آرسنال يندم على بيع مواهبه حين لا ينفع الندم

الفريق استغنى عن عدد من اللاعبين الرائعين الذين تألقوا في أندية أخرى

سيرج غنابري  -  إسماعيل بن ناصر  -  كريستيان بيليك  -  جيف رين أديلايد
سيرج غنابري - إسماعيل بن ناصر - كريستيان بيليك - جيف رين أديلايد
TT

آرسنال يندم على بيع مواهبه حين لا ينفع الندم

سيرج غنابري  -  إسماعيل بن ناصر  -  كريستيان بيليك  -  جيف رين أديلايد
سيرج غنابري - إسماعيل بن ناصر - كريستيان بيليك - جيف رين أديلايد

ضمت تشكيلة آرسنال لمباراته الافتتاحية في الموسم الجديد للدوري الإنجليزي الممتاز أمام نيوكاسل يونايتد بعض المفاجآت، حيث كان المدير الفني للمدفعجية أوناي إيمري حريصاً بشكل واضح على الدفع باللاعبين الجدد بصورة تدريجية، فقد ظهر كل من داني سيبايوس وديفيد لويز ونيكولاس بيبي وغابرييل مارتينيلي على مقاعد البدلاء في ملعب «سانت جيمس بارك». وقد استعان المدير الفني الإسباني بتشكيلة ضمت أربعة لاعبين تبلغ أعمارهم 21 عاماً أو أقل. ولعب آينسلي مايتلاند نايلز، البالغ من العمر 21 عاماً، وماتيو غندوزي، البالغ من العمر 20 عاماً، الكثير من الدقائق الموسم الماضي، لكن لم يكن الجمهور يتوقع أن يشارك جو ويلوك، البالغ من العمر 19 عاماً، وريس نيلسون، أمام نيوكاسل يونايتد.
وقد لا نشاهد هذه التشكيلة مرة أخرى في أي وقت قريب، لكن اختيار إيمري لهذه التشكيلة ربما يعد إشارة على أن آرسنال لا يريد أن يرحل المزيد من الشباب الواعدين عن النادي قبل منحهم الفرص اللازمة لإثبات أنفسهم في الفريق الأول. لقد رحل كريستيان بيليك عن آرسنال وانضم إلى ديربي كاونتي هذا الصيف من دون أن يحصل على الفرصة المناسبة مع المدفعجية. وقد شعر قطاع من جمهور آرسنال بالإحباط لرحيل اللاعب، وبخاصة أن هذا الجمهور قد شاهد من قبل عدداً من اللاعبين الشباب الذين نشأوا في أكاديمية الناشئين بالنادي وهم يتألقون مع أندية أخرى خلال العام الماضي.
وكان بيليك قد تألق أيضاً مع نادي تشارلتون الذي لعب له على سبيل الإعارة الموسم الماضي، وقدم أداءً استثنائياً في مركز قلب الدفاع ساهم في صعود النادي إلى دوري الدرجة الأولى. وكان يأمل بعض مشجعي آرسنال أن يحصل اللاعب البالغ من العمر 21 عاماً على فرصة اللعب في خط دفاع الفريق لكي يثبت قدراته وإمكاناته. صحيح أن اللاعب رحل مقابل 10 ملايين جنيه إسترليني، لكن كان يمكن الاعتماد عليه في تدعيم خط دفاع الفريق الذي يعاني ضعفاً واضحاً منذ سنوات.
ولم يلعب بيليك أي مباراة حتى الآن مع ديربي كاونتي في دوري الدرجة الأولى هذا الموسم، لكن لاعباً آخر من اللاعبين الشباب السابقين في آرسنال تألق بالفعل في أول مباراة له في الدوري الفرنسي الممتاز هذا الموسم، وهو جيف رين أديلايد، الذي قدم أداءً رائعاً مع فريق أنجيه الفرنسي في المباراة التي كان فيها أنجيه متأخراً بثلاثة أهداف مقابل هدف وحيد أمام بوردو، قبل أن يتمكن من تحويل تأخره والفوز في المباراة. وكان رين أديلايد قد انضم إلى نادي أنجيه على سبيل الإعارة في فترة الانتقالات الشتوية لعام 2018، لكن آرسنال وافق على بيع اللاعب بشكل نهائي الصيف الماضي مقابل ما يزيد قليلاً على مليون جنيه إسترليني. ومن المؤكد أن سعر اللاعب يزيد على هذا المبلغ بكثير الآن. وأحرز رين أديلايد، البالغ من العمر 21 عاماً، هدف التعادل أمام بوردو مساء السبت الماضي، قبل أن يصنع الهدف الثالث، بالإضافة إلى أن عدد مراوغاته الناجحة في تلك المباراة قد وصل إلى تسع مراوغات. وكان رين أديلايد هو أبرز لاعب في هذه الجولة في الدوري الفرنسي الممتاز.
وقد تألق رين أديلايد منذ تغيير مركزه إلى عمق الملعب مع فريق أنجيه، حيث سجل ثلاثة أهداف في الأسابيع الأخيرة من الموسم الماضي، واستمر في تقديم أدائه الجيد خلال الصيف، حيث سجل هدفين في المباراة الودية التي لعبها منتخب فرنسا تحت 21 عاماً أمام بلجيكا، قبل أن يصنع هدفين أمام إنجلترا وكرواتيا في كأس الأمم الأوروبية. وكان ليون يتابع اللاعب عن كثب، وتوصل إلى اتفاق خلال هذا الأسبوع مع نادي أنجيه لضم اللاعب مقابل 30 مليون يورو.
وقد يندم آرسنال على اليوم الذي ترك فيه رين أديلايد يرحل عن النادي، ويتعين عليه أن يتساءل أيضاً عما إذا كان قد أخطأ في بيع اللاعب الجزائري إسماعيل بن ناصر. لقد رحل بن ناصر عن آرسنال وانتقل إلى إمبولي عام 2017 وأصبح لاعباً أساسياً في الفريق الإيطالي على الفور. وفي غضون شهرين من اللعب في دوري الدرجة الثانية بإيطاليا، شارك بن ناصر في أول مباراة دولية مع المنتخب الجزائري الأول، كما لعب دوراً محورياً في صعود ناديه الجديد إلى الدوري الإيطالي الممتاز في ذلك الموسم.
ولم يتمكن بن ناصر من منع إمبولي من العودة مرة أخرى إلى دوري الدرجة الأولى، لكنه صنع لنفسه اسماً كبيراً بين الصفوة من لاعبي الدوري الإيطالي الممتاز. وأظهر اللاعب الجزائري قدرات كبيرة من حيث الاستحواذ على الكرة، كما تصدر قائمة أكثر لاعبي المسابقة من حيث المراوغات الناجحة. وواصل بن ناصر تقديم هذه المستويات الرائعة مع منتخب الجزائر هذا الصيف، حيث شارك في التشكيلة الأساسية في جميع المباريات وقاد منتخب الجزائر للحصول على كأس الأمم الأفريقية للمرة الأولى منذ 30 عاماً. وصنع بن ناصر ثلاثة أهداف وحصل على جائزة أفضل لاعب في البطولة. وكان الكثير من مشجعي آرسنال يرغبون في أن يعيد النادي بن ناصر مرة أخرى من إمبولي، لكن اللاعب الجزائري فضل البقاء في إيطاليا وانتقل إلى ميلان مقابل 14.5 مليون جنيه إسترليني. وكان آرسنال قد باعه بأقل من مليون جنيه إسترليني!
لكن أكثر لاعب ندم آرسنال على التخلي عن خدماته هو سيرج غنابري، الذي تألق بشكل واضح منذ رحيله عن آرسنال. وكان آرسنال قد باع غنابري لفيردر بريمن مقابل 4.5 مليون جنيه إسترليني عام 2016، بعد فترة من إعارته لويست بروميتش ألبيون. لكن سعر اللاعب الألماني تضاعف عشر مرات منذ ذلك الحين. وسجل غنابري 11 هدفاً في أول موسم له في «البوندسليغا»، ثم انتقل لنادي بايرن ميونيخ، الذي أعاره لهوفنهايم. سجل غنابري 10 أهداف أخرى في 20 مباراة شارك فيها مع نادي هوفنهايم بشكل أساسي في الدوري، قبل أن يعود إلى بايرن ميونيخ مرة أخرى في الصيف الماضي. وسجل المهاجم الألماني الشاب 10 أهداف مع بايرن ميونيخ الموسم الماضي – هذا هو الموسم الثالث على التوالي الذي يسجل فيه غنابري أكثر من عشرة أهداف في الدوري الألماني الممتاز.
وأصبح غنابري الآن لاعباً أساسياً في صفوف المنتخب الألماني الأول، وسجل معه سبعة أهداف في ثماني مباريات. وحصل غنابري على جائزة أفضل لاعب في بايرن ميونيخ العام الماضي، على الرغم من أنه لم يشارك في التشكيلة الأساسية للفريق سوى في 21 مباراة من أصل 30 مباراة لعبها مع العملاق البافاري. ويبلغ غنابري من العمر 24 عاماً، وأصبح محط أنظار الكثير من الأندية الكبرى في أوروبا.
ويجب الإشارة إلى أن جميع الأندية قد تتخلى عن خدمات لاعبين ليست في حاجة إليهم ثم يصبحون فيما بعد نجوماً لامعة مع أندية أخرى، لكن يتعين على آرسنال أن يتعلم من هذه التجربة وينظر إلى الأمام وليس إلى الخلف. ويعني هذا أنه يتعين على النادي أن يمنح اللاعبين الشباب فرصة لإثبات قدراتهم في الدوري الإنجليزي الممتاز، وهو الأمر الذي ظهرت معالمه في ملعب «سانت جيمس بارك» يوم الأحد الماضي.


مقالات ذات صلة

أرتيتا: الفاعلية سلاح آرسنال للفوز على سبورتنغ لشبونة

رياضة عالمية ميكل أرتيتا (إ.ب.أ)

أرتيتا: الفاعلية سلاح آرسنال للفوز على سبورتنغ لشبونة

قال ميكل أرتيتا مدرب آرسنال إن فريقه بحاجة لمزيد من القوة والفاعلية ليحقق الفوز على مضيفه سبورتنغ لشبونة، ويضع حداً لمسيرته السلبية خارج أرضه.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية إيثان نوانيري (أ.ب)

أرتيتا: نوانيري يمنح آرسنال «كل الأسباب» للاستعانة به

اعترف ميكيل أرتيتا، المدير الفني لفريق آرسنال، بأنه أصبح من الصعب مقاومة إغراء الدفع باللاعب الشاب إيثان نوانيري رغم سباق المنافسة على لقب الدوري الإنجليزي.

«الشرق الأوسط» (لندن)
رياضة عالمية بن وايت (يمين) سيغيب أشهراً عن آرسنال بداعي الإصابة (رويترز)

وايت يبتعد لأشهر عن آرسنال بعد جراحة في الركبة

يواجه مدافع آرسنال رابع الدوري الإنجليزي لكرة القدم بن وايت خطر الغياب أشهراً عدّة بعد خضوعه لجراحة في الركبة.

«الشرق الأوسط» (لندن)
الاقتصاد تظهر لافتة في مبنى مكاتب شركة «إنفيديا» في سانتا كلارا - كاليفورنيا (أ.ب)

نتائج «إنفيديا» المنتظرة... هل تواصل الهيمنة على سوق الذكاء الاصطناعي؟

تستعد شركة «إنفيديا»، العملاق الأميركي في مجال تكنولوجيا الذكاء الاصطناعي وتصنيع رقائق الكمبيوتر، للإفصاح عن نتائجها المالية للربع الثالث، الأربعاء.

«الشرق الأوسط» (كاليفورنيا)
رياضة عالمية إيثان نوانيري أحد أبناء أكاديمية آرسنال الذين يشاركون الآن مع الفريق الأول (أ.ف.ب)

إيثان نوانيري... متى تقدم الأندية الكبرى مواهبها؟

إن ترقية لاعبي الأكاديميات إلى الفريق الأول للنادي يمكن تبسيطها بسهولة إلى حكم على الموهبة.

The Athletic (لندن)

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
TT

«خليجي 26»... السعودية والعراق وجهاً لوجه في المجموعة الثانية

الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)
الكويت ستحتضن كأس الخليج بنهاية العام الحالي (الشرق الأوسط)

أسفرت قرعة بطولة كأس الخليج (خليجي 26) لكرة القدم التي أجريت السبت، وتستضيفها الكويت خلال الفترة من 21 ديسمبر (كانون الأول) 2024، وحتى 3 يناير (كانون الثاني) 2025، عن مجموعتين متوازنتين.

فقد ضمت الأولى منتخبات الكويت، وقطر، والإمارات وعمان، والثانية العراق والسعودية والبحرين واليمن.

ويتأهل بطل ووصيف كل مجموعة إلى الدور نصف النهائي.

وسُحبت مراسم القرعة في فندق «والدورف أستوريا» بحضور ممثلي المنتخبات المشارِكة في البطولة المقبلة.

وشهد الحفل الذي أقيم في العاصمة الكويت الكشف عن تعويذة البطولة «هيدو»، وهي عبارة عن جمل يرتدي قميص منتخب الكويت الأزرق، بحضور رئيس اتحاد كأس الخليج العربي للعبة القطري الشيخ حمد بن خليفة، إلى جانب مسؤولي الاتحاد وممثلين عن الاتحادات والمنتخبات المشاركة ونجوم حاليين وسابقين.

السعودية والعراق وقعا في المجموعة الثانية (الشرق الأوسط)

وجرى وضع الكويت على رأس المجموعة الأولى بصفتها المضيفة، والعراق على رأس الثانية بصفته حاملاً للقب النسخة السابقة التي أقيمت في البصرة، بينما تم توزيع المنتخبات الستة المتبقية على 3 مستويات، بحسب التصنيف الأخير الصادر عن الاتحاد الدولي (فيفا) في 24 أكتوبر (تشرين الأول) الماضي.

وتقام المباريات على استادي «جابر الأحمد الدولي» و«جابر مبارك الصباح»، على أن يبقى استاد علي صباح السالم بديلاً، ويترافق ذلك مع تخصيص 8 ملاعب للتدريبات.

وستكون البطولة المقبلة النسخة الرابعة التي تقام تحت مظلة اتحاد كأس الخليج العربي بعد الأولى (23) التي استضافتها الكويت أيضاً عام 2017. وشهدت النسخ الأخيرة من «العرس الخليجي» غياب منتخبات الصف الأول ومشاركة منتخبات رديفة أو أولمبية، بيد أن النسخة المقبلة مرشحة لتكون جدية أكثر في ظل حاجة 7 من أصل المنتخبات الثمانية، إلى الاستعداد لاستكمال التصفيات الآسيوية المؤهلة إلى كأس العالم 2026 المقررة في الولايات المتحدة وكندا والمكسيك.

وباستثناء اليمن، فإن المنتخبات السبعة الأخرى تخوض غمار الدور الثالث الحاسم من التصفيات عينها، التي ستتوقف بعد الجولتين المقبلتين، على أن تعود في مارس (آذار) 2025.

ويحمل المنتخب الكويتي الرقم القياسي في عدد مرات التتويج باللقب الخليجي (10) آخرها في 2010.

الكويت المستضيفة والأكثر تتويجا باللقب جاءت في المجموعة الأولى (الشرق الأوسط)

ووجهت اللجنة المنظمة للبطولة الدعوة لعدد من المدربين الذين وضعوا بصمات لهم في مشوار البطولة مع منتخبات بلادهم، إذ حضر من السعودية ناصر الجوهر ومحمد الخراشي، والإماراتي مهدي علي، والعراقي الراحل عمو بابا، إذ حضر شقيقه بالنيابة.

ومن المقرر أن تقام مباريات البطولة على ملعبي استاد جابر الأحمد الدولي، الذي يتسع لنحو 60 ألف متفرج، وكذلك استاد الصليبيخات، وهو أحدث الملاعب في الكويت، ويتسع لـ15 ألف متفرج.

وتقرر أن يستضيف عدد من ملاعب الأندية مثل نادي القادسية والكويت تدريبات المنتخبات الـ8.