الجيش الإسرائيلي يعاقب قائد فرقة الجليل العسكرية

TT

الجيش الإسرائيلي يعاقب قائد فرقة الجليل العسكرية

قرر رئيس أركان الجيش الإسرائيلي، أفيف كوخافي، فرض عقوبة على قائد فرقة الجليل العسكرية، العميد رافي ميلو، تقضي بتجميد ترقيته. واتخذ كوخافي هذا القرار في أعقاب دخول ميلو برفقة عدد من الجنود إلى أحد الأنفاق، التي حفرها «حزب الله» تحت الحدود اللبنانية الإسرائيلية، ووصلوا إلى مدخل النفق في الجانب اللبناني. ورأى كوخافي أن ميلو كاد يورط إسرائيل في واقعة خطيرة جداً عند الحدود المتوترة أصلاً، حسبما ذكرت صحيفة «يديعوت أحرونوت».
ودخل ميلو وجنوده إلى النفق، وهو أكبر نفق بين الأنفاق التي اكتشفها الجيش الإسرائيلي، ودمر أجزاء منها ضمن عملية «درع شمالي»، من دون تنسيق وعلم مسبق لدى أي جهة في الجيش. ويقع النفق في القطاع الغربي من الحدود.
كان الجيش الإسرائيلي اكتشف هذا النفق في يناير (كانون الثاني) الماضي، وبعد شهرين تم اختراق الحاجز بداخله من أجل العبور إلى الجانب اللبناني بواسطة وحدة هندسية.
وحسب الصحيفة، فإن ميلو قرر التعرف على النفق عن قرب، وجمع عدداً من الجنود، ودخل إلى النفق، ووصل إلى جانبه اللبناني، في ساعة متأخرة من الليل، من دون إبلاغ قائد الجبهة الشمالية، أمير برعام، مخالفاً بذلك الأنظمة والتعليمات، ومشكلاً خطراً على جنوده الذين كان يمكن أن يصابوا بانفجار لغم أو إطلاق نار من جانب «حزب الله». ونقلت الصحيفة عن ضابط في الجيش الإسرائيلي قوله إن «هذا عمل غير مسؤول، من دون تنسيق مسبق، وليس وفق أنظمة الأمان».
يُشار إلى أن سلطات الجيش الإسرائيلي علمت بالأمر في وقت متأخر، إذ إن ميلو عاد من جولته في النفق وخلد إلى النوم. وبعد أن واجهه ضباط في الفرقة العسكرية وأطلعوه على خطورة عمله سارع إلى مهاتفة قائد الجبهة، برعام، الذي أطلع كخافي على الأمر. واستدعى ميلو وضباط آخرون للتحقيق، واعترف خلاله ميلو بأنه أخطأ في ترجيح الرأي، وقال إنه يتحمل مسؤولية فعلته، لكنه اعتبر نفسه «قائداً محارباً»، قائلاً: «لا يعقل ألا أدخل لمشاهدة النفق حتى نهايته».
كذلك استدعى كوخافي، ميلو، للاستجواب، فيما دعم برعام، ميلو، وطالب بألا يكون العقاب متشدداً، وقرر كوخافي تجميد ترقية ميلو لرتبة لواء حتى عام 2022، وقالت الصحيفة إن الجيش سعى إلى عدم نشر الواقعة «لأسباب عدة، بينها الحفاظ على ضابط متفوّق مثل ميلو وعدم المس به». وقال ضابط إن «رئيس أركان الجيش اكتفى بتوجيه صفعة، ليس أكثر من ذلك». وفي هذه الأثناء سيتم تعيين ميلو قائداً لكلية القيادة والأركان، ولم تكن هناك علاقة لإنهاء مهامه كقائد فرقة الجليل، بسبب واقعة النفق.
وقال المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي، إنه «في إطار عملية تدمير أحد أنفاق (حزب الله)، الذي اكتشف ضمن عملية (درع شمالي)، دخل الضابط برفقة ضباط آخرين إلى القسم اللبناني بشكل لم يجر التخطيط له مسبقاً، معتبراً أن ذلك لم ينطوِ على خطورة».



مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
TT

مصر: «كشك باب النصر» يعيد الجدل بشأن «التعدي» على الآثار

مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)
مطالب بإعادة النظر في الصورة الجمالية للقاهرة التاريخية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

جدد بناء «كشك نور» بالطوب الأحمر، في مكان بارز بمنطقة الجمالية الأثرية في مصر، مطالب خبراء أثريين بتشديد الرقابة على المناطق الأثرية وحمايتها من الاعتداء بالاستناد إلى قانون حماية الآثار.

ويرى الخبير الأثري الدكتور محمد حمزة أن واقعة بناء كشك كهرباء داخل «حرم موقع أثري»، صورة من أوجه مختلفة للاعتداء على الآثار في مصر، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، ويضيف: «يمثل هذا الكشك مثالاً لحالات البناء العشوائي التي لا تراعي خصوصية المناطق الأثرية، وتشويهاً معمارياً مثل الذي شهدته بنفسي أخيراً ببناء عمارة سكنية في مواجهة جامع «الحاكِم» الأثري في نهاية شارع المعز التاريخي، بما لا يتلاءم مع طراز المنطقة، وأخيراً أيضاً فوجئنا بقرار بناء مسرح في حرم منطقة سور مجرى العيون الأثرية، وهناك العديد من الأمثلة الأخيرة الخاصة بهدم آثار كالتعدي على قبة الشيخ عبد الله بمنطقة عرب اليسار أسفل قلعة صلاح الدين الأيوبي، وتلك جميعها صور من الاعتداء التي تتجاهل تماماً قوانين حماية الآثار».

كشك كهرباء باب النصر (حساب د. محمد حمزة على فيسبوك)

وحسب الدكتور محمد عبد المقصود، الأمين العام الأسبق للمجلس الأعلى للآثار، فإن بناء هذا الكشك «هو حالة متكررة لمخالفة قانون حماية الآثار بشكل واضح»، حسبما يقول لـ«الشرق الأوسط»، مضيفاً: «يجب أن تتم إزالته، فهو يؤثر بشكل واضح على بانوراما المكان الأثري، علاوة على أنه كيان قبيح ولا يليق أن يتم وضعه في موقع أثري، ويتسبب هذا الكشك في قطع خطوط الرؤية في تلك المنطقة الأثرية المهمة».

ويضيف عبد المقصود: «المؤسف أن وزارة السياحة والآثار لم تعلق على هذا الأمر بعد، مثلما لم تعلق على العديد من وقائع الاعتداء على مواقع أثرية سواء بالبناء العشوائي أو الهدم قبل ذلك، رغم أن الأمر يقع في نطاق مسؤوليتهم».

قانون الآثار المصري يمنع بناء مبان أعلى من المنشآت الأثرية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وأثار تشويه بعض نقوش مقبرة مريروكا الأثرية في منطقة سقارة بالجيزة (غرب القاهرة) ضجة واسعة في نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، وسط دعوات بضرورة تطبيق قانون حماية الآثار الذي تنص المادة 45 منه رقم 117 لسنة 1983 وتعديلاته، على أنه «يعاقَب كل من وضع إعلانات أو لوحات للدعاية أو كتب أو نقش أو وضع دهانات على الأثر أو شوّه أو أتلف بطريق الخطأ أثراً عقارياً أو منقولاً أو فصل جزءاً منه بالحبس مدة لا تقل عن سنة وغرامة لا تقل عن 10 آلاف جنية ولا تزيد على 500 ألف جنيه أو إحدى هاتين العقوبتين».

الآثار الإسلامية تتوسط غابة من الكتل الخرسانية (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وترى الدكتورة سهير حواس، أستاذة العمارة والتصميم العمراني بقسم الهندسة المعمارية بجامعة القاهرة، أن منطقة القاهرة التاريخية مسجلة وفقاً لقانون 119 لسنة 2008، باعتبارها منطقة أثرية لها اشتراطات حماية خاصة، وتقول في حديثها لـ«الشرق الأوسط»: «تشمل تلك الحماية القيام بعمل ارتفاعات أو تغيير أشكال الواجهات، وأي تفاصيل خاصة باستغلال الفراغ العام، التي يجب أن تخضع للجهاز القومي للتنظيم الحضاري ووزارة الثقافة».

شكاوى من تشويه صور الآثار الإسلامية بالقاهرة (تصوير: عبد الفتاح فرج)

وحسب القانون يجب أن يتم أخذ الموافقة على وضع أي كيان مادي في هذا الفراغ بما فيها شكل أحواض الزرع والدكك، وأعمدة الإضاءة والأكشاك، سواء لأغراض تجميلية أو وظيفية؛ لذلك فمن غير المفهوم كيف تم بناء هذا الكشك بهذه الصورة في منطقة لها حماية خاصة وفقاً للقانون.

ويرى الخبير الأثري الدكتور حسين عبد البصير أنه «لا بد من مراعاة طبيعة البيئة الأثرية، خاصة أن هناك العديد من الطرق التي يمكن بها تطويع مثل تلك الضرورات كتوسيع الطرق أو البنية التحتية أو إدخال تطويرات كهربائية بطريقة جمالية تلائم النسيج الجمالي والبصري للأماكن الأثرية».