تصنيف دولي «أخضر» لبعلبك يعيدها إلى الخريطة السياحية

بعد انتشار الجيش والقوى الأمنية في المدينة والقرى المحيطة

TT

تصنيف دولي «أخضر» لبعلبك يعيدها إلى الخريطة السياحية

تعود مدينة بعلبك في شرق لبنان إلى الخريطة السياحية، نتيجة التصنيف «الأخضر» لها، ما انعكس ارتفاعاً في عدد زوار قلعتها والمهرجانات الدولية التي تقام فيها هذا الشهر والذي تخطى 8 آلاف زائر.
وتشهد محافظة بعلبك الهرمل هذه الأيام نقلة نوعية من خلال سيطرة القوى الأمنية وبسط الجيش اللبناني سلطته على المدينة والقرى المحيطة بها، إلى جانب توقيف عدد كبير من المطلوبين الخطرين وتدني مستوى الجريمة في المحافظة بشكل لافت، ما انعكس تغييراً في تصنيف المحافظة من قِبل بعض السفارات الأوروبية لا سيما البريطانية، والإيطالية، والكندية، واليابانية، والرومانية إضافة إلى الأمم المتحدة، ما أدى إلى حذف محافظة بعلبك من لائحة المناطق المحظورة زيارتها، وإدراجها ضمن «المناطق الخضراء» أمنياً.
وسقط التصنيف السابق بعدما ارتبط اسم محافظة بعلبك الهرمل بالتوتر الأمني على مدى سنوات، وصنّفت ضمن «المناطق الحمراء»، نتيجة للأحداث الأمنية التي ضربتها من انتشار الإرهابيين في جرود رأس بعلبك وعرسال والمناطق الحدودية، وما رافق ذلك من اعتداءات على الجيش اللبناني.
ويعد هذا التصنيف الجديد نقلة غير موسمية، حسبما يقول محافظ بعلبك الهرمل بشير خضر، لـ«الشرق الأوسط»، مشيراً إلى «التحديات الأمنية التي مرّت بها بعلبك، لا سيما التهديدات الإرهابية»، ولفت إلى «أن الأمن تَقدّم كل الأولويات في المحافظة، وبعد 2017 بدأت معالجة الوضع الأمني المتفلت داخل بعلبك، ورافقت الإجراءات الأمنية المشددة المستمرة حتى اليوم، عمليات عدة قامت بها الأجهزة الأمنية، ونتيجة ذلك تقلّص عدد الحوادث الأمنية التي كانت شبه يومية، ما أدّى إلى تغيّر التصنيف عند السفارات إلى (الأخضر) باستثناء بعض القرى الحدودية، وأصبحت قلعة بعلبك الأثرية وأسواقها تعجّ بالسياح من مختلف الجنسيات الأوروبية».
وأشار خضر إلى أن «التصنيف يرتكز على تقييم الوضع الأمني في وزارات الدفاع والخارجية لهذه الدول، وعلى هذا الأساس يتم السماح للرعايا بزيارة بعلبك». وفي هذ الإطار كشف خضر عن «لقائه السفير الفرنسي برونو فوشيه الذي أبلغه بأنه حين زار بعلبك التقى فرنسيين رغم حظر تجولهم في هذه المنطقة، لافتاً إلى أن «فرنسا غيّرت التصنيف في فترة المهرجانات لأن الإجراءات الأمنية تكون استثنائية».
وأشار خضر إلى أن «التواصل مع الفرنسيين مستمر لتغيير التصنيف بشكل نهائي»، لافتاً إلى «أن هذا الأمر يحصل في وزارة الخارجية الفرنسية بعدما يرفع السفير الفرنسي تقريره»، وتابع خضر بالإشارة إلى «أنه لمس من فوشيه توجّهاً لإعادة تصنيف بعلبك ضمن (المناطق الخضراء)».
الصورة الحضارية لبعلبك تعود تلقائياً إلى أذهان المجتمع الدولي، وقد أسهمت المهرجانات الدولية بهذا الأمر إلى حد كبير. لكن المحزن هو الحاجز النفسي الذي يصطدم به اللبنانيون، ففي وقت يزور بعلبك عدد كبير من السياح الأجانب يغيب اللبنانيون عن السياحة الداخلية والتوجه إلى بعلبك، وعزا خضر السبب «إلى الإعلام الذي يركّز على الحوادث الأمنية، ولا يعطي مساحة للأخبار التي تعكس الدور الثقافي الذي تلعبه هذه المدينة وجمال طبيعتها وحسن ضيافة أهلها»، كاشفاً لـ«الشرق الأوسط» عن دعوة وجّهها إلى رئيس الجمهورية العماد ميشال عون، لزيارة بعلبك، الذي رحب بها لما يحمل عون لهذه المنطقة وأهلها من محبة واحترام، ولكن يعود إليه تحديد مناسبة وظروف الزيارة.



اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن يدخل مسار التنفيذ

بوابة مقر البنك المركزي في صنعاء الخاضع للحوثيين (رويترز)
بوابة مقر البنك المركزي في صنعاء الخاضع للحوثيين (رويترز)
TT

اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي في اليمن يدخل مسار التنفيذ

بوابة مقر البنك المركزي في صنعاء الخاضع للحوثيين (رويترز)
بوابة مقر البنك المركزي في صنعاء الخاضع للحوثيين (رويترز)

دخل اتفاق خفض التصعيد الاقتصادي بين الحكومة اليمنية والحوثيين حيّز التنفيذ مع عودة «السويفت» الدولي إلى البنوك الستة المعاقبة في صنعاء من البنك المركزي في عدن، واستئناف الرحلات من مطار صنعاء إلى مطار عمّان بواقع 3 رحلات يومياً.

المبعوث الأممي إلى اليمن، هانس غرونبرغ، أعلن، الثلاثاء الماضي، توصل الحكومة اليمنية والحوثيين إلى اتفاق لخفض التصعيد الاقتصادي من شأنه أن يمهد لمحادثات شاملة في الملف الاقتصادي والإنساني.

طائرة تابعة للخطوط الجوية اليمنية في طريقها من صنعاء إلى عمان (أرشيفية - أ.ب)

وأعلنت شركة الخطوط الجوية اليمنية تشغيل ثلاث رحلات يومياً لخط صنعاء - عمّان صنعاء ابتداء من الخميس، بعدما كانت تقتصر قبل التصعيد على رحلة واحدة فقط، على أمل أن يتم تسيير رحلات إلى مصر والهند بعد استيفاء الإجراءات اللوجستية مع البلدين.

وأوضح المتحدث الرسمي باسم الخطوط الجوية اليمنية، حاتم الشَّعبي، أن تشغيل الرحلات يأتي حسب الاتفاق بين الحكومة الشرعية وجماعة الحوثي، الذي أعلنه مبعوث الأمين العام للأمم المتحدة الخاص لليمن، هانس غروندبرغ.

وأكد الشعبي أن شركة الخطوط الجوية اليمنية تحرص على تقديم خدمتها لكل اليمنيين، وأن تشغيل رحلات صنعاء- عمّان صنعاء جاء بعد الحصول على التصاريح المطلوبة.

وأضاف المتحدث أن الشركة تتابع الحصول على التصاريح لتشغيل رحلات من صنعاء إلى القاهرة، ومومباي، عندما تحصل على جميع التصاريح اللازمة لذلك. مشيرًا إلى فتح منافذ البيع بجميع مكاتب الشركة ووكلائها المعتمدين على جميع درجات الإركاب من جميع مناطق اليمن دون استثناء.

المقر الرئيسي للبنك المركزي اليمني في العاصمة المؤقتة عدن (إعلام حكومي)

في السياق نفسه أعلن الإعلام الحوثي أن جمعية الاتصالات العالمية بين البنوك «سويفت» أخطرت البنوك اليمنية الخاضعة في مناطق سيطرة الجماعة بإعادة تفعيل الخدمة، مقابل إلغاء الجماعة بعض الإجراءات التي اتخذتها عبر فرع البنك المركزي الخاضع لها في صنعاء «كخطوة للتعبير عن حسن النوايا»، من دون توضيح تلك الإجراءات وماهيتها.

تواصل الترحيب

تواصلاً للترحيب الخليجي والمصري بالاتفاق اليمني لخفض التصعيد الاقتصادي بين الحكومة الشرعية والحوثيين، رحبت دولة الإمارات، ببيان المبعوث الخاص للأمين العام للأمم المتحدة إلى اليمن، هانس غروندبرغ.

ورأت الخارجية الإماراتية في بيان، الخميس، أن الاتفاق خطوة إيجابية في طريق الحل السياسي في اليمن بما يحقق تطلعات شعبه في الأمن والنماء والاستقرار، مثمنة الجهود التي تبذلها الأمم المتحدة ومبعوثها الخاص للوصول إلى حل شامل ومستدام للأزمة اليمنية بما يعزز السلام والاستقرار في اليمن والمنطقة.

وجدد البيان، التأكيد على أن دولة الإمارات تدعم كل الجهود الإقليمية والدولية المبذولة لإحلال الاستقرار في اليمن، ووقوفها إلى جانب الشعب اليمني، ودعم طموحاته المشروعة في التنمية والازدهار.

وينص اتفاق خفض التصعيد اليمني على أربع نقاط؛ الأولى هي إلغاء القرارات والإجراءات الأخيرة ضد البنوك من الجانبين، والتوقف مستقبلاً عن أي قرارات أو إجراءات مماثلة.

الحوثيون احتجزوا 4 طائرات تابعة للخطوط الجوية اليمنية في مطار صنعاء أثناء التصعيد ضد الشرعية (إعلام حكومي)

أما النقطة الثانية فتنص على استئناف طيران «الخطوط الجوية اليمنية» الرحلات بين صنعاء والأردن، وزيادة عدد رحلاتها من رحلة واحدة إلى ثلاث يومياً، وتسيير رحلات إلى القاهرة والهند يومياً، أو حسب الحاجة.

وفي النقطة الثالثة اتفق الطرفان على عقد اجتماعات لمعالجة التحديات الإدارية والفنية والمالية التي تواجهها شركة «الخطوط الجوية اليمنية».

أما البند الرابع فتضمّن الاتفاق على البدء في عقد اجتماعات لمناقشة القضايا الاقتصادية والإنسانية كافّة بناء على خريطة الطريق.

وكان البنك المركزي اليمني في عدن سحب تراخيص 6 مصارف في مناطق سيطرة الحوثيين، بعد عجزها عن نقل عملياتها إلى عدن، وردَّت الجماعة الحوثية بتدابير مماثلة ضد البنوك في مناطق سيطرة الحكومة، واحتجزت 4 من طائرات «الخطوط الجوية اليمنية» في مطار صنعاء، نتيجة الخلاف على إيرادات الشركة.