جينيفر لوبيز تحيي أولى حفلاتها في مصر اليوم

قالت إنها متحمسة للظهور في «الساحل الشمالي»

جينيفر لوبيز تحيي أولى حفلاتها في مصر اليوم
TT

جينيفر لوبيز تحيي أولى حفلاتها في مصر اليوم

جينيفر لوبيز تحيي أولى حفلاتها في مصر اليوم

تحيي المطربة الأميركية الشهيرة، جينيفر لوبيز، مساء اليوم (الجمعة)، أولى حفلاتها الغنائية في مصر، بمدينة العلمين الجديدة، في الساحل الشمالي لمصر، ولم تفلح حملات المقاطعة التي أطلقتها بعض المنظمات المناهضة لإسرائيل، وبعض مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي، في التأثير على ترتيبات الحفل أو إلغائه، ولا سيما أن الأوساط الإعلامية والسياحية في مصر تترقب هذا الحفل بشكل لافت؛ أملاً بإسهامه في الترويج السياحي خلال الفترة المقبلة؛ للتأكيد على استقرار الأوضاع الأمنية في المدن السياحية المصرية. ويأتي حفل لوبيز ضمن جولة فنية كبيرة للمطربة الأميركية بين دول العالم المختلفة، كان آخرها في العاصمة الروسية موسكو.
ونشرت أمس، الصفحة الرسمية للنسخة العربية من مجلة «فوغ» العالمية، على حسابها الخاص في «إنستغرام»، مقطعاً من لقاء المجلة بالنجمة العالمية جينيفر لوبيز، قبل حفلها الأول في مصر. وظهرت وهي تتحدث العربية لأول مرة، قائلة: «مستنياكم كلكم في حفلي».
وأكدت جينيفر في لقائها أن «نجلها متحمس للغاية لزيارة مصر، لكنها وعدته بالقدوم معها في حالة عدم وجود دراسة خلال تلك الفترة». وأضافت أنها «متحمسة جداً للحضور إلى مصر وإحياء حفل غنائي بها»، لافتة إلى أنها «ستكون تجربة جديدة عليها وعلى المعجبين بها في مصر؛ لأنها لم تقابلهم من قبل».
من جهته، استنكر الإعلامي المصري، تامر أمين، الحملة التي شنّها البعض على مواقع التواصل الاجتماعي، بهدف إلغاء حفل لوبيز في مدينة العلمين الجديدة، بعد قيامها بالغناء في إسرائيل، والتعبير عن حبها لتل أبيب هي وزوجها. وقال في برنامجه «آخر النهار» مساء أول من أمس، إن «حفل لوبيز في الساحل الشمالي يمثل دعاية لمصر تقدر قيمتها بالملايين؛ إذ يتابعها أكثر من ستة ملايين شخص على صفحاتها على مواقع التواصل الاجتماعي، كما تتابع الصحافة العالمية كل ما تقوم به».
ولمح أمين إلى تورط جماعة الإخوان في الحملة التي دعت لإلغاء الحفل، بعدما غنت النجمة في إسرائيل الأسبوع الماضي، ضمن محطات جولتها الغنائية بمناسبة عيد ميلادها الخمسين، وقال: «هي عبرت عن سعادتها في الوقت الذي أمضته هناك، وهو أمر عادي بالنسبة لها ولا جريمة فيه، رغم أننا لا نحب إسرائيل ولا التطبيع، ولا نحب أن يتعامل نجومنا العرب معها».
مشيراً إلى أن «حملة المقاطعة تستهدف اللعب على مشاعر المصريين، ومنع الخير والدعاية التي تمثلها إقامة الحفل لمصر». وقال: «للمشاهدين أن يتخيلوا كيف يمكن أن تتحول كل تلك الدعاية الإيجابية الهائلة إلى دعاية سلبية وضربة قاضية، لو كتبت لوبيز على صفحتها مثلاً أُلغي حفلي في مصر بسبب كذا وكذا». كما طالبت «الحملة الشعبية المصرية لمقاطعة إسرائيل» في بيان لها يوم الاثنين الماضي، بإلغاء الحفل الغنائي المقرر أن تحييه لوبيز، رداً على زيارتها الأخيرة لإسرائيل وإدلائها بتصريحات مؤيدة للدولة العبرية. وأرسلت، وهي جزء من حملة دولية لمقاطعة إسرائيل، خطاباً نشرت نصه على صفحتها على موقع «فيسبوك» إلى شركة «أوراسكوم للتنمية والتطوير» المنظمة للحفل، طالبت فيه «بإلغاء هذا الحفل تضامناً مع الشعب الفلسطيني ضد جرائم العدو الصهيوني».
وكانت «شركة أوراسكوم للتنمية والتطوير»، أعلنت في نهاية شهر مايو (أيار) الماضي، عن تنظيمها أول حفل غنائي للوبيز في مصر بمدينة العلمين الجديدة على ساحل البحر الأبيض المتوسط.
وقالت حملة المقاطعة في خطابها، إن لوبيز «نشرت صوراً لها ومن خلفها فلسطين المحتلة وكتبت: (الوطن الأم إسرائيل... أنا في حالة حب)، في تحدٍ واستفزاز لمشاعر العرب والفلسطينيين»، وفق خطاب الحملة.
ورفع حفل لوبيز شعار «كامل العدد» بعد حرص عدد كبير من الجمهور المصري على حضوره، على الرغم من ارتفاع أسعار التذاكر مقارنة بحفلات النجوم الآخرين، وتفاوتت أسعارها، فبينما كانت الفئة الأولى بسعر 2000 جنيه (الدولار الأميركي يعادل 16.5 جنيه مصري)، كانت تذاكر فئة الـVIP بسعر 4000 جنيه، وفئة التذكرة الذهبية بـ4500 جنيه.
وتواصل مصر حالياً، بناء مشروعات سياحية وتجارية وعقارية عملاقة في مدينة العلمين الجديدة، (أول مدينة مليونية) بالساحل الشمالي، التي تعد من أبرز مدن الجيل الرابع. وتتشابه المدينة مع العاصمة الإدارية الجديدة (شرق القاهرة) في ضخامة المشروعات العالمية التي ستقام عليها. وترغب الحكومة المصرية في تحويل العلمين الجديدة إلى مدينة سياحية طوال السنة، وليس في شهور الصيف فقط.



رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
TT

رحيل إيلي شويري عاشق لبنان و«أبو الأناشيد الوطنية»

عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»
عرف الراحل إيلي شويري بـ«أبو الأناشيد الوطنية»

إنه «فضلو» في «بياع الخواتم»، و«أبو الأناشيد الوطنية» في مشواره الفني، وأحد عباقرة لبنان الموسيقيين، الذي رحل أول من أمس (الأربعاء) عن عمر ناهز 84 عاماً.
فبعد تعرضه لأزمة صحية نقل على إثرها إلى المستشفى، ودّع الموسيقي إيلي شويري الحياة. وفي حديث لـ«الشرق الأوسط» أكدت ابنته كارول أنها تفاجأت بانتشار الخبر عبر وسائل التواصل الاجتماعي قبل أن تعلم به عائلته. وتتابع: «كنت في المستشفى معه عندما وافاه الأجل. وتوجهت إلى منزلي في ساعة متأخرة لأبدأ بالتدابير اللازمة ومراسم وداعه. وكان الخبر قد ذاع قبل أن أصدر بياناً رسمياً أعلن فيه وفاته».
آخر تكريم رسمي حظي به شويري كان في عام 2017، حين قلده رئيس الجمهورية يومها ميشال عون وسام الأرز الوطني. وكانت له كلمة بالمناسبة أكد فيها أن حياته وعطاءاته ومواهبه الفنية بأجمعها هي كرمى لهذا الوطن.
ولد إيلي شويري عام 1939 في بيروت، وبالتحديد في أحد أحياء منطقة الأشرفية. والده نقولا كان يحضنه وهو يدندن أغنية لمحمد عبد الوهاب. ووالدته تلبسه ثياب المدرسة على صوت الفونوغراف الذي تنساب منه أغاني أم كلثوم مع بزوغ الفجر. أما أقرباؤه وأبناء الجيران والحي الذي يعيش فيه، فكانوا من متذوقي الفن الأصيل، ولذلك اكتمل المشوار، حتى قبل أن تطأ خطواته أول طريق الفن.
- عاشق لبنان
غرق إيلي شويري منذ نعومة أظافره في حبه لوطنه وترجم عشقه لأرضه بأناشيد وطنية نثرها على جبين لبنان، ونبتت في نفوس مواطنيه الذين رددوها في كل زمان ومكان، فصارت لسان حالهم في أيام الحرب والسلم. «بكتب اسمك يا بلادي»، و«صف العسكر» و«تعلا وتتعمر يا دار» و«يا أهل الأرض»... جميعها أغنيات شكلت علامة فارقة في مسيرة شويري الفنية، فميزته عن سواه من أبناء جيله، وذاع صيته في لبنان والعالم العربي وصار مرجعاً معتمداً في قاموس الأغاني الوطنية. اختاره ملك المغرب وأمير قطر ورئيس جمهورية تونس وغيرهم من مختلف أقطار العالم العربي ليضع لهم أجمل معاني الوطن في قالب ملحن لا مثيل له. فإيلي شويري الذي عُرف بـ«أبي الأناشيد الوطنية» كان الفن بالنسبة إليه منذ صغره هَوَساً يعيشه وإحساساً يتلمسه في شكل غير مباشر.
عمل شويري مع الرحابنة لفترة من الزمن حصد منها صداقة وطيدة مع الراحل منصور الرحباني. فكان يسميه «أستاذي» ويستشيره في أي عمل يرغب في القيام به كي يدله على الصح من الخطأ.
حبه للوطن استحوذ على مجمل كتاباته الشعرية حتى لو تناول فيها العشق، «حتى لو رغبت في الكتابة عن أعز الناس عندي، أنطلق من وطني لبنان»، هكذا كان يقول. وإلى هذا الحد كان إيلي شويري عاشقاً للبنان، وهو الذي اعتبر حسه الوطني «قدري وجبلة التراب التي امتزج بها دمي منذ ولادتي».
تعاون مع إيلي شويري أهم نجوم الفن في لبنان، بدءاً بفيروز وسميرة توفيق والراحلين وديع الصافي وصباح، وصولاً إلى ماجدة الرومي. فكان يعدّها من الفنانين اللبنانيين القلائل الملتزمين بالفن الحقيقي. فكتب ولحن لها 9 أغنيات، من بينها «مين إلنا غيرك» و«قوم تحدى» و«كل يغني على ليلاه» و«سقط القناع» و«أنت وأنا» وغيرها. كما غنى له كل من نجوى كرم وراغب علامة وداليدا رحمة.
مشواره مع الأخوين الرحباني بدأ في عام 1962 في مهرجانات بعلبك. وكانت أول أدواره معهم صامتة بحيث يجلس على الدرج ولا ينطق إلا بكلمة واحدة. بعدها انتسب إلى كورس «إذاعة الشرق الأدنى» و«الإذاعة اللبنانية» وتعرّف إلى إلياس الرحباني الذي كان يعمل في الإذاعة، فعرّفه على أخوَيه عاصي ومنصور.

مع أفراد عائلته عند تقلده وسام الأرز الوطني عام 2017

ويروي عن هذه المرحلة: «الدخول على عاصي ومنصور الرحباني يختلف عن كلّ الاختبارات التي يمكن أن تعيشها في حياتك. أذكر أن منصور جلس خلف البيانو وسألني ماذا تحفظ. فغنيت موالاً بيزنطياً. قال لي عاصي حينها؛ من اليوم ممنوع عليك الخروج من هنا. وهكذا كان».
أسندا إليه دور «فضلو» في مسرحية «بياع الخواتم» عام 1964. وفي الشريط السينمائي الذي وقّعه يوسف شاهين في العام التالي. وكرّت السبحة، فعمل في كلّ المسرحيات التي وقعها الرحابنة، من «دواليب الهوا» إلى «أيام فخر الدين»، و«هالة والملك»، و«الشخص»، وصولاً إلى «ميس الريم».
أغنية «بكتب اسمك يا بلادي» التي ألفها ولحنها تعد أنشودة الأناشيد الوطنية. ويقول شويري إنه كتب هذه الأغنية عندما كان في رحلة سفر مع الراحل نصري شمس الدين. «كانت الساعة تقارب الخامسة والنصف بعد الظهر فلفتني منظر الشمس التي بقيت ساطعة في عز وقت الغروب. وعرفت أن الشمس لا تغيب في السماء ولكننا نعتقد ذلك نحن الذين نراها على الأرض. فولدت كلمات الأغنية (بكتب اسمك يا بلادي عالشمس الما بتغيب)».
- مع جوزيف عازار
غنى «بكتب اسمك يا بلادي» المطرب المخضرم جوزيف عازار. ويخبر «الشرق الأوسط» عنها: «ولدت هذه الأغنية في عام 1974 وعند انتهائنا من تسجيلها توجهت وإيلي إلى وزارة الدفاع، وسلمناها كأمانة لمكتب التوجيه والتعاون»، وتابع: «وفوراً اتصلوا بنا من قناة 11 في تلفزيون لبنان، وتولى هذا الاتصال الراحل رياض شرارة، وسلمناه شريط الأغنية فحضروا لها كليباً مصوراً عن الجيش ومعداته، وعرضت في مناسبة عيد الاستقلال من العام نفسه».
يؤكد عازار أنه لا يستطيع اختصار سيرة حياة إيلي شويري ومشواره الفني معه بكلمات قليلة. ويتابع لـ«الشرق الأوسط»: «لقد خسر لبنان برحيله مبدعاً من بلادي كان رفيق درب وعمر بالنسبة لي. أتذكره بشوشاً وطريفاً ومحباً للناس وشفافاً، صادقاً إلى أبعد حدود. آخر مرة التقيته كان في حفل تكريم عبد الحليم كركلا في الجامعة العربية، بعدها انقطعنا عن الاتصال، إذ تدهورت صحته، وأجرى عملية قلب مفتوح. كما فقد نعمة البصر في إحدى عينيه من جراء ضربة تلقاها بالغلط من أحد أحفاده. فضعف نظره وتراجعت صحته، وما عاد يمارس عمله بالشكل الديناميكي المعروف به».
ويتذكر عازار الشهرة الواسعة التي حققتها أغنية «بكتب اسمك يا بلادي»: «كنت أقفل معها أي حفل أنظّمه في لبنان وخارجه. ذاع صيت هذه الأغنية، في بقاع الأرض، وترجمها البرازيليون إلى البرتغالية تحت عنوان (أومينا تيرا)، وأحتفظ بنصّها هذا عندي في المنزل».
- مع غسان صليبا
مع الفنان غسان صليبا أبدع شويري مرة جديدة على الساحة الفنية العربية. وكانت «يا أهل الأرض» واحدة من الأغاني الوطنية التي لا تزال تردد حتى الساعة. ويروي صليبا لـ«الشرق الأوسط»: «كان يعد هذه الأغنية لتصبح شارة لمسلسل فأصررت عليه أن آخذها. وهكذا صار، وحققت نجاحاً منقطع النظير. تعاونت معه في أكثر من عمل. من بينها (كل شيء تغير) و(من يوم ما حبيتك)». ويختم صليبا: «العمالقة كإيلي شويري يغادرونا فقط بالجسد. ولكن بصمتهم الفنية تبقى أبداً ودائماً. لقد كانت تجتمع عنده مواهب مختلفة كملحن وكاتب ومغنٍ وممثل. نادراً ما نشاهدها تحضر عند شخص واحد. مع رحيله خسر لبنان واحداً من عمالقة الفن ومبدعيه. إننا نخسرهم على التوالي، ولكننا واثقون من وجودهم بيننا بأعمالهم الفذة».
لكل أغنية كتبها ولحنها إيلي شويري قصة، إذ كان يستمد موضوعاتها من مواقف ومشاهد حقيقية يعيشها كما كان يردد. لاقت أعماله الانتقادية التي برزت في مسرحية «قاووش الأفراح» و«سهرة شرعية» وغيرهما نجاحاً كبيراً. وفي المقابل، كان يعدها من الأعمال التي ينفذها بقلق. «كنت أخاف أن تخدش الذوق العام بشكل أو بآخر. فكنت ألجأ إلى أستاذي ومعلمي منصور الرحباني كي يرشدني إلى الصح والخطأ فيها».
أما حلم شويري فكان تمنيه أن تحمل له السنوات الباقية من عمره الفرح. فهو كما كان يقول أمضى القسم الأول منها مليئة بالأحزان والدموع. «وبالقليل الذي تبقى لي من سنوات عمري أتمنى أن تحمل لي الابتسامة».