تصعيد فلسطيني لاستثناء اللاجئين في لبنان من إجراءات تنظيم العمالة الأجنبية

TT

تصعيد فلسطيني لاستثناء اللاجئين في لبنان من إجراءات تنظيم العمالة الأجنبية

يُرتقب أن يُطرح اليوم الخميس ملف العمالة الفلسطينية على طاولة مجلس الوزراء من خارج جدول الأعمال، بعد أن كان قد تم تأجيل النقاش والبت فيه، في الجلسة الماضية، لتغيب وزير العمل كميل أبو سليمان.
وباشر اللاجئون الفلسطينيون في لبنان تحركاتهم أمس، في إطار «يوم غضب» شهد سلسلة نشاطات ومظاهرات، تُستكمل اليوم بإضراب عام للضغط على مجلس الوزراء لاستثناء الفلسطينيين من الإجراءات التي تتخذها وزارة العمل منذ أشهر، ضمن خطة لمكافحة اليد العاملة الأجنبية.
ويدعم رئيس الحكومة سعد الحريري وتياره السياسي (المستقبل) كما «حزب الله» وحركة «أمل» وفرقاء آخرون المطالب الفلسطينية، في وقت تُجمع القوى المسيحية وبالأخص «التيار الوطني الحر» و«القوات اللبنانية» و«الكتائب» على وجوب التمسك بهذه الإجراءات، بينما يؤكد الوزير أبو سليمان أنها تنفيذ للقوانين، وليست قرارات جديدة تطال الفلسطينيين بشكل خاص، مؤكداً وجود استثناءات تخص العمالة الفلسطينية في القانون، مراعاة لخصوصيتها.
وبحسب مصادر وزارة العمل، يستعد أبو سليمان اليوم لتقديم عرض مفصل عن خطته من حيث الأهداف والنتائج، يتضمن شقاً قانونياً يؤكد أن ما يقوم به هو تنفيذ القانون، وأن أي قرار سيتخذه مجلس الوزراء خلافاً لذلك سيعني تجاوزاً للقوانين.
وتؤكد المصادر لـ«الشرق الأوسط» انفتاح الوزير على أي حوار: «وإن كان على قناعة بأن مجلس الوزراء سيدعم خطته بإطار دعمه تطبيق القوانين». وتضيف المصادر: «أصلاً منذ انطلاق تنفيذ الخطة تم إقفال مؤسستين فلسطينيتين فقط في البدايات في الشمال، وبعد تسوية أوضاعهما القانونية أعيد فتحهما».
وكان الوزير أبو سليمان قد شدد في وقت سابق على أن لا ركيزة دستورية أو قانونية تجيز للحكومة وضع يدها على الملف ووقف الإجراءات التي يقوم بها، من منطلق أنه «لا يمكن بقرار من مجلس الوزراء وقف تطبيق قانون، أو كف يد وزير عن ممارسة صلاحياته الدستورية بتنفيذ القوانين المختصة بوزارته».
وبعد أسابيع من تراجع حدة التحركات الفلسطينية؛ نظراً لتوقف جلسات مجلس الوزراء نتيجة الأزمة السياسية، جددت الفصائل والقوى الفلسطينية تحركاتها التصعيدية أمس. وقالت مصادر حركة «فتح» لـ«الشرق الأوسط»؛ إن المسيرات عمت كل المخيمات بعد ظهر أمس، في إطار «يوم غضب». وشهد مخيم «عين الحلوة» اعتصاماً مسائياً، وذكرت أنه تم إعلان اليوم الخميس يوم إضراب عام، سيشهد إقفال كل المخيمات، بالتزامن مع انعقاد جلسة مجلس الوزراء.
وأضافت: «لم نتمكن حتى الساعة من تحديد العدد النهائي للمتضررين من إجراءات وزارة العمل؛ لكن عدد المصروفين من العمال الفلسطينيين يتراوح ما بين 100 و150. فقد أقدم كثير من أصحاب المؤسسات على الاستغناء عن خدماتهم؛ لأنهم ليس لديهم رخص عمل».
ويُطالب الفلسطينيون بإعفائهم من إجازات العمل، في وقت تشدد الوزارة اللبنانية على أن هذه الإجازات تحميهم من الصرف التعسفي، كما تضمن لهم الحصول على الحد الأدنى للأجور.
وفي رسالة وجهها وزير العمل كميل أبو سليمان مطلع شهر أغسطس (آب)، للرد على مواقف قال إنها مبنية على معلومات مغلوطة، عدّد الامتيازات التي يتمتع بها العامل الفلسطيني بموجب القانون اللبناني وتعديلاته، لجهة استثنائه من شروط المعاملة بالمثل، ورسم إجازة العمل الصادرة عن الوزارة، وإعفاء صاحب العمل الفلسطيني من 75 في المائة من رسم الإجازة. وقالت الوزارة إن العامل الفلسطيني معفى من الفحص المخبري ومن شهادة الإيداع المصرفي، مؤكدة أنه منذ بدء تطبيق الخطة في يونيو (حزيران) 2019 تم تقديم تسهيلات إضافية للاجئين الفلسطينيين.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».