انطلاق العملية الصعبة لتأليف حكومة إيطالية جديدة

الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا – إلى اليسار - مستقبلا رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في قصر كيرينالي مساء أمس (أ.ب)
الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا – إلى اليسار - مستقبلا رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في قصر كيرينالي مساء أمس (أ.ب)
TT

انطلاق العملية الصعبة لتأليف حكومة إيطالية جديدة

الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا – إلى اليسار - مستقبلا رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في قصر كيرينالي مساء أمس (أ.ب)
الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا – إلى اليسار - مستقبلا رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في قصر كيرينالي مساء أمس (أ.ب)

يبدأ الرئيس الإيطالي سيرجيو ماتاريلا، اليوم (الأربعاء)، مشاورات مع القوى السياسية التي ستقدّم إليه اقتراحاتها لتأليف حكومة جديدة، هي السابعة والستون منذ نهاية الحرب العالمية الثانية، بعد انهيار تحالف الرابطة وحركة خمس نجوم أمس (الثلاثاء).
وتبدأ هذه المشاورات التقليدية باتصال يجريه ماتارليلا مع سلفه جورجيو نابوليتانو، وفق «وكالة الصحافة الفرنسية». وبعد ذلك يستقبل الرئيس على مدى يومين رئيسي مجلس الشيوخ والبرلمان، ثم الكتل البرلمانية كافة. وتنتهي المشاورات غداً (الخميس) بلقاء مع حركة خمس نجوم التي حققت الغالبية (32 في المائة) في الانتخابات البرلمانية عام 2018.
ورغم تقدمه في استطلاعات الرأي بنسبة تأييد تتراوح بين 36 و38 في المائة، لا يتمتع زعيم حزب الرابطة اليميني ماتيو سالفيني بتأييد أكثر من 17 في المائة من أعضاء البرلمان.
وبدأت الأزمة في إيطاليا في 8 أغسطس (آب) بانسحاب زير الداخلية سالفيني من الائتلاف الحكومي بعد 14 شهراً من تشكيله مع حركة خمس نجوم، مع أنه كان قد وعد مراراً بأن الحكومة الحالية ستصمد خمس سنوات، وفق وكالة «رويترز». وقد اتهم حليفه لويجي دي مايو، زعيم خمس نجوم، بالمعارضة المنهجية لمشاريعه الاقتصادية وطالب بإجراء انتخابات برلمانية مبكرة.
ووصف رئيس الوزراء جوزيبي كونتي في كلمة ألقاها في مجلس الشيوخ أمس سالفيني بأنه انتهازي وغير مسؤول. وأكد سالفيني، من جهته، أنه سيطلب من الرئيس الدعوة إلى انتخابات مبكرة.
ومن بين سلسلة خيارات يمكن رئيس الجمهورية اللجوء إليها، الدعوة إلى انتخابات مبكرة كملاذ أخير إذا تعذر تحقيق غالبية ضرورية لتشكيل ائتلاف جديد.
وأبدى الحزب الديموقراطي (يسار الوسط) على لسان رئيس الوزراء السابق ماتيو رينزي استعداده للتحالف مع حركة خمس نجوم لتشكيل حكومة «مؤسساتية» يقودها كونتي. لكن هذه الفكرة لا تتمتع بتأييد في أوساط الحزب الديمقراطي.
واقترح رئيس الوزراء السابق والرئيس السابق للمفوضية الأوروبية رومانو برودي تشكيل تحالف بين اليمين واليسار، على طريقة التحالف الحكومي في ألمانيا، يكون موالياً لأوروبا. لكن أيضاً تحيط الشكوك بإمكان تحقيق تحالف مماثل سيضم حزب النائب في البرلمان الأوروبي سيلفيو برلوسكوني «فورتسا إيطاليا».
واقترح سالفيني من جهته تحالفاً مع برلوسكوني وحزب «أخوة إيطاليا» اليميني المحافظ بزعامة جورجيا ميلوني، لكن هذه الفكرة لم تبصر النور.



إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

TT

إردوغان يتحدث عن «اتفاق تاريخي» بين إثيوبيا والصومال لإنهاء التوترات

الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)
الرئيس التركي رجب طيب إردوغان متوسطا الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة بعيد انتهاء المحادثات (رويترز)

أعلن الرئيس التركي رجب طيب إردوغان أنّ الصومال وإثيوبيا توصلتا، أمس الأربعاء، في ختام مفاوضات جرت بوساطته في أنقرة إلى اتفاق "تاريخي" ينهي التوترات بين البلدين الجارين في القرن الأفريقي.

وخلال مؤتمر صحافي مشترك مع الرئيس الصومالي حسن شيخ محمود ورئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد في أنقرة، قال إردوغان إنّه يأمل أن يكون هذا "الاتفاق التاريخي الخطوة الأولى نحو بداية جديدة مبنية على السلام والتعاون" بين مقديشو وأديس أبابا.

وبحسب نص الاتفاق الذي نشرته تركيا، فقد اتّفق الطرفان على "التخلّي عن الخلافات في الرأي والقضايا الخلافية، والتقدّم بحزم في التعاون نحو رخاء مشترك". واتّفق البلدان أيضا، وفقا للنص، على العمل باتجاه إقرار ابرام اتفاقيات تجارية وثنائية من شأنها أن تضمن لإثيوبيا وصولا إلى البحر "موثوقا به وآمنا ومستداما (...) تحت السلطة السيادية لجمهورية الصومال الفدرالية". وتحقيقا لهذه الغاية، سيبدأ البلدان قبل نهاية فبراير (شباط) محادثات فنية تستغرق على الأكثر أربعة أشهر، بهدف حلّ الخلافات بينهما "من خلال الحوار، وإذا لزم الأمر بدعم من تركيا".

وتوجّه الرئيس الصومالي ورئيس الوزراء الإثيوبي إلى أنقرة الأربعاء لعقد جولة جديدة من المفاوضات نظمتها تركيا، بعد محاولتين أوليين لم تسفرا عن تقدم ملحوظ. وخلال المناقشات السابقة التي جرت في يونيو (حزيران) وأغسطس (آب) في أنقرة، أجرى وزير الخارجية التركي هاكان فيدان زيارات مكوكية بين نظيريه، من دون أن يتحدثا بشكل مباشر. وتوسّطت تركيا في هذه القضية بهدف حل الخلاف القائم بين إثيوبيا والصومال بطريقة تضمن لأديس أبابا وصولا إلى المياه الدولية عبر الصومال، لكن من دون المساس بسيادة مقديشو.

وأعرب إردوغان عن قناعته بأنّ الاتفاق الذي تم التوصل إليه الأربعاء، بعد ثماني ساعات من المفاوضات، سيضمن وصول إثيوبيا إلى البحر. وقال "أعتقد أنّه من خلال الاجتماع الذي عقدناه اليوم (...) سيقدّم أخي شيخ محمود الدعم اللازم للوصول إلى البحر" لإثيوبيا.

من جهته، قال رئيس الوزراء الإثيوبي أبيي أحمد، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه "لقد قمنا بتسوية سوء التفاهم الذي حدث في العام الماضي... إثيوبيا تريد وصولا آمنا وموثوقا به إلى البحر. هذا الأمر سيفيد جيراننا بنفس القدر". وأضاف أنّ المفاوضات التي أجراها مع الرئيس الصومالي يمكن أن تسمح للبلدين "بأن يدخلا العام الجديد بروح من التعاون والصداقة والرغبة في العمل معا".

بدوره، قال الرئيس الصومالي، وفقا لترجمة فورية إلى اللغة التركية لكلامه إنّ اتفاق أنقرة "وضع حدا للخلاف" بين مقديشو وأديس أبابا، مشدّدا على أنّ بلاده "مستعدّة للعمل مع السلطات الإثيوبية والشعب الإثيوبي". وإثيوبيا هي أكبر دولة في العالم من حيث عدد السكان لا منفذ بحريا له وذلك منذ انفصلت عنها إريتريا في 1991.