تصعيد غارات النظام على إدلب يودي بأم وستة من أولادها

مجموعة «الخوذ البيضاء» تبحث عن ضحايا غارات طيران النظام على قرية دير شرقي بريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
مجموعة «الخوذ البيضاء» تبحث عن ضحايا غارات طيران النظام على قرية دير شرقي بريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
TT

تصعيد غارات النظام على إدلب يودي بأم وستة من أولادها

مجموعة «الخوذ البيضاء» تبحث عن ضحايا غارات طيران النظام على قرية دير شرقي بريف إدلب أمس (أ.ف.ب)
مجموعة «الخوذ البيضاء» تبحث عن ضحايا غارات طيران النظام على قرية دير شرقي بريف إدلب أمس (أ.ف.ب)

قال «المرصد السوري لحقوق الإنسان»، وناشطون محليون، أمس (السبت)، إن ضربات جوية أسفرت عن مقتل أكثر من 24 مدنياً، منهم 11 طفلاً، على مدى اليومين الماضيين في شمال غربي سوريا الذي تسيطر عليه جماعات المعارضة، في تصعيد لهجوم تدعمه روسيا.
وأضاف «المرصد» أن ضربة جوية لقرية دير شرقي القريبة من مدينة معرة النعمان، في جنوب إدلب، صباح أمس (السبت)، أسفرت عن مقتل 7 أشخاص، معظمهم أطفال، 3 منهم دون سن الـ18. فقد قتلت سيدة مع أولادها الستة جراء غارات لقوات النظام على قرية في محافظة إدلب، في شمال غربي سوريا، في إطار التصعيد المستمر على المنطقة منذ أكثر من 3 أشهر.
وشاهد مصور متعاون مع وكالة الصحافة الفرنسية شاباً يبكي وهو يحمل جثة طفلة صغيرة لونت الدماء شعرها الطويل بعدما أصيبت في رأسها. ويحمل رجل آخر جثة فتى يكسوها الغبار بعد سحبه من تحت الأنقاض.
وقال إن مسعفين من الخوذ البيضاء (الدفاع المدني في مناطق سيطرة الفصائل) عملوا على انتشال جثة فتى تفحمت تحت الأنقاض. ويظهر في صور التقطها مسعفون ورجال ينقلون على الأرجح أشلاء وضعت في غطاء من الصوف رمادي اللون.
وجاءت حصيلة قتلى السبت غداة مقتل 17 مدنياً، 15 منهم جراء غارات روسية استهدفت تجمعاً للنازحين في المنطقة ذاتها. وأوضح ناشطون محليون و«المرصد» أن من بين القتلى امرأة حبلى. وكان الضحايا يحاولون الوصول إلى ملاذ آمن، بعد فرارهم من مكان آخر.
وبعدما تركزت المعارك خلال الأشهر الثلاثة الأولى في ريف حماة الشمالي، بدأت قوات النظام في الثامن من الشهر الحالي التقدم ميدانياً في ريف إدلب الجنوبي، حيث سيطرت على بلدة الهبيط وعدد من القرى في محيطها، وهي تحاول التقدم منها باتجاه مدينة خان شيخون. وعلى مدى الأسبوع الماضي، أحرز تقدماً صوب بلدة خان شيخون في إدلب، في تحرك قد يؤدي إلى تطويق الجزء الجنوبي من الجيب الخاضع لسيطرة مسلحي المعارضة. وإلى جانب كونها كبرى مدن ريف إدلب الجنوبي، يمّر في خان شيخون وبلدات مجاورة في إدلب جزء من طريق استراتيجي سريع، يقول محللون إن دمشق ترغب في استكمال سيطرتها عليه. ويشكل الطريق شرياناً حيوياً يربط بين أبرز المدن التي تقع تحت سيطرة قوات النظام، من حلب شمالاً مروراً بحماة وحمص وسطاً ثم دمشق، وصولاً إلى معبر نصيب الحدودي مع الأردن.
وندّدت وزارة الخارجية الفرنسية، الثلاثاء، بـ«استمرار الغارات العشوائية للنظام وحلفائه في إدلب»، وقال متحدث باسمها، في بيان: «تدعو فرنسا إلى وقف فوري للأعمال القتالية في محافظة إدلب، وتذكر بالمسؤولية الخاصة التي تقع على عاتق حلفاء النظام السوري في تنفيذ وقف دائم لإطلاق النار». وقالت وزارة الخارجية الفرنسية إنها تندد على وجه الخصوص بقصف مخيمات اللاجئين.
كما حذرت الأمم المتحدة ووكالات المساعدات الإنسانية من كارثة إنسانية جديدة في شمال غربي سوريا.
وعلى مدى الأسبوع الماضي، أحرز الجيش السوري تقدماً صوب بلدة خان شيخون في إدلب، في تحرك قد يؤدي إلى تطويق الجزء الجنوبي من الجيب الخاضع لسيطرة مسلحي المعارضة. وحذرت الأمم المتحدة ووكالات المساعدات الإنسانية من كارثة إنسانية جديدة في شمال غربي سوريا.
وفي شأن متصل، التقطت كاميرات المراقبة الأمنية اللحظة التي استهدفت فيها ضربة جوية مدينة أريحا في محافظة إدلب يوم الجمعة الماضية. وأظهر مقطع الفيديو الذي نشره الدفاع المدني السوري، المعروف باسم «الخوذ البيضاء»، على مواقع التواصل الاجتماعي، القصف وهو يضرب مباني، والمنقذين وهم يحملون مصابين على محفات.
وتشهد سوريا نزاعاً دامياً تسبب منذ اندلاعه في 2011 بمقتل أكثر من 370 ألف شخص، وأحدث دماراً هائلاً في البنى التحتية، وأدى إلى نزوح وتشريد أكثر من نصف السكان داخل البلاد وخارجها.



مصر لمتابعة تفعيل شراكتها الاستراتيجية مع أوروبا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي في 9 يناير الحالي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي في 9 يناير الحالي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
TT

مصر لمتابعة تفعيل شراكتها الاستراتيجية مع أوروبا

الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي في 9 يناير الحالي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)
الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي خلال لقائه رئيسة البرلمان الأوروبي في 9 يناير الحالي بالقاهرة (الرئاسة المصرية)

بدأ وزير الخارجية المصري بدر عبد العاطي، الأحد، زيارةً إلى مؤسسات الاتحاد الأوروبي في بروكسل وستراسبورغ؛ بهدف متابعة تفعيل محاور الشراكة الاستراتيجية كافة، بين مصر والاتحاد.

وتوجَّه عبد العاطي أولاً إلى بروكسل، وفق إفادة لوزارة الخارجية المصرية، التي أكدت أن زيارة عبد العاطي تستهدف «تعزيز التعاون مع الاتحاد الأوروبي، ومتابعة تنفيذ المحاور المختلفة للشراكة الاستراتيجية والشاملة بين الجانبين»، حيث من المقرر أن يلتقي الوزير كبار مسؤولي مؤسسات الاتحاد المختلفة، من بينهم رئيس المجلس الأوروبي، والممثلة العليا للشؤون الخارجية والسياسة الأمنية بالاتحاد.

كما يعتزم عبد العاطي عقد مباحثات مع كبار المسؤولين في بلجيكا، ورؤساء كبرى الشركات البلجيكية، إلى جانب الجالية المصرية هناك.

وتشهد العلاقات المصرية - الأوروبية، زخماً خلال الفترة الأخيرة، بعد الإعلان الرسمي عن ترفيع العلاقات إلى مستوى «الشراكة الاستراتيجية الشاملة»، وذلك في ختام قمة عُقدت بالقاهرة، في مارس (آذار) الماضي، شارك فيها الرئيس المصري عبد الفتاح السيسي، ورئيسة المفوضية الأوروبية، ورؤساء دول وحكومات قبرص وإيطاليا والنمسا واليونان.

وتمتد جولة عبد العاطي إلى زيارة مقر البرلمان الأوروبي، في مدينة ستراسبورغ الفرنسية؛ للقاء رئيسه، ورؤساء المجموعات السياسية المختلفة داخل البرلمان، ورؤساء اللجان الرئيسية ذات الصلة بمتابعة العلاقات بين مصر والاتحاد الأوروبي، حسب «الخارجية المصرية».

ويعتقد مساعد وزير الخارجية المصري السابق، السفير جمال بيومي، أن جولة عبد العاطي «واجبة؛ لدفع مسارات الشراكة المصرية مع دول الاتحاد الأوروبي، ومتابعة جهود اللجان التنفيذية لدفع مسارات التعاون»، مشيراً إلى «أهمية توقيت الزيارة، في ضوء التطورات الإقليمية، وبعد نجاح جهود الوسطاء الدوليين، ومنهم مصر، في الوصول لاتفاق وقف إطلاق النار في غزة».

وقال بيومي، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»: «إن القاهرة تعوّل على قدرات الاتحاد الأوروبي في الضغط على الجانب الإسرائيلي للسير في مسار السلام، وتنفيذ مشروع حل الدولتين لدعم الاستقرار بالمنطقة»، إلى جانب «التنسيق بشأن التطورات في القرن الأفريقي، والبحر الأحمر، وباقي القضايا الإقليمية، وقضايا مكافحة الإرهاب»، مع «التعاون الثنائي، خصوصاً الملف الاقتصادي، والاستثمارات».

ويقدِّم الاتحاد الأوروبي حزمة تمويل لمصر، في صورة مساعدات مالية، وقال رئيس الوزراء المصري مصطفى مدبولي، مطلع يناير (كانون الثاني) الحالي، إن بلاده «تلقَّت شريحة أولى قيمتها مليار يورو، من حزمة تمويل، من الاتحاد الأوروبي، حجمها 7.4 مليار يورو».

ويتوقف الدبلوماسي المصري السابق، مع التنسيق الأوروبي مع مصر في ملفَي الهجرة غير الشرعية، واللاجئين، وقال: «الجانب الأوروبي، يحمل تقديراً للقاهرة، لدورها في التصدي للهجرة غير الشرعية، خلال السنوات الأخيرة»، وقال: «مصر تستهدف مزيداً من الدعم الأوروبي؛ للتخفيف من أعباء استضافة ملايين اللاجئين على أراضيها».

وتستضيف مصر أكثر من 9 ملايين أجنبي على أراضيها ما بين لاجئ ومهاجر ومقيم، وفق تقديرات الحكومة المصرية، التي تقول إن تكلفة إقامتهم تقدر بنحو 10 مليارات دولار سنوياً.

ويرى أستاذ العلاقات الدولية بجامعة القاهرة، إكرام بدر الدين، أن «القاهرة تريد دفع مستوى التعاون مع الجانب الأوروبي، لدعمها سياسياً واقتصادياً». وقال إن «الثقل الدولي للاتحاد الأوروبي، يدفع الحكومة المصرية للتنسيق معه، بشأن القضايا الإقليمية والعربية، والتصعيد الذي تشهده المنطقة».

وباعتقاد بدر الدين، في تصريحات لـ«الشرق الأوسط»، فإن هناك «تقارباً سياسياً بين مصر والاتحاد الأوروبي تجاه معظم التطورات الإقليمية»، عادّاً أن «هناك مصالح مشتركة للجانبين، من بينها التهدئة في البحر الأحمر، وتأمين حركة الملاحة البحرية؛ لدعم حركة التجارة الأوروبية»، إلى جانب «تعزيز التعاون المشترك في مجال الطاقة، وأمن الطاقة».