلمند، وتم إعطاب مدرعات وآليات الجيش في منطقتي سره غودر وسركار؛ ما أسفر عن مقتل وجرح 7 جنود عملاء، ولاذ باقي عناصر قوات الحكومة بالهرب. ويأتي تصعيد عمليات الطرفين في وقت يجري فيه المبعوث الأميركي لأفغانستان والوفد المرافق له محادثات مع وفد المكتب السياسي لحركة «طالبان» في الدوحة، وامتدت جلسة مساء الاثنين إلى وقت متأخر من الليلة، في حين قالت وكالة الصحافة الفرنسية، إن وفد «طالبان» كان يحمل في يده أوراقاً ووثائق قبل دخول جلسة المفاوضات.


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
TT

الكرملين: عقيدتنا النووية المحدَّثة إشارة إلى الغرب

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين (أ.ب)

قال الكرملين، اليوم الأحد، إن روسيا يجب أن ترد على التصعيد غير المسبوق الذي أثارته الإدارة الأميركية، بسماحها لأوكرانيا باستخدام صواريخ بعيدة المدى يمكن أن تصل إلى قلب روسيا.

وأضاف الكرملين في بيان، أن الولايات المتحدة تتخذ «خطوات متهورة» بشكل مزداد، مما يثير توترات بشأن الصراع في أوكرانيا.

ولوح الكرملين بأن «العقيدة النووية المحدثة لروسيا بمثابة إشارة إلى الغرب».

وفي وقت لاحق اليوم، حذّر نائب رئيس مجلس الأمن الروسي دميتري مدفيديف الولايات المتحدة من أن روسيا ستزود أعداء أميركا بتقنيات نووية إذا أقدمت واشنطن على تزويد كييف بأسلحة نووية. ونقلت وكالة سبوتنيك الروسية للأنباء عن مدفيديف قوله «صاروخ أوريشنيك قادر على إلحاق أضرار بالغة بالعواصم الغربية خلال دقائق، ومن الأفضل لأوروبا التوقف عن الدعم العسكري لأوكرانيا».

وخففت روسيا الأسبوع الماضي، من القيود المفروضة على العقيدة النووية، ليصبح من الممكن اعتبار أي هجوم تقليدي بمساعدة بلد يمتلك قوة نووية، هجوماً مشتركاً على روسيا.

وتعقيباً على ذلك، أعلنت المتحدثة باسم البيت الأبيض أن الولايات المتحدة لا ترى «أيّ سبب» لتعديل عقيدتها النووية.

وقالت كارين جان - بيار: «إنه الخطاب غير المسؤول نفسه الذي نسمعه من جانب روسيا منذ عامين»، بعدما زادت موسكو من احتمال لجوئها إلى السلاح النووي.