عمران خان يهدد الهند من كشمير بـ«قتال حتى النهاية»https://aawsat.com/home/article/1856701/%D8%B9%D9%85%D8%B1%D8%A7%D9%86-%D8%AE%D8%A7%D9%86-%D9%8A%D9%87%D8%AF%D8%AF-%D8%A7%D9%84%D9%87%D9%86%D8%AF-%D9%85%D9%86-%D9%83%D8%B4%D9%85%D9%8A%D8%B1-%D8%A8%D9%80%C2%AB%D9%82%D8%AA%D8%A7%D9%84-%D8%AD%D8%AA%D9%89-%D8%A7%D9%84%D9%86%D9%87%D8%A7%D9%8A%D8%A9%C2%BB
عمران خان يهدد الهند من كشمير بـ«قتال حتى النهاية»
تخفيف منتظر لحظر التجول
رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان خلال زيارته إلى مظفر آباد عاصمة القسم الباكستاني من كشمير (أ.ف.ب)
نيودلهي:«الشرق الأوسط»
مظفر آباد:«الشرق الأوسط»
TT
نيودلهي:«الشرق الأوسط»
مظفر آباد:«الشرق الأوسط»
TT
عمران خان يهدد الهند من كشمير بـ«قتال حتى النهاية»
رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان خلال زيارته إلى مظفر آباد عاصمة القسم الباكستاني من كشمير (أ.ف.ب)
توعد رئيس الوزراء الباكستاني عمران خان، اليوم الأربعاء، بالرد على أي عدوان هندي في القسم الباكستاني من كشمير، متعهداً بأن الوقت قد حان لتلقين نيودلهي درساً.
وقال خان في خطاب متلفز من مظفر آباد عاصمة القسم الباكستاني من كشمير، إنّ «الجيش الباكستاني لديه معلومات أنهم (الهند) يخططون للقيام بشيء في كشمير الباكستانية، وهم جاهزون وسيقومون برد قوي» مضيفاً: «قررنا أنه إذا ارتكبت الهند أي انتهاك فسنقاتل حتى النهاية».
وتأتي زيارة عمران خان في مناسبة عيد الاستقلال، وبعد أكثر من أسبوع على إصدار رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي مرسوماً تنفيذياً مفاجئاً، يقضي بإلغاء الوضع الخاص الذي كان ممنوحاً لهذه المنطقة في الهيملايا.
ورداً على تلك الخطوة، أطلقت باكستان حملة دبلوماسية تهدف إلى وقف هذا القرار، وطلبت رسمياً من مجلس الأمن الدولي في وقت متأخر أمس الثلاثاء، عقد جلسة طارئة لبحث «الأعمال غير المشروعة» التي تقوم بها الهند.
كما طردت باكستان السفير الهندي، وأوقفت التجارة الثنائية، وعلقت خدمات النقل عبر الحدود، في خطوات لا يرجح أن تؤثر على نيودلهي بحسب ما يرى محللون.
ومن جانبه، أعلن حاكم ولاية جامو كشمير أن حظر التجول المفروض على القسم الهندي من كشمير سيخفف بعد عيد الاستقلال غداً الخميس؛ لكن خطوط الهاتف والإنترنت ستبقى مقطوعة، كما نقلت عنه وسائل الإعلام المحلية اليوم الأربعاء.
وقال الحاكم ساتيا بال مالك، في مقابلة نشرتها صحيفة «تايمز أوف إنديا» اليوم: «لا نريد أن نقدم للعدو وسائل الاتصالات هذه قبل أن تهدأ الأمور». وأضاف: «بحلول أسبوع أو عشرة أيام سيكون كل شيء على ما يرام، وسنفتح تدريجياً خطوط الاتصالات».
وتخضع كشمير ذات الغالبية المسلمة والتي تطالب بها باكستان أيضاً، منذ 4 أغسطس (آب) لإغلاق كامل، مع قطع الاتصالات وفرض قيود شديدة على حركة السير من قبل السلطات الهندية، بعد إعلانها إلغاء الحكم الذاتي الممنوح للقسم الهندي من كشمير. وخوفاً من مظاهرات حاشدة، نشرت الهند أيضاً عشرات آلاف الجنود لمراقبة تطبيق القرار المفاجئ الذي اتخذه رئيس الوزراء الهندي ناريندرا مودي.
ومع تصاعد التوتر مع الهند، مضت باكستان باحتفالات الاستقلال التي بدأت في منتصف الليل، مع إطلاق الألعاب النارية في المدن الكبرى؛ حيث نزل عدد كبير من السكان إلى الشوارع، ملوحين بالأعلام الوطنية من سياراتهم ودراجاتهم النارية.
وفي أغسطس 1947 قسمت المستعمرة البريطانية السابقة إلى دولتين مستقلتين، باكستان ذات الغالبية المسلمة، والهند ذات الغالبية الهندوسية.
2025... عام ملء الفراغات؟https://aawsat.com/%D8%A7%D9%84%D8%B9%D8%A7%D9%84%D9%85/5098475-2025-%D8%B9%D8%A7%D9%85-%D9%85%D9%84%D8%A1-%D8%A7%D9%84%D9%81%D8%B1%D8%A7%D8%BA%D8%A7%D8%AA%D8%9F
الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب (أرشيفية - رويترز)
لا يوجد فراغ مسموح به في الطبيعة. فالطبيعة لا تغيّر طبيعتها، لأنها تكره الفراغ. في الفراغ لا حياة، لا صراع ولا تاريخ. فالتاريخ يتنقّل بين الفوضى والنظام. يُفرض النظام بالإكراه، فتوضع القوانين لتُفرض بالقوّة والإكراه أيضاً. هكذا كتب ألبير كامو، الفيلسوف الفرنسي في كتابه «الإنسان المتمرّد»، (The Rebel): «في النظام، كما في الفوضى، هناك شيء من العبوديّة». تستهدف الثورة النظام القائم، فتخلق الفوضى. لكنها مُلزمة بإعادة تكوين نظام جديد. وبين الفوضى والنظام، يدفع الإنسان العاديّ الأثمان.
يقول السياسيّ الراحل هنري كيسنجر ما معناه: إن الفراغ يجلب الحرب والهجوم. فهل سيكون عام 2025 عام ملء الفراغات، أو خلق بعضها؟
بعد عملية 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023، تغيّرت موازين القوى في المنطقة. سقطت «حماس». سقط «حزب الله». سقط النظام في سوريا... وبذلك انهارت وحدة الساحات، أو ما يُسمّى محور المقاومة. وبسبب ذلك، سقطت منظومات كانت قائمة. وتظهّرت الفراغات القاتلة. ها هي إسرائيل تدمّر قطاع غزّة، لتخلق فراغاً لا توجد فيه حركة «حماس»، ولتؤسّس لحالة معيّنة قد يُطلَق عليها «الاحتلال التغييريّ»، (Transformative). بكلام آخر، فُرض الاحتلال أمراً واقعاً خارج القانون الدوليّ، لكنه طويل، ومُكلف للمُحتلّ، الأمر الذي قد يخلق ثقافة جديدة، ومختلفة عما كانت قبلها، حتى ولو تطلّب الأمر جيلاً من الزمن.
دخلت إسرائيل لبنان خلال الحرب الأخيرة، فخلقت منطقة عازلة. وها هي اليوم تُحصّنها استباقاً للسيناريو السيّئ. خلقت إسرائيل هذا الفراغ على الحدود اللبنانيّة، كما في داخل قطاع غزّة بالقوّة العسكريّة المُفرطة. لكن البقاء في لبنان واحتلال المنطقة العازلة، هو أمر مختلف تماماً عن احتلال قطاع غزّة.
بعد سقوط النظام في سوريا، سارعت إسرائيل إلى احتلال مزيد من الأراضي السوريّة وتوسيع المنطقة العازلة. لكنه احتلال من دون استعمال للقوّة، حتى ولو دمّر الطيران الإسرائيليّ قدرات الجيش السوريّ المستقبليّ. إنه احتلال مؤقّت-طويل. لكن المفارقة هي إعلان إسرائيل أن الجولان لن يعود إلى سوريا، وهو احتلال كأمر واقع (De Facto). ولتحرير الجولان، لا بد من حرب أو تفاوض، وهذان أمران متعذّرَان حالياً لأسباب كثيرة. وعليه قد يمكن حالياً إعلان وفاة مقولة كسينجر: «لا حرب في الشرق الأوسط من دون مصر، ولا سلام من دون سوريا».
حال العالم
في أوكرانيا يستعين الرئيس بوتين في حربه بالتكنولوجيا الغربيّة لتصميم صواريخه، آخرها الصاروخ الفرط صوتيّ «أوريشنيك». كما يستعين بالمُسيّرات الإيرانيّة، والعسكر الكوري الشمالي لتحرير الأرض الروسية في كورسك. يريد بوتين الاحتلال التغييري للشرق الأوكرانيّ.
في منطقة نفوذ الصين، يسعى التنين إلى استرداد جزيرة تايوان على أنها جزء تاريخيّ من الصين الكبرى. فهي تحضّر البحريّة الصينيّة، كون الحرب، وفي حال حصولها، سيكون أغلبها في البحر. ورداً على ذلك، بدأ تشكُّل كثير من التحالفات ردّاً على السلوك الصينيّ.
وفي مكان آخر من العالم، يُحضّر الرئيس الأميركي المنتخب دونالد ترمب مأسسة الصراع مع التنين الصينيّ. فهو يريد استعادة السيطرة على قناة بنما، نظراً إلى أهمية هذه القناة على الأمن القومي الأميركيّ. فهي الشريان الحيويّ الذي يربط الشرق الأميركي بالغرب. وهي التي أوصى بها المفكّر الاستراتيجيّ الأميركي البحريّ ألفريد ماهان. وهي التي أشرفت على بنائها الولايات المتحدة الأميركيّة، وذلك بعد انفصال بنما عن كولومبيا وبمساعدة البحريّة الأميركيّة آنذاك، خلال فترة حكم الرئيس الأميركي الراحل تيودور روزفلت. وبذلك، تكون القناة قد مرّت بثلاث مراحل هي: 1906 البناء مع الرئيس روزفلت، و1977 مع الرئيس جيمي كارتر الذي أعادها إلى بنما، واليوم مع الرئيس ترمب الذي يريد استردادها.
يرى البعض أن تصريحات الرئيس ترمب مجرّد كلام عاديّ بسبب شخصيّته الفريدة. لكن الأكيد أن تصريحاته تنمّ عن عمق جيوسياسيّ بعيد المدى. فما معنى طرحه موضوع شراء جزيرة غرينلاند من الدنمارك؟ ما أهميّة هذه الجزيرة؟
إن ثقافة دبلوماسيّة الدولار (Dollar Diplomacy) في التاريخ الأميركي ليست جديدة. فهي قد اشترت لويزيانا من فرنسا عام 1803 بـ15 مليون دولار. كما اشترت من روسيا ولاية ألاسكا الحاليّة بـ7.2 مليون دولار.
شكّلت لويزيانا الربط بين الشرق والغرب الأميركيّ، كما سيطرت على أهمّ مرفأ أميركيّ يطلّ على خليج المكسيك. وبالحدّ الأدنى أخرجت دولة أوروبيّة من الأرض الأميركيّة. أما شراء ألاسكا، فقد أعطى أميركا إطلالة على مضيق بيرينغ الذي يطلّ بدوره على الأرض الروسيّة.
التحّولات الجيوسياسيّة الحاليّ
مع صعود الصين، تبدّلت موازين القوى العالميّة عمَّا كانت عليه خلال الحرب الباردة. فللصين قدرات كونيّة وفي كل الأبعاد، خصوصاً الاقتصاديّة والعسكريّة، وهذه أبعاد افتقر إليها الاتحاد السوفياتيّ. تسعى الصين إلى التموضع في القارة الأميركيّة. يُضاف إلى هذا التحوّل، الكارثة البيئيّة والاحتباس الحراري، الأمر الذي قد يفتح طرقاً بحريّة جديدة، حول الشمال الأميركيّ. خصوصاً أن ذوبان المحيط المتجّمد الشمالي سوف يُغيّر جغرافيّة الصراع الجيوسياسيّ بالكامل. ونتيجة لذلك، ستصبح الولايات المتحدة الأميركيّة تطلّ على ثلاثة محيطات بعد أن كانت تطلّ على محيطين.
تتميّز غرينلاند بمساحتها الكبيرة، نحو مليوني كيلومتر مربع، مع عديد لا يتجاوز 56 ألف نسمة، وثروات مهمّة قد تجعل أميركا تستغني عن استيراد كثير من الثروات الطبيعيّة من الصين. خلال الحرب الباردة حاول الرئيس هاري ترومان شراء الجزيرة، وهي لا تزال تضمّ قاعدة عسكريّة جويّة أميركيّة.
في الختام، إذا استطاع الرئيس ترمب استعادة السيطرة على قناة بنما، وسيطر بشكل ما على غرينلاند، سيتكوّن مثلثّ جيوسياسيّ دفاعيّ حول الولايات المتحدة الأميركيّة يرتكز على: غرينلاند، وألاسكا، وقناة بنما. كل ذلك، بانتظار الرئيس ترمب في البيت الأبيض، وكيف سيتعامل مع العالم خصوصاً الصين. فهل سيكون انعزاليّاً أم انخراطيّاً أم مزيجاً من المقاربتين؟