مقتل قيادي حوثي في الحديدة

TT

مقتل قيادي حوثي في الحديدة

أفادت «قوات العمالقة»، في جبهة الساحل الغربي، بمقتل قيادي حوثي بارز، بعد يومين من قيادته هجوماً واسعاً على مواقع القوات المشتركة داخل مدينة الحديدة الساحلية، غرب اليمن.
ونقل «المركز الإعلامي لقوات العمالقة» عن مصادر عسكرية أن «الميليشيات المدعومة من إيران شيّعت، صباح الخميس، في صنعاء، المدعوّ معصار شوعي السالمي، المكنى أبو سليم، الذي لقي مصرعه، مساء الثلاثاء.
معصار وهو من أبناء محافظة عمران شن هجوما عنيفاً وواسعاً للميليشيات الحوثية محاولاً اختراق دفاعات القوات المشتركة، واجتياز خطوط التماس في شارع صنعاء داخل مدينة الحديدة، وسرعان ما انتهى الهجوم بالفشل الذريع ومصرع وجرح معظم المشاركين فيه على يد مقاتلي القوات المشتركة.
وذكرت «العمالقة» أن «قيادات الميليشيات الحوثية حاولت دفنه في مسقط رأسه دون الإعلان عن خبر مصرعه، خشية من انهيار المعنويات لدى الميليشيا جراء تساقط قياداتها في الحديدة دون تحقيق أي اختراق في دفاعات القوات المشتركة، إلا أن أقاربه وزملاءه رفضوا وأصروا على تشييعه بشكل معلن».
وأكدت أن «المعصار يُعد رابع قيادي بارز من ميليشيات الحوثي يلقى مصرعه، وهو ممن تولوا قيادة هجمات شبه انتحارية داخل مدينة الحديدة خلال الشهرين الماضيين».
وكان عدد من قيادات الحوثي البارزة لقت مصرعها حديثاً، إضافة إلى إصابة آخرين، وأبرزهم قائد المحور المتحرك للميليشيات الحوثية في الساحل الغربي المدعو سفيان طالب السفياني، وإصابة رئيس عمليات المحور المدعو محمد محمد الفقيه أثناء قيادتهما هجومين منفصلين، فيما أقدمت الميليشيات على تصفية قائد جبهتها بمدينة الحديدة المدعو نجيب المؤيد (الرازحي)، في إطار تصاعد الصراع بين أقطابها.
وتواصل ميليشيات الانقلاب التصعيد العسكري في الحديدة الساحلية من خلال القصف المستمر على الأحياء والقرى السكنية وأبرزها، خلال الساعات الماضية، قصف تجمعات سكانية شمال مديرية حيس، جنوباً، مستخدمة مختلف الأسلحة الثقيلة، ما أسفر عن سقوط عدد من القذائف في عدد من المنازل دون ذكر أي خسائر بشرية، علاوة على سقوط عدد من القذائف على المزارع وخلفت أضراراً بالغة بممتلكات المواطنين، وذلك بالتزامن مع دفع الميليشيات بعشرات الآليات والعربات العسكرية الثقيلة وعربات «بي أم بي» والمدفعية الثقيلة ومئات المقاتلين المدججين بالأسلحة الثقيلة والمتوسطة صوب مديرية حيس.
كما استهدفت مواقع القوات المشتركة شمال مديرية التحيتا وحشدت المئات من المقاتلين صوب المديرية وتعزيز قواتها بالآليات العسكرية بالمدفعية والأسلحة الثقيلة والمتوسطة في إطار تصعيدها العسكري.
يأتي ذلك في إطار استمرار الانقلابيين بانتهاكاتهم في مختلف مناطق ومديريات محافظة الحديدة منذ التوقيع على اتفاقية استوكهولم التي تنص على وقف إطلاق النار والعمليات العسكرية في الحديدة، وهو ما لم تلتزم به ميليشيات الحوثي الانقلابية.
إلى ذلك، أُصيب أربعة أطفال وامرأة، أمس (الخميس)، جراء استهداف ميليشيات الانقلاب منازل المواطنين في منطقة مريس، شمال الضالع بجنوب البلاد. وذكرت مصادر نقلت عنها موقع الجيش الوطني «سبتمبر.نت» أن «الميليشيات قصفت بقذائف الهاون، أمس (الخميس)، قرية اللكمة، شمال مريس، وسقطت إحدى قذائف القصف على منزل المواطن عبد الله ناجي الفقيه، أثناء احتفاله بخطبة أحد أبنائه».
وأكدت المصادر أن «الاستهداف أسفر عن إصابة المواطنة رحمة سعيد مقبل (45 عاماً)، والأطفال عمر عبد الله ناجي (11 عاماً)، وصلاح صدام صادق (10 أعوام)، وأحمد عبد الولي أحمد (9 أعوام)، وخالد علي محمد (12 عاماً)»، وأن «القصف تسبب أيضاً بأضرار مادية جسيمة بمنازل المواطنين، وعدد من السيارات».
وتجددت المواجهات في جبهة عصيفرة والزنوج، شمال مدينة تعز، المحاصَرة من قبل ميليشيات الانقلاب منذ أربعة أعوام.
في المقابل، أشاد نائب الرئيس اليمني الفريق الركن علي محسن الأحمر بما يحققه الجيش الوطني من انتصارات في سبيل استكمال تحرير محافظة صنعاء، وعبّر عن تقديره للدور دول التحالف بقيادة السعودية.
جاء ذلك خلال لقائه، أول من أمس (الخميس)، محافظ صنعاء اللواء عبد القوي شريف، حيث اطلع خلال اللقاء على مستجدات المحافظة والأوضاع الميدانية فيها.
ووفقاً لوكالة الأنباء اليمنية الرسمية (سبأ)، شدد الأحمر على «ضرورة مضاعفة الجهود وحشد القوى ومختلف المكونات لإسناد هذا التقدم، والتنسيق والعمل مع بقية المحافظات المجاورة، بما يحقق انتصار الشرعية وإنهاء معاناة المواطنين التي يتجرعونها».
ودعا «الوجاهات وكل أبناء محافظة صنعاء بمختلف مكوناتهم إلى مساندة (الشرعية) لإنهاء الانقلاب والمعاناة والأزمات التي ترتبت عليه، واستعادة الدولة والاتجاه لبناء اليمن الاتحادي المكون من ستة أقاليم».
من جانبه، قدم محافظ صنعاء تقريراً عن «الأوضاع الميدانية والجهود الهادفة للالتفاف حول قيادة الشرعية ومساندة جهود الجيش ومقارعة ميليشيا الانقلاب».


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
TT

تقرير أممي: تدهور الأراضي الزراعية سيفقد اليمن 90 مليار دولار

اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)
اليمن يخسر سنوياً 5‎ % من أراضيه الزراعية بسبب التصحر (إعلام محلي)

وضع برنامج الأمم المتحدة الإنمائي سيناريو متشائماً لتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن إذا ما استمر الصراع الحالي، وقال إن البلد سيفقد نحو 90 مليار دولار خلال الـ16 عاماً المقبلة، لكنه وفي حال تحقيق السلام توقع العودة إلى ما كان قبل الحرب خلال مدة لا تزيد على عشرة أعوام.

وفي بيان وزعه مكتب البرنامج الأممي في اليمن، ذكر أن هذا البلد واحد من أكثر البلدان «عُرضة لتغير المناخ على وجه الأرض»، ولديه أعلى معدلات سوء التغذية في العالم بين النساء والأطفال. ولهذا فإنه، وفي حال استمر سيناريو تدهور الأراضي، سيفقد بحلول عام 2040 نحو 90 مليار دولار من الناتج المحلي الإجمالي التراكمي، وسيعاني 2.6 مليون شخص آخر من نقص التغذية.

اليمن من أكثر البلدان عرضة لتغير المناخ على وجه الأرض (إعلام محلي)

وتوقع التقرير الخاص بتأثير تدهور الأراضي الزراعية في اليمن أن تعود البلاد إلى مستويات ما قبل الصراع من التنمية البشرية في غضون عشر سنوات فقط، إذا ما تم إنهاء الصراع، وتحسين الحكم وتنفيذ تدابير التنمية البشرية المستهدفة.

وفي إطار هذا السيناريو، يذكر البرنامج الأممي أنه، بحلول عام 2060 سيتم انتشال 33 مليون شخص من براثن الفقر، ولن يعاني 16 مليون شخص من سوء التغذية، وسيتم إنتاج أكثر من 500 مليار دولار من الناتج الاقتصادي التراكمي الإضافي.

تحذير من الجوع

من خلال هذا التحليل الجديد، يرى البرنامج الأممي أن تغير المناخ، والأراضي، والأمن الغذائي، والسلام كلها مرتبطة. وحذّر من ترك هذه الأمور، وقال إن تدهور الأراضي الزائد بسبب الصراع في اليمن سيؤثر سلباً على الزراعة وسبل العيش، مما يؤدي إلى الجوع الجماعي، وتقويض جهود التعافي.

وقالت زينة علي أحمد، الممثلة المقيمة لبرنامج الأمم المتحدة الإنمائي في اليمن، إنه يجب العمل لاستعادة إمكانات اليمن الزراعية، ومعالجة عجز التنمية البشرية.

تقلبات الطقس تؤثر على الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية في اليمن (إعلام محلي)

بدورها، ذكرت منظمة الأمم المتحدة للأغذية والزراعة (فاو) أن النصف الثاني من شهر ديسمبر (كانون الأول) الحالي يُنذر بظروف جافة في اليمن مع هطول أمطار ضئيلة في المناطق الساحلية على طول البحر الأحمر وخليج عدن، كما ستتقلب درجات الحرارة، مع ليالٍ باردة مع احتمالية الصقيع في المرتفعات، في حين ستشهد المناطق المنخفضة والساحلية أياماً أكثر دفئاً وليالي أكثر برودة.

ونبهت المنظمة إلى أن أنماط الطقس هذه قد تؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وتضع ضغوطاً إضافية على المحاصيل والمراعي، وتشكل تحديات لسبل العيش الزراعية، وطالبت الأرصاد الجوية الزراعية بضرورة إصدار التحذيرات في الوقت المناسب للتخفيف من المخاطر المرتبطة بالصقيع.

ووفق نشرة الإنذار المبكر والأرصاد الجوية الزراعية التابعة للمنظمة، فإن استمرار الظروف الجافة قد يؤدي إلى تفاقم ندرة المياه، وزيادة خطر فترات الجفاف المطولة في المناطق التي تعتمد على الزراعة.

ومن المتوقع أيضاً - بحسب النشرة - أن تتلقى المناطق الساحلية والمناطق الداخلية المنخفضة في المناطق الشرقية وجزر سقطرى القليل جداً من الأمطار خلال هذه الفترة.

تقلبات متنوعة

وبشأن تقلبات درجات الحرارة وخطر الصقيع، توقعت النشرة أن يشهد اليمن تقلبات متنوعة في درجات الحرارة بسبب تضاريسه المتنوعة، ففي المناطق المرتفعة، تكون درجات الحرارة أثناء النهار معتدلة، تتراوح بين 18 و24 درجة مئوية، بينما قد تنخفض درجات الحرارة ليلاً بشكل حاد إلى ما بين 0 و6 درجات مئوية.

وتوقعت النشرة الأممية حدوث الصقيع في مناطق معينة، خاصة في جبل النبي شعيب (صنعاء)، ومنطقة الأشمور (عمران)، وعنس، والحدا، ومدينة ذمار (شرق ووسط ذمار)، والمناطق الجبلية في وسط البيضاء. بالإضافة إلى ذلك، من المتوقع حدوث صقيع صحراوي في المناطق الصحراوية الوسطى، بما في ذلك محافظات الجوف وحضرموت وشبوة.

بالسلام يمكن لليمن أن يعود إلى ما كان عليه قبل الحرب (إعلام محلي)

ونبهت النشرة إلى أن هذه الظروف قد تؤثر على صحة الإنسان والنباتات والثروة الحيوانية، وسبل العيش المحلية في المرتفعات، وتوقعت أن تؤدي الظروف الجافة المستمرة في البلاد إلى استنزاف رطوبة التربة بشكل أكبر، مما يزيد من إجهاد الغطاء النباتي، ويقلل من توفر الأعلاف، خاصة في المناطق القاحلة وشبه القاحلة.

وذكرت أن إنتاجية محاصيل الحبوب أيضاً ستعاني في المناطق التي تعتمد على الرطوبة المتبقية من انخفاض الغلة بسبب قلة هطول الأمطار، وانخفاض درجات الحرارة، بالإضافة إلى ذلك، تتطلب المناطق الزراعية البيئية الساحلية التي تزرع محاصيل، مثل الطماطم والبصل، الري المنتظم بسبب معدلات التبخر العالية، وهطول الأمطار المحدودة.

وفيما يخص الثروة الحيوانية، حذّرت النشرة من تأثيرات سلبية لليالي الباردة في المرتفعات، ومحدودية المراعي في المناطق القاحلة، على صحة الثروة الحيوانية وإنتاجيتها، مما يستلزم التغذية التكميلية والتدخلات الصحية.