بيومي فؤاد: ألعب أدواراً كثيرة بسبب «شعري الأبيض»

قال لـ «الشرق الأوسط» إنه يتمنى التمثيل أمام «الزعيم» عادل إمام

الفنان المصري بيومي فؤاد
الفنان المصري بيومي فؤاد
TT

بيومي فؤاد: ألعب أدواراً كثيرة بسبب «شعري الأبيض»

الفنان المصري بيومي فؤاد
الفنان المصري بيومي فؤاد

تمكن الفنان المصري بيومي فؤاد من فرض موهبته على الساحة الفنية بشكل لافت، وحقق انتشاراً واسعاً خلال سنوات قليلة، إذ اشتهر بأنه الفنان الأكثر مشاركة ووجوداً في الأعمال التلفزيونية والسينمائية. وفي حواره مع «الشرق الأوسط» قال فؤاد إن سبب انتشاره الكبير في الأفلام السينمائية والمسلسلات التلفزيونية هو حبه للتمثيل، بجانب سنه وهيئته التي تحصره في تقديم دور الأب أو الأخ الأكبر، وهي أدوار مطلوبة بكثرة في معظم الأعمال الفنية، وأوضح أنه لا يسعى لجمع الأموال من مشاركاته المتعددة، وأضاف أنه يتمنى الوقوف أمام الفنان المصري الكبير عادل إمام والتمثيل بجانبه في عمل درامي خلال الفترة المقبلة. وإلى نص الحوار....
> كيف حققت كل هذا الانتشار الفني خلال السنوات القليلة الماضية؟
- بتوفيق من الله في المقام الأول، إضافة إلى حبي للتمثيل والعمل، فدائماً أدعو الله ألا أجلس في المنزل دون عمل، كما أنني لا أشغل بالي بالماديات بشكل كبير، بقدر اهتمامي بشغل جزء كبير من المساحة الفنية التي تنحصر في عمر الوسط، وهي مساحة يعمل بها عدد قليل جداً من الممثلين، كما أن هيئتي وشعري الأبيض يؤهلانني للقيام بدور الأب أو الأخ الأكبر، وهو أمر يسعدني كثيراً، وهو مؤشر على نجاحي في إيصال المطلوب من الدور، وكان رهاني الدائم هو الحفاظ على التنوع في تقديم الأدوار حتى لا أحصر نفسي في دور واحد، فالفنان الحقيقي يستطيع أن يقدم كل الأدوار.
> لكن بعض المتابعين والنقاد يقولون إنك تشارك في أكثر من عمل فني بالموسم الواحد من أجل المال؟
- لا يوجد منتج عملت معه يمكنه القول بأنني اختلفت معه بسبب الأجر، أو إنني طلبت أرقاماً كبيرة، هذا لم يحدث على الإطلاق، وهناك أعمال قدمتها مجاناً، مثل فيلم «لا مؤاخذة» الذي لم أتقاضَ عنه جنيهاً واحداً، كما أنني خجول ويأسرني أن يأتي منتج أو فنان مشهور ويطلب مني المشاركة في عمل ما، يرى أنه لا يستطيع أحد تقديمه مثلي، ثم أرفض طلبه، وعند تقديم فيلم «حملة فريزر» لم أطلب أي أرقام ضخمة، والكل يسأل في ذلك، وفي بعض الأحيان أوقّع على عقد العمل قبل قراءة السيناريو لثقتي بالمخرج أو المنتج.
> وكيف تقيّم تعامل زملائك بالوسط الفني معك؟
- أرفض بشدة أن يستغل أحد طيبتي بشكل غير لائق، لكن جميع الزملاء يحترمونني، حتى منذ بداياتي الفنية، وأتعامل مع الناس بمبدأ «الدين المعاملة»، فأنا لا أتكبر على أحد في التعامل.
> البعض يشبّهك بالفنان حسن حسني؟
- شرف عظيم لي، وظلمٌ له، لأنه قدم كل الأدوار الفنية بمهارة عالية، ووجه التشابه الوحيد بيننا هو أن كلينا قدم أعمالاً كثيرة. لكني أغضب بشدة عندما يقول البعض إنني سبب تراجع ظهور الفنان حسن حسني حالياً، فهو نجم كبير وله جمهوره، وقلة أعماله بسبب تأنّيه في اختيار الأدوار، وهو يعد نجمي المفضل.
> وما أبرز كواليس فيلم «خيال مآتة» الذي تظهر فيه مع الفنان أحمد حلمي؟
- انتهينا من تصوير فيلم «خيال مآتة» الذي يُعرض حالياً بموسم عيد الأضحى السينمائي منذ فترة طويلة، وأرى أن الفنان أحمد حلمي نجم كبير يهتم بأدق تفاصيل العمل، لدرجة أنه يحفظ كل أدوار المشاركين معه من الممثلين وليس دوره فقط، وهذا يدل على أن الوصول للنجاح أمر صعب، ولا يأتي من فراغ.
> لماذا تهتم بالسينما أكثر من الدراما؟
- أنا أشارك في الأعمال الدرامية بقدر كافٍ، وأتمنى أن أقدم سينما فقط من دون الدراما، ولكن لم أستطع أن أسيطر على هذا الأمر.
> وكيف تقيم تجربتك في برنامج «بيومي أفندي»؟
- أنا أحب التجارب الجديدة، وأحببت فكرة البرنامج بشكل كبير، وقدمنا الموسم الأول منه في ظل وجود مشكلات إنتاجية، رغم أنها من أهم عوامل نجاح أي عمل فني، ثم تم تغيير طاقم العمل كله، وقدمنا الموسم الثاني ولقي نجاحاً كبيراً، وقدمت البرنامج كي أحقق انتشاراً في الدول العربية وهو ما حدث بالفعل.
> مَن الفنان الذي تتمنى الوقوف أمامه وتشاركه الظهور في السينما والتلفزيون؟
- الفنان القدير عادل إمام، الذي ظهرت معه كضيف شرف في عمل فني، فالعمل معه متعة، وللأسف اعتذرت عن مسلسل «أستاذ ورئيس قسم»، بسبب ارتباطي بعمل آخر، فالعمل مع الزعيم في أي مسلسل لا تستطيع أن تجمع معه عملاً فنياً آخر.
> الكثير من النقاد والفنانين انتقدوا تجربة «مسرح مصر» لكنك دافعت عنها، لماذا؟
- «مسرح مصر» شكل من أشكال المسرح، لأن المسرح له أشكال عديدة، وقد اختلفت مع الأستاذ وائل الإبراشي، والأستاذ محمد صبحي في الرأي عن مسرح مصر، لأنهما كانا مصرين على القول بأن هذا الفن لا علاقة له بالمسرح، بينما أرى عكس ذلك، حتى وإن كان هدفه هو إضحاك الجماهير فقط، ودفاعي لا يرتبط بمشاركتي فيه، لأنه تجربة نجحت بالفعل ومن دون أن يقلدوا أحداً، فمثلاً فيلم «أمير الانتقام» الذي ضم كبار النجوم نجح نجاحاً كبيراً، وعندما قدمه الفنان الراحل فريد شوقي مرة أخرى باسم «أمير الدهاء» لم ينجح نجاح الفيلم الأصلي.
> هل لدى أبنائك مواهب فنية؟
- اكتشفت أن ابنتي الكبرى نور لديها موهبة التصوير الفوتوغرافي، وعندما كانت في الثانوية العامة، طلبت مني أن تلتحق بكلية الفنون التطبيقية، أو معهد السينما، وبالفعل دخلت معهد السينما قسم مونتاج، أما محمد فالتحق بمعهد السينما قسم إخراج، ونجح فيه وشارك في أحد الأعمال الفنية كمتدرب.



ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
TT

ميشال رميح: أغنية «عم يوجعني بلدي» ترجمت فيها أحاسيسي الحقيقية

يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)
يعد رميح الأغنية الوطنية وجهة ضرورية للفنان (ميشال رميح)

قبل أسابيع قليلة، شارك المغني ميشال رميح في المهرجان الفني اللبناني في ولاية أريزونا في أميركا. تردد رميح قبل الموافقة على هذه المشاركة. وجد نفسه محرجاً في الغناء على مسرح عالمي فيما لبنان كان يتألّم، ولكنه حزم أمره وقرر المضي بالأمر كونه سيمثّل وجه لبنان المضيء. كما أن جزءاً من ريع الحفل يعود إلى مساعدة النازحين. ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «كانت الحفلة الأولى لي التي أقيمها خلال هذه الحرب. وترددي جاء على خلفية مشاعري بالحزن على وطني».

خلال الحرب أصدر ميشال رميح أغنيته الوطنية «عم يوجعني بلدي». وقدّمها بصورة بسيطة مع عزف على البيانو، فلامست قلوب سامعيها بدفء كلماتها ولحنها النابع من حبّ الوطن. فهو كما ذكر لـ«الشرق الأوسط» كتبها ولحنها وسجّلها وصوّرها في ظرف يوم واحد. ويروي قصة ولادتها: «كنا نتناول طعام الغداء مع عائلتي وأهلي، ولم أتنبه لانفصالي التام عن الواقع. شردت في ألم لبنان ومعاناة شعبه. كنت أشعر بالتعب من الحرب كما كثيرين غيري في بلادي. والأسوأ هو أننا نتفرّج ولا قدرة لنا على فعل شيء».

ألّف رميح أغنيته "عم يوجعني بلدي" ولحّنها بلحظات قليلة (ميشال رميح)

وجعه هذا حضّه على الإمساك بقلمه، فكتب أحاسيسه في تلك اللحظة. «كل ما كتبته كان حقيقياً، وينبع من صميم قلبي. عشت هذا الوجع بحذافيره فخرجت الكلمات تحمل الحزن والأمل معاً».

يقول إنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل، ولذلك آثر تمرير ومضات رجاء تلونها. وجعه الحقيقي الذي كان يعيشه لم يمنعه من التحلي بالصبر والأمل. ويوضح لـ«الشرق الأوسط»: «في النهاية سنقوم من جديد؛ كوننا شعباً صلباً لا تشّلنا الأزمات. والفنان صاحب الأحاسيس المرهفة لا يمكنه أن يفرّق بين وجهة سياسية وأخرى، ولا بين طائفة وأخرى ينتمي إليها هذا الشخص أو ذاك. فما أعرفه جيداً هو أننا جميعنا لبنانيون، ولذلك علينا التوحّد ومساعدة بعضنا البعض. رؤية أبناء بلدي يهجرون منازلهم وقراهم المدمّرة، لامستني عن قرب، فولدت أغنيتي (عم يوجعني بلدي)؛ لأني بالفعل عشت ألماً حقيقياً مع نفسي».

حفرت في ذاكرة ميشال رميح مشاهد عدة مؤثّرة عن لبنان المهجّر والمدمّر، كما يقول. «لن أنسى ذلك المسنّ الذي بكى خسارته لزوجته وبيته معاً. اليوم لا يجد مكاناً يؤويه، كما يفتقد شريكة حياته. وكذلك تعاطفت مع الأطفال والأولاد الذين لا ذنب لهم بحروب الكبار. فهؤلاء جميعاً أعتبرهم أهلي وإخوتي وأبنائي. كان لا بد أن تخرج مني كلمات أغنية، أصف فيها حالتي الحقيقية».

ميشال ابن زحلة، يقيم اليوم في أميركا. يقول: «هاجرت إلى هناك منذ زمن طويل. وفي كل مرة أعود بها إلى لبنان أشعر بعدم قدرتي على مغادرته. ولكن بسبب أطفالي اضطررت للسفر. وعندما أغادر مطار بيروت تمتلكني مشاعر الأسى والحزن. لم أرغب في ترك بلدي وهو يمرّ في محنة صعبة جداً. ولكن الظروف مرات تدفعنا للقيام بعكس رغباتنا، وهو ما حصل معي أخيراً».

يقول بأنه لا يحب التخلّي عن مشاعر التفاؤل (ميشال رميح)

صوّر ميشال أغنيته، وسجلها في الاستوديو، في الوقت نفسه. لم يرغب في أن تكون مصطنعة بمشهديتها بل أن تمثّل واقعاً يعيشه. «الأغنية ليست تجارية، كتبت كلماتها على قصاصة ورق صغيرة. وأنا أتوجّه إلى استوديو التسجيل قمت بتلحينها».

سبق وتعاون رميح في عدة أغنيات مع مجموعة شعراء وملحنين، ومن بينهم هيثم زيات وسليم عساف. ولكن في أغنية «عم يوجعني بلدي» ترك العنان لأحاسيسه، فلحّن وكتب وغنّى من هذا المنطلق. صديقه ريكاردو عازار تسلّم مهمة عزف اللحن على آلة البيانو. «لم أشأ أن ترافقها آلات وإيقاعات كثيرة لأنها أغنية دافئة ووطنية».

يعدّ رميح الأغنية الوطنية وجهة يجب أن يتحوّل إليها كل فنان تتملّكه أحاسيس حقيقية تجاه وطنه. ويستطرد: «هكذا أنا مغنٍ أستطيع أن أقاوم عندما بلدي يشهد مرحلة صعبة. لا أستطيع أن ألتزم الصمت تجاه ما يجري من اعتداءات على أرضه. ولأن كلمات الأغنية تنبع من رحم الواقع والمشاعر، لاقت انتشاراً كبيراً».

حتى أثناء مرور لبنان بأزمات سابقة لم يوفّر ميشال رميح الفرصة ليغني له. «أثناء ثورة أكتوبر (تشرين الأول) وانفجار المرفأ غنيّت لبنان بأسلوبي وعلى طريقتي. وتركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي. غنيت (شعب لبنان) يومها من ألحان هيثم زيات».

تركت مساحة مضيئة بأمل في الغد تبرز في أعمالي (ميشال رميح)

ينقل ميشال رميح حقيقة أحاسيس كل لبناني اضطر إلى هجرة وطنه. «قد يعتقد البعض أن من يعيش خارج لبنان وهو في أزمة، يتمتع بالراحة. هذا أمر خاطئ تماماً. فقد عصرني الألم وأنا أغادر وطني، وكلما حلّقت الطائرة وصغرت صورة لبنان من الأعلى، شعرت بحزن أكبر. جميع أبناء لبنان ممن أعرفهم هنا في أميركا يحزّ في قلبهم ابتعادهم عن وطنهم المجروح. ولكنهم جميعهم يأملون مثلي بالعودة القريبة إليه. وهو ما يزيد من صبرهم، لا سيما وأن أعمالهم وعائلاتهم تعيش في أميركا».

أغانٍ وطنية عديدة لفتت ميشال رميح أخيراً: «أرفع القبعة لكل فنان يغني لبنان المتألم. استمعت إلى أغانٍ عدة بينها لجوزف عطية (صلّوا لبيروت)، ولماجد موصللي (بيروت ست الدنيا)، وأخرى لهشام الحاج بعنوان (بيروت ما بتموت)، وكذلك واحدة أداها الوليد الحلاني (بعين السما محروس يا لبنان)». ويعلّق لـ«الشرق الأوسط»: «أعتبر هذه الأغاني بمثابة غذاء الروح لوطني لبنان. لا شك أن ما أعنيه يأتي مجازياً؛ لأن لا شيء يعوّض خسارات بلدي. ولكن من ناحيتي أجد صوتي وأغنيتي هما سلاحي الذي أدافع فيه عن بلدي».

عندما غادر رميح لبنان منذ نحو الشهر كان في زيارته الثانية له بعد غياب. فحب الوطن زرعه في قلبه، ونما بداخله لا شعورياً. «لن أستسلم أبداً، وسأثابر على زيارة لبنان باستمرار، على أمل الإقامة فيه نهائياً وقريباً. فوالداي علّماني حب الوطن، وكانا دائماً يرويان لي أجمل الذكريات عنه. وأتمنى أن أشهد مثل هذه الذكريات كي أرويها بدوري لأولادي».