قصر ديزني المسكون في عيد ميلاده الخمسين

يحتل مكانة مميزة لاحتفاظه بقدر من التوازن بين بث الرعب والاحتفاظ بروح الدعابة

أثار البيت المسكون الكثير من الغموض حيث ظل لسنوات مغلقاً بعد الانتهاء من تشييده (نيويورك تايمز)
أثار البيت المسكون الكثير من الغموض حيث ظل لسنوات مغلقاً بعد الانتهاء من تشييده (نيويورك تايمز)
TT

قصر ديزني المسكون في عيد ميلاده الخمسين

أثار البيت المسكون الكثير من الغموض حيث ظل لسنوات مغلقاً بعد الانتهاء من تشييده (نيويورك تايمز)
أثار البيت المسكون الكثير من الغموض حيث ظل لسنوات مغلقاً بعد الانتهاء من تشييده (نيويورك تايمز)

في إحدى الزيارات المتتالية إلى ديزني لاند، وقف الشاب توم موريس أمام البوابات الغامضة المقفلة ينظر إلى قصر قديم الطراز يتساءل عما ينتظره في الداخل.
عندما فتحت بوابات القصر بمدينة «أناهايم» بكاليفورنيا أبوابها في أغسطس (آب) 1969. دلف موريس وآخرون إلى المكان الذي بات أحد أكثر المناطق المحبوبة على الدوام بحدائق ديزني الترفيهية. فذلك القصر المسكون يأخذك في رحلة مليئة بالغموض والرعب، حيث يسكنه 999 شبحاً تعلو وجوههم ابتسامة عريضة تستطيع أن تقضي بينهم وقتاً ممتعاً، هي في الحقيقة لحظات من الرعب في الحياة الآخرة.
أصبح موريس لاحقاً مهندساً في ديزني يصمم مناطق الجذب، وكان كل عنصر من عناصر الرحلة الغامضة رائعاً. كان هناك شيء ما في موسيقى الأغنية الشهيرة Grim Grinning Ghosts» » التي يجري بثها طوال الرحلة مع براعة الأداء الذي يأخذك إلى الماضي. كان أحياناً يدور في القصر مرتين في الرحلة الواحدة عندما يطلب اثنان من الزوار تذكرتين منفصلتين، في دليل على تفانٍ نادر وحب العمل.
اعتقد موريس أنه الوحيد الذي وصل إلى هذا المستوى من العشق للقصر المسكون، لكن بعد مرور خمسين عاماً، اتضح أنه لم يكن الوحيد.
يحافظ القصر المسكون الذي يُعتبر واحداً من ألعاب ديزني الغريبة على مكانة مميزة لدى عشاقه لاحتفاظه بقدر من التوازن بين القدرة على بث الرعب وفي نفس الوقت الاحتفاظ بروح الدعابة. ويعد أبرز ما فيه بناؤه الذي اتخذ طراز تيودور الهولندي المبني على الطراز القوطي في عالم والت ديزني بمدينة «أورلاندو» بفلوريدا، وهو الطراز الذي تكرر في خمسة منتجعات ديزني بمختلف أنحاء العالم.
وعلى مر السنين، خضعت المدينة للتحديث لتعكس أفلام ديزني الحديثة، مع إضافة تعديلات بسيطة للتصميم الأصلي، لكن إجمالاً ظل القصر ثابتاً طيلة خمسة عقود.
بُني القصر المسكون في ديزني لاند في أوائل الستينيات من القرن الماضي ليبدو عقاراً قديماً في «نيو أورليانز» وظل شاغراً لسنوات لكن تصميمة من الداخل ظل لغزاً، ليزيد البناء سحراً، وعلى البوابة ستجد إعلاناً يقول «للإيجار في العالم الآخر»، في إشارة إلى طبيعة الرحلة.
سارت شائعات بين الزوار حول السبب الذي جعل القصر محظوراً لفترة من الزمن على ضيوف الحديقة. ربما حاولت «ديزني» بالفعل فتحه كمنطقة جذب، لكن الشائعات زادت الرحلة رعباً، وربما كان والت ديزني نفسه يخطط للعيش فيه ولم يكن ينوي فتحه للزيارة، لا أحد يعرف الحقيقة.
في النهاية، اتضح أن التأخير في الافتتاح كان لأسباب دنيوية بحتة ولا علاقة له بالأشباح، فقد اتضح أن السبب هو إنشاء صالة ألعاب جديدة وافتتاح حديقة في «أورلاندو» والاستعداد لمعرض «وورلد فير في عامي 1965 - 1966»، لكن بعد وفاة ديزني عام 1966. أصبح الانتهاء من القصر أمراً ملحاً.
كان النقاش الإبداعي الذي دار بين اثنين من المهندسين التخيليين للمشروع، مارك ديفيس وكلود كوتس، مصدر إلهام لإكمال القصر. كان ديفيز مؤيداً لتبني اتجاه جعل روح الدعابة تغلب على فكرة القصر المسكون، فيما أراد كوتس العكس، بأن يغلب الرعب على الفكرة.
قال ابنه آلان كوتس، إن فكرة كوتس كانت الأقرب في البداية (استخدام الرعب)، مضيفاً أن الفكرة كانت «أن يكون المكان مخيفاً وشؤماً وأن يبث الرعب في الناس بمجرد أن يدلفوا إلى المكان عبر هذه البوابات».
بينما تنطلق مركبات الركوب، التي يطلق عليها «عربات الموت»، مع مرور الزوار، يبدأ المزاج في التفتح، وهو تأثير ديفيس حيث ترقص الأرواح في قاعة الرقص، وتتوج الرحلة بحفل في مقبرة. بالنسبة للكثير من المعجبين بالمكان، فإن هذا المزيج من المرح والخوف هو ما يجعل الرحلة مثيرة ومحببة لهم.
وفي هذا الصدد، قال كوتس: «أعتقد أن القصر يستغل رغبتنا في خوض تجربة الخوف وأن ندرك أننا نجحنا في تحقيق ذلك بأمان، وأننا تمكننا من التغلب على مخاوفنا والتعامل معها والخروج منها بسلام».
خاض أر جي كراوثر، بائع كتب في سان دييغو، الرحلة وزار القصر في ديزني لاند أكثر من 200 مرة وحصل على شهادة من موظفي ديزني تشهد أنه مواطن فخري في الحديقة. وابتاع كراوثر أيضاً كمية كبيرة من منتجات القصر، جميعها منحوتات مستوحاة من الرحلة ذاتها.
قال كروثر: «عندما تكون أصغر سناً، كان كل ما تراه يبدو حقيقياً وساحراً. ففي هذا المكان شيء غريب يجسد خيال الناس أمام ناظريهم».
تستطيع أن ترى أليسا أوتوم، أحد زوار القصر، وقد تغطى جسدها بالكامل بوشم مستوحى من شخصيات القصر.
للاحتفال بالذكرى الخمسين، حضرت أوتوم حفلاً في المساء في «ديزني لاند» اكتمل بالوجبات الخفيفة والتقطت صوراً مع شخصيات القصر الخيالية. بلغ سعر التذكرة الواحدة 300 دولار أميركي.
يذهب عشاق القصر المسكون إلى ما هو أبعد من التجول؛ فقط تخيل أن هذا المكان هو المفضل حتى لموظفي «ديزني باركس»، الذين يطلق عليهم أعضاء «فريق التمثيل».
وقال روبرت براوشلر، الذي كان عضواً رائعاً لمدة 16 عاماً في عالم «والت ديزني» في أورلاندو: «تسعة وتسعون في المائة ممن أرادوا العمل في (ديزني) سعوا للعمل في القصر المسكون».
العمل في حد ذاته ليس بالأمر الغريب لأنك قد تجد مثلهم في أي مزار آخر. لكن هنا (يرتدون ملابس وسترات بوليستر خضراء) يقضون ساعات في إيقاف عربات الأطفال في حرارة صيف فلوريدا ويجلسون الضيوف في مركبات الركوب. ما يميز هذا المزار هو الطريقة التي ذاب بها موظفو القصر في شخصياتهم المزرية المرعبة كجزء من الجمالية البشعة للرحلة.
في هذا الإطار، قال براوشلر، أحد العاملين بالقصر المرعب: «هذا مكان رائع للعمل حتى وإن كان يوم العمل سيئاً في بعض الأحيان. ففي يوم عمل شاق ما علي إلا التحديق في الناس وعدم الابتسام. سيكون الأمر كذلك، قد يقول البعض، أنت تعمل في ديزني، من المفترض أن تبتسم! لا ليس الوضع كذلك، فهذا المكان مختلف في كل شيء».
لا يزال أعضاء فريق القصر المسكون يجدون الوقت لمزيد من اللحظات المتفائلة: يقوم براوشلر وموظف آخر بالتسلل في بعض الأحيان لالتقاط الصور الأبيض والأسود لأنفسهم في قاعة الاحتفالات. وعندما يكمل الموظفون في الجاذبية تدريبهم فإنهم يزحفون أسفل مسارات «العربات التي تجرها الدواب» لوضع توقيعاتهم إلى جوار مئات أخرى على الجدار على امتداد رحلة الرعب.
لبعض الزوار طرق مختلفة لترك بصمة، حيث يكتشف أعضاء في فريق الممثلين بين الحين والآخر مسحوقاً رمادياً على الأرض، هو في الحقيقة رماد حرق جثث أحباء بعض الزوار ظناً منهم أن روحهم ستخلد ضمن الأشباح في هذا القصر. فمثلاً قام أحدهم بنثر رماد جدته على السجاد، بحسب براوشر.
وأضاف: «كل هؤلاء الناس الذين يعتقدون أن أحباءهم سيسكنون القصر إلى الأبد. لكننا نقوم بعد ذلك بتنظيف المكان من رماد الموتى والتخلص منه في مكب النفايات».
الطريف أنه جرى تخليد إحدى الموظفات في «ديزني» في رحلة القصر ذاتها. مدام لوتا، رئيسة العاملين بالقصر وأحد مصممي العروض التي تستدعي الأشباح من داخل كرة بلورتها، كانت من أوائل الإناث العاملات في «ديزني».
كانت ابنتها كيم إيرفين، مديرة ديزني لاند الفنية حالياً، مراهقة عندما كانت والدتها تمارس هذا الدور. كانت تظهر بوجه غير حقيقي لكن بصوت يخرج من شفتي أمها التي كانت تقوم بنطق التعويذة في الطابق السفلي.
قالت إيرفين: «في أحد الأيام، عدت أنا وصديقاتي إلى المنزل، وكانت والدتي تقف أمام المرآة تتدرب على نطق عبارات السحر والعفاريت وتقمص دور الغول، مما دفع صديقاتي للتعجب مما تفعل وتساءلوا، (ماذا تفعل والدتك؟ ماذا حدث لها؟)» وعندما توفيت الأم عام 1991. منحت إيرفين لأصدقائها وأبنائهم فرصة التجول لسماع صوت جدتهم مرة أخرى. أضافت إيرفين: «كنت دائماً أضحك عندما كنا نصعد إلى سلالم الخروج ونسمع صوت جدة أبنائي، وكنا نصيح مرحباً يا جدة، ها هي الجدة! وكان باقي الزوار من حولنا يتعجبون مما نقول ويعتقدون أننا غريبو الأطوار».
عندما قررت «ديزني» إخضاع «القصر» للتجديدات، احتاج المهندسون التخيليون إلى تسجيل تعويذة جديدة بدلاً من تعويذه مدام ليوتا الراحلة لمطابقة التعديلات. وعندما اقتربوا من إيرفين لإبلاغها بذلك، لم ترحب بالقرار لأنها لم تكن تريد أن يقوم أي شخص غير والدتها بهذا الدور. والآن، وفي كل شتاء، لا تزال هي ووالدتها جزء من الرحلة. وقالت إيرفين: «أخرج إلى الحديقة كل الصباح قبل أن يأتي الضيوف للتأكد من أن كل شيء في نيو أورليانز على ما يرام قبل تشغيل الموسيقى». لكن صوت ليوتا لم يخفت أبداً. فالمشي بجوار المخرج هناك وسماع صوتها الهامس وهي تتحدث يجعلني أبتسم».

-خدمة {نيويورك تايمز}



ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
TT

ستيف بركات لـ«الشرق الأوسط»: أصولي اللبنانية تتردّد أبداً في صدى موسيقاي

عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية     -   ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)
عازف البيانو ستيف بركات ينسج موسيقاه من جذوره اللبنانية - ستيف بركات يؤمن بالموسيقى لغة عالمية توحّد الشعوب (الشرق الأوسط)

ستيف بركات عازف بيانو كندي من أصل لبناني، ينتج ويغنّي ويلحّن. لفحه حنين للجذور جرّه إلى إصدار مقطوعة «أرض الأجداد» (Motherland) أخيراً. فهو اكتشف لبنان في وقت لاحق من حياته، وينسب حبّه له إلى «خيارات مدروسة وواعية» متجذرة في رحلته. من اكتسابه فهماً متيناً لهويته وتعبيره عن الامتنان لما منحه إياه الإرث من عمق يتردّد صداه كل يوم، تحاوره «الشرق الأوسط» في أصله الإنساني المنساب على النوتة، وما أضفاه إحساسه الدفين بالصلة مع أسلافه من فرادة فنية.
غرست عائلته في داخله مجموعة قيم غنية استقتها من جذورها، رغم أنه مولود في كندا: «شكلت هذه القيم جزءاً من حياتي منذ الطفولة، ولو لم أدركها بوعي في سنّ مبكرة. خلال زيارتي الأولى إلى لبنان في عام 2008. شعرتُ بلهفة الانتماء وبمدى ارتباطي بجذوري. عندها أدركتُ تماماً أنّ جوانب عدة من شخصيتي تأثرت بأصولي اللبنانية».
بين كوبنهاغن وسيول وبلغراد، وصولاً إلى قاعة «كارنيغي» الشهيرة في نيويورك التي قدّم فيها حفلاً للمرة الأولى، يخوض ستيف بركات جولة عالمية طوال العام الحالي، تشمل أيضاً إسبانيا والصين والبرتغال وكوريا الجنوبية واليابان... يتحدث عن «طبيعة الأداء الفردي (Solo) التي تتيح حرية التكيّف مع كل حفل موسيقي وتشكيله بخصوصية. فالجولات تفسح المجال للتواصل مع أشخاص من ثقافات متنوعة والغوص في حضارة البلدان المضيفة وتعلّم إدراك جوهرها، مما يؤثر في المقاربة الموسيقية والفلسفية لكل أمسية».
يتوقف عند ما يمثله العزف على آلات البيانو المختلفة في قاعات العالم من تحدٍ مثير: «أكرّس اهتماماً كبيراً لأن تلائم طريقة عزفي ضمانَ أفضل تجربة فنية ممكنة للجمهور. للقدرة على التكيّف والاستجابة ضمن البيئات المتنوّعة دور حيوي في إنشاء تجربة موسيقية خاصة لا تُنسى. إنني ممتنّ لخيار الجمهور حضور حفلاتي، وهذا امتياز حقيقي لكل فنان. فهم يمنحونني بعضاً من وقتهم الثمين رغم تعدّد ملاهي الحياة».
كيف يستعد ستيف بركات لحفلاته؟ هل يقسو عليه القلق ويصيبه التوتر بإرباك؟ يجيب: «أولويتي هي أن يشعر الحاضر باحتضان دافئ ضمن العالم الموسيقي الذي أقدّمه. أسعى إلى خلق جو تفاعلي بحيث لا يكون مجرد متفرج بل ضيف عزيز. بالإضافة إلى الجانب الموسيقي، أعمل بحرص على تنمية الشعور بالصداقة الحميمة بين الفنان والمتلقي. يستحق الناس أن يلمسوا إحساساً حقيقياً بالضيافة والاستقبال». ويعلّق أهمية على إدارة مستويات التوتّر لديه وضمان الحصول على قسط كافٍ من الراحة: «أراعي ضرورة أن أكون مستعداً تماماً ولائقاً بدنياً من أجل المسرح. في النهاية، الحفلات الموسيقية هي تجارب تتطلب مجهوداً جسدياً وعاطفياً لا تكتمل من دونه».
عزف أناشيد نالت مكانة، منها نشيد «اليونيسف» الذي أُطلق من محطة الفضاء الدولية عام 2009 ونال جائزة. ولأنه ملحّن، يتمسّك بالقوة الهائلة للموسيقى لغة عالمية تنقل الرسائل والقيم. لذا حظيت مسيرته بفرص إنشاء مشروعات موسيقية لعلامات تجارية ومؤسسات ومدن؛ ومعاينة تأثير الموسيقى في محاكاة الجمهور على مستوى عاطفي عميق. يصف تأليف نشيد «اليونيسف» بـ«النقطة البارزة في رحلتي»، ويتابع: «التجربة عزّزت رغبتي في التفاني والاستفادة من الموسيقى وسيلة للتواصل ومتابعة الطريق».
تبلغ شراكته مع «يونيفرسال ميوزيك مينا» أوجها بنجاحات وأرقام مشاهدة عالية. هل يؤمن بركات بأن النجاح وليد تربة صالحة مكوّنة من جميع عناصرها، وأنّ الفنان لا يحلّق وحده؟ برأيه: «يمتد جوهر الموسيقى إلى ما وراء الألحان والتناغم، ليكمن في القدرة على تكوين روابط. فالنغمات تمتلك طاقة مذهلة تقرّب الثقافات وتوحّد البشر». ويدرك أيضاً أنّ تنفيذ المشاريع والمشاركة فيها قد يكونان بمثابة وسيلة قوية لتعزيز الروابط السلمية بين الأفراد والدول: «فالثقة والاهتمام الحقيقي بمصالح الآخرين يشكلان أسس العلاقات الدائمة، كما يوفر الانخراط في مشاريع تعاونية خطوات نحو عالم أفضل يسود فيه الانسجام والتفاهم».
بحماسة أطفال عشية الأعياد، يكشف عن حضوره إلى المنطقة العربية خلال نوفمبر (تشرين الثاني) المقبل: «يسعدني الوجود في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا كجزء من جولة (Néoréalité) العالمية. إنني في مرحلة وضع اللمسات الأخيرة على التفاصيل والتواريخ لنعلن عنها قريباً. تملؤني غبطة تقديم موسيقاي في هذا الحيّز النابض بالحياة والغني ثقافياً، وأتحرّق شوقاً لمشاركة شغفي وفني مع ناسه وإقامة روابط قوامها لغة الموسيقى العالمية».
منذ إطلاق ألبومه «أرض الأجداد»، وهو يراقب جمهوراً متنوعاً من الشرق الأوسط يتفاعل مع فنه. ومن ملاحظته تزايُد الاهتمام العربي بالبيانو وتعلّق المواهب به في رحلاتهم الموسيقية، يُراكم بركات إلهاماً يقوده نحو الامتنان لـ«إتاحة الفرصة لي للمساهمة في المشهد الموسيقي المزدهر في الشرق الأوسط وخارجه».
تشغله هالة الثقافات والتجارب، وهو يجلس أمام 88 مفتاحاً بالأبيض والأسود على المسارح: «إنها تولّد إحساساً بالعودة إلى الوطن، مما يوفر ألفة مريحة تسمح لي بتكثيف مشاعري والتواصل بعمق مع الموسيقى التي أهديها إلى العالم».