نتنياهو يلتقي الرئيس الأوكراني

زوجته أحدثت فوضى على الطائرة احتجاجاً على عدم الترحيب بها

TT

نتنياهو يلتقي الرئيس الأوكراني

التقى رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو أمس برئيس جمهورية أوكرانيا فولوديمير زيلينسكي، وذلك في قصر الرئاسة في العاصمة الأوكرانية كييف مستبقاً توقيع اتفاقيات للتعاون الثنائي الاقتصادي بما في ذلك إقامة منطقة للتجارة الحرة، خلال الزيارة، إلى جانب مناقشة مسألة معاشات التقاعد للقادمين الجدد من أوكرانيا.
وتوجه نتنياهو إلى كييف الأحد من أجل توقيع عدة اتفاقات، تشمل مجالات الزراعة والسياحة ورواتب التقاعد والتعليم واتفاقية في حقل التعليم التي سيتم بموجبها السماح للأطفال اليهود في أوكرانيا الدراسة في رياض الأطفال والمدارس الخاصة بهم في جميع أنحاء البلاد.
ويفترض أن يكون نتنياهو قد طلب من الرئيس الأوكراني، نقل سفارة بلاده من تل أبيب إلى القدس، بحسب ما أعلن قبل الزيارة عن البرنامج. وتأتي هذه الزيارة قبل أقل من شهر على دورة جديدة من الانتخابات سيخوضها نتنياهو في سبتمبر (أيلول)، بسبب فشله في تشكيل ائتلاف حكومي بعد تحقيق حزبه «الليكود» فوزاً هشاً في انتخابات أبريل (نيسان).
وتقول المعارضة الإسرائيلية إن زيارة نتنياهو استعراضية وهو يحاول بهذه الزيارة كسب المزيد من دعم الناخبين الناطقين بالروسية في الانتخابات الجديدة، كجزء من الحملة الانتخابية والتنافس الذي يخوضه نتنياهو مع رئيس حزب «إسرائيل بيتنا» أفيغدور ليبرمان على الفوز بهذه الأصوات في الانتخابات الوشيكة.
وقبل الاجتماع وضع نتنياهو إكليلاً من الزهور على ضريح الجندي المجهول في العاصمة الأوكرانية، وكذلك النصب التذكاري «هولودومور» الذي يرمز إلى المجاعة التي حاقت بأوكرانيا السوفياتية في الموسم الزراعي 1932 - 1933 وتعتبر إحدى أسوأ الكوارث في التاريخ الأوكراني، إذ تشير التقديرات إلى أن ما بين 2.2 و3.5 مليون شخص قد ماتوا في هذه المجاعة. وقال موفد صوت إسرائيل باللغة العبرية إن رئيس الوزراء شارك أيضاً في مراسم ستقام في منطقة بابي يار، «حيث قتل النازيون عشرات آلاف اليهود خلال الحرب العالمية الثانية».
وفي حادث غير عادي أثناء رحلة نتنياهو إلى أوكرانيا غضبت عقيلته سارة من قبطان الطائرة بعد أن ظنت أنه لم يرحب بها كما يجب بمكبرات الصوت في بداية الرحلة.
ونهضت سارة نتنياهو من مقعدها، وحاولت دخول قُمرة قيادة الطائرة، لكن أفراد الوفد المرافق لها حالوا دون ذلك، مما فجر نقاشاً حاداً قبل أن يقوم قبطان الطائرة بالترحيب بها مجدداً بمكبرات الصوت. وعلقت شركة «إل عال» الإسرائيلية للطيران، على التقرير الذي بثته القناة 12. بقولها إن «رحلة رئيس الحكومة كانت على ما يُرام. سُررنا باستضافة رئيس الحكومة والسيدة عقيلته في رحلتهما إلى أوكرانيا». وجاء من ديوان نتنياهو، أن «هذا التقرير التلفزيوني مشوِّه ومُغرض. كان هناك سوء تفاهم تم توضيحه على الفور، وتمت الرحلة على ما يُرام. هذه محاولة أخرى لتحويل الانتباه، عن زيارة دولية هامة لرئيس الحكومة».



ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
TT

ملاهي سوريا وحاناتها تعيد فتح أبوابها بحذر بعد انتصار فصائل المعارضة

سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)
سوري يصب شراباً محلياً في سوق باب توما بدمشق (رويترز)

احتفل سكان دمشق بسقوط نظام بشار الأسد بعد حرب وحشية استمرت 13 عاماً، لكن أصحاب أماكن السهر في المدينة اعتراهم القلق وهم يعيدون فتح أبواب حاناتهم وملاهيهم.

فقد قادت «هيئة تحرير الشام» فصائل المعارضة التي أطاحت بنظام الأسد، وكانت هناك خشية لدى بعض الناس من أن تمنع الهيئة شرب الكحول.

ظلت حانات دمشق ومحلات بيع الخمور فيها مغلقة لأربعة أيام بعد دخول مقاتلي «هيئة تحرير الشام» المدينة، دون فرضهم أي إجراءات صارمة، والآن أعيد فتح هذه الأماكن مؤقتاً.

ما يريده صافي، صاحب «بابا بار» في أزقة المدينة القديمة، من الجميع أن يهدأوا ويستمتعوا بموسم عيد الميلاد الذي يشهد إقبالاً عادة.

مخاوف بسبب وسائل التواصل

وفي حديث مع «وكالة الصحافة الفرنسية» في حانته، اشتكى صافي، الذي لم يذكر اسم عائلته حتى لا يكشف عن انتمائه الطائفي، من حالة الذعر التي أحدثتها وسائل التواصل الاجتماعي.

فبعدما انتشرت شائعات أن المسلحين المسيطرين على الحي يعتزمون شن حملة على الحانات، توجه إلى مركز الشرطة الذي بات في أيدي الفصائل في ساحة باب توما.

وقال صافي بينما كان يقف وخلفه زجاجات الخمور: «أخبرتهم أنني أملك حانة وأود أن أقيم حفلاً أقدم فيه مشروبات كحولية».

وأضاف أنهم أجابوه: «افتحوا المكان، لا مشكلة. لديكم الحق أن تعملوا وتعيشوا حياتكم الطبيعية كما كانت من قبل»، فيما كانت الموسيقى تصدح في المكان.

ولم تصدر الحكومة، التي تقودها «هيئة تحرير الشام» أي بيان رسمي بشأن الكحول، وقد أغلق العديد من الأشخاص حاناتهم ومطاعمهم بعد سقوط العاصمة.

لكن الحكومة الجديدة أكدت أيضاً أنها إدارة مؤقتة وستكون متسامحة مع كل الفئات الاجتماعية والدينية في سوريا.

وقال مصدر في «هيئة تحرير الشام»، لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»، طلب عدم كشف هويته، إن «الحديث عن منع الكحول غير صحيح». وبعد الإلحاح عليه بالسؤال شعر بالغضب، مشدداً على أن الحكومة لديها «قضايا أكبر للتعامل معها».

وأعيد فتح «بابا بار» وعدد قليل من الحانات القريبة، لكن العمل محدود ويأمل صافي من الحكومة أن تطمئنهم ببيان يكون أكثر وضوحاً وقوة إلى أنهم آمنون.

في ليلة إعادة الافتتاح، أقام حفلة حتى وقت متأخر حضرها نحو 20 شخصاً، ولكن في الليلة الثانية كانت الأمور أكثر هدوءاً.

وقال إن «الأشخاص الذين حضروا كانوا في حالة من الخوف، كانوا يسهرون لكنهم في الوقت نفسه لم يكونوا سعداء».

وأضاف: «ولكن إذا كانت هناك تطمينات (...) ستجد الجميع قد فتحوا ويقيمون حفلات والناس مسرورون، لأننا الآن في شهر عيد الميلاد، شهر الاحتفالات».

وفي سوريا أقلية مسيحية كبيرة تحتفل بعيد الميلاد، مع تعليق الزينات في دمشق.

في مطعم العلية القريب، كان أحد المغنين يقدم عرضاً بينما يستمتع الحاضرون بأطباق من المقبلات والعرق والبيرة.

لم تكن القاعة ممتلئة، لكن الدكتور محسن أحمد، صاحب الشخصية المرحة والأنيقة، كان مصمماً على قضاء وقت ممتع.

وقال لـ«وكالة الصحافة الفرنسية»: «كنا نتوقع فوضى عارمة في الموقف»، فيما كانت الأضواء تنعكس على ديكورات المطعم، مضيفاً: «لكننا عدنا سريعاً إلى حياتنا، حياتنا الليلية، وحقوقنا».

حفلة مع مغنٍ

وقال مدير المطعم يزن شلش إن مقاتلي «هيئة تحرير الشام» حضروا في ليلة إعادة الافتتاح ولم يغلقوا المكان.

وأضاف: «بدأنا العمل أمس. كانت الأمور جيدة جداً. كانت هناك حفلة مع مغنٍ. بدأ الناس بالتوافد، وفي وسط الحفلة حضر عناصر من (هيئة تحرير الشام)»، وأشار إلى أنهم «دخلوا بكل أدب واحترام وتركوا أسلحتهم في الخارج».

وبدلاً من مداهمة المكان، كانت عناصر الهيئة حريصين على طمأنة الجميع أن العمل يمكن أن يستمر.

وتابع: «قالوا للناس: لم نأتِ إلى هنا لنخيف أو نرهب أحداً. جئنا إلى هنا للعيش معاً في سوريا بسلام وحرية كنا ننتظرهما منذ فترة طويلة».

وتابع شلش: «عاملونا بشكل حسن البارحة، نحن حالياً مرتاحون مبدئياً لكنني أخشى أن يكون هذا الأمر آنياً ولا يستمر».

ستمارس الحكومة الانتقالية الجديدة في سوريا بقيادة «هيئة تحرير الشام» عملها حتى الأول من مارس (آذار). بعد ذلك، لا يعرف أصحاب الحانات ماذا يتوقعون.