فرنسا تستضيف قمة مثقلة بالملفات الشائكة لمجموعة السبع

رجال أمن على سطح «كازينو بيلفو» في بياريتز حيث تُعقد قمة مجموعة السبع (أ.ب)
رجال أمن على سطح «كازينو بيلفو» في بياريتز حيث تُعقد قمة مجموعة السبع (أ.ب)
TT

فرنسا تستضيف قمة مثقلة بالملفات الشائكة لمجموعة السبع

رجال أمن على سطح «كازينو بيلفو» في بياريتز حيث تُعقد قمة مجموعة السبع (أ.ب)
رجال أمن على سطح «كازينو بيلفو» في بياريتز حيث تُعقد قمة مجموعة السبع (أ.ب)

تواجه دول مجموعة السبع، التي يلتقي زعماؤها خلال عطلة نهاية هذا الأسبوع في مدينة بياريتز الفرنسية، الكثير من الصعوبات، في مقدمها الحروب التجارية وعقدة خروج بريطانيا من الاتحاد الأوروبي «بريكست». لكن المجموعة تحاول مع ذلك أن تثبت أهميتها الجيوسياسية بمواجهة الأزمات المتعددة في العالم.
وتتنوع الملفات الساخنة التي على مجموعة السبع مقاربتها، بدءاً بالتوتر مع إيران، مروراً بالحرب التجارية بين واشنطن وبكين، وحال الطوارئ المناخية، ولا تنتهي بتظاهرات هونغ كونغ.
ولا يستبعد كذلك أن يحضر ملف كشمير في اللقاءات، فرئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مدعو إلى مدينة بياريتز الساحلية التي وضعت تحت حراسة أمنية مشددة.
ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» عن مصدر مقرب من الرئاسة الفرنسية، أن مجموعة السبع تعمل «في عالم بات اليوم منقسماً بشدة وشديد التقلب، وحيث لم يعد بالضرورة للأطر المرجعية الفعالية نفسها كما في الماضي».
ومن قادة المجموعة الذين يعرفون أوضاعاً شائكة رئيس الوزراء البريطاني بوريس جونسون الغارق في أزمة «بريكست»، والمستشارة الألمانية أنجيلا ميركل التي شارف حكمها على النهاية بعد 14 عاماً، إضافة إلى رئيس الوزراء الإيطالي جوزيبي كونتي المهددة حكومته بالانهيار.
ويقول رئيس الوزراء الإيطالي السابق وعميد كلية العلاقات الدولية في معهد العلوم السياسية في باريس إينريكو ليتا إن «صيغة مجموعة السبع ووجودها نفسه أصبحا موضع نقاش، فقد كانت في الماضي المكان الذي يمنح الغرب القديم فرصةً للحديث بصراحة وبلورة مواقف مشتركة لها أهمية كبيرة في ما يتعلق بالأزمات الكبرى في العالم. لكن كل ذلك يتلاشى الآن بسبب التشتت» الذي تعيشه دول المجموعة.
في ظل هذه التعقيدات، يريد الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون أن يقوم بعملية إصلاح لصيغة مجموعة السبع التي وصفها بأنها «مسرح للانقسامات»، خلال قمة عام 2018 في كندا.
ولذلك لن تنتهي القمة بتصريح ختامي مشترك، فتحقيق ذلك بات مهمة شاقة في ظل الخلافات بين أعضاء المجموعة. وتريد الرئاسة الفرنسية، بدلاً من ذلك، التشجيع على إقامة «تحالفات بين الدول الفاعلة» الراغبة في «اقتراح حلول ملموسة للتحديات الكبرى»، بحسب مصدر في الرئاسة الفرنسية. وقد دعي لهذه الغاية إلى بياريتز رؤساء دول من خارج المجموعة.
وبالإضافة إلى ناريندرا مودي، دعي الرئيس التشيلي سباستيان بينييرا والمصري عبد الفتاح السيسي، وقادة أفارقة مثل بول كاغامي من رواندا وروش مارك كريستيان كابوريه من بوركينا فاسو وماكي سال من السنغال.
يذكر أن مجموعة السبع تضم الولايات المتحدة، بريطانيا، فرنسا، ألمانيا، إيطاليا، كندا، واليابان.


مقالات ذات صلة

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

صحتك رجل يسكب الماء على رأسه أثناء موجة حر في هيوستن بولاية تكساس بالولايات المتحدة 25 أغسطس 2023 (رويترز)

دراسة: كبار السن أكثر قدرة على تحمل حرارة الطقس مقارنة بالشباب

كشفت دراسة مكسيكية أنه على عكس الاعتقاد السائد، فإن كبار السن أكثر قدرة على تحمل موجات الحرارة مقارنة بالشباب.

«الشرق الأوسط» (سان فرانسيسكو)
خاص تم تحسين هذه النماذج لمحاكاة سيناريوهات المناخ مثل توقع مسارات الأعاصير مما يسهم في تعزيز الاستعداد للكوارث (شاترستوك)

خاص «آي بي إم» و«ناسا» تسخّران نماذج الذكاء الاصطناعي لمواجهة التحديات المناخية

«الشرق الأوسط» تزور مختبرات أبحاث «IBM» في زيوريخ وتطلع على أحدث نماذج الذكاء الاصطناعي لفهم ديناميكيات المناخ والتنبؤ به.

نسيم رمضان (زيوريخ)
بيئة أظهرت الدراسة التي أجراها معهد «كلايمت سنترال» الأميركي للأبحاث أنّ الأعاصير الـ11 التي حدثت هذا العام اشتدت بمعدل 14 إلى 45 كيلومتراً في الساعة (رويترز)

الاحترار القياسي للمحيطات زاد حدة الأعاصير الأطلسية في 2024

أكدت دراسة جديدة، نُشرت الأربعاء، أن ظاهرة الاحترار المناخي تفاقم القوة التدميرية للعواصف، مسببة زيادة السرعة القصوى لرياح مختلف الأعاصير الأطلسية.

«الشرق الأوسط» (واشنطن)
بيئة متوسط درجات الحرارة كان مرتفعاً للغاية منذ يناير حتى أكتوبر (أ.ب)

علماء: عام 2024 سيكون الأكثر حرارة على الإطلاق

كشفت خدمة «كوبرنيكوس» لتغير المناخ التابعة للاتحاد الأوروبي اليوم (الخميس) عن أن عام 2024 سيتخطى 2023 ليصبح العام الأعلى حرارة منذ بدء التسجيلات.

«الشرق الأوسط» (باريس)
بيئة تظهر صورة القمر الاصطناعي العاصفة الاستوائية «ميلتون» وهي تشتد وتتجه للتحول إلى إعصار قبل وصولها إلى فلوريدا في خليج المكسيك في 6 أكتوبر 2024 (رويترز)

لماذا يجعل الاحتباس الحراري الأعاصير أكثر قوة؟

يؤدي الاحتباس الحراري إلى ارتفاع درجات حرارة مياه المحيطات؛ مما يجعل الأعاصير أكثر قوة. ومع ذلك، هذا لا يعني بالضرورة أنه سيكون هناك المزيد من الأعاصير.

«الشرق الأوسط» (باريس)

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
TT

اتهام لرجل عرض علم «حزب الله» خلال مظاهرة مؤيدة لفلسطين

عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)
عناصر من «كتائب حزب الله» العراقية خلال مشاركتها في إحدى الفعاليات (أرشيفية - الشرق الأوسط)

وجهت الشرطة الفيدرالية الأسترالية اتهاماً لرجل يبلغ من العمر 36 عاماً بعرض رمز منظمة مصنفة «إرهابية» علناً، وذلك خلال مظاهرة في منطقة الأعمال المركزية بمدينة ملبورن في سبتمبر (أيلول) الماضي.

الرجل، المقيم في منطقة فيرنتري غولي، سيمثل أمام محكمة ملبورن الابتدائية في 6 مارس (آذار) المقبل؛ حيث يواجه عقوبة قد تصل إلى 12 شهراً من السجن إذا ثبتت إدانته، وفقاً لصحيفة «الغارديان».

جاءت المظاهرة ضمن فعاليات يوم وطني للعمل من أجل قطاع غزة، الذي نظمته شبكة الدعوة الفلسطينية الأسترالية في 29 سبتمبر الماضي، وشهد تنظيم مسيرات مماثلة في مختلف أنحاء البلاد احتجاجاً على التصعيد المتزايد للعنف في الشرق الأوسط.

وأطلقت الشرطة الفيدرالية الأسترالية بولاية فيكتوريا عملية تحقيق تحت اسم «أردفارنا»، عقب احتجاج ملبورن؛ حيث تلقت 9 شكاوى تتعلق بعرض رموز محظورة خلال المظاهرة.

ووفقاً للشرطة، تم التحقيق مع 13 شخصاً آخرين، مع توقع توجيه اتهامات إضافية قريباً. وصرح نيك ريد، قائد مكافحة الإرهاب، بأن أكثر من 1100 ساعة قُضيت في التحقيق، شملت مراجعة أدلة من كاميرات المراقبة وكاميرات الشرطة المحمولة، إضافة إلى مصادرة هواتف محمولة وقطعة ملابس تحتوي على رمز المنظمة المحظورة.

تأتي هذه الإجراءات بعد قرار الحكومة الفيدرالية الأسترالية في ديسمبر (كانون الأول) 2021 بتصنيف «حزب الله» منظمة إرهابية، ومع التشريعات الفيدرالية الجديدة التي دخلت حيز التنفيذ في يناير (كانون الثاني) 2024، التي تحظر عرض رموز النازيين وبعض المنظمات.

وقالت نائبة مفوض الأمن القومي، كريسي باريت، إن الادعاء يحتاج إلى إثبات أن الرمز المعروض مرتبط بمنظمة إرهابية وأنه قد يحرض على العنف أو الترهيب.

المظاهرة، التي استمرت في معظمها سلمية، جاءت بعد إعلان مقتل قائد «حزب الله» حسن نصر الله في غارة جوية إسرائيلية، وهو ما اعتبره العديد تصعيداً كبيراً في الصراع المستمر في الشرق الأوسط.

وفي وقت لاحق، نُظمت مظاهرات أخرى في سيدني وملبورن وبريزبين، وسط تحذيرات للمتظاهرين بعدم عرض رموز محظورة.