ترشيح راتكليف قد لا يمر بسهولة في مجلس الشيوخ

جون راتكليف
جون راتكليف
TT

ترشيح راتكليف قد لا يمر بسهولة في مجلس الشيوخ

جون راتكليف
جون راتكليف

أثار إعلان الرئيس ترمب يوم الأحد أنه سيرشح النائب جون راتكليف لمنصب المدير الجديد للمخابرات الوطنية بدلا من دان كوتس المستقيل، معارضة فورية من الديمقراطيين في مجلس الشيوخ، ودعما فاترا من أعضاء جمهوريين رئيسيين، في إشارة مبكرة إلى أن تثبيت راتكليف قد لا يمر بسلاسة.
وقال مسؤولون سابقون وحاليون في الاستخبارات الأميركية، إن راتكليف هو الشخص الأقل تأهيلا الذي يتم ترشيحه للإشراف على وكالات الاستخبارات والأمن في البلاد، متسائلين عمّا إذا كان تكليفه هو بهدف خدمة مصالح ترمب السياسية. واكتفى رئيس لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ السيناتور الجمهوري ريتشارد بور، بالقول إنه اتصل براتكليف لتهنئته. وقال في بيان إنه سيتم دراسة ملف تثبيته عندما يقدم البيت الأبيض رسميا طلب ترشيحه، بعد عودة اللجنة من عطلتها الصيفية.
وفيما اعتبر موقف بور بأنه لم يصل إلى حد تأييد تكليف راتكليف بشكل صريح، أعلن كبير الديمقراطيين في مجلس الشيوخ تشارلز شومر أن راتكليف يفتقر إلى الخبرة المطلوبة لقيادة وكالات الاستخبارات، وأنه لا يتوانى عن ترداد عبارات الرئيس.
كما أعلن السيناتور الديمقراطي مارك وارنر نائب رئيس لجنة الاستخبارات أنه لا يعرف السيد راتكليف لكن لا يمانع الاجتماع به. لكنه أضاف أنه بعد ما رأيته وسمعته في جلسة مولر أثار تساؤلات عميقة حول ما إذا كان هذا الشخص سيحقق الاستقلالية المطلوبة للوظيفة.
بدورهم قال مسؤولو الاستخبارات الحاليون والسابقون إنهم قلقون أيضا من أن راتكليف ليس لديه الخبرة ولا المزاج السياسي لقيادة مجتمع الاستخبارات. لكن مساعدي راتكليف شككوا في أن تكون تلك الادعاءات صحيحة. وقالت راشيل ستيفنز المتحدثة باسمه في بيان: «ستؤكد سجلات وزارة العدل أنه عندما كان رئيسا لمكافحة الإرهاب والأمن القومي في المنطقة الشرقية من تكساس من 2004 - 2008. فتح جون راتكليف، وتمكّن من الإشراف على الكثير من القضايا ذات الصلة بالإرهاب المحلي والدولي».
وكان زعيم الأغلبية الجمهوري في مجلس الشيوخ السيناتور ميتش ماكونيل لم يذكر راتكليف في بيانه الذي أصدره يوم الأحد ممتدحا صديقه وزميله السابق في مجلس الشيوخ، دان كوتس. واعتبرت تصريحاته التي قال فيها إن مجتمع الاستخبارات يعمل بشكل أفضل عندما يقوده مهنيون يحمون عملهم من التحيز السياسي أو التحليلي ويقدمون حقائق قاسية، بأنها تحذيرات للبيت الأبيض.
السيناتور الجمهوري ماركو روبيو، وهو عضو في لجنة الاستخبارات وصف راتكليف بأنه «رجل ذكي ومحترف» لكنه لم يتكهن بموافقة اللجنة على ترشيحه. وقال: «لا أعرف كيف يشعر زملائي، من الواضح سيكون لدينا بعض العمل الذي يتعين علينا القيام به، لكني أحببته كشخص».
راتكليف الذي لم يكن معظم الأميركيين قد سمع باسمه، لمع نجمه عندما قام الأسبوع الماضي باستجواب المحقق الخاص السابق روبرت مولر حول التحقيق الذي أجراه لمدة عامين عن التدخل الروسي وأصوله. وهو جزء من المشرعين الجمهوريين الذين تكهنوا منذ فترة طويلة بأن التحقيق الذي أجراه مولر، والتحقيق السابق في مكافحة الاستخبارات لمكتب التحقيقات الفيدرالي في العلاقات الروسية المحتملة لحملة ترمب، يمكن أن يكون نتاج مؤامرة بيروقراطية. واعتبر المسؤولون الحاليون والسابقون ترشيح ترمب لراتكليف حليفه السياسي، بأنه قد يكون خطة لإخضاع وكالات الأمن التي لطالما اعتبرها خائنة ومعارضة له، في محاولة لإسكات آخر الجيوب القليلة المعارضة في إدارته.
وكان ترمب قد بدأ باكرا في مهاجمة وكالات التجسس الأميركية منذ اللحظة التي أعلن فيها ترشيحه، ومن ثم توليه منصبه، حيث رفض بشكل روتيني استنتاجات المحللين بشأن قضايا من بينها التدخل في الانتخابات الروسية.
ويشكل تكليف راتكليف بأنه قد يرسخ سيطرة ترمب على آخر المواقع الحكومية التي يعتبرها معادية لرئاسته بعد تعيينه ويليام بار وزيرا للعدل، وإقفال كل الملفات التي لها صلة بالتحقيق في التدخل الروسي.



«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
TT

«كايسيد»: نستثمر في مستقبل أكثر سلاماً

الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)
الدكتور زهير الحارثي أمين عام المركز خلال الحفل (كايسيد)

أكد الدكتور زهير الحارثي، أمين عام مركز الملك عبد الله العالمي للحوار «كايسيد»، أن برامجهم النوعية تستثمر في مستقبل أكثر سلاماً بجمعها شخصيات دينية وثقافية لتعزيز الحوار والتفاهم وسط عالم يعاني من الانقسامات.

واحتفى المركز بتخريج دفعة جديدة من برنامج «الزمالة» من مختلف المجموعات الدولية والعربية والأفريقية في مدينة لشبونة البرتغالية، بحضور جمع من السفراء والممثلين الدبلوماسيين المعتمدين لدى جمهورية البرتغال.

وعدّ الحارثي، البرنامج، «منصة فريدة تجمع قادة من خلفيات دينية وثقافية متنوعة لتعزيز الحوار والتفاهم، وهو ليس مجرد رحلة تدريبية، بل هو استثمار في مستقبل أكثر سلاماً»، مبيناً أن منسوبيه «يمثلون الأمل في عالم يعاني من الانقسامات، ويثبتون أن الحوار يمكن أن يكون الوسيلة الأقوى لتجاوز التحديات، وتعزيز التفاهم بين المجتمعات».

جانب من حفل تخريج دفعة 2024 من برنامج «الزمالة الدولية» في لشبونة (كايسيد)

وجدَّد التزام «كايسيد» بدعم خريجيه لضمان استدامة تأثيرهم الإيجابي، مشيراً إلى أن «البرنامج يُزوّد القادة الشباب من مختلف دول العالم بالمعارف والمهارات التي يحتاجونها لبناء مجتمعات أكثر شموليةً وتسامحاً».

وأضاف الحارثي: «تخريج دفعة 2024 ليس نهاية الرحلة، بل بداية جديدة لخريجين عازمين على إحداث تغيير ملموس في مجتمعاتهم والعالم»، منوهاً بأن «الحوار ليس مجرد وسيلة للتواصل، بل هو أساس لبناء مستقبل أكثر وحدة وسلاماً، وخريجونا هم سفراء التغيير، وسنواصل دعمهم لتحقيق رؤيتهم».

بدورها، قالت ويندي فيليبس، إحدى خريجات البرنامج من كندا، «(كايسيد) لم يمنحني فقط منصة للتعلم، بل فتح أمامي آفاقاً جديدة للعمل من أجل بناء عالم أكثر عدلاً وسلاماً»، مضيفة: «لقد أصبحت مستعدة لمواجهة التحديات بدعم من شبكة متميزة من القادة».

الدكتور زهير الحارثي يتوسط خريجي «برنامج الزمالة الدولية» (كايسيد)

وحظي البرنامج، الذي يُمثل رؤية «كايسيد» لبناء جسور الحوار بين أتباع الأديان والثقافات، وتعزيز التفاهم بين الشعوب؛ إشادة من الحضور الدولي للحفل، الذين أكدوا أن الحوار هو الوسيلة المُثلى لتحقيق مستقبل أفضل للمجتمعات وأكثر شمولية.

يشار إلى أن تدريب خريجي «برنامج الزمالة الدولية» امتد عاماً كاملاً على ثلاث مراحل، شملت سان خوسيه الكوستاريكية، التي ركزت على تعزيز مبادئ الحوار عبر زيارات ميدانية لأماكن دينية متعددة، ثم ساو باولو البرازيلية وبانكوك التايلاندية، إذ تدربوا على «كيفية تصميم برامج حوار مستدامة وتطبيقها»، فيما اختُتمت بلشبونة، إذ طوّروا فيها استراتيجيات لضمان استدامة مشاريعهم وتأثيرها الإيجابي.