التعطيل الحكومي يقلص فرص إنقاذ الاقتصاد اللبناني

TT

التعطيل الحكومي يقلص فرص إنقاذ الاقتصاد اللبناني

ضيقت الأزمة التي اندلعت على خلفية الإشكال المسلح في قبرشمون، في 30 يونيو (حزيران) الماضي، الخيارات أمام الحكومة اللبنانية، وهو ما قلص فرص إنقاذ الوضع الاقتصادي الذي يقف على شفير الانهيار، وفق تحذيرات المؤسسات المالية العالمية، لا سيما البنك الدولي، غير أن خبراء الاقتصاد يرون أن تجنب الانهيار ممكن، شرط الإسراع في إنهاء الأزمة، واستئناف جلسات مجلس الوزراء، لإصدار المراسيم التطبيقية لقانون الموازنة، والشروع بتطبيق مقررات مؤتمر «سيدر» بأسرع ما يمكن.
وبموازاة استمرار الأزمة السياسية، وارتداداتها السلبية اقتصادياً ومالياً، يواظب حاكم مصرف لبنان رياض سلامة على تبديد المخاوف، وإطلاق تصريحات تطمئن إلى استقرار الوضع النقدي، وثبات صرف الليرة، لكن هذه التطمينات ليست ناجمة عن قلق في السوق المالية، كما أعلن الخبير المالي والاقتصادي غازي وزنة، بل مبنية على «عوامل أساسية، أبرزها الاحتياطات الكبيرة من العملات الأجنبية، ودخول ودائع جديدة تقارب الملياري دولار خلال شهر (يوليو) (تموز) الماضي، بالإضافة إلى احتياطي المصرف المركزي الذي يزيد على 37 مليار دولار، وهي كافية لدعم الاستقرار النقدي في البلاد».
وأكد وزنة، في تصريح لـ«الشرق الأوسط»، أن «التحويلات من الليرة إلى الدولار تراجعت بنسبة كبيرة، ما جعل الوضع النقدي تحت السيطرة، لكن كلفته على الاقتصاد مرتفعة، خصوصاً على صعيد ارتفاع الفوائد»، وشدد على أن «الأزمة السياسية لها تداعيات سلبية على الاقتصاد، والوضع المالي والنقدي، والمناخ العام غير إيجابي، ومقلق للمستثمرين وللمستهلكين أيضاً، وينعكس سلباً على النمو، وعلى الإيرادات الخارجية»، وقال: «ما تستطيع الحكومة فعله توجيه رسائل إيجابية إلى وكالات التصنيف، تطمئنها إلى عودة جلسات الحكومة للانعقاد، والإقلاع عن سياسة التعطيل، والمباشرة بتطبيق مشاريع (سيدر) المخصصة لدعم لبنان، وضخ أجواء إيجابية للدول المانحة والبنك الدولي»، لافتاً إلى أهمية «الإسراع في درس موازنة عام 2020، شرط أن تكون موازنة إصلاحية، تبدأ بتقليص الدين العام وكلفته، وتخفض العجز، وتحل مشكلة الكهرباء ورفع الطاقة الإنتاجية»، معتبراً أن هذه الخطوات «تريح الأسواق الداخلية والاستثمارات الخارجية»، محذراً من أن «أي انتكاسة سياسية قد تطير الحكومة تبدد كل هذه الأجواء».
وعزا عضو كتلة «المستقبل» النائب محمد الحجار الأزمة الاقتصادية إلى «وجود بعض العراقيل التي تؤخر انعقاد جلسات مجلس الوزراء، وقال لـ{الشرق الأوسط} أن رئيس الحكومة سعد الحريري «يتحمل مسؤولياته، ويفسح المجال أمام الحوار والمصالحة، وينسق مع رئيس الجمهورية (ميشال عون) والرئيس نبيه برّي (رئيس مجلس النواب)، لعل البعض يغير موقفه، ويحكم العقل، ويكف عن سياسة التعطيل وشل البلد».



انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
TT

انقلابيو اليمن ينزفون جراء تصعيدهم الميداني

سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)
سور مستشفى حكومي في صنعاء حوّله الحوثيون إلى معرض لصور قتلاهم (الشرق الأوسط)

شيّعت جماعة الحوثيين خلال الأسبوع الماضي 17 قتيلاً من عناصرها العسكريين، الذين سقطوا على خطوط التماس مع القوات الحكومية في جبهات الساحل الغربي ومأرب وتعز والضالع، منهم 8 عناصر سقطوا خلال 3 أيام، دون الكشف عن مكان وزمان مقتلهم.

وفقاً للنسخة الحوثية من وكالة «سبأ»، شيّعت الجماعة في العاصمة اليمنية المختطفة صنعاء كلاً من: ملازم أول رشاد محمد الرشيدي، وملازم ثانٍ هاشم الهجوه، وملازم ثانٍ محمد الحاكم.

تشييع قتلى حوثيين في ضواحي صنعاء (إعلام حوثي)

وسبق ذلك تشييع الجماعة 5 من عناصرها، وهم العقيد صالح محمد مطر، والنقيب هيمان سعيد الدرين، والمساعد أحمد علي العدار، والرائد هلال الحداد، وملازم أول ناجي دورم.

تأتي هذه الخسائر متوازية مع إقرار الجماعة خلال الشهر الماضي بخسائر كبيرة في صفوف عناصرها، ينتحل أغلبهم رتباً عسكرية مختلفة، وذلك جراء خروقها الميدانية وهجماتها المتكررة ضد مواقع القوات الحكومية في عدة جبهات.

وطبقاً لإحصائية يمنية أعدّها ونشرها موقع «يمن فيوتشر»، فقد خسرت الجماعة خلال نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي، 31 من مقاتليها، أغلبهم ضباط، سقطوا في مواجهات مع القوات الحكومية.

وشيّع الانقلابيون الحوثيون جثامين هؤلاء المقاتلين في صنعاء ومحافظة حجة، دون تحديد مكان وزمان مصرعهم.

وأكدت الإحصائية أن قتلى الجماعة خلال نوفمبر يُمثل انخفاضاً بنسبة 6 في المائة، مقارنة بالشهر السابق الذي شهد سقوط 33 مقاتلاً، ولفتت إلى أن ما نسبته 94 في المائة من إجمالي قتلى الجماعة الذين سقطوا خلال الشهر ذاته هم من القيادات الميدانية، ويحملون رتباً رفيعة، بينهم ضابط برتبة عميد، وآخر برتبة مقدم، و6 برتبة رائد، و3 برتبة نقيب، و 13 برتبة ملازم، و5 مساعدين، واثنان بلا رتب.

وكشفت الإحصائية عن أن إجمالي عدد قتلى الجماعة في 11 شهراً ماضياً بلغ 539 مقاتلاً، بينهم 494 سقطوا في مواجهات مباشرة مع القوات الحكومية، بينما قضى 45 آخرون في غارات جوية غربية.

152 قتيلاً

وتقدر مصادر عسكرية يمنية أن أكثر من 152 مقاتلاً حوثياً لقوا مصرعهم على أيدي القوات الحكومية بمختلف الجبهات خلال سبتمبر (أيلول) وأكتوبر (تشرين الأول) الماضيين، منهم 85 قيادياً وعنصراً قُتلوا بضربات أميركية.

وشهد سبتمبر المنصرم تسجيل رابع أعلى معدل لقتلى الجماعة في الجبهات منذ بداية العام الحالي، إذ بلغ عددهم، وفق إحصائية محلية، نحو 46 عنصراً، معظمهم من حاملي الرتب العالية.

الحوثيون استغلوا الحرب في غزة لتجنيد عشرات الآلاف من المقاتلين (إكس)

وبحسب المصادر، تُحِيط الجماعة الحوثية خسائرها البشرية بمزيد من التكتم، خشية أن يؤدي إشاعة ذلك إلى إحجام المجندين الجدد عن الالتحاق بصفوفها.

ونتيجة سقوط مزيد من عناصر الجماعة، تشير المصادر إلى مواصلة الجماعة تعزيز جبهاتها بمقاتلين جُدد جرى استقطابهم عبر برامج التعبئة الأخيرة ذات المنحى الطائفي والدورات العسكرية، تحت مزاعم مناصرة «القضية الفلسطينية».

وكان زعيم الجماعة الحوثية أقرّ في وقت سابق بسقوط ما يزيد عن 73 قتيلاً، وإصابة 181 آخرين، بجروح منذ بدء الهجمات التي تزعم الجماعة أنها داعمة للشعب الفلسطيني.

وسبق أن رصدت تقارير يمنية مقتل نحو 917 عنصراً حوثياً في عدة جبهات خلال العام المنصرم، أغلبهم ينتحلون رتباً عسكرية متنوعة، في مواجهات مع القوات الحكومية.