إردوغان إلى موسكو للقاء بوتين وسط تباين في المواقف من تطورات إدلب

TT

إردوغان إلى موسكو للقاء بوتين وسط تباين في المواقف من تطورات إدلب

أعلن الكرملين، أمس، أن الرئيس فلاديمير بوتين أجرى محادثات هاتفية مع نظيره التركي رجب طيب إردوغان، ركزت على الوضع في إدلب، والملفات المتعلقة بالتسوية السورية، والجهود المبذولة في إطار «مسار آستانة» لإطلاق عمل اللجنة الدستورية السورية.
وبرز تباين واضح بين اللهجتين الروسية والتركية في الحديث عن تفاصيل المكالمة، إذ اكتفت موسكو بإعلان أن المحادثات شملت جوانب الملفات المتعلقة بالأزمة السورية، من دون أن تتطرق إلى أن الرئيسين تناولا ملفات خلافية، بينما ركزت الرئاسة التركية في المقابل على أن إردوغان أبلغ بوتين أن تحركات الجيش السوري في جنوب منطقة خفض التصعيد في إدلب «تضر بمساعي الحل السياسي في سوريا، وتشكل تهديداً للأمن القومي التركي». وأعلنت الرئاسة التركية لاحقاً أن اردوغان سيسافر إلى روسيا الثلاثاء (27 اغسطس/آب) للقاء بوتين، في محاولة لحل الخلافات بشأن إدلب على ما يبدو.
وأكد بيان الكرملين أن النقاش تناول «آليات تعزيز العمل المشترك في مكافحة الإرهاب في سوريا، وتطرق إلى جوانب أخرى من التسوية السورية، بما في ذلك العمل الذي تقوم به روسيا وتركيا وإيران، إلى جانب الأمم المتحدة، على تشكيل وإطلاق اللجنة الدستورية، وذلك في ضوء القمة الخامسة المرتقبة الشهر المقبل لرؤساء البلدان الضامنة مسار آستانة». وأشار إلى أن الرئيسين «بحثا أيضاً التعاون في إرساء الاستقرار في منطقة خفض التصعيد بمحافظة إدلب السورية»، لافتاً إلى أن بوتين وإردوغان اتفقا على «تفعيل الجهود الرامية إلى إزالة التهديد الإرهابي النابع عن هذه المنطقة، وضمان تنفيذ مذكرة سوتشي المبرمة في 17 سبتمبر (أيلول) 2018»؛ لكن البيان الرئاسي الروسي لم يتطرق إلى النقاط الخلافية حول إدلب.
وكان الكرملين قد أعلن في وقت سابق ترحيبه بـ«النصر» في خان شيخون، ورأى فيه تطوراً مهماً في تقويض الوجود الإرهابي في المنطقة. في حين لم تعلق روسيا رسمياً على إعلان أنقرة نيتها المحافظة على نقاط المراقبة في المنطقة؛ خصوصاً أن بعضها بات محاصراً من جانب القوات النظامية.
ولفتت مصادر روسية إلى أن المكالمة التي جرت بمبادرة من الجانب التركي، عكست «وجود صعوبات تواجهها المحادثات الجارية على المستوى العسكري، والتي أعلنت عنها موسكو وأنقرة أخيراً». وفي حين تتطلع أنقرة إلى ضغط روسي لوقف تقدم قوات النظام، والعودة إلى مفاوضات لوضع ترتيبات للتعاون في المنطقة تقوم على أساس اتفاق سوتشي، فإن الجانب الروسي «ينطلق من أن بحث الترتيبات الجديدة يجب أن يأخذ في الاعتبار التطورات الميدانية الجارية»، في إشارة إلى أن موسكو تعارض انسحاب القوات النظامية من المواقع التي شغلتها أخيراً.
إلى ذلك، أعلن الكرملين أن بوتين أجرى محادثات هاتفية مع رئيس الوزراء الإسرائيلي، بنيامين نتنياهو، تم خلالها «تبادل الآراء حول الأجندة الإقليمية». وأوردت الرئاسة الروسية، في بيان، أن الطرفين أعربا عن «الاهتمام المتبادل بالحفاظ على العمل المشترك بين روسيا وإسرائيل على المسار السوري، وحشد الجهود في مكافحة الإرهاب».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.