باريس لا تقع على البحر لكنه يحضر إليها

بلاج باريس
بلاج باريس
TT

باريس لا تقع على البحر لكنه يحضر إليها

بلاج باريس
بلاج باريس

إذا كانت عاصمة النور لا تذهب إلى البحر فلا أقل من أن يحضر البحر إليها. ومرة أخرى، تتحقق هذه «المعجزة» الصغيرة بفضل إصرار عمدة باريس، آن هيدالغو، على مواصلة تقليد صيفي بدأ في عام 2002 ويقضي بتحويل كورنيش نهر السين، وسط العاصمة، إلى منطقة مفروشة بالرمل والشمسيات ودكاكين بيع المثلجات. وبهذا فإن الباريسيين المحرومين من متعة قضاء إجازة على شواطئ البحار والبحيرات، يجدون تعويضاً شكلياً، على الأقل، طالما أن السباحة في النهر ممنوعة بسبب التلوث.
فعالية «باري بلاج» بدأت مطلع هذا الشهر وتستمر حتى أول الشهر المقبل. لكنها لم تعد فريدة من نوعها إذ لحقت بها مبادرات مشابهة مثل تحويل الساحة الكبرى المقابلة لمبنى البلدية إلى ملعب مفروش بالرمال البيضاء الناعمة، يضم ثلاث ساحات للعب الكرة الطائرة. ويمكن ممارسة اللعبة مجاناً. وبلغ عدد المستفيدين منها، يومياً، نحواً من 350 لاعبا من كل الأعمار. ومن الملاحظ أن اللاعبين الذين يستخدمون هذه المساحات يقصدونها وهم بلباس البحر.
وإلى الحدود الشرقية من العاصمة، ما زال حوض «لافييت» يستقبل المتنزهين كل صيف للتمتع بالأيام المشمسة ولممارسة السباحة ورياضة القوارب. ويجري فرش ضفاف الحوض الصناعي بالرمل والعشب كما تتوزع فيه أعداد من النخيل توهم ابن المدينة بأنه انتقل إلى منتجع استوائي. وغالباً ما يجتذب الموقع أبناء الضواحي الواقعة على حدوده والشبان من أبناء المهاجرين الذين لا تسمح لهم الظروف بالتمتع برحلات سياحية خارج البلاد.



طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
TT

طرد الطيور في مطار «أورلي الفرنسي» بالألعاب النارية

مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)
مطار أورلي الفرنسي (شيترستوك)

يستخدم فريق أساليب جديدة بينها الألعاب النارية ومجموعة أصوات لطرد الطيور من مطار أورلي الفرنسي لمنعها من التسبب بمشاكل وأعطال في الطائرات، حسب وكالة الصحافة الفرنسية.
وتطلق كولين بليسي وهي تضع خوذة مانعة للضجيج ونظارات واقية وتحمل مسدساً، النار في الهواء، فيصدر صوت صفير ثم فرقعة، مما يؤدي إلى فرار الطيور الجارحة بعيداً عن المدرج. وتوضح "إنها ألعاب نارية. لم تُصنّع بهدف قتل الطيور بل لإحداث ضجيج" وإخافتها.
وتعمل بليسي كطاردة للطيور، وهي مهنة غير معروفة كثيراً لكنّها ضرورية في المطارات. ويقول المسؤول عن التنوع البيولوجي في أورلي سيلفان ليجال، في حديث إلى وكالة فرانس برس، إنّ "الاصطدام بالحيوانات هو ثاني أخطر احتمال لتعرّض الطائرة لحادثة كبيرة".
وللمطارات التي تطغى عليها الخرسانة، مناطق برية محمية ترمي إلى حماية الطيران، تبلغ في أورلي مثلاً 600 هكتار. وتضم هذه المناطق مجموعة من الحيوانات كالثعالب والأرانب وأنواع كثيرة من الطيور من البشلون الرمادي إلى زاغ الجيف.
ويوضح ليجال أنّ الاصطدام بالحيوانات قد "يُحدث أضراراً كبيرة للطائرة"، كتوقف المحرك في حال سحبت المحركات النفاثة الطائر، أو إصابة الطيارين إذا اصطدم الطائر بالزجاج الأمامي. إلا أنّ الحوادث الخطرة على غرار ما سُجل في نيويورك عام 2009 حين استدعى تصادم إحدى الطائرات بإوز هبوطها اضطرارياً، نادرة. وفي أورلي، شهد عدد الحوادث التي تتطلب وقف الإقلاع أو عودة الطائرة إلى المطار انخفاضاً إلى النصف منذ العام 2014.
ويعود سبب انخفاض هذه الحوادث إلى تطوّر مهارات طاردي الطيور الـ11 في أورلي. ويقول ليجال "كنّا نوظّف في الماضي صيادين، لأننا كنّا بحاجة إلى شخص يدرك كيفية حمل سلاح"، مضيفاً "كنا نعمل ضد الطبيعة".
إلا أنّ القوانين تغيّرت وكذلك العقليات، "فنعمل منذ العام 2014 لصالح الطبيعة"، إذ "بات السلاح حالياً آخر الحلول المُعتمدة".
ويضيف "نوظّف راهناً علماء بيئيين، لأننا نحتاج إلى أشخاص" يتمتعون بـ"مهارات علمية"، بهدف توسيع المساحات الخضراء للحد من وجود الطيور قرب المدارج. ويوضح أنّ "معلومات الخبراء عن الحياة البرية" تساهم في "تحديد الأنواع وسلوكها بصورة سريعة، وإيجاد الخطة الأنسب" في حال كان تخويف الحيوانات ضرورياً.