واشنطن قلقة من تنامي «داعش» في أفغانستان

TT

واشنطن قلقة من تنامي «داعش» في أفغانستان

قالت مصادر إخبارية أميركية، أمس (الأحد)، إن مسؤولين عن الأمن في البيت الأبيض سيعقدون اجتماعاً، اليوم (الاثنين)، لبحث مستقبل المفاوضات الأميركية مع تنظيم طالبان في أفغانستان، وذلك على ضوء زيادة نشاطات تنظيم داعش في أفغانستان، متمثلاً في هجوم انتحاري، يوم الجمعة، على عرس في كابل، تسبب في قتل قرابة 60 شخصاً.
وأضافت المصادر أن المسؤولين عن الأمن في البيت الأبيض سيقدمون تقريراً إلى الرئيس دونالد ترمب، ليس نقداً لقراره سحب جزء كبير من القوات الأميركية من أفغانستان، ولكن لتوضيح إمكانية ما سماه مصدر «حرب إرهابية بين طالبان وداعش».
وأذاع تلفزيون «فوكس»، أمس، مقطع فيديو عن حرب إعلامية بين «داعش» و«القاعدة» في اليمن. وعلق التلفزيون بأن الحرب بين «داعش» و«القاعدة» يمكن أن تنتقل إلى أفغانستان، حيث لا تزال توجد بقايا لتنظيم القاعدة.
وقال المذيع تعليقاً على الهجوم الانتحاري على عرس كابل: «يخشى المسؤولون الأميركيون أن تنسحب القوات الأميركية من أفغانستان، ثم تصبح أفغانستان ساحة حرب بين ثلاثة تنظيمات إرهابية: (القاعدة) و(طالبان) و(داعش)».
ونشر التلفزيون لقطات من مقطع فيديو قال إن القاعدة في اليمن نشرته، كجزء من حربها الإعلامية على «داعش». ويظهر الفيديو مقاتلاً في اليمن يريد إعلان ولائه لتنظيم داعش، لكنه يتعثر ويتلثم، ثم يظهر في الفيديو طائر يهجم عليه، ويجعله ينسى قول صيغة الولاء.
عنوان الفيديو التهكمي هو «حقيقة هوليوود لمجموعة البغدادي - الجزء 2»، في إشارة إلى زعيم الدولة الإسلامية أبو بكر البغدادي. وقال تلفزيون «فوكس»: «يهدف الفيديو إلى الاستهزاء بـ(داعش)، منافس (القاعدة)، حيث تقاتل المجموعتان من أجل الأرض والولاء في اليمن».
ونشرت الفيديو شركة «هداية» للإنتاج الإعلامي، التابعة لـ«القاعدة». وفيه مقاتل اسمه أبو محمد العدني، يبدأ قسم الولاء بقوله: «الحمد لله وحده، والصلاة والسلام على نبينا محمد»، وذلك قبل تلعثمه وتردده، ثم يسمع صوت عالٍ لطائر، ثم يظهر الطائر، ويزيد تردد المقاتل، ولا يكمل قسم الولاء، بينما يقلب أوراقاُ في يده يحاول قراءة القسم منها.
وقالت مجلة «نيوزويك» عن هذا الفيديو أمس: «ثبت أن الحماس الأصولي، وسفك الدماء، لا يضاهيان التنافس. فقد نشرت (القاعدة) مقطعاً عن مقاتل في اليمن يتعثر وهو يحاول إعلان الولاء لـ(داعش)».
وأضافت المجلة: «ليست هذه هي المرة الأولى التي يسخر فيها تنظيم القاعدة من منافسه المغرور، الذي بدأ كمجموعة منشقة في عام 2014». وكان السيناتور لندى غراهام (جمهوري، ولاية ساوث كارولاينا» قد حذر من زيادة نفوذ «داعش» في أفغانستان، وذلك بعد هزيمة «داعش» في سوريا والعراق.
وكان أيضاً قد حذر من تعاون بين «طالبان» وهذه التنظيمات الإرهابية، بعد انسحاب القوات الأميركية.
ورغم أنه لم ينتقد الرئيس ترمب لسحبه القوات الأميركية من أفغانستان، انتقد الديمقراطيين، وقال إنهم يريدون سحب تلك القوات سريعاً، وإن هذا «سيعجل بهجمات (داعش) و(طالبان) و(القاعدة)، ومنظمات إرهابية أخرى».
وقال غراهام، الأربعاء الماضي: «لا أفهم استعجال الانسحاب من مناطق الحرب المليئة بالإرهابيين؛ هذا ضد نصيحة الجنرالات. لم ينجح الانسحاب مع الرئيس أوباما، ولن ينجح مع أي رئيس آخر».


مقالات ذات صلة

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

العالم العربي جندي عراقي يقود دبابة (أرشيفية - رويترز)

العراق: إحباط مخطط لـ«داعش» ضد شخصيات أمنية ومواقع حكومية في كركوك

أفادت «وكالة الأنباء العراقية»، اليوم (السبت)، بأن جهاز الأمن الوطني أعلن إحباط مخطط «إرهابي خطير» في محافظة كركوك كان يستهدف شخصيات أمنية ومواقع حكومية.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي نازحون في مخيم حسن شام على بعد نحو 40 كيلومتراً غرب أربيل (أ.ف.ب)

في شمال العراق... تحديات كثيرة تواجه النازحين العائدين إلى ديارهم

تعلن السلطات العراقية بانتظام عن عمليات مغادرة جماعية لمئات النازحين من المخيمات بعدما خصصت مبالغ مالية لكلّ عائلة عائدة إلى قريتها.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
العالم العربي تنظيم «داعش» يتبنّى عملية استهداف حاجز لـ«قسد» في ريف دير الزور الشرقي (مواقع تواصل)

حملات التمشيط العسكري لم تمنع انتعاش «داعش» في سوريا

على رغم أن القوات الحكومية السورية تشن حملات تمشيط متكررة في البادية السورية لملاحقة خلايا تنظيم «داعش» فإن ذلك لم يمنع انتعاش التنظيم.

المشرق العربي قوة مشتركة من الجيش العراقي و«الحشد الشعبي» بحثاً عن عناصر من تنظيم «داعش» في محافظة نينوى (أ.ف.ب)

«داعش» يعلن مسؤوليته عن هجوم أدى لمقتل 3 جنود في العراق

قالت مصادر أمنية وطبية في العراق إن قنبلة زرعت على جانب طريق استهدفت مركبة للجيش العراقي أسفرت عن مقتل 3 جنود في شمال العراق.

«الشرق الأوسط» (بغداد)
المشرق العربي «قوات سوريا الديمقراطية» خلال عرض عسكري في ريف دير الزور (الشرق الأوسط)

أكراد سوريا يتحسبون لتمدد الحرب نحو «إدارتهم الذاتية»

ألقت نتائج الانتخابات الأميركية بظلالها على أكراد سوريا ومصير «إدارتهم الذاتية» بعدما جدد الرئيس التركي، رجب طيب إردوغان، التهديد بشن عملية عسكرية.

كمال شيخو (القامشلي)

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
TT

السيسي: الربط الكهربائي مع السعودية نموذج للتعاون الإقليمي

اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)
اجتماع الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول (الرئاسة المصرية)

أكد الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي أن مشروع الربط الكهربائي مع المملكة العربية السعودية نموذج لتكامل التعاون في مجال الطاقة على المستوى الإقليمي، وبين مصر والمملكة خصيصاً. وأضاف: «كما يعد المشروع نموذجاً يحتذى به في تنفيذ مشروعات مماثلة مستقبلاً للربط الكهربائي»، موجهاً بإجراء متابعة دقيقة لكافة تفاصيل مشروع الربط الكهربائي مع السعودية.

جاءت تأكيدات السيسي خلال اجتماع مع رئيس مجلس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، ووزيري الكهرباء والطاقة المتجددة، محمود عصمت، والبترول والثروة المعدنية، كريم بدوي. وحسب إفادة لـ«الرئاسة المصرية»، الأحد، تناول الاجتماع الموقف الخاص بمشروعات الربط الكهربائي بين مصر والسعودية، في ظل ما تكتسبه مثل تلك المشروعات من أهمية لتعزيز فاعلية الشبكات الكهربائية ودعم استقرارها، والاستفادة من قدرات التوليد المتاحة خلال فترات ذروة الأحمال الكهربائية.

وكانت مصر والسعودية قد وقعتا اتفاق تعاون لإنشاء مشروع الربط الكهربائي في عام 2012، بتكلفة مليار و800 مليون دولار، يخصّ الجانب المصري منها 600 مليون دولار (الدولار يساوي 49.65 جنيه في البنوك المصرية). وقال رئيس مجلس الوزراء المصري، خلال اجتماع للحكومة، منتصف أكتوبر (تشرين الأول) الماضي، إن خط الربط الكهربائي بين مصر والسعودية سيدخل الخدمة في مايو (أيار) أو يونيو (حزيران) المقبلين. وأضاف أنه من المقرر أن تكون قدرة المرحلة الأولى 1500 ميغاواط.

ويعد المشروع الأول من نوعه لتبادل تيار الجهد العالي في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، من مدينة بدر في مصر إلى المدينة المنورة مروراً بمدينة تبوك في السعودية. كما أكد مدبولي، في تصريحات، نهاية الشهر الماضي، أن مشروع الربط الكهربائي مع السعودية، الذي يستهدف إنتاج 3000 ميغاواط من الكهرباء على مرحلتين، يعد أبرز ما توصلت إليه بلاده في مجال الطاقة.

وزير الطاقة السعودي يتوسط وزيري الكهرباء والبترول المصريين في الرياض يوليو الماضي (الشرق الأوسط)

فريق عمل

وفي يوليو (تموز) الماضي، قال وزير الكهرباء والطاقة المتجددة المصري، خلال لقائه وزير الطاقة السعودي، الأمير عبد العزيز بن سلمان، في الرياض، إن «هناك جهوداً كبيرة من جميع الأطراف للانتهاء من مشروع الربط الكهربائي المصري - السعودي، وبدء التشغيل والربط على الشبكة الموحدة قبل بداية فصل الصيف المقبل، وفي سبيل تحقيق ذلك فإن هناك فريق عمل تم تشكيله لإنهاء أي مشكلة أو عقبة قد تطرأ».

وأوضحت وزارة الكهرباء المصرية حينها أن اللقاء الذي حضره أيضاً وزير البترول المصري ناقش عدة جوانب، من بينها مشروع الربط الكهربائي بين شبكتي الكهرباء في البلدين بهدف التبادل المشترك للطاقة في إطار الاستفادة من اختلاف أوقات الذروة وزيادة الأحمال في الدولتين، وكذلك تعظيم العوائد وحسن إدارة واستخدام الفائض الكهربائي وزيادة استقرار الشبكة الكهربائية في مصر والسعودية.

ووفق المتحدث الرسمي باسم الرئاسة المصرية، محمد الشناوي، الأحد، فإن اجتماع السيسي مع مدبولي ووزيري الكهرباء والبترول تضمن متابعة مستجدات الموقف التنفيذي لمحطة «الضبعة النووية»، في ظل ما يمثله المشروع من أهمية قصوى لعملية التنمية الشاملة بمصر، خصوصاً مع تبنى الدولة استراتيجية متكاملة ومستدامة للطاقة تهدف إلى تنويع مصادرها من الطاقة المتجددة والجديدة، بما يسهم في تحسين جودة الخدمات المقدمة للمواطنين.

وأكد السيسي أهمية العمل على ضمان سرعة التنفيذ الفعال لمشروعات الطاقة المختلفة باعتبارها ركيزة ومحركاً أساسياً للتنمية في مصر، مشدداً على أهمية الالتزام بتنفيذ الأعمال في محطة «الضبعة النووية» وفقاً للخطة الزمنية المُحددة، مع ضمان أعلى درجات الكفاءة في التنفيذ، فضلاً عن الالتزام بأفضل مستوى من التدريب وتأهيل الكوادر البشرية للتشغيل والصيانة.

وتضم محطة الضبعة، التي تقام شمال مصر، 4 مفاعلات نووية، بقدرة إجمالية تبلغ 4800 ميغاوات، بواقع 1200 ميغاوات لكل مفاعل. ومن المقرّر أن يبدأ تشغيل المفاعل النووي الأول عام 2028، ثم تشغيل المفاعلات الأخرى تباعاً.

جانب من اجتماع حكومي سابق برئاسة مصطفى مدبولي (مجلس الوزراء المصري)

تنويع مصادر الطاقة

وتعهدت الحكومة المصرية في وقت سابق بـ«تنفيذ التزاماتها الخاصة بالمشروع لإنجازه وفق مخططه الزمني»، وتستهدف مصر من المشروع تنويع مصادرها من الطاقة، وإنتاج الكهرباء، لسد العجز في الاستهلاك المحلي، وتوفير قيمة واردات الغاز والطاقة المستهلكة في تشغيل المحطات الكهربائية.

وعانت مصر من أزمة انقطاع للكهرباء خلال أشهر الصيف، توقفت في نهاية يوليو الماضي بعد توفير الوقود اللازم لتشغيل المحطات الكهربائية. واطلع السيسي خلال الاجتماع، الأحد، على خطة العمل الحكومية لضمان توفير احتياجات قطاع الكهرباء من المنتجات البترولية، وانتظام ضخ إمدادات الغاز للشبكة القومية للكهرباء، بما يحقق استدامة واستقرار التغذية الكهربائية على مستوى الجمهورية وخفض الفاقد.

ووجه بتكثيف الجهود الحكومية لتعزيز فرص جذب الاستثمارات لقطاع الطاقة، وتطوير منظومة إدارة وتشغيل الشبكة القومية للغاز، بما يضمن استدامة الإمدادات للشبكة القومية للكهرباء والقطاعات الصناعية والخدمية، وبتكثيف العمل بالمشروعات الجاري تنفيذها في مجال الطاقة المتجددة، بهدف تنويع مصادر إمدادات الطاقة، وإضافة قدرات جديدة للشبكة الكهربائية، بالإضافة إلى تطوير الشبكة من خلال العمل بأحدث التقنيات لاستيعاب ونقل الطاقة بأعلى كفاءة وأقل فقد.