الدكتور محمد صبيحي...ومع دعاء السفر لمعت نجوميته

آخر مقال أرسله الراحل

الدكتور الراحل عبد الرحمن الشبيلي
الدكتور الراحل عبد الرحمن الشبيلي
TT

الدكتور محمد صبيحي...ومع دعاء السفر لمعت نجوميته

الدكتور الراحل عبد الرحمن الشبيلي
الدكتور الراحل عبد الرحمن الشبيلي

بحسبة بسيطة، يكون الدكتور محمد أحمد صبيحي، مدّه الله بالصحة وطول العمر، من قدامى الإعلاميين السعوديين المستمرّين على رأس عمل في مجال تخصّصهم، زامله كاتب هذا المقال في منتصف عام إنشاء وزارة الإعلام السعودية (1963) وكان بقامته السمراء الممشوقة وروحه المرحة، يجوب دهاليز إذاعة جدة يزرع البهجة والحيوية والنشاط، وما يزال كذلك بفضل الله، أما من سار على خطاه من جيله، فقد تحوّل إلى مناشط أخرى، أو آثر الراحة والقراءة وفضّل التفرّغ لأسرته، ولاحظ الجميع أن زميلهم أبا ممدوح قد أفرغ جزءاً من ذكرياته في كتاب صدر هذا العام بعنوان: رحلة الأيام وذكريات في الإعلام، فيها الكثير من المواقف والمعلومات التوثيقية، عن مرحلة استمرّت ستين عاماً من تاريخ الإعلام السعودي (مقال «الشرق الأوسط» 15 - 7 - 2019).
والحديث عن أبي ممدوح، يبدأ من بيئة النشأة وعصامية الدراسة والوظيفة الأولى، ويمرّ بالنجاحات الموزونة، ويُختم بالطمأنينة والاستقرار الذهني والأسري والحياة الاجتماعية الهادئة، فهو عندما يُهاتف صديقاً أو زميلاً، لا بدّ أن يدلف في بداية حديثه عبر صرخة مداعبة لا يسع الطرف الآخر إلا مجاراتها، لشعوره بأن مزاج المتحدّث مغمور بالبِشر والتفاؤل.
نشأ في بيئة مكّية متواضعة، لا تشي بالاقتراب من الإعلام بأي شكل من الأشكال، ولا كان يظن أنه في طريقه إليه، ثم قدّر الله له عبور جسر قصير كاد يكون معه عسكرياً، إلى حقل يصنّف معه اليوم أنه من أطول من التصق بالإعلام ممارسة وإدارة، فبدأ من سلّمه الأوّل مع مجموعة من الجيل الثاني من المذيعين الروّاد، كان في مقدّمتهم عرّابهم المخضرم عبّاس غزّاوي، ويتكوّن من عبد الله راجح ومحمد حيدر مشيخ وبدر كريم ويحيى كتّوعة وعبد الكريم الخطيب وعبد الكريم نيازي وحسن الطوخي وخميس سويدان ومحمد الشعلان، ومطلق مخلد الذيابي. كانت تلك المجموعة التي صار لها نصيب من التدريب القصير في المعهد الإذاعي بالقاهرة، وقام عليهم تطوير برامج الإذاعة في نهاية أيام عبد الله بلخير، وبدايات وزير الإعلام الأول جميل الحجيلان الذي صعد بالإذاعة بعد ذلك مساراً رأسياً دون انعطاف، أمّا الجيل الأول الذين قامت عليهم الإذاعة في بداية نشأتها، فلهم مقال خاص قادم بإذن الله.
أمضى محمد صبيحي زهرة عمره الإعلامي في إذاعة جدة مدّة تقارب عشر سنوات، وكانت تلك الإذاعة القريبة من مكة المكرمة، الوحيدة في السعودية مدة خمسة عشر عاماً (بين عامي 1949 حتى 1964) حيث افتُتحت بعد ذلك العام الإذاعة الرئيسية في العاصمة الرياض، وقد مارس في الأولى كل الفنون الإذاعية من الإعداد والإخراج والتقديم والأخبار والتعليق ومرافقة الوفود الملكية، وكانت بالنسبة إليه فترة تكوين مواهبه الأساسية التي بنى عليها فيما بعد خبراته الإعلامية المتنوعة المتتالية.
خرج بعد ذلك إلى محيط أرحب في عالم الإعلام التلفزيوني، ونال الابتعاث للدكتوراه في أثنائه، ثم حلّق مرة أخرى في فضاءات أوسع، فصار ملحقاً إعلامياً في بريطانيا بالتزامن مع وجود السفير د. غازي القصيبي، وعاصر كل الوزراء الذين تعاقبوا على الإعلام، وأخيراً حطّ عصا الترحال في عمله الحالي مديراً عاماً لمنظمة الإذاعات الإسلامية إحدى أذرع منظمة التعاون الإسلامي بجدة.
وقد وُفّقت الخطوط السعودية بانفرادها دون غيرها بعرض دعاء السفر المأثور المؤثّر على جميع رحلاتها قبل الإقلاع، وباختيار صوته المعبّر لتسجيله، حتى صار المسافرون يتجاوبون معه بكل ارتياح وروحانية.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.