الرئيس التونسي يطالب بتكافؤ الفرص بين المتنافسين على كرسي الرئاسة

هيئة الانتخابات تقبل ملفات 26 مرشحاً... ضمنهم سيدتان

TT

الرئيس التونسي يطالب بتكافؤ الفرص بين المتنافسين على كرسي الرئاسة

اجتمع أمس محمد الناصر، رئيس الجمهورية التونسية المكلف، في قصر قرطاج برئيس الحكومة يوسف الشاهد، لمناقشة ضرورة حياد الإدارة، وعدم استغلال إمكانياتها لفائدة طرف سياسي على حساب الآخرين، وضمان تكافؤ الفرص بين مختلف المرشحين، سواء للانتخابات الرئاسية المرتقب إجراؤها في 15 من سبتمبر (أيلول) المقبل، أو الانتخابات البرلمانية المقررة في السادس من أكتوبر (تشرين الأول) من السنة الحالية.
وكانت عدة أطراف سياسية قد وجهت خلال الفترة الأخيرة انتقادات إلى رئيس الحكومة، واتهمته باستغلال إمكانيات الإدارة لصالحه، خاصة بعد أن رفض الاستقالة من منصبه الحكومي بعد إعلان ترشحه لكرسي الرئاسة.
ومن المنتظر أن يشرف الرئيس المكلف خلال الأسبوع المقبل على مجلس وزاري، مخصص بالكامل للاطلاع على الاستعدادات المخصصة للانتخابات التي ستعرفها تونس بشقيها الرئاسي والبرلماني.
في غضون ذلك، أكد نبيل بافون، رئيس الهيئة العليا المستقلة للانتخابات، أن القائمة الأولية للمقبولين لخوض منافسات رئاسة تونس ستكون في حدود 26 مرشحا، ضمنهم سيدتان، وذلك بعد تمكنهم من تقديم تزكيات قانونية لخوض لهذا الاستحقاق الانتخابي، وفي مقدمتها تزكية الناخبين (10 آلاف تزكية على الأقل)، أو الحصول على توقيع 10 نواب من البرلمان.
ومن خلال عمليات الفرز الأولي للملفات كان من المنتظر أن يتجاوز عدد المرشحين 30 مترشحا، في انتظار تسوية عدد آخر من المترشحين لملفاتهم قبل منتصف الليلة قبل الماضية. ومبدئيا فإن هناك 31 ملفا للترشح، من بينها 11 ملفا لمرشحين قدموا تزكيات برلمانية، و20 مترشحا قدموا تزكيات شعبية، وهو ما جعلهم خارج دائرة الرفض القانوني في مرحلة أولية. غير أن التدقيق في التزكيات والعد اليدوي كشف عن عدة خروقات، أدت إلى إسقاط خمسة ترشحات إضافية.
ومن بين 97 مترشحا أودعوا ملفاتهم لهيئة الانتخابات، تم رفض 66 ملفا لعدم جدية أصحابها الذين قدموا ملفات «فارغة» لا تستجيب للحد الأدنى من الشروط، أو لنقص في أحد الشروط الأساسية في ملف الترشح، والتي يصعب إصلاحها أو تداركها بعد إقفال باب الترشح، والخاصة أساسا بالتزكيات (10 آلاف تزكية شعبية)، والضمان المالي (10 آلاف دينار تونسي).
وتشمل قائمة المرشحين للانتخابات الرئاسية عددا من الشخصيات السياسية المعروفة، أبرزهم عبد الكريم الزبيدي وزير الدفاع المستقيل من منصبه، وعبد الفتاح مورو مرشح حركة النهضة، ويوسف الشاهد مرشح «حركة تحيا تونس»، كما أن عددا من الأسماء القوية الأخرى ستكون حاضرة بقوة في هذه المحطة الانتخابية، من بينهم الرئيس السابق منصف المرزوقي، ومهدي جمعة وحمادي الجبالي، اللذان شغلا سابقا منصب رئاسة الحكومة التونسية. كما ينتظر مشاركة نبيل القروي، رئيس حزب «قلب تونس»، وهو الحزب الذي تأسس مؤخرا بهدف المشاركة في الانتخابات بشقيها الرئاسي والبرلماني، وحمة الهمامي القيادي اليساري، ومنجي الرحوي الذي ينافسه على القاعدة الانتخابية نفسها. علاوة على الهاشمي الحامدي الإعلامي المقيم في لندن، ومحسن مرزوق رئيس حركة مشروع تونس. أما على مستوى الترشيحات المستقلة للانتخابات الرئاسية، فإن قيس سعيد، أستاذ القانون الدستوري، احتل مراتب متقدمة في سبر الآراء الذي أجري خلال شهر يونيو (حزيران) الماضي.
وحسب القانون الانتخابي فإنه يمكن للذين رفضت ملفات ترشحهم لمنافسات الرئاسة اللجوء إلى القضاء، بطوريه الابتدائي والاستئنافي، للطعن في قرار هيئة الانتخابات، على أن يتم الإعلان النهائي عن أسماء المرشحين في 31 من أغسطس (آب) الحالي، لتنطلق بعد ذلك الحملة الانتخابية في الثاني من سبتمبر المقبل، وتمتد إلى يوم 13 من الشهر ذاته.



«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
TT

«هدنة غزة» تقترب وسط جولات مكوكية وحديث عن «تنازلات»

دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)
دخان القصف الإسرائيلي فوق بيت ياحون بقطاع غزة الخميس (رويترز)

وسط حديث عن «تنازلات» وجولات مكوكية للمسؤولين، يبدو أن إسرائيل وحركة «حماس» قد اقتربتا من إنجاز «هدنة مؤقتة» في قطاع غزة، يتم بموجبها إطلاق سراح عدد من المحتجزين في الجانبين، لا سيما مع تداول إعلام أميركي أنباء عن مواقفة حركة «حماس» على بقاء إسرائيل في غزة «بصورة مؤقتة»، في المراحل الأولى من تنفيذ الاتفاق.

وتباينت آراء خبراء تحدثت إليهم «الشرق الأوسط»، بين من أبدى «تفاؤلاً بإمكانية إنجاز الاتفاق في وقت قريب»، ومن رأى أن هناك عقبات قد تعيد المفاوضات إلى المربع صفر.

ونقلت صحيفة «وول ستريت جورنال» الأميركية، عن وسطاء عرب، قولهم إن «حركة (حماس) رضخت لشرط رئيسي لإسرائيل، وأبلغت الوسطاء لأول مرة أنها ستوافق على اتفاق يسمح للقوات الإسرائيلية بالبقاء في غزة مؤقتاً عندما يتوقف القتال».

وسلمت «حماس» أخيراً قائمة بأسماء المحتجزين، ومن بينهم مواطنون أميركيون، الذين ستفرج عنهم بموجب الصفقة.

وتأتي هذه الأنباء في وقت يجري فيه جيك سوليفان، مستشار الأمن القومي للرئيس الأميركي، محادثات في تل أبيب مع رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو، الخميس، قبل أن يتوجه إلى مصر وقطر.

ونقلت «رويترز» عن دبلوماسي غربي قوله إن «الاتفاق يتشكل، لكنه على الأرجح سيكون محدود النطاق، ويشمل إطلاق سراح عدد قليل من الرهائن ووقف قصير للأعمال القتالية».

فلسطينيون بين أنقاض المباني المنهارة في مدينة غزة (أ.ف.ب)

في حين أشار القيادي في «حماس» باسم نعيم إلى أن «أي حراك لأي مسؤول أميركي يجب أن يكون هدفه وقف العدوان والوصول إلى صفقة لوقف دائم لإطلاق النار، وهذا يفترض ممارسة ضغط حقيقي على نتنياهو وحكومته للموافقة على ما تم الاتفاق عليه برعاية الوسطاء وبوساطة أميركية».

ومساء الأربعاء، التقى رئيس جهاز المخابرات الإسرائيلي، ديفيد برنياع، مع رئيس الوزراء القطري، الشيخ محمد بن عبد الرحمن آل ثاني، في الدوحة؛ لبحث الاتفاق. بينما قال مكتب وزير الدفاع الإسرائيلي، يسرائيل كاتس، في بيان، إنه «أبلغ وزير الدفاع الأميركي لويد أوستن في اتصال هاتفي، الأربعاء، بأن هناك فرصة للتوصل إلى اتفاق جديد يسمح بعودة جميع الرهائن، بمن فيهم المواطنون الأميركيون».

وحال تم إنجاز الاتفاق ستكون هذه هي المرة الثانية التي تتم فيها هدنة في قطاع غزة منذ بداية الحرب في 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023. وتلعب مصر وقطر والولايات المتحدة دور الوساطة في مفاوضات ماراثونية مستمرة منذ نحو العام، لم تسفر عن اتفاق حتى الآن.

وأبدى خبير الشؤون الإسرائيلية بـ«مركز الأهرام للدراسات السياسية والاستراتيجية» الدكتور سعيد عكاشة «تفاؤلاً حذراً» بشأن الأنباء المتداولة عن قرب عقد الاتفاق. وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «التقارير تشير إلى تنازلات قدمتها حركة (حماس) بشأن الاتفاق، لكنها لا توضح نطاق وجود إسرائيل في غزة خلال المراحل الأولى من تنفيذه، حال إقراره».

وأضاف: «هناك الكثير من العقبات التي قد تعترض أي اتفاق، وتعيد المفاوضات إلى المربع صفر».

على الجانب الآخر، بدا أستاذ العلوم السياسية بجامعة القدس السياسي الفلسطيني، الدكتور أيمن الرقب، «متفائلاً بقرب إنجاز الاتفاق». وقال لـ«الشرق الأوسط» إن «هناك حراكاً أميركياً لإتمام الصفقة، كما أن التقارير الإسرائيلية تتحدث عن أن الاتفاق ينتظر الضوء الأخضر من جانب تل أبيب و(حماس) لتنفيذه».

وأضاف: «تم إنضاج الاتفاق، ومن المتوقع إقرار هدنة لمدة 60 يوماً يتم خلالها الإفراج عن 30 محتجزاً لدى (حماس)»، مشيراً إلى أنه «رغم ذلك لا تزال هناك نقطة خلاف رئيسية بشأن إصرار إسرائيل على البقاء في محور فيلادلفيا، الأمر الذي ترفضه مصر».

وأشار الرقب إلى أن «النسخة التي يجري التفاوض بشأنها حالياً تعتمد على المقترح المصري، حيث لعبت القاهرة دوراً كبيراً في صياغة مقترح يبدو أنه لاقى قبولاً لدى (حماس) وإسرائيل»، وقال: «عملت مصر على مدار شهور لصياغة رؤية بشأن وقف إطلاق النار مؤقتاً في غزة، والمصالحة الفلسطينية وسيناريوهات اليوم التالي».

ويدفع الرئيس الأميركي جو بايدن والرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب، من أجل «هدنة في غزة»، وكان ترمب طالب حركة «حماس»، في وقت سابق، بإطلاق سراح المحتجزين في غزة قبل توليه منصبه خلفاً لبايدن في 20 يناير (كانون الثاني) المقبل، وإلا فـ«الثمن سيكون باهظاً».