المحكمة العليا الإسرائيلية ترفض منع حزب عنصري والقائمة العربية من خوض الانتخابات

TT

المحكمة العليا الإسرائيلية ترفض منع حزب عنصري والقائمة العربية من خوض الانتخابات

قررت المحكمة العليا الإسرائيلية، بهيئتها الموسعة التي ضمت 9 قضاة، رفض طلبات شطب قائمتين على طرفي الخريطة الحزبية؛ هما «القائمة المشتركة»، التي تضم الأحزاب العربية، وقائمة «عوتصما يهوديت»، التي تضم عناصر يهودية عنصرية تطالب في برنامجها بترحيل العرب من فلسطين، باعتبارها «أرض الشعب اليهودي الموعودة».
ومع أن المحكمة قررت، بالإجماع، منع اثنين من المرشحين عن حزب «عوتصما يهوديت»، وهما باروخ مارزيل وبينتسي غوبشتين، من خوض الانتخابات القريبة المقبلة، كونهما «قاما بالتحريض على العنصرية»، فإنها أقرت السماح للقائمة نفسها بخوض الانتخابات بدعوى أن برنامجها لا يدعو إلى العنف ويقترح ترحيل العرب بإرادتهم.
وقد عقب رئيس القائمة، ايتامار بن جبير، على هذا القرار، قائلاً إنه «سيعود بالفائدة على حزب (عوتصما يهوديت) ويزيد من المقاعد التي سيحصل عليها في الانتخابات القريبة». فيما قال ممثل عن القائمة إن المحكمة العليا أصبحت فرعاً لحزب ميرتس (اليساري)، وراح مارزيل يهاجمها ويتهمها بالعداء للشعب اليهودي ومصالحه.
وكانت القائمة المشتركة وعدة أحزاب يسارية يهودية قد طالبت المحكمة بمنع هذا الحزب العنصري من الترشح للانتخابات، مقدمة أدلة على أن عدداً من قادته يحرضون على العنف ضد العرب ويطرحون أفكاراً فاشية ضد الوجود العربي، بل إن قسماً منهم اعتقل عدة مرات بشبهات ممارسة الإرهاب ضد العرب في إسرائيل أو ضد أشقائهم في الضفة الغربية والقدس المحتلين.
وبحثت المحكمة نفسها بطلب كان قد تقدم به قادة قائمة «عوتصما يهوديت»، وكذلك حزب الليكود بقيادة رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو، يطلبون شطب القائمة المشتركة، بدعوى أن قادتها يتماثلون مع منظمات إرهابية. وتولى الدفاع عنها مركز عدالة القانوني لحقوق الإنسان، فقال إن «مقدمي طلب الشطب يعلمون منذ البداية أن التلفيقات والأكاذيب التي عرضوها أمام المحكمة لا تستند إلى أي أساس قانوني يمكن أن يؤدي لشطب ترشح القائمة المشتركة، وأن بنود قانون الشطب لا تشمل أي بند من الالتماس الذي قدموه». وتابع: «الهدف الرئيسي من تقديم استئناف على قرار لجنة الانتخابات هو انتهاز فرصة ومنصة أخرى للتحريض على ممثلي المجتمع العربي المنتخبين ومحاولة المس بشرعيتهم وبحق المشاركة السياسية لمجتمع كامل ومنعه من اختيار ممثليه، الأمر الذي تشمله أفكارهم العنصرية ومسيرتهم على خطى المجرم مئير كهانا».
ولفت «عدالة» إلى أنه «كان من الواضح أن استئناف حزب (عوتصما يهوديت) فائض عن الحاجة ولا داعي لعقد جلسة في المحكمة العليا للنظر به، خصوصاً بعد قرار المحكمة عشية الانتخابات السابقة قبل بضعة أشهر. فهذه الدعوى جاءت بدوافع عنصرية لمنع العرب من ممارسة حقوقهم الأساسية».
وقد قبلت المحكمة العليا هذا الموقف وقررت بإجماع أعضاء هيئة القضاة التسعة الذين حضروا الجلسة، رفض طلب الشطب.
يذكر أن الانتخابات الإسرائيلية ستجري في يوم 17 من سبتمبر (أيلول) المقبل، وستشارك فيها 32 قائمة انتخابية، يتوقع أن تسقط معظمها. فنسبة الحسم اللازمة لدخول الكنيست (البرلمان الإسرائيلي) هي 3.25 في المائة من الأصوات الصحيحة، ما يعني أن القائمة التي لا تحرز 130 ألف صوت تقريباً، لا تدخل الكنيست.



رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
TT

رسائل السيسي لـ«طمأنة» المصريين تثير تفاعلاً «سوشيالياً»

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال مشاركته الأقباط الاحتفال بعيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

حظيت رسائل «طمأنة» جديدة أطلقها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، خلال احتفال الأقباط بـ«عيد الميلاد»، وأكد فيها «قوة الدولة وصلابتها»، في مواجهة أوضاع إقليمية متوترة، بتفاعل واسع على مواقع التواصل الاجتماعي.

وقال السيسي، خلال مشاركته في احتفال الأقباط بعيد الميلاد مساء الاثنين، إنه «يتابع كل الأمور... القلق ربما يكون مبرراً»، لكنه أشار إلى قلق مشابه في الأعوام الماضية قبل أن «تمر الأمور بسلام».

وأضاف السيسي: «ليس معنى هذا أننا كمصريين لا نأخذ بالأسباب لحماية بلدنا، وأول حماية فيها هي محبتنا لبعضنا، ومخزون المحبة ورصيدها بين المصريين يزيد يوماً بعد يوم وهو أمر يجب وضعه في الاعتبار».

السيسي يحيّي بعض الأقباط لدى وصوله إلى قداس عيد الميلاد (الرئاسة المصرية)

وللمرة الثانية خلال أقل من شهر، تحدث الرئيس المصري عن «نزاهته المالية» وعدم تورطه في «قتل أحد» منذ توليه المسؤولية، قائلاً إن «يده لم تتلوث بدم أحد، ولم يأخذ أموال أحد»، وتبعاً لذلك «فلا خوف على مصر»، على حد تعبيره.

ومنتصف ديسمبر (كانون الأول) الماضي، قال السيسي في لقاء مع إعلاميين، إن «يديه لم تتلطخا بالدم كما لم تأخذا مال أحد»، في إطار حديثه عن التغييرات التي تعيشها المنطقة، عقب رحيل نظام بشار الأسد.

واختتم السيسي كلمته بكاتدرائية «ميلاد المسيح» في العاصمة الجديدة، قائلاً إن «مصر دولة كبيرة»، مشيراً إلى أن «الأيام القادمة ستكون أفضل من الماضية».

العبارة الأخيرة، التي كررها الرئيس المصري ثلاثاً، التقطتها سريعاً صفحات التواصل الاجتماعي، وتصدر هاشتاغ (#مصر_دولة_كبيرة_أوي) «التريند» في مصر، كما تصدرت العبارة محركات البحث.

وقال الإعلامي المصري، أحمد موسى، إن مشهد الرئيس في كاتدرائية ميلاد المسيح «يُبكي أعداء الوطن» لكونه دلالة على وحدة المصريين، لافتاً إلى أن عبارة «مصر دولة كبيرة» رسالة إلى عدم مقارنتها بدول أخرى.

وأشار الإعلامي والمدون لؤي الخطيب، إلى أن «التريند رقم 1 في مصر هو عبارة (#مصر_دولة_كبيرة_أوي)»، لافتاً إلى أنها رسالة مهمة موجهة إلى من يتحدثون عن سقوط أو محاولة إسقاط مصر، مبيناً أن هؤلاء يحتاجون إلى التفكير مجدداً بعد حديث الرئيس، مؤكداً أن مصر ليست سهلة بقوة شعبها ووعيه.

برلمانيون مصريون توقفوا أيضاً أمام عبارة السيسي، وعلق عضو مجلس النواب، محمود بدر، عليها عبر منشور بحسابه على «إكس»، موضحاً أن ملخص كلام الرئيس يشير إلى أنه رغم الأوضاع الإقليمية المعقدة، ورغم كل محاولات التهديد، والقلق المبرر والمشروع، فإن مصر دولة كبيرة وتستطيع أن تحافظ علي أمنها القومي وعلى سلامة شعبها.

وثمّن عضو مجلس النواب مصطفى بكري، كلمات السيسي، خاصة التي دعا من خلالها المصريين إلى التكاتف والوحدة، لافتاً عبر حسابه على منصة «إكس»، إلى مشاركته في الاحتفال بعيد الميلاد الجديد بحضور السيسي.

وربط مصريون بين عبارة «مصر دولة كبيرة» وما ردده السيسي قبل سنوات لقادة «الإخوان» عندما أكد لهم أن «الجيش المصري حاجة كبيرة»، لافتين إلى أن كلماته تحمل التحذير نفسه، في ظل ظهور «دعوات إخوانية تحرض على إسقاط مصر

وفي مقابل الكثير من «التدوينات المؤيدة» ظهرت «تدوينات معارضة»، أشارت إلى ما عدته تعبيراً عن «أزمات وقلق» لدى السلطات المصرية إزاء الأوضاع الإقليمية المتأزمة، وهو ما عدّه ناجي الشهابي، رئيس حزب «الجيل» الديمقراطي، قلقاً مشروعاً بسبب ما تشهده المنطقة، مبيناً أن الرئيس «مدرك للقلق الذي يشعر به المصريون».

وأوضح الشهابي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، أنه «رغم أن كثيراً من الآراء المعارضة تعود إلى جماعة الإخوان وأنصارها، الذين انتعشت آمالهم بعد سقوط النظام السوري، فإن المصريين يمتلكون الوعي والفهم اللذين يمكنّانهم من التصدي لكل الشرور التي تهدد الوطن، ويستطيعون التغلب على التحديات التي تواجههم، ومن خلفهم يوجد الجيش المصري، الأقوى في المنطقة».

وتصنّف السلطات المصرية «الإخوان» «جماعة إرهابية» منذ عام 2013، حيث يقبع معظم قيادات «الإخوان»، وفي مقدمتهم المرشد العام محمد بديع، داخل السجون المصرية، بعد إدانتهم في قضايا عنف وقتل وقعت بمصر بعد رحيل «الإخوان» عن السلطة في العام نفسه، بينما يوجد آخرون هاربون في الخارج مطلوبون للقضاء المصري.

بينما عدّ العديد من الرواد أن كلمات الرئيس تطمئنهم وهي رسالة في الوقت نفسه إلى «المتآمرين» على مصر.