معنويات المستثمرين بمنطقة اليورو عند أقل مستوى منذ أكتوبر 2014

TT

معنويات المستثمرين بمنطقة اليورو عند أقل مستوى منذ أكتوبر 2014

أظهر مسح أجرته مجموعة سنتكس أمس الاثنين، أن معنويات المستثمرين في منطقة اليورو تدهورت في أغسطس (آب) مسجلة أدنى مستوياتها منذ أكتوبر (تشرين الأول) 2014. وحذرت المجموعة من أن ألمانيا ستشهد يقيناً ركوداً اقتصادياً.
وقالت مجموعة سنتكس للأبحاث إن مؤشرها لمعنويات المستثمرين في منطقة اليورو انخفض من - 5.8 في يوليو (تموز) إلى - 13.7 في أغسطس (آب) الجاري، وليتراجع كثيراً، مقارنة مع توقعات المحللين التي أشارت إلى قراءة عند - 7.7.
وانخفضت التوقعات من - 13.0 إلى - 20.0. وهو أقل مستوى منذ أغسطس 2012 حين كانت أزمة ديون منطقة اليورو في ذروتها.
وتعهد ماريو دراغي رئيس البنك المركزي الأوروبي: «بالقيام بكل ما يتطلبه الأمر» لحماية اليورو. ونُسب إلى هذا التعهد الفضل على نطاق واسع في تماسك الكتلة الأوروبية.
وانخفض مؤشر فرعي لألمانيا من - 4.8 إلى - 13.7. وهو الأضعف منذ أغسطس (آب) 2009. وقالت «سنتكس» إن الاعتماد على الصادرات والمخاوف بشأن الصين شكلا عبئاً على أكبر اقتصاد في أوروبا كما أن الخلاف بشأن الرسوم استمر لفترة أطول مما كان يأمل كثيرون.
وقالت «سنتكس» إن 930 مستثمراً شاركوا في المسح الذي تم إجراؤه في الفترة بين الأول والثالث من أغسطس الجاري.
وتوقف نمو أنشطة الأعمال بمنطقة اليورو تقريباً في يوليو مع فتور الطلب، وفقاً لمسح أظهر تأثر قطاع الخدمات المهيمن على المنطقة بتراجع كبير في قطاع الصناعات التحويلية.
وفي الشهر الماضي، بات من شبه المؤكد أن البنك المركزي الأوروبي سيقوم بتيسير السياسة النقدية مع تدهور توقعات النمو لمنطقة اليورو ولن يقدم المسح الصادر أمس الاثنين، سوى القليل لتغيير توقعات السوق التي تشير إلى التيسير.
ونزلت القراءة النهائية لمؤشر «آي إتش إس» ماركت المجمع لمديري المشتريات في منطقة اليورو، الذي يعتبر معياراً جيداً لمتانة الاقتصاد ككل، إلى 51.5 في يوليو من 52.2 في يونيو (حزيران).
ويماثل ذلك قراءة أولية، لكن في الشهر الفائت تحرك المؤشر مقترباً من مستوى الخمسين الفاصل بين النمو والانكماش.
وأظهرت بيانات الأسبوع الماضي انكماش أنشطة المصانع في يوليو بأسرع وتيرة في ست سنوات وهبط مؤشر مديري المشتريات لقطاع الخدمات إلى 53.2 من 53.6 في الشهر السابق ليتراجع دون القراءة الأولية البالغة 53.3.
وتنبئ مؤشرات مستقبلية أنه لن يكون هناك أي تغيير قريباً، وأن الطلب على الخدمات ضعيف، إذ يتضرر بفعل انخفاض أنشطة التصدير الجديدة، التي تتضمن التجارة بين الدول الأعضاء بمنطقة اليورو. وانخفض المؤشر الفرعي إلى 49.2 من 49.4.
وأثر ذلك على التفاؤل الأوسع نطاقاً، وهبط مؤشر مجمع للإنتاج في المستقبل إلى 58.8 من 59.2، وهي أقل قراءة منذ أكتوبر 2014.



اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
TT

اقتصاد منطقة اليورو ينهي عام 2024 على تراجع وسط مخاوف بشأن التجارة

شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)
شارع بمدينة كمنيتس شرق ألمانيا (أ.ف.ب)

أظهر كثير من المؤشرات الرئيسية، يوم الأربعاء، أن اقتصاد منطقة اليورو، الذي ظل يتجنب الركود لأكثر من عام، أنهى عام 2024 على نحو ضعيف، مما يشير إلى أن التعافي المأمول منذ فترة طويلة لا يزال بعيد المنال.

وانخفض مؤشر المعنويات الرئيسي للمفوضية الأوروبية أكثر من المتوقع في ديسمبر (كانون الأول) الماضي، وانخفضت الطلبيات الصناعية الألمانية وتراجعت مبيعات التجزئة الألمانية بشكل غير متوقع. كل ذلك يضيف إلى المؤشرات القاتمة بالفعل في كتلة العملة التي تضم 20 دولة. وتشير الأرقام إلى أن منطقة اليورو، التي تواجه تهديداً جديداً بفرض رسوم جمركية جديدة على صادراتها من إدارة الرئيس الأميركي المنتخب، دونالد ترمب، المقبلة، بالكاد نمت في الربع الأخير من العام الماضي، وربما كان النمو الألماني سلبياً مرة أخرى.

جاء ذلك امتداداً لسلسلة كئيبة منذ ارتفاع أسعار الطاقة بعد الغزو الروسي لأوكرانيا الذي أضر بالصناعة. وقال ليو بارينكو من «أكسفورد إيكونوميكس»: «يشكل مؤشر المعنويات الاقتصادية الكئيب اليوم خطراً واضحاً على توقعاتنا بنمو معتدل للناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول من العام. لا توجد نقطة مضيئة لاقتصاد منطقة اليورو».

وانخفضت القراءة الرئيسية للمعنويات الاقتصادية في الاتحاد الأوروبي إلى 93.7 خلال ديسمبر الماضي من 95.6 في نوفمبر (تشرين الثاني) الذي سبقه، وهو ما يقل كثيراً عن التوقعات بقراءة ثابتة. وتراجع مؤشر المناخ الصناعي، وانخفضت معنويات المستهلكين، بينما ارتفعت توقعات الأسعار. وجاءت هذه الأرقام بعد ساعات فقط من بيانات منفصلة أظهرت أن الطلبيات الصناعية في ألمانيا؛ أكبر اقتصاد في منطقة اليورو، انخفضت بنسبة 5.4 في المائة عن الشهر السابق، وهو ما جاء أقل من التوقعات التي أشارت إلى عدم حدوث أي تغيير. وفي الوقت نفسه، انخفضت مبيعات التجزئة بنسبة 0.6 في المائة بالقيمة الحقيقية عن الشهر السابق، مقابل توقعات بنمو بنسبة 0.5 في المائة. ويعاني القطاع الصناعي الألماني الضخم من الركود منذ أكثر من عام بسبب ارتفاع تكاليف الطاقة، وتراجع الطلب من آسيا، والمنافسة الرخيصة من الأسواق الأخرى، التي أثرت جميعها على القطاع. وقال كارستن برزيسكي، الخبير الاقتصادي لدى «آي إن جي»: «لا يوجد حتى الآن في الأفق أي انعكاس للاتجاه بالنسبة إلى الصناعة الألمانية. إنها في أدنى مستوياتها في أحسن الأحوال... تشير مبيعات التجزئة المخيبة للآمال إلى أن انتعاش الاستهلاك الخاص في الربع الثالث من غير المرجح أن يستمر في الربع الرابع».

ولطالما عوّل الاقتصاديون على الاستهلاك الخاص لدفع الانتعاش، حيث تتمتع الأسر الآن بنمو كبير في الدخل الحقيقي وسط تضاؤل التضخم. ولكن تشير دراسة صادرة عن «البنك المركزي الأوروبي» إلى أن الأسر ستستمر في ادخار جزء كبير غير عادي من دخلها لإعادة بناء الثروة التي فقدتها بسبب التضخم المرتفع، مما قد يربك آمال زيادة الإنفاق. ويرى الاقتصاديون أن هذا الاتجاه قد يتفاقم بسبب أي ضعف إضافي في سوق العمل، التي بدأت تعاني من ضعف النمو وتقلص هوامش أرباح الشركات وضعف الطلب على سلع وخدمات الشركات.