تفويج وتصعيد ناجحان بين المشاعر تحت زخات المطر

خادم الحرمين يشرف على راحة الحجيج من مشعر منى

الملك سلمان وصل إلى منى مغرب أمس للإشراف على تنقلات الحجيج في المشاعر (واس)
الملك سلمان وصل إلى منى مغرب أمس للإشراف على تنقلات الحجيج في المشاعر (واس)
TT

تفويج وتصعيد ناجحان بين المشاعر تحت زخات المطر

الملك سلمان وصل إلى منى مغرب أمس للإشراف على تنقلات الحجيج في المشاعر (واس)
الملك سلمان وصل إلى منى مغرب أمس للإشراف على تنقلات الحجيج في المشاعر (واس)

تحت زخات المطر الذي غسل المشاعر المقدسة، وقف يوم أمس، نحو 2.5 مليون حاج في صعيد عرفات الطاهر، في مشهد إيماني مفعم بالخشوع والسكينة، ملبّين متضرعين داعين الله عز وجل أن يمّن عليهم بالعفو والمغفرة والرحمة والعتق من النار.
فيما وصل خادم الحرمين الشريفين الملك سلمان بن عبد العزيز قبل مغرب يوم أمس إلى مشعر منى، للإشراف على راحة حجاج بيت الله الحرام، وما يقدم لهم من خدمات وتسهيلات، ليؤدوا مناسكهم بكل يسر وسهولة وأمان، وكان في استقباله عدد من الأمراء والمسؤولين. ويقيم الملك سلمان غداً في القصر الملكي بمنى، الحفل السنوي حيث يستقبل قادة وزعماء الدول وكبار الشخصيات التي تؤدي هذه المناسك هذا العام، بالإضافة إلى رؤساء بعثات الحج الرسمية.
ويحتفي حجاج بيت الله الحرام وغالبية المسلمين في مشارق الأرض ومغاربها، اليوم، بعيد الأضحى المبارك. وبهذه المناسبة، تبادل خادم الحرمين الشريفين، وولي عهده الأمير محمد بن سلمان التهاني والتبريكات هاتفياً وبرقياً مع قادة الدول العربية الإسلامية.
من جانب آخر، أعلن أمس عن تكفل الملك سلمان بن عبد العزيز، بنفقات الهدي لجميع الحجاج المستضافين، ضمن برنامج خادم الحرمين الشريفين للحج والعمرة لهذا العام، البالغ عددهم 6500 حاج وحاجة من مختلف قارات العالم.
وتمكن ضيوف الرحمن، من رمي جمرة العقبة «الجمرة الكبرى»، بعد فجر اليوم، ثم ينحرون ويذبحون هديهم وأضاحيهم تقرباً لله تعالى، ويستقبلون يوم غد أول أيام التشريق الثلاثة.
وتمت عمليات تنقلات الحجاج بين المشاعر، بكل سهولة وسلاسة، من خلال استخدام قطار المشاعر، إضافة إلى الطرق الفسيحة التي سلكها الحجيج في طريقهم إلى مزدلفة، ثم إلى منى لاحقاً، بمتابعة من رجال المرور والأمن والحرس الوطني والكشافة.
وسجلت هيئة الإحصاء السعودية رسمياً وصول عدد الحجاج لهذا العام 2.5 مليون حاج، يشكل الحجاج القادمون من خارج السعودية أكثر من 75 في المائة، والبقية من حجاج الداخل من السعوديين والمقيمين.
فيما اطمأنّ الدكتور توفيق الربيعة وزير الصحة السعودي، على الوضع الصحي لحجاج بيت الله الحرام، مؤكداً أنه لم تسجل أي حالة وبائية، وأن الخطط المنفذة في الفترة الماضية بالتنسيق مع الدول لضمان سلامة حجاجها، خصوصاً من الأمراض المعدية، تسير وفق ما خطط لها.
وفي الصعيد الطاهر، اكتظ مسجد نمرة بالمصلين في عرفات، الذين أدوا صلاتي الظهر والعصر جمع تقديم، اقتداء بالرسول (صلى الله عليه وسلم). وتقدم المصلين الأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية. وقبل الصلاة، ألقى الشيخ محمد بن حسن آل الشيخ عضو هيئة كبار العلماء، خطبة عرفة، استهلها بحمد الله والثناء عليه على ما أفاء به من نعم، ومنها الاجتماع العظيم على صعيد عرفات الطاهر؛ حيث دعا الحجاج والمسلمين كافة إلى إفشاء الرحمة فيما بينهم، وعدّها منطلقاً وأساساً في كل التعاملات البشرية، مؤكداً أنها أساس المحبة، وبها ينتشر التسامح، وتسود الألفة، ويشيع بينهم التعاون.
وتناولت خطبة عرفات، الجهود الكبيرة التي تبذلها السعودية وقيادتها في مشروعات التوسعات في الحرمين الشريفين وتهيئة المشاعر المقدسة لأداء النسك وترتيب البنية التحتية بها.
بينما شهدت الحركة المرورية لانتقال الحجاج من منى إلى عرفات، ثم إلى مزدلفة لاحقاً، انسيابية ومرونة، وسط منظومة أمنية وخدمية متكاملة، التي ساعدت نجاح كل خطط التصعيد والنفرة والتفويج بين المشاعر.
ووقف الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، والأمير خالد الفيصل أمير منطقة مكة المكرمة، على عملية تصعيد الحجاج إلى عرفات، ثم نفرتهم لاحقاً إلى مشعر مزدلفة، وتفويجهم إلى مشعر منى.
إلى ذلك؛ أكد الفريق أول ركن خالد بن قرار الحربي مدير الأمن العام جاهزية منشأة الجمرات لاستقبال الحجاج، عبر منظومة أمنية، مكونة من الأمن العام (قوة المشاة)، ومن قوات الطوارئ الخاصة الموكلة لها إدارة وتنظيم حركة الحشود في منشأة «الجمرات»، وأشار إلى أنه سيتم توزيع الحجاج القادمين للجمرات من مختلف الجهات والطرق على مختلف الأدوار بالمنشأة، وفق خطط وآليات أعدت منذ وقت مبكر، بما يضمن نجاح وتسهيل عملية دخولهم منشأة الجمرات.
إلى ذلك، شهدت مكة المكرمة والمشاعر المقدسة بعد صلاة ظهر أمس هطول أمطار، من متوسطة إلى شبه غزيرة، وذلك خلال وقوف الحجاج بمشعر عرفات يوم أمس وابتهالهم بالدعاء للمولى عز وجل بالرحمة والغفران.
وأوضحت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة في السعودية أن الأمطار الرعدية على المشاعر المقدسة (عرفة ومنى ومزدلفة) ومكة المكرمة كانت مصحوبة بتيارات هابطة، وبلغت أعلى كمية هطول لها 30 ملم على مشعر عرفة، كما بلغت سرعة الرياح 100 كلم/ س، فيما سجلت أعلى درجة حرارة على عرفات في الساعة الثانية ظهراً، وبلغت 40 درجة مئوية.
ورجّحت الهيئة العامة للأرصاد وحماية البيئة فرصة تكوّن السحب على المشاعر المقدسة خلال الأيام المقبلة، وواصلت الهيئة عملها عبر النظام الآلي للإنذار المبكر، وباستخدام صور الأقمار الصناعية والرادارات، في متابعة الحالة الجوية المتوقعة على المشاعر المقدسة، وقامت بإرسال المعلومات والتوقعات، أولاً فأول، إلى جميع الجهات المشاركة في خدمة حجاج بيت الله الحرام، وكذلك على موقعها الإلكتروني وحساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي. فيما بثّت عبر حساباتها على شبكات التواصل الاجتماعي مشاهد لحظية لتكوّن السحب وهطول الأمطار ودرجات الحرارة والرطوبة واتجاه الرياح، بالإضافة إلى مشاهد حية لهطول الأمطار وحالة الطقس بصفة عامة.
ودعت الهيئة الجميع إلى توخي الحذر، واتباع الإرشادات المعلنة من قبل الجهات المختصة عند وجود ظواهر جوية تستدعي ذلك، ومن خلال متابعة نشرات الطقس والإنذار المبكر للهيئة.
من جهته؛ قال الفريق سليمان بن عبد الله العمرو، مدير الدفاع المدني السعودي، إن إدارته مثلها مثل بقية القطاعات الأمنية والخدمية التي تسابقت بتنفيذ خطة الطوارئ خلال الحالة المطرية التي شهدتها المشاعر المقدسة ومكة المكرمة، بكل حرفية ومهنية، ووجودها في جميع المواقع لتخدم الحاج، مبيناً تواصلهم الدائم مع هيئة الأرصاد وحماية البيئة لمتابعة الحالة المناخية على مدار الساعة.
وأكد الفريق العمرو أن رجال الدفاع المدني موجودون في جميع المواقع للتعامل مع الحالة المطرية، من خلال أكثر من 3000 آلية، بخلاف الأجهزة الأخرى والجهات الحكومية، التي تقوم بدور وعمل ضمن المهام وخطة الطوارئ التي اعتمدت من الأمير عبد العزيز بن سعود بن نايف بن عبد العزيز وزير الداخلية رئيس لجنة الحج العليا، وبمتابعة وإشراف من الأمير خالد الفيصل مستشار خادم الحرمين الشريفين أمير منطقة مكة المكرمة رئيس لجنة الحج المركزية، والأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز أمير منطقة المدينة المنورة رئيس لجنة الحج بمنطقة المدينة المنورة.
وبيّن مدير عام الدفاع المدني أن الأمطار التي هطلت في المشاعر المقدسة أسهمت في تحسين الجو للحجاج، ولا يوجد ما يعكر صفوهم.
من جانبه؛ أكد الدكتور محمد عبد العالي، المتحدث الرسمي لوزارة الصحة بالسعودية، أن الحالة الصحية لضيوف الرحمن مع هطول الأمطار مطمئنة في مشعر ‫عرفة، منوهاً أن المنشآت الصحية تواصل تقديم أفضل الخدمات الصحية للحجاج لينعموا بالصحة والعافية؛ مشيراً إلى الحالة الصحية المطمئنة للحجاج، منوهاً بعدم تسجيل أي حالات وبائية أو أمراض محجرية حتى يوم أمس.


مقالات ذات صلة

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

الخليج الأمير سعود بن مشعل أكد ضرورة تكثيف التنسيق بين كافة القطاعات لتهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات (إمارة منطقة مكة المكرمة)

السعودية تعلن بدء التخطيط الزمني لموسم الحج المقبل

نحو تهيئة كافة السبل لتطوير الخدمات وتسهيل طرق الحصول عليها وتحسين المرافق التي تحتضن هذه الشعيرة العظيمة، أعلنت السعودية عن بدء التخطيط الزمني لحج 1446هـ.

«الشرق الأوسط» (جدة)
شمال افريقيا الحجاج المصريون النظاميون يؤدون مناسك الحج (أرشيفية - وزارة التضامن الاجتماعي)

مصر تلغي تراخيص شركات سياحية «متورطة» في تسفير حجاج «غير نظاميين»

ألغت وزارة السياحة والآثار المصرية تراخيص 36 شركة سياحة، على خلفية تورطها في تسفير حجاج «غير نظاميين» إلى السعودية.

أحمد عدلي (القاهرة)
الخليج 7700 رحلة جوية عبر 6 مطارات نقلت حجاج الخارج إلى السعودية لأداء فريضة الحج (واس)

السعودية تودّع آخر طلائع الحجاج عبر مطار المدينة المنورة

غادر أراضي السعودية، الأحد، آخر فوج من حجاج العام الهجري المنصرم 1445هـ، على «الخطوط السعودية» من مطار الأمير محمد بن عبد العزيز الدولي في المدينة المنورة.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
الاقتصاد صورة للطرفين عقب توقيع الاتفاقية (مجموعة السعودية)

«مجموعة السعودية» توقّع صفقة لشراء 100 طائرة كهربائية

وقّعت «مجموعة السعودية» مع شركة «ليليوم» الألمانية، المتخصصة في صناعة «التاكسي الطائر»، صفقة لشراء 100 مركبة طائرة كهربائية.

«الشرق الأوسط» (الرياض)
يوميات الشرق الثوب الأغلى في العالم بحلته الجديدة يكسو الكعبة المشرفة في المسجد الحرام بمكة المكرمة (هيئة العناية بشؤون الحرمين)

«الكعبة المشرفة» تتزين بالثوب الأنفس في العالم بحلته الجديدة

ارتدت الكعبة المشرفة ثوبها الجديد، الأحد، جرياً على العادة السنوية من كل عام هجري على يد 159 صانعاً وحرفياً سعودياً مدربين ومؤهلين علمياً وعملياً.

إبراهيم القرشي (جدة)

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
TT

السعودية وبريطانيا تؤكدان ضرورة خفض التصعيد الإقليمي

الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)
الأمير محمد بن سلمان مستقبلاً كير ستارمر في قصر اليمامة بالرياض (واس)

أكدت الرياض ولندن، الخميس، ضرورة خفض التصعيد الإقليمي، والالتزام بالمعايير الدولية، وميثاق الأمم المتحدة، وذلك في بيان مشترك عقب زيارة كير ستارمر رئيس الوزراء البريطاني للسعودية هذا الأسبوع، التي جاءت انطلاقاً من أواصر علاقتهما المميزة.

وذكر البيان أن الأمير محمد بن سلمان ولي العهد رئيس مجلس الوزراء السعودي، وستارمر أكدا خلال جلسة مباحثات رسمية على أهمية الدور الذي يقوم به مجلس الشراكة الاستراتيجية في تعزيز التعاون بين البلدين، واستعرضا التقدم الكبير المحرز في تطوير العلاقات الثنائية وتنويعها.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز الشراكة الاقتصادية بينهما، والتزامهما برفع حجم التجارة البينية إلى 37.5 مليار دولار بحلول عام 2030، وزيادة الاستثمار في صناعات الغد، بما يحقق النمو المستدام. كما اتفقا على برنامج طموح للتعاون يهدف لتعزيز الازدهار المتبادل، والأمن المشترك، ومعالجة التحديات العالمية.

وأشادا بنمو الاستثمارات المتبادلة، ونوّها بالاستثمارات السعودية الكبيرة في المملكة المتحدة خلال عام 2024، ومنها لصندوق الاستثمارات العامة، مثل «سيلفريدجز» و«مطار هيثرو»، والاستثمار الإضافي في نادي نيوكاسل يونايتد لكرة القدم، ما يعزز العلاقات المتنامية بين شمال شرقي إنجلترا والسعودية.

ولي العهد السعودي ورئيس الوزراء البريطاني خلال جلسة مباحثات رسمية في الرياض (واس)

وبينما تعدّ المملكة المتحدة من أكبر المستثمرين الأجانب في السعودية، نوّه الجانبان بإعلان الهيئة البريطانية لتمويل الصادرات عن خططها لزيادة حجم تعرضها السوقي إلى 6 مليارات دولار أميركي، وذلك في ضوء نجاح التمويل (المتوافق مع الشريعة الإسلامية) بقيمة تبلغ نحو 700 مليون دولار للاستثمار بمشروع القدية (غرب الرياض).

وأعربا عن تطلعهما إلى تطوير شراكات استراتيجية طويلة الأمد تخدم المصالح المتبادلة، والمساهمة في النمو الاقتصادي المستدام. ورحّبا بالتقدم الكبير المحرز بشأن اتفاقية التجارة الحرة بين مجلس التعاون الخليجي والمملكة المتحدة.

وأشادا بالتعاون القائم بين البلدين في قطاع الطاقة، وأكدا أهمية تعزيزه بمجالات الكهرباء، والطاقة المتجددة، والهيدروجين النظيف وتطبيقاته، والتكنولوجيا النظيفة، وابتكارات الطاقة والاستدامة. واتفقا على العمل المشترك لإنشاء تحالف الهيدروجين النظيف بين جامعاتهما بقيادة جامعتي «الملك فهد للبترول والمعادن»، و«نيوكاسل».

وأكدا أهمية تعزيز موثوقية سلاسل التوريد العالمية، وتحديداً مع إطلاق السعودية مبادرة لتأمين الإمدادات، وخاصة بمجالات الطاقة المتجددة، وإنتاج الهيدروجين، والمعادن الخضراء، والبتروكيماويات المتخصصة، وإعادة تدوير النفايات، والمركبات الكهربائية.

جانب من جلسة المباحثات بين الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر (واس)

كما رحّبا بإطلاق السعودية 5 مناطق اقتصادية خاصة تستهدف الصناعات والقطاعات الاستراتيجية، وتوفر للشركات البريطانية فرصة الاستفادة من مزايا وحوافز على جميع مستويات سلاسل التوريد.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في قطاع الخدمات المالية، ومجال تطوير قطاعات التعدين المستدامة، وتنويع إمدادات المعادن النادرة المستخدمة في التقنيات النظيفة. وأعربت بريطانيا عن دعمها وعزمها المشاركة على مستوى رفيع في «منتدى مستقبل المعادن السعودي» خلال شهر يناير (كانون الثاني) 2025.

كما أكدا على مركزية الاتفاقية الأممية الإطارية بشأن تغير المناخ، واتفاقية باريس، ونوّها بنتائج مؤتمر الأطراف «كوب 29»، وأهمية العمل لتحقيق نتيجة طموحة ومتوازنة في «كوب 30» عام 2025. ورحّبت بريطانيا بطموحات الرياض وقيادتها عبر مبادرتي «السعودية الخضراء» و«الشرق الأوسط الأخضر»، ورئاستها لمؤتمر الأطراف في اتفاقية الأمم المتحدة لمكافحة التصحر «كوب 16».

وأعربت بريطانيا أيضاً عن دعمها جهود السعودية في مجالات البيئة والتغير المناخي من خلال تنفيذ نهج الاقتصاد الدائري للكربون الذي أطلقته الرياض، وأقرّه قادة مجموعة العشرين، مؤكدة دعمها القوي لـ«رؤية 2030»، والتزامها بالفرص التي تتيحها في إطار الشراكة بين البلدين.

ولي العهد السعودي يصافح رئيس الوزراء البريطاني لدى وصوله إلى قصر اليمامة (واس)

ورحّب البلدان بتزايد عدد الزوار بينهما، وعبّرا عن تطلعهما إلى زيادة هذه الأعداد بشكل أكبر خاصة في ظل زيادة الربط الجوي بينهما، وتسهيل متطلبات الحصول على التأشيرة من الجانبين.

واتفقا على أهمية تعزيز التعاون في مختلف القطاعات الثقافية، بما في ذلك من خلال إطلاق برنامج تنفيذي جديد لتعزيز مشاركة بريطانيا في تطوير محافظة العُلا (شمال غربي السعودية)، كما رحّبا بالاتفاق على إطلاق شراكة بين الهيئة الملكية للعلا والمجلس الثقافي البريطاني تزامناً مع احتفال الأخير بمرور 90 عاماً على تأسيسه.

وأشادا بنتائج تعاونهما الاستراتيجي في مجالات التعليم والتعليم العالي والتدريب. ورحّبا بالخطط الاستراتيجية لزيادة عدد المدارس البريطانية في السعودية إلى 10 مدارس بحلول عام 2030، وافتتاح فروع للجامعات البريطانية في السعودية، كما عبّرا عن التزامهما بمواصلة التباحث حول زيادة التعاون في مجالات الاحتياجات التعليمية الخاصة، والتدريب التقني والمهني.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال الرعاية الصحية، ومواجهة تحديات الصحة العالمية. ونوّها بالمناقشات الجارية بين الجامعات البريطانية والشركاء السعوديين المحتملين لإنشاء كلية لتدريب الممرضين بالسعودية. كما اتفقا على أهمية الاستفادة من فرصهما لزيادة التعاون بمجالات السلامة الغذائية، والمنتجات الزراعية.

ولي العهد السعودي يستقبل رئيس الوزراء البريطاني (واس)

واتفق الجانبان على تعزيز التعاون في الأنشطة والبرامج الرياضية، وأشادا بالمشروع المشترك بين الجامعات السعودية والبريطانية لدعم تطوير القيادات النسائية المستقبلية بمجال الرياضة، والشراكة المتنامية بمجال الرياضات الإلكترونية.

وأشادا بمستوى تعاونهما بمجال الدفاع والأمن على مرّ العقود الماضية، وأكدا التزامهما بشراكة دفاعية استراتيجية طموحة ومستقبلية، بما يسهم في تطويرها لتركز على الصناعة وتطوير القدرات، وزيادة التشغيل البيني، والتعاون بشأن التهديدات المشتركة بما يسهم في تحقيق الأمن والازدهار في البلدين.

واتفقا على توسيع التعاون في مجالات النشاط السيبراني والكهرومغناطيسي، والأسلحة المتقدمة، والقوات البرية، والطائرات العمودية، والطائرات المقاتلة. كذلك تعزيزه أمنياً حيال الموضوعات المشتركة، بما فيها مكافحة الإرهاب والتطرف.

وأكد الجانبان أهمية تعزيز التعاون في مجال العمل الإنساني والإغاثي، وشدّدا على ضرورة مواصلة التعاون في المحافل والمنظمات الدولية لمعالجة التحديات الاقتصادية العالمية، والتزامهما بتوحيد الجهود لتحقيق أهداف التنمية المستدامة 2030، وعقد حوار استراتيجي سعودي - بريطاني سنوياً بشأن المساعدات والتنمية الدولية، واتفقا على التمويل المشترك لمشاريع في هذا الإطار بقيمة 100 مليون دولار.

الأمير محمد بن سلمان وكير ستارمر قبيل جلسة المباحثات في قصر اليمامة (واس)

وحول تطورات غزة، أكد الجانبان ضرورة إنهاء الصراع، وإطلاق سراح الرهائن فوراً وفقاً لقرارات مجلس الأمن الدولي، مشددين على الحاجة الملحة لقيام إسرائيل بحماية المدنيين والبنية التحتية المدنية لإيصال المساعدات الإنسانية والإغاثية للشعب الفلسطيني، وتمكين المنظمات الدولية والإنسانية من القيام بعملها.

وبحثا كيفية العمل بينهما لتنفيذ حلّ الدولتين بما يحقق إحلال السلام الدائم للفلسطينيين والإسرائيليين. وأعربت بريطانيا عن تطلعها إلى انعقاد المؤتمر الدولي الرفيع المستوى بشأن الحل السلمي، الذي سترأسه السعودية وفرنسا في يونيو (حزيران) 2025.

وفي الشأن السوري، رحّب الجانبان بأي خطوات إيجابية لضمان سلامة الشعب السوري، ووقف إراقة الدماء، والمحافظة على مؤسسات الدولة ومقدراتها. وطالبا المجتمع الدولي بالوقوف بجانب الشعب، ومساعدته في تجاوز معاناته المستمرة منذ سنوات طويلة، مؤكدين أنه حان الوقت ليحظى بمستقبل مشرق يسوده الأمن والاستقرار والازدهار.

وفيما يخص لبنان، أكدا أهمية المحافظة على اتفاق وقف إطلاق النار، والتوصل لتسوية سياسية وفقاً للقرار 1701. كما اتفقا على ضرورة تجاوزه لأزمته السياسية، وانتخاب رئيس قادر على القيام بالإصلاحات الاقتصادية اللازمة.

ولي العهد السعودي يصافح الوفد المرافق لرئيس الوزراء البريطاني (واس)

وبشأن اليمن، أكد الجانبان دعمهما الكامل لمجلس القيادة الرئاسي، وأهمية دعم الجهود الأممية والإقليمية للتوصل لحلٍ سياسيٍ شاملٍ للأزمة اليمنية، وضمان أمن البحر الأحمر لتحقيق استقرار الاقتصاد العالمي.

وحول الأوضاع السودانية، أكدا أهمية البناء على «إعلان جدة» بشأن الالتزام بحماية المدنيين في السودان عبر مواصلة الحوار لتحقيق وقف كامل لإطلاق النار، وحل الأزمة، ورفع المعاناة عن شعبه، والمحافظة على وحدة البلاد، وسيادتها، ومؤسساتها الوطنية.

ورحّب الجانبان باستمرار التواصل بين البلدين بشأن الحرب في أوكرانيا، مؤكدين أهمية بذل كل الجهود الممكنة لتحقيق السلام العادل والمستدام الذي يحترم السيادة والسلامة الإقليمية بما يتماشى مع ميثاق الأمم المتحدة.

جانب من مراسم الاستقبال الرسمية لرئيس الوزراء البريطاني في قصر اليمامة بالرياض (واس)