بلغ عدد الحجاج القادمين إلى السعودية، لأداء مناسك الحج من الخارج عبر المنافذ الجوية والبرية والبحرية، منذ بدء القدوم وحتى نهاية يوم أمس (1.249.951) حاجاً، وذلك وفق الإحصائية التي أصدرتها المديرية العامة للجوازات.
وأوضحت المديرية أن عدد الحجاج القادمين عن طريق الجو بلغ (1.169.204) حجاج، فيما قدم عن طريق البر (67.198) حاجاً، وعبر البحر (13.549) حاجاً، وذلك بزيادة (108.819) حاجاً عن عدد القادمين لنفس الفترة من العام الماضي بنسبة 10 في المائة.
وأكد مدير عام الجوازات اللواء سليمان اليحيى، أن الجوازات تعمل على الارتقاء بجودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتيسير وصولهم إلى الأماكن المقدسة، والعمل على إنهاء إجراءاتهم في أسرع وقت، لافتا أن المديرية العامة للجوازات تمتلك قوة احتياطية تلبي الاستجابة السريعة للطوارئ أو الظروف الأخرى التي تحدث في المنافذ.
وقال اليحيى في حديث لـ«الشرق الأوسط» إنه من منطلق تيسير الإجراءات عمدت المديرية على زيادة عدد منصات الجوازات بنحو 208 منصات «كاونتر» في صالات الحجاج بمطار الملك عبد العزيز، كما شهدت صالات الحجاج بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة زيادة في عدد المنصات تصل إلى 132.
- 12 منفذاً
وقال اللواء اليحيى: «يبلغ عدد المنافذ التي يصل منها الحجاج 12 منفذاً، وجرى رفع الطاقة الاستيعابية القصوى لها بحسب الخطة الميدانية، وتوقع الأعداد التي تصل تباعاً إلى المملكة، وعموماً تشهد أرقام القادمين لأداء شعيرة الحج تصاعداً كبيراً عاماً بعد آخر في جميع المنافذ».
ويجري تنفيذ الخطة، وفقا لمدير الجوازات، على مرحلتين (القدوم)، و(المغادرة) تبدأ بعد أداء فريضة الحج، ويتم في الخطة تهيئة العناصر البشرية المؤهلة والإمكانات الفنية والأجهزة التقنية المتطورة لتنفيذها بسرعة ودقة، من خلال جوانب إدارية وميدانية وأمنية وإعلامية في جميع منافذ المملكة، إلى جانب مواقع اللجان الإدارية بمراكز مداخل مكة المكرمة.
وعن تحسين برنامج الحج عما كان عليه في السابق، قال اليحيى، إن الجوازات تُعد في كل عام خطة عمل جديدة، ويكون هناك رصد لمراحل العمل وآليات تنفيذها، وتسجيل الملاحظات والمقترحات والمرئيات التي تساعد على رفع مستوى الأداء لخدمة ضيوف بيت الله الحرام، حيث تختلف خطة كل موسم عن الموسم الذي يسبقه، بما يتعلق بتحسين الخدمة، وضبط الإجراءات الأمنية، والتحقق منها خلال عمليات الدخول أو الخروج.
- العنصر البشري
في هذا الجانب قال مدير عام الجوازات، إن الخطة تراعي في كل عام ما يستجد من تطورات، وترصد كافة الاحتياجات المتوقعة، بما فيها عدد العنصر البشري في المنافذ، إلى جانب تفعيل التقنية كعنصر آخر مهم في سرعة وتسهيل إجراءات دخول الحجاج، فالهدف وفق اليحيى أن يكون هناك عدد كافٍ وتقنيات متطورة في كل منفذ، وهو ما يتحقق حالياً، حيث يسير العمل وفق ما هو مخطط له، كما توجد هناك قوات احتياطية تلبي الاستجابة السريعة للطوارئ أو الظروف الأخرى.
وأضاف أن صالات الحجاج في مطار الملك عبد العزيز شهدت زيادة عدد منصات الجوازات بنحو 208 منصات، كما شهدت صالات الحجاج بمطار الأمير محمد بن عبد العزيز في المدينة المنورة زيادة في عدد المنصات تصل إلى 132 منصة، وذلك بهدف تيسير وتيرة العمل وإنهاء الإجراءات في أقل فترة ممكنة.
- الجوازات والتقنية
في كل عام تستحدث الجوازات أنظمة جديدة تعتمد على التقنية الحديثة والمتطورة في تنفيذ أعمالها، ومن ذلك نظام «بنان» الذي تحدث عنه اللواء اليحيى، حيث يعمل للتحقق من الهوية، والتأكد من الحالة الأمنية للشخصية، إلى جانب تقديم الخدمات الإنسانية، ويشتمل على كاميرا عالية الدقة لتصوير الأشخاص، وقارئ للبصمة، ويعمل (بنان) في جميع منافذ المملكة بفاعلية كبيرة في إنهاء إجراءات التحقق خلال ثوانٍ معدودة، كذلك تسهيل إجراءات دخول الحجاج من ذوي الاحتياجات الخاصة.
وأضاف، أن الجوازات تمتلك أفضل الأجهزة لكشف التزوير، وأهمها جهاز «عين الصقر»، فهو جهاز متعدد الأشعة يتيح للموظف التحقق من صحة الوثيقة أو التأشيرة عند الاشتباه أثناء إجراءات الدخول، ويمتاز الجهاز بوظائف كثيرة يحتاجها الموظف، منها الأشعة البنفسجية، والأشعة تحت الحمراء لتحليل الأحبار وبدرجات مختلفة وإضاءات ساقطة وجانبية ومائلة، بالإضافة إلى إمكانية التحكم بدرجة التكبير الآلي، وهو جهاز مزود بشاشة رقمية عالية الدقة.
وأضاف، أنه في الأعوام الأخيرة جرى استخدام جهاز عين الصقر المطور والمخصص للكاونترات في المنافذ الدولية، حيث أضيفت إليه خاصية ربطه بقاعدة بيانات لجميع جوازات السفر الدولية، وتحدث اليحيى: «لدينا في المنافذ أجهزة قارئة لجوازات السفر الآلية والبطاقات الذكية، ويمكن من خلالها التحقق من المعلومات المشفرة في الوثيقة، مثل قراءة بيانات الشريحة الإلكترونية أو الآلية أو الباركود المشفر ثنائي التزوير، وقراءة شفرة، وإعطاء نتائج فورية خلال ثوانٍ معدودة، كذلك يرتبط مع الجهاز قاعدة البيانات ومواصفات جوازات السفر العالمية وتعمل للتحقق من صحة الوثيقة آلياً، وتتوفر أيضاً أجهزة محمولة تستخدم عند البوابات لفحص الوثائق، ولها خاصية فحص الجواز ومقارنته بالمعلومات المحفوظة بقاعدة البيانات لجوازات الدولة نفسها».
- طريق مكة
ويقول مدير عام الجوازات اللواء اليحيى، إن مبادرة «طريق مكة» مبادرة سعودية يجري تنفيذها ضمن برامج «التحول الوطني 2020» تحقيقا لـ«رؤية 2030» للارتقاء بمستوى جودة الخدمات المقدمة لضيوف الرحمن، وتشارك الجوازات مع عدة جهات حكومية أخرى في تنفيذ المبادرة للعام الثالث على التوالي، من خلال إنهاء إجراءات مغادرة ما يقارب 225 ألف حاج من «باكستان، وإندونيسيا وبنغلاديش، وماليزيا، وتونس» المشمولين في المبادرة، وذلك منذ لحظة دخول الحاج إلى مطار بلده وحتى وصوله وأمتعته إلى مقر سكنه في مكة المكرمة أو المدينة المنورة عبر مسارات إلكترونية موحدة، وتشمل تلك الإجراءات فحص وثائق السفر وتسجيل جميع البيانات بأنظمة الحاسب الآلي.
وأكد اليحيى، أن مبادرة طريق مكة نجحت في تقليص مدد الانتظار للحجاج، سواء في مرحلة الانتظار في الصالات أو الفرز وتفتيش الأمتعة اليدوية، أو في مرحلة مغادرة المطار، والوصول إلى السكن، ووصول الأمتعة.
- المتأخرون عن الحج
وعن آلية التعامل مع المتأخرين من الحجاج في المغادرة بعد انتهاء موسم الحج، قال اللواء اليحيى، إن نسبة تأخر الحجاج عن مواعيد مغادرتهم تعد قليلة مقارنة بعدد الحجاج الإجمالي كل عام، ولكن هذا لا يقلل من أهمية متابعة ذلك مع وزارة الحج والعمرة، وهي بدورها تقوم بالمتابعة مع مؤسسات الطوافة، وفي حال تجاوز المؤسسة نسبة تأخر حجاجها عن السفر تُحرم من التصريح للعام الذي يليه.