يوم دامٍ في عدن... و«الشرعية» تتهم إيران

مقتل عشرات بهجومين متزامنين على قوات أمنية... والاتحاد الأوروبي يندد ويدعو لضبط النفس

جنود في حالة صدمة بعد الهجوم الصاروخي في عدن (رويترز)
جنود في حالة صدمة بعد الهجوم الصاروخي في عدن (رويترز)
TT

يوم دامٍ في عدن... و«الشرعية» تتهم إيران

جنود في حالة صدمة بعد الهجوم الصاروخي في عدن (رويترز)
جنود في حالة صدمة بعد الهجوم الصاروخي في عدن (رويترز)

شهدت العاصمة اليمنية المؤقتة عدن، أمس، يوماً دامياً، بعد هجومين استهدفا معسكر الجلاء بصاروخ باليستي و«درون»، ومقر شرطة حي الشيخ عثمان، شمال المدينة، بسيارة مفخخة، ما خلَّف 49 قتيلاً وعشرات الجرحى، وفق إحصاء رسمي أولي.
وأدى الهجوم على المعسكر الذي تبنته الميليشيات الحوثية، إلى مقتل 36 ضابطاً وجندياً، أبرزهم القيادي البارز في الحزام الأمني وقائد «اللواء الأول دعم وإسناد» العميد منير اليافعي، المكنى «أبو اليمامة»، بينما سقط 13 قتيلاً بهجوم قسم الشرطة الذي لم تتبنه جهة محددة؛ لكنه يحمل بصمات الجماعات الإرهابية.
واتهم رئيس الحكومة اليمنية الدكتور معين عبد الملك، إيران، بالتنسيق بين الجماعة والتنظيم، وقال في تغريدة على «تويتر»، إن «الاستهداف المتزامن من قبل قوى التمرد الحوثي والجماعات الإرهابية لأمن واستقرار العاصمة عدن، يؤكد التنسيق والتكامل تحت إدارة إيرانية واضحة».
ولقي الهجومان تنديداً يمنياً وسعودياً وأوروبياً، في حين طالب سياسيون وناشطون باستئناف معركة الحديدة، رداً على التصعيد الحوثي، وسط اتهامات حكومية بوجود أيادٍ إيرانية نسقت للهجمات المتزامنة.
وندد السفير السعودي لدى اليمن محمد آل جابر، بالهجمات الحوثية و«الداعشية» في أول تعليق سعودي رسمي، وقال في تغريدة على «تويتر»، إن «الاستهداف المتزامن من قبل الميليشيات الحوثية الإرهابية المدعومة من إيران لأمن واستقرار العاصمة عدن، مؤشر قوي لتوحد أهدافها مع أخواتها الإرهابية (داعش) وتنظيم (القاعدة) التي تستحل الدماء، ولا تعترف بالدولة ولا بالقوانين ولا بحرمة الإنسان».
ودعا الاتحاد الأوروبي كل الأطراف في اليمن إلى ضبط النفس، واللجوء إلى الحوار، والتعامل مع المبعوث الخاص للأمم المتحدة بروح بناءة، للتوصل إلى اتفاق سياسي شامل يضع اليمن على طريق السلام المستدام.
وبعث الرئيس عبد ربه منصور هادي بالتعزية لذوي الضحايا، وقال إن «تلك العناصر المارقة والغادرة التي تحاول عبثاً زعزعة أمن واستقرار المناطق الأمنية، وسفك دماء الأبرياء، لن تنجو مطلقاً من أفعالها المشينة، وستطالها يد العدالة لتنال عقابها وجزاءها الرادع، بما اقترفته بحق المجتمع».
...المزيد


مقالات ذات صلة

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

العالم العربي عضو في فريق يمني لمكافحة الألغام خلال حملة توعوية بمحافظة الحديدة (أ.ف.ب)

93 يمنياً في الحديدة ضحايا ألغام الحوثيين خلال عام

كشفت بعثة الأمم المتحدة لتنفيذ اتفاق ستوكهولم الخاص بالحديدة ومنظمتان حقوقيتان في مأرب عن سقوط أكثر من 150 ضحية للألغام خلال العامين الماضيين.

وضاح الجليل (عدن)
العالم العربي  فعالية حوثية في صعدة التي تشهد حملة اختطافات واسعة لسكان تتهمم الجماعة بالتجسس (إعلام حوثي)

تهمة التخابر مع الغرب وإسرائيل وسيلة الحوثيين لإرهاب السكان

بينما تفرج الجماعة الحوثية عن عدد من المختطفين في سجونها، تختطف مئات آخرين بتهمة التخابر وتبث اعترافات مزعومة لخلية تجسسية.

وضاح الجليل (عدن)
خاص الرئيس اليمني رشاد العليمي خلال استقبال سابق للسفيرة عبدة شريف (سبأ)

خاص سفيرة بريطانيا في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»: مؤتمر دولي مرتقب بنيويورك لدعم اليمن

تكشف السفيرة البريطانية لدى اليمن، عبدة شريف، عن تحضيرات لعقد «مؤتمر دولي في نيويورك مطلع العام الحالي لحشد الدعم سياسياً واقتصادياً للحكومة اليمنية ومؤسساتها».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي فتاة في مخيم مؤقت للنازحين اليمنيين جنوب الحُديدة في 4 يناير الحالي (أ.ف.ب)

انخفاض شديد في مستويات دخل الأسر بمناطق الحوثيين

أظهرت بيانات حديثة، وزَّعتها الأمم المتحدة، تراجعَ مستوى دخل الأسر في اليمن خلال الشهر الأخير مقارنة بسابقه، لكنه كان أكثر شدة في مناطق سيطرة الحوثيين.

محمد ناصر (تعز)
العالم العربي أكاديميون في جامعة صنعاء يشاركون في تدريبات عسكرية أخضعهم لها الحوثيون (إعلام حوثي)

الحوثيون يكثفون انتهاكاتهم بحق الأكاديميين في الجامعات

ضاعفت الجماعة الحوثية من استهدافها الأكاديميين اليمنيين، وإخضاعهم لأنشطتها التعبوية، في حين تكشف تقارير عن انتهاكات خطيرة طالتهم وأجبرتهم على طلب الهجرة.

وضاح الجليل (عدن)

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
TT

اليوم الثاني لرئيسي في دمشق... فلسطيني

صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)
صورة وزّعتها الرئاسة الإيرانية للقاء رئيسي بممثلي الفصائل الفلسطينية في دمشق (رويترز)

في اليوم الثاني لزيارة الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إلى سوريا، التقى وفداً من الفصائل الفلسطينية الموجودة في دمشق، بحضور وزير الخارجية الإيراني حسين أمير عبداللهيان.
وأكد رئيسي، خلال اللقاء الذي عقد في القصر الرئاسي السوري أمس (الخميس)، أن بلاده «تعتبر دائماً القضية الفلسطينية أولوية في سياستها الخارجية». وأكد أن «المقاومة هي السبيل الوحيد لتقدم العالم الإسلامي ومواجهة الاحتلال الإسرائيلي»، وأن «المبادرة، اليوم، في أيدي المجاهدين والمقاتلين الفلسطينيين في ساحة المواجهة». وقال: «نرى زوال الكيان الصهيوني قريباً جداً، الذي تظهر آثار أفوله».
وزار رئيسي، مساء الأربعاء، مقام السيدة زينب، في ريف دمشق، وألقى خطاباً في صحن المقام، في حفل شعبي ورسمي حاشد، وذلك بعد أن التقى مجموعة من أُسر قتلى الميليشيات الشيعية من دول سوريا ولبنان وأفغانستان وإيران وغيرها.
وسلطت مصادر النظام السوري الضوء على البُعد الاقتصادي للزيارة، إذ دعت صحيفة «تشرين» الرسمية، في افتتاحية، أمس، إلى «معاينة المشهد من جديد»، واصفة زيارة رئيسي لدمشق بـ«الحدث». وأفادت بأن معطياتها المكثفة «تلخّصُ الرؤية المتكاملة للتوجّه نحو خلق موازين قوّة تفرضُ نفسَها، وأن سوريا ثمَّ العراق فإيران، هي المرتكزُ المتينُ لتكتّل إقليمي يكمّل البعد الأشمل للقطب الجديد الصّاعد بهويته الاقتصاديّة، القائمة على توافقات سياسيّة في نهج السلام والوئام، من حيث إن التكتلات الاقتصادية الإقليمية ستكون هي الخيار الاستراتيجي الحقيقي»، لافتة إلى أن الواقعية، اليوم «تُملي التسليمَ بأن الاقتصادَ يقود السياسة».
وعدّت «تشرين»، الناطقة باسم النظام في دمشق، اجتماعات اللجنة العليا السورية العراقيّة في دمشق، التي انعقدت قبل يومين، واجتماعات اللجنة السورية الإيرانية «بدايات مطمئنة لولادة إقليم اقتصادي متماسكٍ متكاملٍ مترابطٍ بشرايين دفّاقة للحياة الاقتصاديّة».