دمشق تنتج 150 طناً من الحلويات في عيد الأضحى وليس لأهلها في طيبها نصيب

أصناف الحلويات تكشف الفجوة الطبقية الآخذة في الاتساع في سوريا

تنتج دمشق يومياً نحو 150 طناً من شتى أنواع الحلويات
تنتج دمشق يومياً نحو 150 طناً من شتى أنواع الحلويات
TT

دمشق تنتج 150 طناً من الحلويات في عيد الأضحى وليس لأهلها في طيبها نصيب

تنتج دمشق يومياً نحو 150 طناً من شتى أنواع الحلويات
تنتج دمشق يومياً نحو 150 طناً من شتى أنواع الحلويات

بعد تأمل طويل لأنواع الحلويات الشرقية المرصوفة بعناية مغرية خلف زجاج واجهة العرض بمحل حلويات شهير بسوق الشعلان وسط دمشق، قررت منال أن تكتفي بشراء كيلو واحد فقط من الآسية، بخمسة عشر ألف ليرة سورية، من أجل العيد، وهي المرة الأولى التي ستدخل فيه الحلويات الشرقية إلى منزلها منذ ست سنوات، ولولا أن ابنتها القادمة من بلد مجاور ستزورها في عيد الأضحى ما كانت لتشتري الحلويات التي فوجئت بأسعارها المرتفعة. تبدي منال استغرابها وتقول: «أنا أعيش وحدي بعد هجرة أولادي وهم يرسلون إليّ ما لا يكفيني للعيش المريح ومع ذلك وجدت الأسعار مرتفعة جداً، فكيف حال مَن لديه عائلة ويحتاج إلى عدة كيلوغرامات من الحلويات والسكاكر للعيد؟!». لا توجد إجابة عن هذا السؤال المتكرر في الشارع السوري في كل مناسبة. سائق تاكسي متطوع في الأمن راتبه الشهري نحو خمسين ألف ليرة سورية (نحو 85 دولاراً) يقول ساخراً: «إعجاز المواطن السوري هو أن دخله مثلاً خمسين ألفاً بالشهر وينفق مائتي ألف بالشهر، أما كيف؟ ومن أين؟ فهنا اللغز»، وينصح سائق التاكسي بعدم الإغراق في التفكير في الإجابة وبخصوص العيد «بيدبرها الله»، وبرأيه «ليس من الضروري أكل حلويات بالعيد»، مشيراً إلى أن هناك أسعار متفاوتة و«كلٌّ حسب استطاعته».
تنتج دمشق يومياً نحو مائة وخمسين طناً من شتى أنواع الحلويات، 80% من أهل دمشق باتوا فقراء وليس لهم نصيب في تذوق الأصناف الجيدة والممتازة مما تنتجه مدينتهم، بسبب ارتفاع الأسعار التي سجلت صعوداً جديداً قبل عيد الأضحى، فأصناف الحلويات في دمشق تكشف عن عمق الفارق الطبقي الذي ضرب المجتمع السوري خلال الحرب، سواء من حيث جودة المنتج أو من حيث أماكن بيعه. أحد مصنعي الحلويات الشرقية في باب سريجة قال لـ«الشرق الأوسط» إن «الإقبال على شراء الحلويات ضعيف هذا العام قياساً إلى العام الماضي، وحركة السوق عموماً شبه راكدة رغم ما يبذله الصناعيون والتجار لإنتاج وتسويق أصناف بأسعار متنوعة تناسب الدخل عموماً كي تبقى حركة السوق شغالة»، وأضاف موضحاً أن خريطة الحلويات الشامية من حيث الجودة تشتمل على أصناف شعبية من البقلاوة الشامية سعر الكيلوغرام يتراوح بين ألفين وخمسة آلاف ليرة، وعادةً تكون مصنوعة من مواد رخيصة من سمون وزيوت نباتية، محشوة بفستق سوداني ومحلاة بسكر صناعي، وهناك أنواع متوسطة الجودة تطعّم بسمن حيواني، محشوّة بخليط من فستق السوداني مع كاجو أو جوز، أسعارها تتراوح بين سبعة آلاف وعشرة آلاف، وهناك أنواع جيدة وتكون نسبة السمن الحيواني أعلى وكذلك الجوز والكاجو وقليل من الفستق الحلبي، أسعارها بين اثني عشر ألفاً وسبعة عشر ألف ليرة، أما النوع الممتاز فعادةً يتم تصنيعه بمواد باهظة الثمن وسعر الكيلوغرام بين خمس آلاف وسبعة آلاف وفستق حلبي وسعر الكيلوغرام 15 ألف ليرة، وهذا النوع من الحلويات يُصنع عادةً بناءً على توصية مسبقة، أو يكون معداً للتصدير خارج البلد.
الفارق الطبقي في الجودة يتضح أكثر بمتابعة أماكن بيع هذه الأصناف فالأدنى سعراً توجد في أسواق المناطق الشعبية والفقيرة في ريف دمشق وفي أحياء باب سريجة والمرجة في دمشق، والأنواع المتوسطة والجيدة في أحياء الميدان وباب توما القصاع والصالحية وساروجة، أما الأنواع الممتازة فتوجد في أبو رمانة والمالكي والمزة. أبو محمد بائع حلويات في جرمانة بريف دمشق يقول: «كل منطقة ولها طلبها، لدينا فرع آخر في الصالحية ما يباع هناك غير مرغوب هنا، غالبية السكان هنا ليس بإمكانهم دفع عشرين ألف ليرة ثمن كيلوغرام حلويات، وحتى إذا وجد زبون يدفع هذا السعر سيفضل أن يشتري من المزة، هكذا العادة».
وبينما تزداد كميات الحلويات الرخيصة والتي لا تخلو من الغش وصبغ حشوتها بلون الفستق الحلبي في المناطق الأكثر فقراً، وتخرج من خلف الزجاج لتُعرض على الأرصفة تحت الإنارات الشعبية الملونة، تراها في المناطق الراقية تقل ويزداد ثمنها، لتتوارى في خزائن زجاجية تحت إضاءة مدروسة لتضاهي بشكلها قطع المجوهرات، في محلات فخمة مكيفة، لا يدخلها سوى القلة من الأثرياء. ليكشف ذلك الفجوة الآخذة بالاتساع مبتلعة الطبقة الوسطى.



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.