مركز الحوار العالمي يناقش أهمية حماية المؤسسات الدينية لحقوق الأطفال

صورة جماعية للمشاركين بمؤتمر «دور القيادات والمؤسسات الدينية في حماية حقوق الطفل» ببيروت (الشرق الأوسط)
صورة جماعية للمشاركين بمؤتمر «دور القيادات والمؤسسات الدينية في حماية حقوق الطفل» ببيروت (الشرق الأوسط)
TT

مركز الحوار العالمي يناقش أهمية حماية المؤسسات الدينية لحقوق الأطفال

صورة جماعية للمشاركين بمؤتمر «دور القيادات والمؤسسات الدينية في حماية حقوق الطفل» ببيروت (الشرق الأوسط)
صورة جماعية للمشاركين بمؤتمر «دور القيادات والمؤسسات الدينية في حماية حقوق الطفل» ببيروت (الشرق الأوسط)

أكدت قيادات ومؤسسات دينية أهمية حماية حقوق الطفل، وتحديد الخطوات لضمان ذلك، مشددين على ضرورة تنفيذ الاتفاقية المتعلقة بذلك، كونها أداة رئيسة للتصدي للتهديدات الكثيرة التي تواجه الأطفال اليوم.
جاء ذلك خلال مؤتمر بعنوان «دور القيادات والمؤسسات الدينية في حماية حقوق الطفل» عُقِد في بيروت، ونظمه مركز الملك عبد الله بن عبد العزيز العالمي للحوار بين أتباع الأديان والثقافات، ومنصة الحوار والتعاون بين القيادات والمؤسسات الدينية المتنوعة في العالم العربي، ومؤسسة أريغاتو الدولية، وذلك بمشاركة 40 شخصاً يمثلون أكثر من 25 مؤسسة دينية وتربوية في العالم العربي.
من جانبه، شدد نائب رئيس البعثة البابوية في لبنان، المونسنيور إيفان سانتوس، على أهمية العمل المشترك تحت مبدأ الأخوة الإنسانية، مؤكداً عدم توافر بدائل للحوار الذي يؤدي لفهم الآخر، ويساعد البشرية على التحرر من الأحكام المسبقة، والاحتفال بالحياة وكرامة الإنسان.
وثمّن نائب سفير النمسا ستيفان فايت جهود مركز الحوار العالمي كمؤسسة ناشطة في العالم أجمع، مشيداً بأدواره المساعدة لتحقيق ما تسعى إليه جنيف لدعم أي مبادرة لإعطاء الطفل الطريق في هذا العالم في حال ضل.
وذكّر عضو مجلس إدارة مركز الحوار العالمي، الدكتور محمد السماك، بتركيز المركز على تفعيل دور الأفراد والقيادات والمؤسسات الدينية لمساندة صانعي السياسات، خصوصاً المؤسسات الدولية كالأمم المتحدة، مؤكداً النجاح في استثمار هذه الجهود، كونها قيم عالمية مشتركة بين الأديان والثقافات، ويمكن الاستفادة منها في معالجة مشكلات البشرية، وأهمها حماية حقوق الأطفال.
واعتبر السماك أن من رفعوا رايات التطرف والإلغائية للآخر لم يأتوا من كوكب آخر، وإنما خرجوا من بين صفوفنا، حيث تربوا منذ نعومة أظفارهم على أن الدين هو احتكار للإيمان، وأن الإيمان هو احتكار للحق، وأن كل من هو خارج الدين هو خارج الإيمان ومعادٍ للحق.
وأكد أن التيارات المتطرفة في كل دين وحضارة قتلت الرحمة في الإيمان، وألغت الروحانية في الدين، مشدداً على مسؤولية علماء الدين في وجوب العمل على إعادة الإيمان إلى قواعده الأساسية، وهي الرحمة والمحبة والحرية وحفظ كرامة الإنسان، بما في ذلك كرامة الأطفال وحقوقهم.
وقال محمد أبو نمر، كبير مستشاري مركز الحوار العالمي: يتمثل التحدي الرئيس اليوم في تحديد الدور الأكثر فعالية لتنفيذ القوانين والممارسات لحماية حقوق الأطفال، مبيناً أن الدين ليس هو السبب في اضطهاد حقوق الأطفال، ولكن تكمن المشكلة في بعض الممارسات والتلاعب وسوء تفسير النصوص الدينية، وبالتالي العادات والممارسات الدينية المترتبة على ذلك.
أما مديرة منظمة أريغاتو الدولية، الدكتورة ريبيكاريوس كون، فقالت: نحن نعمل ونشجع كل الحكومات على اعتماد اتفاقية حقوق الطفل التي صدقت عليها كل الدول باستثناء دولة واحدة، معتبرة أن الأمم المتحدة لم تنظر أبداً إلى دور القيادات الروحية بطريقة جدية.
وفي ختام المؤتمر، أوصى بالمشاركة على تدريب خبراء من المؤسسات الدينية التربوية، وتمكين قدراتها في قضايا الدفاع عن حماية حقوق الأطفال، بالتوافق مع وثيقة الأمم المتحدة في هذا الشأن، والعمل مع القيادات أو المؤسسات الدينية في العالم العربي لتوفير فرص تعليم متكافئة لهم، ورفع وعي القيادات والمؤسسات الدينية من أجل العمل مع القيادات الدينية وصانعي السياسات على منع عسكرتهم وتجنيدهم في الصراعات.
كما أكدوا ضرورة تبني المؤسسات الدينية لوسائل التواصل الاجتماعي لمواجهة أضرار ومخاطر التقنية الحديثة على الأطفال، جنباً إلى جنب مع العمل والتوافق مع مؤسسات التواصل الاجتماعي، على إصدار وثيقة أخلاقية مشتركة لحماية حقوقهم على هذه الوسائل، منوهين بضرورة التوكيد والتركيز على مسؤولية المؤسسات الدينية في العمل مع الأسرة، بوصفها الحاضن الأول لحماية الطفل ورعاية حقوقه، من خلال رفع الوعي لدى الأسرة، والعمل مع القيادات الدينية للتأكيد على أن التربية الدينية الوسطية الصحيحة هي حق من حقوق الطفل، بالشكل الذي يتناسب مع عمره ومحيطه، ويراعى فيها الجانب السلوكي لدى الطفل في الأسرة والمدرسة والمؤسسة الدينية.
وأشاروا إلى أهمية مخاطبة وتشجيع المؤسسات الدينية المعنية للعمل على تنقية التراث الديني الموجه للطفل، والتخلص مما يساء استعماله أو تفسيره ويضر الطفل وحقوقه، بالإضافة إلى العمل مع المؤسسات الدينية وصانعي القرار السياسي لمساندة الجهود والحملات التي تهدف لتطبيق القوانين التي تمنع الزواج المبكر والعمالة والعنف الجسدي والجنسي الموجه ضد الطفل.



انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
TT

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)
فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

بموازاة استمرار الجماعة الحوثية في تصعيد هجماتها على إسرائيل، واستهداف الملاحة في البحر الأحمر، وتراجع قدرات المواني؛ نتيجة الردِّ على تلك الهجمات، أظهرت بيانات حديثة وزَّعتها الأمم المتحدة تراجعَ مستوى الدخل الرئيسي لثُلثَي اليمنيين خلال الشهر الأخير من عام 2024 مقارنة بالشهر الذي سبقه، لكن هذا الانخفاض كان شديداً في مناطق سيطرة الجماعة المدعومة من إيران.

ووفق مكتب الأمم المتحدة لتنسيق الشؤون الإنسانية، فقد واجهت العمالة المؤقتة خارج المزارع تحديات؛ بسبب طقس الشتاء البارد، ونتيجة لذلك، أفاد 65 في المائة من الأسر التي شملها الاستطلاع بانخفاض في دخلها الرئيسي مقارنة بشهر نوفمبر (تشرين الثاني) الماضي والفترة نفسها من العام الماضي، وأكد أن هذا الانخفاض كان شديداً بشكل غير متناسب في مناطق الحوثيين.

وطبقاً لهذه البيانات، فإن انعدام الأمن الغذائي لم يتغيَّر في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية، بينما انخفض بشكل طفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين؛ نتيجة استئناف توزيع المساعدات الغذائية هناك.

الوضع الإنساني في مناطق الحوثيين لا يزال مزرياً (الأمم المتحدة)

وأظهرت مؤشرات نتائج انعدام الأمن الغذائي هناك انخفاضاً طفيفاً في صنعاء مقارنة بالشهر السابق، وعلى وجه التحديد، انخفض الاستهلاك غير الكافي للغذاء من 46.9 في المائة في نوفمبر إلى 43 في المائة في ديسمبر (كانون الأول) الماضي.

وضع متدهور

على النقيض من ذلك، ظلَّ انعدام الأمن الغذائي في المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة اليمنية دون تغيير إلى حد كبير، حيث ظلَّ الاستهلاك غير الكافي للغذاء عند مستوى مرتفع بلغ 52 في المائة، مما يشير إلى أن نحو أسرة واحدة من كل أسرتين في تلك المناطق تعاني من انعدام الأمن الغذائي.

ونبّه المكتب الأممي إلى أنه وعلى الرغم من التحسُّن الطفيف في المناطق الخاضعة لسيطرة الحوثيين، فإن الوضع لا يزال مزرياً، على غرار المناطق الخاضعة لسيطرة الحكومة، حيث يعاني نحو نصف الأسر من انعدام الأمن الغذائي (20 في المائية من السكان) مع حرمان شديد من الغذاء، كما يتضح من درجة استهلاك الغذاء.

نصف الأسر اليمنية يعاني من انعدام الأمن الغذائي في مختلف المحافظات (إعلام محلي)

وبحسب هذه البيانات، لم يتمكَّن دخل الأسر من مواكبة ارتفاع تكاليف سلال الغذاء الدنيا، مما أدى إلى تآكل القدرة الشرائية، حيث أفاد نحو ربع الأسر التي شملها الاستطلاع في مناطق الحكومة بارتفاع أسعار المواد الغذائية كصدمة كبرى، مما يؤكد ارتفاع أسعار المواد الغذائية الاسمية بشكل مستمر في هذه المناطق.

وذكر المكتب الأممي أنه وبعد ذروة الدخول الزراعية خلال موسم الحصاد في أكتوبر (تشرين الأول) ونوفمبر، الماضيين، شهد شهر ديسمبر أنشطةً زراعيةً محدودةً، مما قلل من فرص العمل في المزارع.

ولا يتوقع المكتب المسؤول عن تنسيق العمليات الإنسانية في اليمن حدوث تحسُّن كبير في ملف انعدام الأمن الغذائي خلال الشهرين المقبلين، بل رجّح أن يزداد الوضع سوءاً مع التقدم في الموسم.

وقال إن هذا التوقع يستمر ما لم يتم توسيع نطاق المساعدات الإنسانية المستهدفة في المناطق الأكثر عرضة لانعدام الأمن الغذائي الشديد.

تحديات هائلة

بدوره، أكد المكتب الإنمائي للأمم المتحدة أن اليمن استمرَّ في مواجهة تحديات إنسانية هائلة خلال عام 2024؛ نتيجة للصراع المسلح والكوارث الطبيعية الناجمة عن تغير المناخ.

وذكر أن التقديرات تشير إلى نزوح 531 ألف شخص منذ بداية عام 2024، منهم 93 في المائة (492877 فرداً) نزحوا بسبب الأزمات المرتبطة بالمناخ، بينما نزح 7 في المائة (38129 فرداً) بسبب الصراع المسلح.

نحو مليون يمني تضرروا جراء الفيضانات منتصف العام الماضي (الأمم المتحدة)

ولعبت آلية الاستجابة السريعة متعددة القطاعات التابعة للأمم المتحدة، بقيادة صندوق الأمم المتحدة للسكان، وبالشراكة مع برنامج الأغذية العالمي و«اليونيسيف» وشركاء إنسانيين آخرين، دوراً محورياً في معالجة الاحتياجات الإنسانية العاجلة الناتجة عن هذه الأزمات، وتوفير المساعدة الفورية المنقذة للحياة للأشخاص المتضررين.

وطوال عام 2024، وصلت آلية الاستجابة السريعة إلى 463204 أفراد، يمثلون 87 في المائة من المسجلين للحصول على المساعدة في 21 محافظة يمنية، بمَن في ذلك الفئات الأكثر ضعفاً، الذين كان 22 في المائة منهم من الأسر التي تعولها نساء، و21 في المائة من كبار السن، و10 في المائة من ذوي الإعاقة.

وبالإضافة إلى ذلك، تقول البيانات الأممية إن آلية الاستجابة السريعة في اليمن تسهم في تعزيز التنسيق وكفاءة تقديم المساعدات من خلال المشاركة النشطة للبيانات التي تم جمعها من خلال عملية الآلية وتقييم الاحتياجات.