«ضيوف الشرف» في الأعمال الفنية المصرية ضرورة تحولت موضة

المسلسلات الكوميدية تحصد نصيب الأسد من نسبة ظهورهم

الفنانة هيفاء وهبي في لقطة من المسلسل الكوميدي «الواد سيد الشحات»
الفنانة هيفاء وهبي في لقطة من المسلسل الكوميدي «الواد سيد الشحات»
TT

«ضيوف الشرف» في الأعمال الفنية المصرية ضرورة تحولت موضة

الفنانة هيفاء وهبي في لقطة من المسلسل الكوميدي «الواد سيد الشحات»
الفنانة هيفاء وهبي في لقطة من المسلسل الكوميدي «الواد سيد الشحات»

ازدادت الاستعانة بنجوم «ضيوف الشرف» في الأعمال الفنية التلفزيونية والسينمائية المصرية، بشكل لافت في الآونة الأخيرة، بعدما كان ظهورهم قليلاً، ويقتصر على الضرورة الدرامية في سياق أحداث الأعمال الفنية فقط. ووصف نقاد مصريون الظاهرة بأنها «موضة» ستختفي في السنوات المقبلة، بينما رد بعض الصناع بأنهم يضطرون إلى الاستعانة بكبار النجوم في مشاهد قليلة، لكنها تكون مؤثرة ورئيسية وتؤدي إلى نجاح تسويق الأفلام والمسلسلات.
في موسم عيد الفطر السينمائي، استعان صناع فيلم «كازابلانكا» بعدد من ضيوف الشرف، من بينهم مصطفى شعبان، ونيللي كريم، وأحمد فهمي، كما استعان الفنان رامز جلال في فيلمه «سبع البرمبة» بـ3 ضيوف شرف، وهم أمير كرارة، وأحمد السقا، وياسر جلال.
المنتج السينمائي، وليد منصور، منتج فيلم «كازابلانكا»، يقول لـ«الشرق الأوسط»، «إن الاستعانة بضيوف الشرف في الأعمال السينمائية ليست (موضة)، بل ضرورة درامية، تحتم الاستعانة بنجم كبير لأداء مشهد أو مشهدين، ونصف هذا المشهد سينمائياً (ماستر سين)، فمثلا مشهد البداية في فيلم (كازابلانكا) كان لا بد أن يظهر فيه نجم كبير، وبالفعل استعنا بمصطفى شعبان وكان مناسباً للغاية، وما دام أن الأمر تعلق بمشهد رئيسي، فهذا يحتم عليّ كمنتج أن أخرجه في أفضل صورة ممكنة».
ولفت إلى أن «فكرة ضيوف الشرف ليست مقتصرة على مصر فقط، لكنها موجودة في هوليوود وبوليوود، وأميتاب باتشان أشهر من قدم هذه المشاهد».
وعن تكرار الاستعانة بنجوم بصفتهم ضيوفَ شرفٍ في أغلب الأفلام المصرية في الآونة الأخيرة، قال منصور «البعض يقوم بالتقليد فقط، من دون الحاجة إلى هؤلاء النجوم، فمن الممكن حشو مشاهد معينة لإظهار ضيوف شرف بعينهم في الأفلام، لكن في الغالب يكون ظهورهم ضرورياً».
ويعد فيلم «البدلة» بطولة تامر حسني وأكرم حسني، من أبرز الأفلام التي استعانت بضيوف شرف، خلال الفترة الماضية، بعد ظهور الفنانة دلال عبد العزيز، والفنان ماجد المصري، بالفيلم، بالإضافة إلى ظهور الفنان باسم سمرة وإيمان العاصي، في فيلم «هروب اضطراري» بطولة أحمد السقا وغادة عادل.
ولم يقتصر ظهور ضيوف الشرف على الأفلام السينمائية فقط، بل امتد للأعمال التلفزيونية، وخصوصاً الكوميدية، فالفنان فتحي عبد الوهاب، ظهر في مشهد واحد، بمسلسل «طلقة حظ» بطولة مصطفى خاطر، والفنان هشام ماجد، ظهر كذلك في مسلسل «بدل الحدوتة 3» بطولة دنيا سمير غانم.
بينما يصف الناقد الفني المصري، طارق الشناوي، كثرة الاستعانة بضيوف الشرف حالياً بـ«الموضة» التي ستفقد جاذبيتها وقوتها مع مرور الوقت، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «الاستعانة بنجم كبير ليكون ضيف شرف، لا بد أن يخضع للمنطق والضرورة الدرامية، لكن لاحظنا انتشار الأمر في الفترة الأخيرة بسبب مجاملة الزملاء لبعضهم بعضاً، أو بسبب وجود نجم، جار عليه الزمن، وعُرض عليه عرض مناسب، وقرر قبوله، لكنه في الوقت نفسه، يحاول الحفاظ على صورته، فيطلب كتابة ضيف شرف قبل اسمه».
وأضاف الشناوي، أن «الاستعانة بضيوف الشرف لا بد أن تخضع لمعايير محددة، فمثلاً لا يمكن تصور دور هند رستم في فيلم (إشاعة حب) من دون نجمة جذابة وقوية، أما انتشار الأمر بهذه الصورة الحالية فإنها تعد موضة ومجاملة ستختفي قريباً».
وكان للمسلسل الكوميدي «الواد سيد الشحات» الذي عرض في موسم دراما رمضان الماضي، نصيب الأسد في نسبة ظهور ضيوف الشرف؛ نظراً لطبيعة قصته المقدمة في شكل حلقات منفصلة، وظهر فيه كل من هيفاء وهبي، ومحمد ثروت، وبيومي فؤاد، وويزو، وأحمد فهمي، وحميد الشاعري، وأكرم حسني، ضيوف شرف.
كما ظهر الفنانان أحمد زاهر وتامر حسني في مسلسل «ولد الغلابة» بطولة أحمد السقا ومي عمر.
من جهته، يقول المؤلف هشام هلال، لـ«الشرق الأوسط»: «إن ظهور ضيوف الشرف في بعض الأعمال حالياً إما أن يكون مجرد مجاملات يقدمها النجوم لبعضهم بعضاً، أو لضرورة فنية، لكن في كثير من الأحيان يوجد مشاهد مهمة تضطرنا إلى الاستعانة بهؤلاء النجوم».
وفي موسم عيد الأضحى السينمائي المقبل، يشارك عدد كبير من نجوم الفن، ضيوف شرف أيضاً بالأفلام، من بينهم مي عز الدين، التي ستظهر في مشهد واحد فقط في فيلم «الجوكر» بطولة تامر حسني، وعائشة بن أحمد وخالد الصاوي، وسوسن بدر في مشهد مهم بالجزء الثاني من فيلم «ولاد رزق».
بدوره، وصف المخرج أحمد خالد موسى، كثرة الاستعانة بضيوف الشرف حالياً بـ«الأمر الإيجابي»، وقال لـ«الشرق الأوسط»: «أنا أول من قدمت فكرة ضيوف الشرف في فيلم (هروب اضطراري)، ومن قبله في مسلسل (الميزان)، ومقتنع للغاية أنه أمر إيجابي، ويفيد العمل الفني، ويثقله للغاية، سواء من حيث المضمون أو من حيث إفادة المنتج للتسويق بشكل أفضل، بل إنها فكرة في صالح الصناعة الفنية».
وأضاف: «لا يوجد ما يمنع من الاستعانة بنجم كبير، لعمل مشهد (ماستر سين) ضمن الأحداث مثلما حدث مع أحمد حلمي في (هروب اضطراري)»، وأوضح: «السينما بالذات وسيط يعتمد على قوة الشراء والتسويق، ولو لم يتم توفير هذا الأمر لن يتم ترويج العمل بشكل جيد؛ لأن قوة النجوم تتناسب طردياً مع قوة الشراء والتوزيع؛ لذلك أرفض وصف الأمر بأنه موضة».
مشيراً إلى أنه «لو تمت الاستعانة بنجوم ضيوفَ شرفٍ في عمل جودته ليست ممتازة، فالعمل لن ينجح أبداً؛ لأن الأمر أيضاً يعتمد على مدى جودة الأفلام».


مقالات ذات صلة

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

يوميات الشرق نبيل الحلفاوي في لقطة من مسلسل «رأفت الهجان» (يوتيوب)

حزن في مصر لرحيل «القبطان» نبيل الحلفاوي... رجل «الأدوار الوطنية»

من أبرز أعمال الحلفاوي «رأفت الهجان» عام 1990 الذي اشتهر فيه بشخصية ضابط المخابرات المصري «نديم قلب الأسد»، التي جسدها بأداءٍ يجمع بين النبرة الهادئة والصّرامة.

رشا أحمد (القاهرة )
يوميات الشرق الفنان السعودي عبد المحسن النمر (البحر الأحمر السينمائي)

عبد المحسن النمر: «خريف القلب» يتضمن قصصاً تهم الأسر العربية

قال الفنان السعودي عبد المحسن النمر، إن السبب الرئيسي وراء نجاح مسلسله الجديد «خريف القلب» يعود إلى مناقشته قضايا إنسانية تهم الأسر العربية.

«الشرق الأوسط» (جدة)
الوتر السادس تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل

داليا ماهر (القاهرة)
يوميات الشرق الفنان السوري جمال سليمان (حساب سليمان على «فيسبوك»)

إعلان جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة سوريا يثير ردوداً متباينة

أثار إعلان الفنان السوري جمال سليمان نيته الترشح لرئاسة بلاده، «إذا أراده السوريون»، ردوداً متباينة.

فتحية الدخاخني (القاهرة)
يوميات الشرق لقطة من البرومو الترويجي لمسلسل «ساعته وتاريخه» الذي يعرَض حالياً (برومو المسلسل)

مسلسلات مستوحاة من جرائم حقيقية تفرض نفسها على الشاشة المصرية       

في توقيتات متقاربة، أعلن عدد من صُنَّاع الدراما بمصر تقديم مسلسلات درامية مستوحاة من جرائم حقيقية للعرض على الشاشة.

داليا ماهر (القاهرة )

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
TT

نسمة محجوب: أطمح لتقديم سيرة ماجدة الرومي درامياً

تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})
تركز الفنانة نسمة محجوب على الحضور الفني بشكل دائم (صفحتها على {فيسبوك})

طرحت الفنانة المصرية نسمة محجوب، مطلع ديسمبر (كانون الأول) الجاري، أحدث أعمالها الغنائية بعنوان «الناس حواديت»، والتي حظيت بتفاعل من المتابعين عبر مواقع التواصل الاجتماعي وحققت مشاهدات لافتة عبر قناتها الخاصة على موقع «يوتيوب».

وأكدت نسمة في حوارها مع «الشرق الأوسط» أنها بصدد إصدار أغنيات جديدة في بداية العام المقبل، إلى جانب أعمال أخرى ستُطرح قبيل شهر رمضان المقبل، مشيرةً إلى أن الأغنيات جاهزة وبحوزتها بشكل كامل وإصدارها تباعاً للجمهور بهدف الوصول لشريحة عريضة من الجمهور قبل انشغالهم بمتابعة الأعمال الدرامية الرمضانية.

تسعى نسمة لتقديم الأغنيات الشعبية بحكاياتها اللافتة المحببة لقلوب الناس (صفحتها على {فيسبوك})

وتؤيد نسمة فكرة طرح أغنياتها الجديدة «سنغل» للوجود مع الجمهور والحضور الفني بشكل دائم، لكنها تنوي تجميعها في «ألبوم غنائي» بعد الانتهاء من إصدارها، مشيرةً إلى أنها «لا تفضل فكرة على حساب الأخرى سوء الألبوم أو السنغل، لكن ما يشغلها هو وجودها مع الناس».

وترى محجوب أن فكرة التقيد بتوقيت معين ومناسبات خاصة لطرح أعمالها لم تعد قائمة مثل السابق، حيث كان يحرص بعض صناع الفن على طرح أعمال في الأعياد، والفلانتاين وغيرها من المناسبات، لكن كسر القواعد أصبح الأهم للفت الأنظار والاهتمام، كما أن السوشيال ميديا جعلت كل شيء متاحاً أمام الناس في أي وقت.

تؤكد نسمة أن أغنيات المهرجانات ليست في قاموسها الفني ولا تستمع لها (صفحتها على {فيسبوك})

وذكرت نسمة الأسس التي تعتمدها في اختيار أعمالها، مؤكدةً أن التعايش مع اللحن والكلمة والحالة التي تصنعها الأغنية هي الأساس للتعبير الصوتي عنها بكل سعادة ومشاعر بغضّ النظر عن كون الأغنية شبابية أو طربية أو غير ذلك.

وأوضحت نسمة أن العلاقة بينها وبين دار الأوبرا المصرية كبيرة وممتدة منذ سنوات طويلة، لافتةً إلى أنها تحب مقابلة جمهورها، وتعشق الوقوف على خشبة المسارح بشكل عام، ومواجهة الناس مباشرةً والتفاعل معهم والشعور بوقع كل لحن وكلمة على مسامعهم، وتجد في ذلك متعة كبيرة وحماساً لتقديم المزيد.

ورغم حرص نسمة على طرح أغنيات سنغل بشكل متتالٍ لضمان الانتشار الجماهيري؛ فإنها ترى أن الحفلات التي تشارك في إحيائها هي الأساس الذي ينعش المشاهدات.

تعشق نسمة الوقوف على خشبة المسارح ومواجهة الناس مباشرة والتفاعل معهم (صفحتها على {فيسبوك})

«إن التعايش مع اللحن والكلمة والحالة التي تصنعها الأغنية هو الأساس للتعبير الصوتي عنها»

وكشفت نسمة عن أنها تحب المسرح الغنائي، وخاضت تجربة التمثيل بالفعل مع الفنان الراحل جلال الشرقاوي عبر مسرحية «دنيا حبيبتي»، لكنها أكدت أن التجربة لم تكن سهلة بل استحوذت على وقت وجهد وتحضيرات مسبقة وساعات عمل طويلة، لافتةً إلى أن «المسرح يحدّ من المشاركة في الفعاليات الفنية الأخرى على غرار طرح الأغاني، وإحياء الحفلات»، مؤكدةً أن الفنان كي يقدم ما يحلو له يحتاج إلى التفرغ حتى يخرج العمل بشكل متقن.

وتكتفي نسمة خلال الوقت الحالي بطرح أغنيات «سنغل» إلى جانب حفلاتها الغنائية، نظراً إلى ارتباطاتها الشخصية واحتياج أسرتها إلى وجودها، لكنها أكدت أن فكرة التمثيل في مسلسلات درامية أيضاً مطروحة على جدول أعمالها، لكنها تحب تقديم ألحان وكلمات مرتبطة بهذه المسلسلات عبر قصة مثيرة ولقطات مرئية تدعم تفاصيل العمل بصوتها، مثل الشارات والأغنيات الداخلية التي يجري توظيفها خلفيةً للمشاهد.

وتشير نسمة إلى أن فكرة التمثيل إلى جانب الغناء في عمل فني أيضاً واردة، لكن في حالة ملاءمة الشخصية لها ولما تقدمه، لكنها لا تسعى للحضور بالتمثيل لمجرد الرغبة في الظهور، ولم تُعرض عليها شخصية تمثيلية جاذبة تحمّسها لخوض التجربة.

وتطمح نسمة لتقديم السيرة الذاتية لعدد من نجمات الغناء في عمل درامي من بينهن: وردة، وأسمهان، وماجدة الرومي، والأخيرة تعشقها نسمة كثيراً وتؤكد «أنها تستحق تقديم سيرتها الذاتية للناس».

وترحب نسمة بتقديم ديو غنائي مع عدد من نجوم الفن من بينهم: شيرين، ومحمود العسيلي، وأصالة، وعزيز مرقة، وكذلك المشاركة في أغنيات مع فرق غنائية مثل «شارموفوز، و«مسار إجباري»، و«كايروكي»، كما كشفت عن تفضيلها الاستماع إلى الأعمال الغربية، مشيرةً إلى أن أغنيات المهرجانات ليست في قاموسها الفني ولا تستمع إليها ولن تقدمها يوماً ما، لكنها في الوقت نفسه تحب الأغنيات الشعبية وحكاياتها اللافتة والمحبَّبة إلى قلوب الناس وتسعى لتقديمها.