تراجع الانقلابين بصفراء صعدة... ومقتل طفلة وإصابة جدّها في حجة

TT

تراجع الانقلابين بصفراء صعدة... ومقتل طفلة وإصابة جدّها في حجة

على وقع المعارك العنيفة في معقل ميليشيات الحوثي الانقلابية في محافظة صعدة، شمال غربي صنعاء، حققت قوات الجيش الوطني، بإسناد من تحالف دعم الشرعية، تقدمات متسارعة في جبهات باقم والصفراء (شمال)، وكبدت الميليشيات الخسائر البشرية والمادية، وذلك بالتزامن مع مقتل طفلة وإصابة جدها في مديرية حيران بمحافظة حجة، شمال غربي صنعاء.
يأتي ذلك في الوقت الذي تشهد فيه مختلف الجبهات معارك متواصلة وسط تقدم قوات الجش الوطني وإفشال محاولات الميليشيات التقدم واستعادة مواقع خسرتها، أبرزها الجوف (شمال)، ومأرب (شرق)، والبيضاء (وسط)، وتعز (جنوب غرب)، وذلك بالتزامن مع استمرار ميليشيات الحوثي الانقلابية في تصعيدها العسكري بمحافظة الحديدة الساحلية (غرب)، وقصفها الأحياء السكنية المحررة في مدينة الحديدة وريفها الجنوبي، علاوة على استهداف المنشآت الصناعية في الحديدة، وإسقاط الجيش طائرة استطلاع حوثية مسيرة جنوب شرقي الحديدة.
وسيطرت قوات الجيش الوطني، الأحد، على «مواقع الهنجر والتباب السود، وقطعت خطوط إمداد الميليشيا الانقلابية المؤدية إلى مركز مديرية باقم شمال محافظة صعدة»، وفقاً لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ) التي نقلت عن أركان حرب اللواء الخامس العقيد محمد الباهلي، قوله إن «الجيش الوطني عثر على مخازن للصواريخ والأسلحة والذخائر كانت في أحد الخنادق على ميمنة التباب السود».
وذكر أن «العمليات أسفرت عن قتل وإصابة كثير من عناصر ميليشيا الحوثي الانقلابية، فيما لاذ البقية بالفرار».
جاء ذلك بعد أقل من 24 ساعة من تحرير قوات الجيش الوطني، بإسناد من مروحيات قوات تحالف دعم الشرعية، «مرتفعات جبال الدخاس والخضاض بمديرية الصفراء».
وفي حجة، قتلت طفلة وأصيب مواطن، صباح الأحد، جراء سقوط مقذوف أطلقته ميليشيات الحوثي الانقلابية على قرية الدير بمديرية حيران، شمال حجة، المحاددة للسعودية.
وقال مصدر طبي، نقل عنه مركز إعلام المنطقة العسكرية الخامسة، إن «الطفلة فاطمة أحمد محمد راشد (11 عاماً)، قتلت بعد ساعات من إصابتها بشظايا المقذوف الحوثي، فيما تعرض جدها (50 عاماً) لشظايا في ساقه اليمنى».
وذكر أنه تم «نقل الحالتين فور إصابتهما إلى مستشفى الموسم الحدودي التابع للمملكة العربية السعودية، قبل أن تفارق الطفلة الحياة نتيجة حالتها الصحية الحرجة، حيث تعرضت لشظايا في الرأس».
يأتي هذا بعد أيام من إصابة مواطن آخر بسقوط مقذوف للحوثيين على قرية الدير الآهلة بالسكان.
وفي تعز، المحاصرة من قبل الانقلابيين منذ 4 أعوام، أحبطت قوات الجيش الوطني محاولة تسلل مجاميع حوثية على مواقعها في مديرية مقبنة (غرب). وقال مصدر عسكري إن «الجيش أفشل محاولة الميليشيات الحوثية التسلل إلى مواقعهم في منطقة قهبان بعزلة اليمن في مقبنة، ما أسفر عن اندلاع مواجهات وسقوط قتلى وجرحى من الجانبين».
وأضاف أن «جبهة مقبنة تشهد مواجهات متقطعة بشكل يومي بين الجيش والميليشيات وسط تكبيد الانقلابيين الخسائر البشرية والمادية»، لافتاً إلى أن «ميليشيات الانقلاب دفنت، الأحد، القيادي الحوثي في جبهة مقبنة المدعو هاني الشلبي، الذي قتل مع اثنين من مرافقيه في معارك شهدتها منطقة قهبان».
وفي الحديدة الساحلية، حيث ثاني أكبر ميناء في اليمن بعد ميناء عدن، واصلت ميليشيات الانقلاب، الأحد، قصفها المستمر والهستيري، بمختلف الأسلحة، مواقع القوات المشتركة والأحياء السكنية شرق مدينة الصالح بالحديدة وعدداً من المناطق في مديريات الدريهمي وحيس ومنطقة الجبلية بمديرية التحيتا (جنوب)، دون ذكر خسائر بشرية إن وجدت.
وأحبطت القوات المشتركة، الأحد، هجوم مجاميع حوثية على مواقعها في منطقة الطوب بالجاح في مديرية بيت الفقيه (جنوب)، الذي أعقبه هجوم حوثي على مواقع الجيش مستخدمة مختلف الأسلحة.
وأكدت مصادر عسكرية، نقل عنها مركز إعلام قوات ألوية العمالقة، «استمرار ميليشيات الحوثي في حشد مزيد من القوات الإضافية؛ مقاتلين وآليات عسكرية، إلى مناطق متاخمة لمنطقة الجبلية».
وقالت إن «القوات المشتركة تمكنت، مساء الجمعة، من إسقاط طائرة استطلاع حوثية مسيرة جنوب شرقي الحديدة، كانت تحلق في سماء منطقة قضبة وتقوم برصد وتصوير مواقع القوات المشتركة، فيما تمكنت القوات المشتركة من إسقاطها».


مقالات ذات صلة

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

المشرق العربي الأمم المتحدة تخطط للوصول إلى 12 مليون يمني بحاجة إلى المساعدة هذا العام (إ.ب.أ)

انعدام الأمن الغذائي يتفاقم في 7 محافظات يمنية

كشفت بيانات أممية عن تفاقم انعدام الأمن الغذائي في 7 من المحافظات اليمنية، أغلبها تحت سيطرة الجماعة الحوثية، وسط مخاوف من تبعات توقف المساعدات الأميركية.

محمد ناصر (تعز)
المشرق العربي الشراكات غير العادلة في أعمال الإغاثة تسبب استدامة الأزمة الإنسانية في اليمن (أ.ف.ب)

انتقادات يمنية لأداء المنظمات الإغاثية الأجنبية واتهامات بهدر الأموال

تهيمن المنظمات الدولية على صنع القرار وأعمال الإغاثة، وتحرم الشركاء المحليين من الاستقلالية والتطور، بينما تمارس منظمات أجنبية غير حكومية الاحتيال في المساعدات.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي لقاء نسوي حوثي في صنعاء حول مهام الزينبيات في شهر رمضان (إعلام حوثي)

رمضان... موسم حوثي لتكثيف أعمال التعبئة والتطييف

تستعد الجماعة الحوثية لموسم تعبئة وتطييف في شهر رمضان بفعاليات وأنشطة تلزم فيها الموظفين العموميين بالمشاركة وتستغل المساعدات الغذائية بمساهمة من سفارة إيران.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي مضامين طائفية تغلب على رسائل الشهادات العليا في جامعة صنعاء تحت سيطرة الحوثيين (إكس)

انقلابيو اليمن يعبثون بالشهادات الجامعية ويتاجرون بها

أثار حصول القيادي الحوثي مهدي المشاط على الماجستير سخرية وغضب اليمنيين بسبب العبث بالتعليم العالي، بينما تكشف مصادر عن تحول تزوير الشهادات الجامعية لنهج حوثي.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي القوات اليمنية نجحت بشكل محدود في وقف تدفق المهاجرين الأفارقة (إعلام حكومي)

15 ألف مهاجر أفريقي وصلوا إلى اليمن خلال شهر

رغم الإجراءات التي اتخذتها الحكومة اليمنية للحد من الهجرة من «القرن الأفريقي»، فإن البلاد استقبلت أكثر من 15 ألف مهاجر خلال شهر يناير الماضي.

محمد ناصر (تعز)

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
TT

الأردن وقطر ينددان بقرار إسرائيل وقف دخول المساعدات الإنسانية إلى قطاع غزة

مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)
مساعدات تقدمها وكالة «الأونروا» خارج مركز توزيع في مخيم جباليا للاجئين في شمال قطاع غزة (رويترز)

ندّد الأردن، اليوم (الأحد)، بقرار إسرائيل تعليق دخول المساعدات الإنسانية إلى غزة، معتبراً أنه «انتهاك فاضح لاتفاق وقف إطلاق النار»، يهدد «بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع» الفلسطيني.

ونقل بيان صادر عن وزارة الخارجية الأردنية عن الناطق باسمها، سفيان القضاة، قوله إن «قرار الحكومة الإسرائيلية يُعد انتهاكاً فاضحاً لاتفاق وقف إطلاق النار، ما يهدد بتفجر الأوضاع مجدداً في القطاع»، مشدداً على «ضرورة أن توقف إسرائيل استخدام التجويع سلاحاً ضد الفلسطينيين والأبرياء من خلال فرض الحصار عليهم، خصوصاً خلال شهر رمضان المبارك».

من جانبها، عدّت قطر التي ساهمت في جهود الوساطة لإبرام الهدنة بين إسرائيل وحركة «حماس» في غزة، أن تعليق الدولة العبرية إدخال المساعدات إلى القطاع المحاصر هو «انتهاك صارخ» للاتفاق. وندّدت وزارة الخارجية القطرية في بيان بالقرار الإسرائيلي، مؤكدة أنها «تعدّه انتهاكاً صارخاً لاتفاق الهدنة والقانون الدولي الإنساني واتفاقية جنيف الرابعة وكافة الشرائع الدينية». وشدّدت على رفض الدوحة «القاطع استخدام الغذاء كسلاح حرب، وتجويع المدنيين»، داعية «المجتمع الدولي إلزام إسرائيل بضمان دخول المساعدات الإنسانية بشكل آمن ومستدام ودون عوائق إلى كافة مناطق القطاع».

وسلمت حركة «حماس» 33 رهينة لإسرائيل خلال المرحلة الأولى من اتفاق وقف إطلاق النار، بينما أطلقت إسرائيل سراح نحو ألفي فلسطيني وانسحبت من بعض المواقع في قطاع غزة. وكان من المقرر أن تشهد المرحلة الثانية بدء مفاوضات الإفراج عن الرهائن المتبقين، وعددهم 59، بالإضافة إلى انسحاب إسرائيل تماماً من القطاع وإنهاء الحرب، بموجب الاتفاق الأصلي الذي تم التوصل إليه في يناير (كانون الثاني). وصمد الاتفاق على مدى الأسابيع الستة الماضية، على الرغم من اتهام كل طرف للآخر بانتهاك الاتفاق. وأدّت الحرب الإسرائيلية إلى مقتل أكثر من 48 ألف فلسطيني وتشريد كل سكان القطاع تقريباً وتحويل معظمه إلى أنقاض. واندلعت الحرب في أكتوبر (تشرين الأول) 2023 بعد هجوم شنّته «حماس» على إسرائيل، أسفر عن مقتل 1200، بحسب الإحصاءات الإسرائيلية.