معارك «كسر عظم» في خاصرة إدلب

1100 ضربة عشية العيد... وتركيا تعزز قواتها على حدود سوريا

طفل سوري في مخيم للنازحين في عكار في لبنان (أ ف ب)
طفل سوري في مخيم للنازحين في عكار في لبنان (أ ف ب)
TT

معارك «كسر عظم» في خاصرة إدلب

طفل سوري في مخيم للنازحين في عكار في لبنان (أ ف ب)
طفل سوري في مخيم للنازحين في عكار في لبنان (أ ف ب)

دارت أمس معارك طاحنة بين قوات النظام السوري وفصائل معارضة، في الخاصرة الجنوبية الشرقية لمحافظة إدلب في شمال غربي البلاد، تبادل فيها الطرفان السيطرة على نقاط تقع بين حماة وإدلب.
وأفاد «المرصد السوري لحقوق الإنسان» بأن قوات النظام وروسيا شنت عشية عيد الأضحى «أكثر من 1100 ضربة جوية وبرية على جبال الساحل وريفي حماة وإدلب، بالتزامن مع معارك طاحنة على محاور بالقطاع الجنوبي من الريف الإدلبي؛ حيث تمكنت الفصائل عبر هجوم معاكس من استعادة السيطرة على تل السكيك، قبل أن تعود قوات النظام وتستعيده مجدداً بغطاء جوي وبري».
ووثق «المرصد السوري» مزيداً من الخسائر البشرية جراء المعارك، لافتاً إلى أن أكثر من 135 قتيلاً من قوات النظام والمجموعات والفصائل قتلوا، جراء عودة التصعيد الأعنف إلى منطقة خفض التصعيد، بعد انهيار وقف إطلاق النار الاثنين الماضي.
على صعيد آخر، اتفق المتحدث باسم الرئاسة، مستشار الرئيس التركي إبراهيم كالن، ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون، في اتصال هاتفي ليل الجمعة - السبت على أن إقامة منطقة آمنة شمال سوريا ستسهم في عودة السوريين المهجرين بشكل آمن، في ضوء محادثات الوفدين العسكريين التركي والأميركي في أنقرة قبل أيام.
ودفع الجيش التركي بتعزيزات عسكرية جديدة إلى بلدتي سروج وأكجا قلعة بولاية شانلي أورفا، المواجهة لمناطق شرق الفرات في الجانب السوري.
وعلى الرغم من التوصل إلى اتفاق بشأن تدابير المنطقة الآمنة مع الجانب الأميركي، لا تزال تركيا تحشد قواتها وتعززها استعدادا لعملية عسكرية كانت أعلنت عنها قبل التوصل لهذا الاتفاق كنوع من الضغط من أجل الإسراع بتنفيذه، بحسب رؤية مراقبين.
في السياق ذاته، كرر وزير الخارجية التركي مولود جاويش أوغلو أن بلاده تعمل مع واشنطن لإقامة «ممر سلام» أو منطقة آمنة بدلا عما سماه «الحزام الإرهابي» في سوريا، وأن أنقرة لن تسمح بالمماطلة مثلما حصل بشأن اتفاق خريطة الطريق في منبج، الذي وقع بين الجانبين العام الماضي.
وقال جاويش أوغلو، في كلمة له خلال حفل عشاء مع رجال أعمال وممثلي منظمات مدنية وطلاب على هامش زيارته مع السفراء الأتراك لمدينة سامسون شمال البلاد في اليوم الأخير من فعاليات مؤتمر السفراء الأتراك الـ11: «من جانب نكافح الإرهاب في سوريا وعلى الجانب الآخر نعمل مع الولايات المتحدة للقضاء على الحزام الإرهابي وإقامة ممر سلام أو منطقة آمنة بدلا عنه».
...المزيد



اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».