السودان: الدقير خارج المنافسة على رئاسة مجلس الوزراء

قيادي في «التغيير» قال إن المسلحين طالبوا بأربعة مقاعد في «السيادي» وحقائب وزارية «ورفضنا طلبهم»

عمر الدقير
عمر الدقير
TT

السودان: الدقير خارج المنافسة على رئاسة مجلس الوزراء

عمر الدقير
عمر الدقير

كشف قيادي بارز بقوى الحرية والتغيير، أسباب الأزمة مع الحركات المسلحة المنضوية، في تحالف «الجبهة الثورية» التي طفت إلى السطح في أعقاب التوقيع على الوثيقة الدستورية مع المجلس العسكري الانتقالي الأحد الماضي، وتتعلق بمطالبة الحركات المسلحة بتمثيلها في هياكل الحكم الانتقالي والذي وجد رفضاً من الأطراف المتفاوضة، فيما قطع حزب المؤتمر السوداني بعدم ترشيح رئيسه عمر الدقير لرئاسة الوزارة، حسب ما تردد في الآونة الأخيرة.
وقال قيادي طلب حجب اسمه لـ«الشرق الأوسط»، إن «الجبهة الثورية» طرحت «اتفاق محاصصة» لإشراكها في مؤسسات السلطة الانتقالية، بأربعة مقاعد في المجلس السيادي، وعدد من الوزراء في الحكومة الانتقالية، إلاّ أن طلبهم ووجه بالرفض المغلظ من قوى الحرية والتغيير.
وأضاف: «وافقنا على دمج ورقة الجبهة الثورية للسلام الشامل في الوثيقة الدستورية، ورفضنا طلب المحاصصة»، وتابع: «فصائل قوى التغيير، أكدت مراراً وتكراراً، التزامها بميثاق إعلان الحرية والتغيير ويقضي بتشكيل الحكومة الانتقالية من كفاءات وطنية مستقلة، غير حزبية، وهنالك إجماع على ذلك».
وأجرت الجبهة الثورية وقوى إعلان الحرية والتغيير، مشاورات مكثفة الأسبوعين الماضيين بالعاصمة الإثيوبية أديس أبابا، تتعلق بمسار عملية السلام خلال الفترة الانتقالية، وتجنبتا الكشف عن أي تفاصيل متعلقة باتفاق محاصصة بينهما. وورد في رسالة صوتية مسربة موجهة من القيادي بالجبهة الثورية، التوم هجو، إلى قياداتها حصلت عليها «الشرق الأوسط»، أن الحرية والتغيير أبلغتهم أن وفدها الذي توصل معهم لاتفاقات في أديس أبابا غير «مفوض» بالوصول لاتفاق.
وكشف حزب المؤتمر السوداني، وهو أحد فصائل قوى إعلان الحرية والتغيير، عن مباحثات تجري مع الجبهة الثورية لإدخال التعديلات التي تطالب بها على «الوثيقة الدستورية»، قبل التوقيع النهائي المزمع في السابع عشر من أغسطس (آب) الحالي.
واتهمت الحركات المسلحة أطرافا في قوى إعلان الحرية والتغيير، لم تسمها، بعرقلة إدراج رؤيتها في الوثيقة الدستورية، وقطعت بعدم العمل مع هذه الأطراف مستقبلاً لتحقيق السلام.
ونص الإعلان السياسي والوثيقة الدستورية اللذين تم توقيعهما بين قوى إعلان الحرية والتغيير والمجلس العسكري الانتقالي، على تكوين حكومة انتقالية من كفاءات وطنية مستقلة لا تقوم بأي تمثيل حزبي أو ما عرف بـ«المحاصصة».
وتطالب قوى الجبهة الثورية بـ«حصة» في هياكل الحكم الانتقالي، وهو ما يرفضه قطاع واسع من قوى إعلان الحرية والتغيير، ولا يقبله الشارع الذي ندد بما تردد عن «محاصصات» حزبية.
وكادت مشاركة ومطالب ممثل «الجبهة الثورية» في المفاوضات، التوم هجو، أن تؤدي لنسف الاتفاق، لمطالبته بـ«حصة» لمن يمثلهم داخل قوى إعلان الحرية والتغيير، بيد أن الأطراف لم يقبلوا طروحاته.
وورد في البيان الختامي لمباحثات أديس أبابا، أن الأطراف اتفقوا على تكوين «مجلس مركزي» لقوى إعلان الحرية والتغيير، تشارك «الجبهة الثورية» في هياكله، وإدراج قضايا السلام في الوثيقة الدستورية، وهو ما تم القيام به. لكن مصدرا كشف لـ«الصحيفة» أمس، عن وجود اتفاق «غير معلن» بين وفد قوى إعلان الحرية والتغيير إلى مفاوضات أديس أبابا، لم يُكشف النقاب عنه، إلى جانب الاتفاق المعلن.
وبحسب المصدر، لا يلقى الحديث عن «محاصصة» قبولا من قيادات قوى إعلان الحرية والتغيير بل تم رفضه قطعاً، وأدى هذا الرفض إلى خلافات حادة بين الجبهة الثورية والحركات المسلحة وقوى إعلان الحرية والتغيير.
وذكر التوم هجو في رسالته الصوتية، أن طروحاته داخل قاعات التفاوض لقيت قبولاً من المجلس العسكري الانتقالي وبعض أطراف قوى إعلان الحرية والتغيير، بيد أن البعض قابل تمثيله بما سماه «شكلا غير لائق».
من جهته، نفى حزب المؤتمر السودان معلومات متداولة عن ترشيح رئيسه «عمر الدقير» لرئاسة الوزراء، وقال في بيان حصلت عليه «الشرق الأوسط»: «ترددت أنباء غير صحيحة عن ترشيح نداء السودان وقوى الحرية والتغيير، لرئيس الحزب عمر يوسف الدقير لمنصب رئيس الوزراء»، وأضاف: «هذا الخبر عارٍ من الصحة تماماً، فقد أعلن حزب المؤتمر السوداني بوضوح أن رئيسه غير مرشح لهذا المنصب من الحزب، وأن الحزب غير مشارك بأي من عضويته في مجلسي الوزراء والسيادة». ووصف المؤتمر السوداني المعلومات المتداولة بشأن ترشيحه رئيسه بأنها «إشاعات»، وأنه غير معني بها.



إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
TT

إسرائيل تعترض صاروخاً حوثياً عشية «هدنة غزة»

عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)
عنصر حوثي يحمل مجسم صاروخ وهمي خلال تجمع في جامعة صنعاء (أ.ف.ب)

اعترضت إسرائيل صاروخين باليستيين أطلقتهما الجماعة الحوثية في سياق مزاعمها مناصرة الفلسطينيين في غزة، السبت، قبل يوم واحد من بدء سريان الهدنة بين تل أبيب وحركة «حماس» التي ادّعت الجماعة أنها تنسق معها لمواصلة الهجمات في أثناء مراحل تنفيذ الاتفاق في حال حدوث خروق إسرائيلية.

ومنذ نوفمبر (تشرين الثاني) 2023، تشن الجماعة المدعومة من إيران هجمات ضد السفن في البحرين الأحمر والعربي، وتطلق الصواريخ والمسيرات باتجاه إسرائيل، وتهاجم السفن الحربية الأميركية، ضمن مزاعمها لنصرة الفلسطينيين.

وقال المتحدث العسكري باسم الجماعة الحوثية، يحيى سريع، في بيان متلفز، عصر السبت، بتوقيت صنعاء، إن جماعته نفذت عملية عسكرية نوعية استهدفت وزارة الدفاع الإسرائيلية في تل أبيب بصاروخ باليستي من نوع «ذو الفقار»، وإن الصاروخ وصل إلى هدفه «بدقة عالية وفشلت المنظومات الاعتراضية في التصدي له»، وهي مزاعم لم يؤكدها الجيش الإسرائيلي.

وأضاف المتحدث الحوثي أن قوات جماعته تنسق مع «حماس» للتعامل العسكري المناسب مع أي خروق أو تصعيد عسكري إسرائيلي.

من جهته، أفاد الجيش الإسرائيلي باعتراض الصاروخ الحوثي، ونقلت «وكالة الصحافة الفرنسية» أن صافرات الإنذار والانفجارات سُمعت فوق القدس قرابة الساعة 10.20 (الساعة 08.20 ت غ). وقبيل ذلك دوّت صافرات الإنذار في وسط إسرائيل رداً على إطلاق مقذوف من اليمن.

وبعد نحو ست ساعات، تحدث الجيش الإسرائيلي عن اعتراض صاروخ آخر قبل دخوله الأجواء، قال إنه أُطلق من اليمن، في حين لم يتبنّ الحوثيون إطلاقه على الفور.

ومع توقع بدء الهدنة وتنفيذ الاتفاق بين إسرائيل و«حماس»، من غير المعروف إن كان الحوثيون سيتوقفون عن مهاجمة السفن المرتبطة بإسرائيل والولايات المتحدة وبريطانيا في البحر الأحمر، وخليج عدن؛ إذ لم تحدد الجماعة موقفاً واضحاً كما هو الحال بخصوص شن الهجمات باتجاه إسرائيل، والتي رهنت استمرارها بالخروق التي تحدث للاتفاق.

1255 صاروخاً ومسيّرة

زعيم الجماعة عبد الملك الحوثي استعرض، الخميس، في خطبته الأسبوعية إنجازات جماعته و«حزب الله» اللبناني والفصائل العراقية خلال الـ15 شهراً من الحرب في غزة.

وقال الحوثي إنه بعد بدء سريان اتفاق الهدنة، الأحد المقبل، في غزة ستبقى جماعته في حال «مواكبة ورصد لمجريات الوضع ومراحل تنفيذ الاتفاق»، مهدداً باستمرار الهجمات في حال عودة إسرائيل إلى التصعيد العسكري.

جزء من حطام صاروخ حوثي وقع فوق سقف منزل في إسرائيل (أ.ف.ب)

وتوعّد زعيم الجماعة المدعومة من إيران بالاستمرار في تطوير القدرات العسكرية، وقال إن جماعته منذ بدء تصعيدها أطلقت 1255 صاروخاً وطائرة مسيرة، بالإضافة إلى العمليات البحرية، والزوارق الحربية.

وأقر الحوثي بمقتل 106 أشخاص وإصابة 328 آخرين في مناطق سيطرة جماعته، جراء الضربات الغربية والإسرائيلية، منذ بدء التصعيد.

وفي وقت سابق من يوم الجمعة، أعلن المتحدث الحوثي خلال حشد في أكبر ميادين صنعاء، تنفيذ ثلاث عمليات ضد إسرائيل، وعملية رابعة ضد حاملة الطائرات «يو إس إس ترومان» شمال البحر الأحمر، دون حديث إسرائيلي عن هذه المزاعم.

وادعى المتحدث سريع أن قوات جماعته قصفت أهدافاً حيوية إسرائيلية في إيلات بـ4 صواريخ مجنحة، كما قصفت بـ3 مسيرات أهدافاً في تل أبيب، وبمسيرة واحدة هدفاً حيوياً في منطقة عسقلان، مدعياً أن العمليات الثلاث حقّقت أهدافها.

كما زعم أن جماعته استهدفت حاملة الطائرات الأميركية «ترومان» شمال البحر الأحمر، بعدد من الطائرات المسيرة، وهو الاستهداف السابع منذ قدومها إلى البحر الأحمر.

5 ضربات انتقامية

تلقت الجماعة الحوثية، في 10 يناير (كانون الثاني) 2025، أعنف الضربات الإسرائيلية للمرة الخامسة، بالتزامن مع ضربات أميركية - بريطانية استهدفت مواقع عسكرية في صنعاء وعمران ومحطة كهرباء جنوب صنعاء وميناءين في الحديدة على البحر الأحمر غرباً.

وجاءت الضربات الإسرائيلية الانتقامية على الرغم من التأثير المحدود للمئات من الهجمات الحوثية، حيث قتل شخص واحد فقط في تل أبيب جراء انفجار مسيّرة في شقته يوم 19 يوليو (تموز) 2024.

مطار صنعاء الخاضع للحوثيين تعرض لضربة إسرائيلية انتقامية (أ.ف.ب)

وإلى جانب حالات الذعر المتكررة بسبب صفارات الإنذار وحوادث التدافع في أثناء الهروب للملاجئ، تضررت مدرسة إسرائيلية بشكل كبير، جراء انفجار رأس صاروخ حوثي، في 19 ديسمبر (كانون الأول) الماضي، كما أصيب نحو 20 شخصاً جراء صاروخ آخر انفجر في الـ21 من الشهر نفسه.

واستدعت الهجمات الحوثية أول رد من إسرائيل، في 20 يوليو الماضي، مستهدفة مستودعات للوقود في ميناء الحديدة، ما أدى إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة نحو 80 آخرين.

وفي 29 سبتمبر (أيلول) الماضي، قصفت إسرائيل مستودعات للوقود في كل من الحديدة وميناء رأس عيسى، كما استهدفت محطتَي توليد كهرباء في الحديدة، إضافة إلى مطار المدينة الخارج عن الخدمة منذ سنوات، وأسفرت هذه الغارات عن مقتل 4 أشخاص، وإصابة نحو 30 شخصاً.

دخان يتصاعد في صنعاء الخاضعة للحوثيين إثر ضربات غربية وإسرائيلية (أ.ف.ب)

وتكررت الضربات، في 19 ديسمبر الماضي؛ إذ شنّ الطيران الإسرائيلي نحو 14 غارة على مواني الحديدة الثلاثة، الخاضعة للحوثيين غرب اليمن، وعلى محطتين لتوليد الكهرباء في صنعاء، ما أدى إلى مقتل 9 أشخاص، وإصابة 3 آخرين.

وفي المرة الرابعة من الضربات الانتقامية في 26 ديسمبر 2024، استهدفت تل أبيب، لأول مرة، مطار صنعاء، وضربت في المدينة محطة كهرباء للمرة الثانية، كما استهدفت محطة كهرباء في الحديدة وميناء رأس عيسى النفطي، وهي الضربات التي أدت إلى مقتل 6 أشخاص، وإصابة أكثر من 40، وفق ما اعترفت به السلطات الصحية الخاضعة للجماعة.