الجيش الإسرائيلي يلغي تدريبات بسبب «عدم وضوح» خطط الميزانية

TT

الجيش الإسرائيلي يلغي تدريبات بسبب «عدم وضوح» خطط الميزانية

ألغى الجيش الإسرائيلي تدريبات مخصصة لقوات الاحتياط، بما فيها الوحدات البرية، كانت مقررة نهاية العام الحالي، لاعتبارات تتعلق بالميزانية.
وأشارت صحيفة «هآرتس» الإسرائيلية إلى أنه تم إبلاغ كبار ضباط الاحتياط بإلغاء التدريبات، بما في ذلك التي كانت مقررة للفرقة البرية في «المنطقة الجنوبية»، أي قطاع غزة.
وأرجع مسؤولون في الجيش الإسرائيلي عملية إلغاء التدريبات إلى التغييرات التي قادها رئيس الأركان أفيف كوخافي، وعدم الوضوح فيما يتعلق بخطط الميزانية، وكذلك وجود حكومة غير ثابتة حتى الآن.
وذكرت «هآرتس» أنه تم فعلاً إلغاء بعض التدريبات الأخرى، واقتصار بعضها على الضباط دون الجنود، فيما يدرس الجيش إلغاء تدريبات لاحتياطي المدفعية.
وقال متحدث باسم الجيش إن عملية إلغاء التدريبات كانت بسبب قرارات كوخافي الذي تسبب في تكاليف استثنائية في الميزانية منذ توليه منصب رئيس الأركان، وعدم وجود ميزانية للسنوات الخمس المقبلة. وأضاف: «أن الاستعدادات لحرب غزة التي طالب بها كوخافي كانت أعلى بكثير من المتوقع». وتابع: «بعض التدريبات سيبقى كما هو، ولكن بشكل جزئي، ووفق الأولويات».
وحسب الصحيفة ذاتها، تم اتخاذ قرار إلغاء التدريبات على افتراض أن هذه الخطوة لن تؤثر على استعداد الوحدات العسكرية للحرب. لكن ضباطاً كباراً قالوا إن وحداتهم لم تتدرب هذا العام، وهذا يضر بالكفاءات التشغيلية لفرق القتال.
وتنتهي الميزانية متعددة السنوات في عام 2020، وبسبب الانتخابات الجديدة، لم توافق الحكومة بعد على خطة ميزانية للسنوات الخمس المقبلة، وفي حال لم تتم الموافقة على ذلك قبل بداية العام المقبل، سيتم العمل بميزانية للدفاع على أساس شهري، ما قد يصعّب على الجيش أن يخطط لأنشطة طويلة الأجل.
إلى ذلك، اعترف الجيش الإسرائيلي بأن جنوده في غور الأردن تجاوزوا سلطتهم مرات عدة حين أقدموا على عصب أعين معتقلين فلسطينيين، بما يخالف التعليمات. وجاء هذا الاعتراف بعد أن قدّم 33 ناشطاً يسارياً إسرائيلياً التماساً إلى المحكمة العليا الإسرائيلية، في مايو (أيار) الماضي، ضد تصرفات الجنود المتكررة في وادي الأردن.
وتضمن الالتماس قائمة بـ25 حالة تم خلالها احتجاز رعاة أغنام ومزارعين فلسطينيين على أيدي الجنود، على مدار عامين ونصف العام. ويظهر الالتماس أن غالبية تلك الاعتقالات كانت بسبب ادعاءات كاذبة. وركز الالتماس على حالات عدة كان الهدف منها معاقبة أو إساءة معاملة الرعاة الفلسطينيين، حيث تم تقديم رأي طبي مع الالتماس يظهر مخاطر عصب العيون طبياً ونفسياً.
وفي أكتوبر (تشرين الأول) من العام الماضي، طلب النشطاء تفسيراً لما يحدث، لكن أحد الجنود في إدارة التنسيق والاتصال بأريحا قال إنه يتم احتجاز الرعاة للعقاب والردع، وفقاً لسياسة قائد المنطقة، كي يتعلموا عدم العودة للرعي. وبرر ممثل الجيش أن الجندي الذي قال ذلك هو «مبتدئ وليس مجنداً فعلياً، وما قاله لا يعكس المبادئ والسياسة الخاصة بالجيش». وأضاف: «أن هؤلاء الرعاة كانوا يدخلون مناطق محظورة»، مشيراً إلى أنه سيتم توحيد الإجراءات التي تحظر عصب العيون. وأوضح أنه يجري من حين إلى آخر تحديث التعليمات بشكل سري للغاية، وأنها تنص بصراحة على أن الجندي غير مخول باحتجاز أي شخص كخطوة عقابية، ولكن يحق احتجاز الشخص بهدف الحصول على معلومة في حال تم الاشتباه به بنيته ارتكاب «جريمة»، أو بأن لديه معلومات عن «جريمة» وشيكة.



تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
TT

تقارير حقوقية توثّق انتهاكات الحوثيين في 3 محافظات يمنية

تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)
تجمع لمسلحين حوثيين في صنعاء (إ.ب.أ)

سلطت أحدث التقارير الحقوقية في اليمن الضوءَ على آلاف الانتهاكات التي ارتكبتها الجماعة الحوثية ضد المدنيين في 3 محافظات، هي العاصمة المختطفة صنعاء، والجوف، والحديدة، بما شملته تلك الانتهاكات من أعمال القمع والقتل والخطف والتجنيد والإخضاع القسري للتعبئة.

وفي هذا السياق، رصد مكتب حقوق الإنسان في صنعاء (حكومي) ارتكاب جماعة الحوثيين نحو 2500 انتهاك ضد المدنيين في صنعاء، خلال عامين.

بقايا منازل فجرها الحوثيون في اليمن انتقاماً من ملاكها (إكس)

وتنوّعت الانتهاكات التي طالت المدنيين في صنعاء بين القتل والاعتداء الجسدي والاختطافات والإخفاء القسري والتعذيب ونهب الممتلكات العامة والخاصة وتجنيد الأطفال والانتهاكات ضد المرأة والتهجير القسري وممارسات التطييف والتعسف الوظيفي والاعتداء على المؤسسات القضائية وانتهاك الحريات العامة والخاصة ونهب الرواتب والتضييق على الناس في سُبل العيش.

وناشد التقرير كل الهيئات والمنظمات الفاعلة المعنية بحقوق الإنسان باتخاذ مواقف حازمة، والضغط على الجماعة الحوثية لإيقاف انتهاكاتها ضد اليمنيين في صنعاء وكل المناطق تحت سيطرتها، والإفراج الفوري عن المخفيين قسراً.

11500 انتهاك

على صعيد الانتهاكات الحوثية المتكررة ضد السكان في محافظة الجوف اليمنية، وثق مكتب حقوق الإنسان في المحافظة (حكومي) ارتكاب الجماعة 11500 حالة انتهاك سُجلت خلال عام ضد سكان المحافظة، شمل بعضها 16 حالة قتل، و12 إصابة.

ورصد التقرير 7 حالات نهب حوثي لممتلكات خاصة وتجارية، و17 حالة اعتقال، و20 حالة اعتداء على أراضٍ ومنازل، و80 حالة تجنيد للقاصرين، أعمار بعضهم أقل من 15 عاماً.

عناصر حوثيون يستقلون سيارة عسكرية في صنعاء (أ.ف.ب)

وتطرق المكتب الحقوقي إلى وجود انتهاكات حوثية أخرى، تشمل حرمان الطلبة من التعليم، وتعطيل المراكز الصحية وحرمان الموظفين من حقوقهم وسرقة المساعدات الإغاثية والتلاعب بالاحتياجات الأساسية للمواطنين، وحالات تهجير ونزوح قسري، إلى جانب ارتكاب الجماعة اعتداءات متكررة ضد المناوئين لها، وأبناء القبائل بمناطق عدة في الجوف.

ودعا التقرير جميع الهيئات والمنظمات المحلية والدولية المعنية بحقوق الإنسان إلى إدانة هذه الممارسات بحق المدنيين.

وطالب المكتب الحقوقي في تقريره بضرورة تحمُّل تلك الجهات مسؤولياتها في مناصرة مثل هذه القضايا لدى المحافل الدولية، مثل مجلس حقوق الإنسان العالمي، وهيئات حقوق الإنسان المختلفة، وحشد الجهود الكفيلة باتخاذ موقف حاسم تجاه جماعة الحوثي التي تواصل انتهاكاتها بمختلف المناطق الخاضعة لسيطرتها.

انتهاكات في الحديدة

ولم يكن المدنيون في مديرية الدريهمي بمحافظة الحديدة الساحلية بمنأى عن الاستهداف الحوثي، فقد كشف مكتب حقوق الإنسان التابع للحكومة الشرعية عن تكثيف الجماعة ارتكاب مئات الانتهاكات ضد المدنيين، شمل بعضها التجنيد القسري وزراعة الألغام، والتعبئة الطائفية، والخطف، والتعذيب.

ووثق المكتب الحقوقي 609 حالات تجنيد لمراهقين دون سن 18 عاماً في الدريهمي خلال عام، مضافاً إليها عملية تجنيد آخرين من مختلف الأعمار، قبل أن تقوم الجماعة بإخضاعهم على دفعات لدورات عسكرية وتعبئة طائفية، بغية زرع أفكار تخدم أجنداتها، مستغلة بذلك ظروفهم المادية والمعيشية المتدهورة.

الجماعة الحوثية تتعمد إرهاب السكان لإخضاعهم بالقوة (إ.ب.أ)

وأشار المكتب الحكومي إلى قيام الجماعة بزراعة ألغام فردية وبحرية وعبوات خداعية على امتداد الشريط الساحلي بالمديرية، وفي مزارع المواطنين، ومراعي الأغنام، وحتى داخل البحر. لافتاً إلى تسبب الألغام العشوائية في إنهاء حياة كثير من المدنيين وممتلكاتهم، مع تداعيات طويلة الأمد ستظل تؤثر على اليمن لعقود.

وكشف التقرير عن خطف الجماعة الحوثية عدداً من السكان، وانتزاعها اعترافات منهم تحت التعذيب، بهدف نشر الخوف والرعب في أوساطهم.

ودعا مكتب حقوق الإنسان في مديرية الدريهمي المجتمع الدولي إلى التدخل العاجل لإيقاف الانتهاكات التي أنهكت المديرية وسكانها، مؤكداً استمراره في متابعة وتوثيق جميع الجرائم التي تواصل ارتكابها الجماعة.