اكتشاف أقدم مقبرة لشعوب عاشت في سيبيريا منذ 1500 عام

العثور على أكثر من 2000 قطعة أثرية بينها سكاكين ورؤوس أسهم

أعمال التنقيب في غابات سيبيريا
أعمال التنقيب في غابات سيبيريا
TT

اكتشاف أقدم مقبرة لشعوب عاشت في سيبيريا منذ 1500 عام

أعمال التنقيب في غابات سيبيريا
أعمال التنقيب في غابات سيبيريا

تكشف آثار تعود إلى مراحل مختلفة من التاريخ عن طبيعة النشاط البشري في منطقة سيبيريا وغابات التايغا. ويوضح بعضها تقاليد شعوب استقرت في العصور القديمة في تلك المنطقة، وكشف البعض الآخر عن علاقات بين قبائل كانت منتشرة على ضفاف الأنهر والبحيرات هناك منذ القدم.
وأعلن علماء آثار من روسيا والصين، يقومون بحفريات أثرية في منطقة بوتشانسكي التابعة لإقليم كراسنويارسك في سيبيريا، عن اكتشاف مقبرة قديمة تعود إلى العصور الوسطى المبكرة هناك، وقالوا إن المقبرة التي يعود تاريخها إلى القرن الخامس الميلادي هي أقدم مقبرة يتم اكتشافها خلال أعمال التنقيب في غابات سيبيريا، ويرون أن الحظ حالفهم في اكتشافهم هذا.
وحسب بيان عن جامعة سيبيريا الفيدرالية، التي نظمت بعثة البحث عن الآثار، عثر العلماء في منطقة التنقيب التي تبلغ مساحتها 700 متر مربع، على 12 قبراً، وخلال دراستها وعمليات التنقيب بجوارها عثروا على أكثر من 2000 قطعة أثرية، بينها سكاكين حديدية ورؤوس أسهم، وأبازيم معدنية، فضلاً عن قطع أو شظايا أواني خزفية، وخرز زجاجي وحجري.
أما المقبرة القديمة، فاستنتج الفريق العلمي بعد دراستها، أن عملية الدفن فيها كانت تجري وفق طقوس «حرق الجثة»، ومن ثم تجميع الرفات ودفنه في حفر صغيرة خاصة. وسيتم إرسال عينات من رفات الجثث التي عُثر عليها إلى الصين، لإجراء دراسات وتحاليل، بغية تحديد «جنس» صاحب الرفات، وعمره، وعرقه.
وقالت بولينا سينوتروسوفا، كبيرة الخبراء في مختبر علم الآثار والإتنوغرافيا والتاريخ التابع لجامعة سيبيريا الفيدرالية، إنه «من المهم للغاية أن المدافن التي تم العثور عليها عبارة عن مجمع مغلق، ويحتوي على مواد تعود إلى الوقت ذاته، وتنتمي إلى الثقافة ذاتها». ورأت أن «ما تم العثور عليه من آثار يثير الاهتمام؛ لأنها تكشف عن طقوس معقدة كانت سائدة لدى الشعوب التي استقرت هناك قديماً»، موضحة أن القبور التي تم اكتشافها «عبارة عن حفر صغيرة في كل منها رفات جثة، مع عظام بشرية. هذا فضلاً عن كثير من الأدوات بجانب تلك القبور، تدفع للاعتقاد بأن الشعوب القديمة التي عاشت في هذه المنطقة، كانت لديها طقوس تشييع ودفن خاصة؛ حيث كانوا يضعون بعض مقتنيات المتوفى معه في القبر، أو بجانبه، لإحياء ذكراه».
وفي جمهورية خاكاسيا الروسية، التي تقع في سيبيريا أيضاً، أعلنت بعثة سايان من معهد تاريخ الحضارات المادية التابع لأكاديمية العلوم الروسية، اكتشاف أكثر من 10 آلاف قطعة أثرية تعود لعصور مختلفة، بما فيها قطع نقدية صينية، وذلك خلال حفريات تنقيب في منجم باي للفحم الحجري، في مناطق التاي وبيسك على أراضي جمهورية خاكاسيا السيبيرية.
وقال أندريه بولياكوف، رئيس البعثة، إن «عمليات الحفر والتنقيب تجري في ثلاث مناطق تاريخية اكتشفت قبل 3 - 4 سنوات»، موضحاً أن «القطع الأثرية التي عثر عليها هنا تعود إلى ثلاث مراحل زمنية، بعضها من نهاية العصر البرونزي، والبعض الآخر من العصر السكيثي والعصور الوسطى»، لافتاً إلى أن الفريق العلمي أنجز حتى الآن نصف خطة الحفريات الأثرية المقررة، وتمكن خلالها من العثور على أكثر من 10 آلاف قطعة أثرية تعود لعصور مختلفة، من بينها بعض القطع النقدية الصينية من العصور الوسطى، صادرة في عهد الإمبراطور جاي تسونغ، من عام 1094 إلى عام 1098 ميلادي. وعبر عن قناعته بأن هذا الاكتشاف «تأكيد آخر على أن الاتصالات بين سكان حوض نهر ينيسي بدأت قبل فترة طويلة، وتعود إلى القرن الحادي عشر قبل الميلاد».



«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
TT

«البحر الأحمر السينمائي» يشارك في إطلاق «صنّاع كان»

يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما
يتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما

في مسعى لتمكين جيل جديد من المحترفين، وإتاحة الفرصة لرسم مسارهم المهني ببراعة واحترافية؛ وعبر إحدى أكبر وأبرز أسواق ومنصات السينما في العالم، عقدت «معامل البحر الأحمر» التابعة لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» شراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»، للمشاركة في إطلاق الدورة الافتتاحية لبرنامج «صنّاع كان»، وتمكين عدد من المواهب السعودية في قطاع السينما، للاستفادة من فرصة ذهبية تتيحها المدينة الفرنسية ضمن مهرجانها الممتد من 16 إلى 27 مايو (أيار) الحالي.
في هذا السياق، اعتبر الرئيس التنفيذي لـ«مؤسسة مهرجان البحر الأحمر السينمائي» محمد التركي، أنّ الشراكة الثنائية تدخل في إطار «مواصلة دعم جيل من رواة القصص وتدريب المواهب السعودية في قطاع الفن السابع، ومدّ جسور للعلاقة المتينة بينهم وبين مجتمع الخبراء والكفاءات النوعية حول العالم»، معبّراً عن بهجته بتدشين هذه الشراكة مع سوق الأفلام بـ«مهرجان كان»؛ التي تعد من أكبر وأبرز أسواق السينما العالمية.
وأكّد التركي أنّ برنامج «صنّاع كان» يساهم في تحقيق أهداف «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» ودعم جيل جديد من المواهب السعودية والاحتفاء بقدراتها وتسويقها خارجياً، وتعزيز وجود القطاع السينمائي السعودي ومساعيه في تسريع وإنضاج عملية التطوّر التي يضطلع بها صنّاع الأفلام في المملكة، مضيفاً: «فخور بحضور ثلاثة من صنّاع الأفلام السعوديين ضمن قائمة الاختيار في هذا البرنامج الذي يمثّل فرصة مثالية لهم للنمو والتعاون مع صانعي الأفلام وخبراء الصناعة من أنحاء العالم».
وفي البرنامج الذي يقام طوال ثلاثة أيام ضمن «سوق الأفلام»، وقع اختيار «صنّاع كان» على ثمانية مشاركين من العالم من بين أكثر من 250 طلباً من 65 دولة، فيما حصل ثلاثة مشاركين من صنّاع الأفلام في السعودية على فرصة الانخراط بهذا التجمّع الدولي، وجرى اختيارهم من بين محترفين شباب في صناعة السينما؛ بالإضافة إلى طلاب أو متدرّبين تقلّ أعمارهم عن 30 عاماً.
ووقع اختيار «معامل البحر الأحمر»، بوصفها منصة تستهدف دعم صانعي الأفلام في تحقيق رؤاهم وإتمام مشروعاتهم من المراحل الأولية وصولاً للإنتاج.
علي رغد باجبع وشهد أبو نامي ومروان الشافعي، من المواهب السعودية والعربية المقيمة في المملكة، لتحقيق الهدف من الشراكة وتمكين جيل جديد من المحترفين الباحثين عن تدريب شخصي يساعد في تنظيم مسارهم المهني، بدءاً من مرحلة مبكرة، مع تعزيز فرصهم في التواصل وتطوير مهاراتهم المهنية والتركيز خصوصاً على مرحلة البيع الدولي.
ويتطلّع برنامج «صنّاع كان» إلى تشكيل جيل جديد من قادة صناعة السينما عبر تعزيز التعاون الدولي وربط المشاركين بخبراء الصناعة المخضرمين ودفعهم إلى تحقيق الازدهار في عالم الصناعة السينمائية. وسيُتاح للمشاركين التفاعل الحي مع أصحاب التخصصّات المختلفة، من بيع الأفلام وإطلاقها وتوزيعها، علما بأن ذلك يشمل كل مراحل صناعة الفيلم، من الكتابة والتطوير إلى الإنتاج فالعرض النهائي للجمهور. كما يتناول البرنامج مختلف القضايا المؤثرة في الصناعة، بينها التنوع وصناعة الرأي العام والدعاية والاستدامة.
وبالتزامن مع «مهرجان كان»، يلتئم جميع المشاركين ضمن جلسة ثانية من «صنّاع كان» كجزء من برنامج «معامل البحر الأحمر» عبر الدورة الثالثة من «مهرجان البحر الأحمر السينمائي الدولي» في جدة، ضمن الفترة من 30 نوفمبر (تشرين الثاني) حتى 9 ديسمبر (كانون الأول) المقبلين في المدينة المذكورة، وستركز الدورة المنتظرة على مرحلة البيع الدولي، مع الاهتمام بشكل خاص بمنطقة الشرق الأوسط.