أشرف عبد الباقي: تاريخي الفني يتجاوز نجاح «مسرح مصر»

قال لـ«الشرق الأوسط» إن الجمهور السعودي متذوق جيد للفن

عبد الباقي في أحد عروض «مسرح مصر»
عبد الباقي في أحد عروض «مسرح مصر»
TT

أشرف عبد الباقي: تاريخي الفني يتجاوز نجاح «مسرح مصر»

عبد الباقي في أحد عروض «مسرح مصر»
عبد الباقي في أحد عروض «مسرح مصر»

حالة مسرحية فريدة، استطاع الفنان المصري أشرف عبد الباقي، أن يحققها على مدار 7 سنوات، بمشروع «مسرح مصر»، الذي ينطلق موسمه الأخير الأحد أول أيام عيد الأضحى المبارك، واختلف عليه المتابعون للحركة المسرحية بين مؤيد يرى أنه أعاد الجمهور للمسرح، وبين معارض يعتبره تدميراً للمسرح وتقاليده.
وكشف عبد الباقي، في حواره مع «الشرق الأوسط» عن سبب قراره بإيقاف فرقة «مسرح مصر» بعد كل هذا النجاح الذي تحقق خلال السنوات الماضية، وكواليس تأسيسه «مسرح السعودية»، كما تحدث عن مسرحيته الجديدة «كلها غلط» التي عرضت أخيراً في موسم جدة. وإلى نص الحوار...
> لماذا قررت إيقاف مشروع ناجح وجماهيري مثل «مسرح مصر»؟
- أنا مؤمن أن كل شيء له نهاية، ولأن «مسرح مصر» لم يكن مجرد مسرحية، وحقق نجاحاً لا يستطيع أن ينكره أحد، كان مهماً بالنسبة لي اختيار شكل وتوقيت هذه النهاية، فأن تكون اختيارية في ذروة نجاح الفرقة، وإقبال الجمهور على مشاهدة عروضها، أفضل بكثير من أن تحدث إجبارية بعد أن نستنزف كل الأفكار ويعزف عنها الجمهور.
وعلى مدار 7 سنوات، قدمنا 120 مسرحية، وكان الاستمرار صعباً لدرجة أننا عندما نجلس معاً لنبحث عن أفكار جديدة، نجد معظمها تم تقديمه في عروض سابقة. وقررت الإعلان مبكراً عن أن موسم عيد الأضحى سيكون الأخير، حتى نغلق الباب أمام ظهور أي شائعات، ولا يردد أحد أن هناك خلافات بين أفراد الفريق.
كما أنني لا أريد حصر تاريخي المسرحي والفني في «مسرح مصر»، فقد بدأت العمل في المسرح قبل 40 عاماً، تحديداً عام 1979. وبالتالي كان لي تاريخ مسرحي كبير قبل أن أبدأ تجربة «مسرح مصر»، يصل إلى 150 مسرحية تقريباً، فكنت في البدايات رغم حرصي على الوجود في السينما والدراما التلفزيونية، فإن وقوفي على خشبة المسرح لم يتوقف، وقدمت عدداً كبيراً من المسرحيات المهمة.
> ولكن إعلانك مبكراً لم يغلق الباب أمام الحديث عن توقف الفرقة إجبارياً بسبب انشغال أبطالها بأعمالهم الخاصة؟
- الحقيقة، أنني عندما أطلقت «مسرح مصر» لم أكن أتوقع النجاح الكبير الذي حققه على مدار 7 سنوات، رغم أنني كنت أتمناه، لإيماني الشديد بالتجربة وبالشباب الذي شارك فيها، ولا أبالغ أن الفكرة عندما بدأت باسم «تياترو مصر» كانت كل أمنيتي أن يكتمل الموسم الأول، لكني فوجئت بدعم الجمهور الكبير للتجربة فتعاقدنا على الموسم الثاني، واستمرت التجربة باسم «مسرح مصر» رغم كل الحروب التي واجهتها منذ انطلاقها.
ليس أنا فقط الذي لم يتوقع ما وصلت إليه الفرقة، بل أيضاً الشباب الذي شارك فيها لم يكن يتوقع ما وصل إليه، ولذلك عندما رأيت خلال العامين الماضيين التطورات التي حدثت على مستوى نجوميتهم ومشاركتهم في بطولات درامية وسينمائية، أيقنت أن النتيجة الطبيعية ستكون التوقف.
> في تقديرك كيف تحول أبطال مسرح مصر إلى نجوم؟
- «مسرح مصر» عمل علاقة مع المتفرج تختلف عن أي مسرح آخر، فالجمهور كان يعيش حياة أبطال المسرح معهم، فكان معروفاً مثلاً أن حمدي الميرغني تزوج من إسراء عبد الفتاح، فكان الجمهور يبارك لهما في الصالة، وزملاؤهما يمزحون معهما أثناء العروض، فكنا نرتجل على الحالة الشخصية للممثل، ليعيش الجمهور الحياة الخاصة لنجوم مسرح مصر، فكان الجمهور مثل عائلتنا، حتى أن البعض كان يحجز كل مسرحيات الموسم، لأنه يأتي ليشاهد مسرحيتين جديدتين كل أسبوعين، وهذه حالة لم تكن موجودة في المسرح قبل «مسرح مصر».
> ولكن ما تسميه ارتجالاً اعتبره المتخصصون خروجاً عن النص وعرضكم لكثير من الانتقادات؟
- لن يصدق أحد، أن كل الأساتذة الذين هاجموا تجربة «مسرح مصر» لم يحضروا أياً من عروضها على الإطلاق، فليس من الطبيعي تقييم مسرح من التلفزيون، خاصة أن جزءاً من الهجوم أننا كنا نقدم مسرحاً للتلفزيون، فكان الأولى أن يشاهدوا العروض في المسرح لأنها كانت حالة أكثر منها مسرحية.
فهذه الحالة كنت أتمنى أن يشاهدها الذين يهاجمون تجربة «مسرح مصر»، حتى يحكموا عليها بما تستحق، وكنت مؤمناً أنهم إذا شاهدوا التجربة في المسرح لاختلف رأيهم، وهذا لا ينفي أنني أحترم رأيهم حتى إذا كان سلبياً.
والحقيقة أنهم لديهم حق في أن «مسرح مصر» لا يشبه المسرح التقليدي الذي يقدمونه، لأن تجربتنا بنيت على الارتجال، وهذه مادة تدرس في معهد فنون مسرحية، ومسرح الارتجال موجود في مصر منذ عشرينيات القرن الماضي تقريباً، وكان نجيب الريحاني وعلي الكسار أبرز من قدموه.
> ما بين اتهامك بتدمير المسرح والإشادة بدورك في إعادة الجمهور للمسرح... كيف تقيم تجربة «مسرح مصر»؟
- مع اقتراب نهاية تجربة «مسرح مصر»، رصدت أنني خلال 7 سنوات قدمت 120 مسرحية، والجمهور أقبل عليها لدرجة أنه لم يكن هناك أي كرسي شاغر في المسرح، وبالتالي يمكنني أن أقول مرتاح الضمير، إن المسرح عاد في هذه الفترة.
ويحق للبعض ألا يعجبه ما قدمناه إعمالاً بالمثل الشهير «لولا اختلاف الأذواق لبارت السلع»، ولكن ما لم يرصده الذين هاجموني، أنني إلى جانب «مسرح مصر»، أنتجت مسرحية استعراضية للأطفال بطولة سامح حسين وهدى عمار ووعد البحري، وكلمات أيمن بهجت قمر وألحان عمرو مصطفى ومحمد يحيى، ويشارك في بطولتها 20 طفلاً، وكنت متحمساً لها جداً لكن لم يسمع بها أحد، ولم تحقق النجاح المنتظر، ورغم ذلك لم أتوقف، وبالفعل قدمت مسرح عرائس، قمت بتصميمها في التشيك، واستعنت بشخصين لتدريب 15 طالباً وطالبة من فنون جميلة، وبالتوازي مع «مسرح مصر» أيضاً طورت مسرح الريحاني وقدمت على خشبته مسرحية «كلها غلط»، بشباب جديد، وقمت كذلك، بتأسيس مسرح السعودية، ودربت 50 شاباً وفتاة، وقفوا لأول مرة على خشبة المسرح، وأشاد بهم الجمهور وبالتجربة.
> لماذا لم تستمر في نفس نمط «مسرح مصر» في تجربتك الجديدة «كلها غلط»؟
- لم يكن وارداً على الإطلاق أن أعيد إنتاج «مسرح مصر» في تجربة مصرية جديدة، لأن المقارنة مع تجربة استمرت 7 سنوات على الشاشة ستكون ظالمة جداً للجديدة، فالجمهور اعتاد على شخصيات وشكل معين، ولن يتقبل تغييره، فكان لا بد أن أخرج من هذا الإطار لتقديم شيء مختلف، لذلك استعنت في فرقتي الجديدة بمسرحية مأخوذة عن فورمات إنجليزي تعرض حالياً في لندن بعنوان «the play that goes wrong».
لكن في كل الأحوال، فكرة صناعة مسرحيات قصيرة للعرض التلفزيوني ليست حكراً على أشرف عبد الباقي ولا أملكها، ومن الوارد أن ينجح في تقديمها غيري.
> ولكنك بالفعل أعدت إنتاج «مسرح مصر» في «مسرح السعودية»؟
- مثل برامج الفورمات العالمية، تكرر الأمر مع «مسرح السعودية»، فالحالة التي تحققت تحولت إلى فورمات ناجح، مسرحيات قصيرة يتم تصويرها للتلفزيون. إدارة mbc فكرت أن تكرر التجربة في السعودية، وقررت الاستعانة بصاحب التجربة في مصر، لكي ينفذها في السعودية وهو ما حدث بالفعل.
وكانت أهمية التجربة أنها في سوق جديد، وبالتالي عندما عرضت علي الفكرة استهوتني جداً، وكان تحدياً كبيراً بالنسبة لي خاصة بعد نجاح «مسرح مصر» في مصر والعالم العربي، وبالتأكيد كانت هناك تخوفات من عدم تكرار النجاح، والحمد لله أنه حقق رد فعل إيجابي جداً.
والحقيقة أنني لاحظت تفاعلاً كبيراً من الجمهور، خلال العروض التي قدمتها بالسعودية، ليس فقط في «مسرح السعودية»، ولكن أيضاً عندما عرضت مسرحية «كلها غلط» في موسم جدة الأخير، فالجمهور السعودي متذوق للفنون، وأشعر أنه سعيد لوجود عروض في بلده، بدلاً من السفر إلى دول أخرى لمشاهدتها.
> وهل انتقل معك جمهور «مسرح مصر» إلى «مسرح الريحاني»... أم أن التجربة الجديدة مختلفة؟
- الحمد لله، هناك إقبال كبير على عرض «كلها غلط» بمسرح الريحاني، لدرجة أننا عرضنا أكثر من 120 ليلة في عامها الأول، وهذا رقم كبير جداً، مقارنة بالمسرح التقليدي.
وتجربة مسرح الريحاني مختلفة تماماً عن «مسرح مصر»، لأن مسرحية «كلها غلط» لم يتم تصويرها للتلفزيون، وبالتالي لن تحقق لأبطالها نفس نجومية أبطال مسرح مصر جماهيرياً، لكنها ستصنع نجوميتهم على المدى البعيد كما حدث مع جيلنا.


مقالات ذات صلة

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

يوميات الشرق تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه (البوستر الرسمي)

«الماعز» على مسرح لندن تُواجه عبثية الحرب وتُسقط أقنعة

تملك المسرحية «اللؤم» المطلوب لتُباشر التعرية المُلحَّة للواقع المسكوت عنه. وظيفتها تتجاوز الجمالية الفنية لتُلقي «خطاباً» جديداً.

فاطمة عبد الله (بيروت)
ثقافة وفنون مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

مجلة «المسرح» الإماراتية: مهرجان الشارقة للمسرح الصحراوي

صدر حديثاً عن دائرة الثقافة في الشارقة العدد 62 لشهر نوفمبر (تشرين الثاني) 2024 من مجلة «المسرح»، وضمَّ مجموعة من المقالات والحوارات والمتابعات حول الشأن المسرح

«الشرق الأوسط» (الشارقة)
يوميات الشرق برنامج «حركة ونغم» يهدف لتمكين الموهوبين في مجال الرقص المسرحي (هيئة المسرح والفنون الأدائية)

«حركة ونغم» يعود بالتعاون مع «كركلا» لتطوير الرقص المسرحي بجدة

أطلقت هيئة المسرح والفنون الأدائية برنامج «حركة ونغم» بنسخته الثانية بالتعاون مع معهد «كركلا» الشهير في المسرح الغنائي الراقص في مدينة جدة.

أسماء الغابري (جدة)
يوميات الشرق أشرف عبد الباقي خلال عرض مسرحيته «البنك سرقوه» ضمن مهرجان العلمين (فيسبوك)

«سوكسيه»... مشروع مسرحي مصري في حضرة نجيب الريحاني

يستهد المشروع دعم الفرق المستقلّة والمواهب الشابة من خلال إعادة تقديم عروضهم التي حقّقت نجاحاً في السابق، ليُشاهدها قطاع أكبر من الجمهور على مسرح نجيب الريحاني.

انتصار دردير (القاهرة )
الاقتصاد أمسية اقتصاد المسرح شهدت مشاركة واسعة لمهتمين بقطاع المسرح في السعودية (الشرق الأوسط)

الأنشطة الثقافية والترفيهية بالسعودية تسهم بنسبة 5 % من ناتجها غير النفطي

تشير التقديرات إلى أن الأنشطة الثقافية والفنية، بما فيها المسرح والفنون الأدائية، تسهم بنسبة تتراوح بين 3 و5 في المائة من الناتج المحلي غير النفطي بالسعودية.

أسماء الغابري (جدة)

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
TT

محمد ثروت: الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل

مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)
مع مطربي حفل روائع عبد الوهاب في صورة تذكارية (هيئة الترفيه)

صدى كبير حققه حفل «روائع محمد عبد الوهاب» في «موسم الرياض»، سواء بين الجمهور أو مطربي الحفل، ولعل أكثرهم سعادة كان المطرب المصري محمد ثروت ليس لحبه وتقديره لفن عبد الوهاب، بل لأنه أيضاً تلميذ مخلص للموسيقار الراحل الذي لحن له 12 أغنية وقد اقترب ثروت كثيراً منه، لذا فقد عدّ هذا الحفل تحية لروح عبد الوهاب الذي أخلص لفنه وترك إرثاً فنياً غنياً بألحانه وأغنياته التي سكنت وجدان الجمهور العربي.

يستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم وإخراج نجله أحمد ثروت ({الشرق الأوسط})

وقدم محمد ثروت خلال الحفل الذي أقيم بمسرح أبو بكر سالم أغنيتين؛ الأولى كانت «ميدلي» لبعض أغنياته على غرار «امتى الزمان يسمح يا جميل» و«خايف أقول اللي في قلبي» وقد أشعل الحفل بها، والثانية أغنية «أهواك» للعندليب عبد الحليم حافظ وألحان عبد الوهاب.

وكشف ثروت في حواره مع «الشرق الأوسط» عن أن هذا الكوكتيل الغنائي قدمه خلال حياة الموسيقار الراحل الذي أعجب به، وكان يطلب منه أن يغنيه في كل مناسبة.

يقول ثروت: «هذا الكوكتيل قدمته في حياة الموسيقار محمد عبد الوهاب وقد أعجبته الفكرة، فقد بدأت بموال (أشكي لمين الهوى والكل عزالي)، ودخلت بعده ومن المقام الموسيقي نفسه على الكوبليه الأول من أغنية (لما أنت ناوي تغيب على طول)، ومنها على أغنية (امتى الزمان يسمح يا جميل)، ثم (خايف أقول اللي في قلبي)، وقد تعمدت أن أغير الشكل الإيقاعي للألحان ليحقق حالة من البهجة للمستمع بتواصل الميدلي مع الموال وأسعدني تجاوب الجمهور مع هذا الاختيار».

وحول اختياره أغنية «أهواك» ليقدمها في الحفل، يقول ثروت: «لكي أكون محقاً فإن المستشار تركي آل الشيخ هو من اختار هذه الأغنية لكي أغنيها، وكنت أتطلع لتقديمها بشكل يسعد الناس وساعدني في ذلك المايسترو وليد فايد، وجرى إخراجها بالشكل الموسيقي الذي شاهدناه وتفاعل الجمهور معها وطلبوا إعادتها».

وبدا واضحاً التفاهم الكبير بين المايسترو وليد فايد الذي قاد الأوركسترا والفنان محمد ثروت الذي يقول عن ذلك: «التفاهم بيني وبين وليد فايد بدأ منذ عشرات السنين، وكان معي في حفلاتي وأسفاري، وهو فنان متميز وابن فنان، يهتم بالعمل، وهو ما ظهر في هذا الحفل وفي كل حفلاته».

تبدو سعادته بهذا الحفل أكبر من أي حفل آخر، حسبما يؤكد: «حفل تكريم الموسيقار الكبير محمد عبد الوهاب أعاد الناس لمرحلة رائعة من الألحان والأغنيات الفنية المتميزة والعطاء، لذا أتوجه بالشكر للمستشار تركي آل الشيخ، رئيس مجلس إدارة الهيئة العامة للترفيه في السعودية، على الاهتمام الكبير الذي حظي به الحفل، وقد جاءت الأصداء عالية وشعرت أن الجمهور مشتاق لزمن الغناء الأصيل».

ووفق ثروت، فإن عبد الوهاب يستحق التكريم على إبداعاته الممتدة، فرغم أنه بقي على القمة لنحو مائة عام فإنه لم يُكرّم بالشكل الذي يتلاءم مع عطائه.

ويتحمس ثروت لأهمية تقديم سيرة عبد الوهاب درامياً، مؤكداً أن حياته تعد فترة ثرية بأحداثها السياسية والفنية والشخصية، وأن تقدم من خلال كاتب يعبر عن كل مرحلة من حياة الموسيقار الراحل ويستعرض من خلاله مشوار الألحان من عشرينات القرن الماضي وحتى التسعينات.

يستعيد محمد ثروت ذكرى لقائه بـ«موسيقار الأجيال» محمد عبد الوهاب، قائلاً: «التقيت بالأستاذ واستمع لغنائي وطلب مني أن أكون على اتصال به، وتعددت لقاءاتنا، كان كل لقاء معه به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم، إلى أن لحن أوبريت (الأرض الطيبة) واختارني لأشارك بالغناء فيه مع محمد الحلو وتوفيق فريد وإيمان الطوخي وسوزان عطية وزينب يونس، ثم اختارني لأغني (مصريتنا حماها الله) التي حققت نجاحاً كبيراً وما زال لها تأثيرها في تنمية الروح الوطنية عند المصريين».

ويشعر محمد ثروت بالامتنان الكبير لاحتضان عبد الوهاب له في مرحلة مبكرة من حياته مثلما يقول: «أَدين للموسيقار الراحل بالكثير، فقد شرفت أنه قدم لي عدة ألحان ومنها (مصريتنا) (عينيه السهرانين)، (عاشت بلادنا)، (يا حياتي)، (يا قمر يا غالي)، وصارت تجمعنا علاقة قوية حتى فاجأني بحضور حفل زواجي وهو الذي لم يحضر مثل هذه المناسبات طوال عمره».

يتوقف ثروت عند بعض لمحات عبد الوهاب الفنية مؤكداً أن له لمسته الموسيقية الخاصة فقد قدم أغنية «مصريتنا» دون مقدمة موسيقية تقريباً، بعدما قفز فيها على الألحان بحداثة أكبر مستخدماً الجمل الموسيقية القصيرة مع اللحن الوطني العاطفي، مشيراً إلى أن هناك لحنين لم يخرجا للنور حيث أوصى الموسيقار الراحل أسرته بأنهما لمحمد ثروت.

يتذكر محمد ثروت نصائح الأستاذ عبد الوهاب، ليقدمها بدوره للأجيال الجديدة من المطربين، مؤكداً أن أولاها «احترام فنك الذي تقدمه، واحترام عقل الجمهور، وأن الفنان لا بد أن يكون متطوراً ليس لرغبته في لفت النظر، بل التطور الذي يحمل قيمة»، مشيراً إلى أن الأجيال الجديدة من المطربين يجب أن تعلم أن الفن يحتاج إلى جدية ومثابرة وإدراك لقيمة الرسالة الفنية التي تصل إلى المجتمع فتستطيع أن تغير فيه للأفضل.

ويستعد ثروت لتصوير أغنية جديدة من ألحان محمد رحيم، إخراج نجله أحمد ثروت الذي أخرج له من قبل أغنية «يا مستعجل فراقي». كل لقاء مع «موسيقار الأجيال» كانت به إضافة ولمسة ورؤية وعلم وأشياء أستفيد بها حتى اليوم