برنامج صيفي لدعم الحرف التقليدية في مصر

ورش عمل لـ4 أسابيع تنظمها {فن جميل} في الفيوم

يعد البرنامج هو أول مشروع مصري كبير لـ«فن جميل» خارج القاهرة
يعد البرنامج هو أول مشروع مصري كبير لـ«فن جميل» خارج القاهرة
TT

برنامج صيفي لدعم الحرف التقليدية في مصر

يعد البرنامج هو أول مشروع مصري كبير لـ«فن جميل» خارج القاهرة
يعد البرنامج هو أول مشروع مصري كبير لـ«فن جميل» خارج القاهرة

أعلنت المؤسسة الدّاعمة للتّراث والتعليم والفنون «فن جميل» عن تنفيذ برنامج صيفي في قرية تونس السياحية بمحافظة الفيوم المصرية، ويختص البرنامج بدروس تعليم الحرف اليدوية وتعزيز المشاركة المجتمعية دعماً لجهود إحياء الحرف التقليدية في ريف مصر. وعلى مدار 4 أسابيع، ينخرط صغار ريف الفيوم في البرنامج المكون من ورش عمل تركز على جوانب التراث الفريد لمحافظة الفيوم. وتشتمل تلك الورش على الهندسة الإسلامية، وأعمال النحاس، والطباعة، والخزف والسيراميك، وهي من ضمن أهم الأنشطة الرائجة في الفيوم.
ويعدّ هذا البرنامج أول مشروع مصري كبير لـ«فن جميل» خارج القاهرة، ويشرف على تنفيذه أفراد أتيليه القاهرة «فن جميل»، وهو عبارة عن منصة جديدة تأسست في فبراير (شباط) 2019، وترعى فنون التصميم والحرف اليدوية في مصر والمنظومة النشطة لريادة الأعمال في هذا المجال، كما يشارك خريجو «بيت جميل للفنون التراثية» في القاهرة، الذي تأسس في 2009، ليوفر برنامجاً دراسياً مدته عامان للحرف اليدوية وفنون التصميم، في جهد مشترك بين «فن جميل» ومؤسسة مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية وصندوق التنمية الثقافية في مصر.
جدير بالذكر أنّ قرية تونس مشهورة بكونها تقدم أرقى وأفضل منتجات الفخار المصري المصنعة يدوياً، ومنها انطلقت جهود إحياء صناعات الخزف المعاصرة في مصر. وتقع قرية تونس على ضفاف بحيرة قارون في محافظة الفيوم، التي تعدّ أولى محافظات صعيد مصر ترتيباً بالاتجاه نحو الجنوب، وفيها جذور صناعة الفخاريات منذ العصر الفرعوني، وهي ذات موتيفات متأصلة في أعمال التصميم المعاصرة. وكانت المنطقة تحمل سابقاً اسم كروكوديلوبولس، قبل أن يتغيّر إلى أرسينوي.
ينعقد البرنامج الصيفي بشراكة مع مركز ECH الاستشاري المصري، الذي يقدّم دورات تدريب مهني وريادة أعمال للمجتمعات النائية ممثلاً لكيانات حكومية؛ من بينها الاتحاد الأوروبي، ومنظمة الهجرة الدُّولية، ومنظمة العمل الدُّولية، و«اليونيسكو». وينفذ المركز برنامجاً رئيسياً في الفيوم تحت مظلة برنامج الاتحاد الأوروبي المشترك للتنمية الريفية.
ويعد هذا البرنامج ثالث مبادرات «فن جميل» الصيفية في مصر، التي تسعى المؤسسة من خلالها للتعاون مع المجتمعات النائية دعماً لجهود صون التراث المصري. وسبق للمؤسسة تنفيذ برنامجين صيفيين في أحياء القاهرة القديمة؛ في حي الخليفة عام 2007 بالتعاون مع «مجاورة»، وفي الدرب الأحمر عام 2018 بالتعاون مع مجموعة تراث للحفظ والترميم، التي تتولى العناية بأثر بيت خاتون وأسستها علا سعيد، إحدى خريجات «بيت جميل» للفنون التراثية في القاهرة.
كما يأتي برنامج 2019 الصيفي في الفيوم عقب مشاركة «فن جميل» خلال الشهر الماضي، في فعالية مراقبة التراث ضمن اليوم العالمي للمحافظة على الآثار، في تكية إبراهيم الجلشاني، التي تعد من أهم الآثار الصوفية في منطقة القاهرة التاريخية، وكان إدراج الأثر ضمن مواقع مراقبة التراث التابعة لصندوق التراث العالمي في عام 2018، تأكيداً على حاجته الملحّة للتّرميم والتجديد. ففي 29 يونيو (حزيران) الماضي، شاركت «فن جميل» الصندوق ووزارة الآثار وشركاء آخرين بغية التوعية بجهود الترميم الجارية في المنطقة. وفي الوقت الحالي، ينفذ الصندوق أعمال ترميم واسعة النطاق في التكية، بفريق عمل يشتمل على هبة حسني، الاستشارية المعمارية خريجة برنامج «بيت جميل» للفنون التراثية في القاهرة. وفي إطار الفعالية، قدمت بسمة خليل، وهي بدورها خريجة «بيت جميل» للفنون التراثية في القاهرة، مجموعة من بلاط السيراميك الذي استوحت تصميمه من السمات الفنية لتكية إبراهيم الجلشاني، ومثلت واجهة الأثر خلال الفعالية.
وتعّد هذه المبادرة جزءاً من جهود مؤسسة «فن جميل» بترويج التراث والتعليم والفنون في جميع أنحاء الشرق الأوسط وشمال أفريقيا، وهو مكمل لمبادرات «فن جميل» في جدة ودبي من خلال بيت جميل للفنون التراثية - جدة، ومنصة مشاريع فن جميل في جدة ومركز جميل للفنون بدبي.
يذكر أن برنامج أتيليه القاهرة فن جميل الصيفي لعام 2019 في قرية تونس مستمر حتى 17 أغسطس (آب)، وبالمجان لمجتمع المحافظة.
و«فن جميل» تدعم الفنانين والمجتمعات الإبداعية وتشمل مبادراتها حالياً إدارة مدارس الفنون التراثية وبرامج الترميم، بالإضافة إلى برامج فنية وتعليمية متنوعة لكل الأعمار. وتعزّز برامج المؤسسة دور الفن في بناء المجتمعات وترابطها، ففي الوقت الذي تشهد فيه المجتمعات تغيرات وتحولات هائلة، أصبح هذا الدور أكثر أهمية من أي وقت مضى.
ويعّد مركز جميل للفنون مؤسسة معاصرة مبتكرة، افتُتحت في دبي بالإمارات في 11 نوفمبر (تشرين الثاني) 2018. وحي ملتقى الإبداع مركز رئيسي للصناعات الإبداعية من المزمع افتتاحه في مدينة جدة بالمملكة العربية السعودية عام 2020.
وتعمل مؤسسة «فن جميل» بطريقة تعاونية، وتفخر بشراكتها مع كثير من كبرى المؤسسات مثل مؤسسة دلفينا، ومتحف فيكتوريا وألبرت، ومدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية، ومتحف المتروبوليتان للفنون. أمّا على المستوى المحلي، فتعمل المؤسسة مع الأفراد والمؤسسات على تطوير برامج مبتكرة تشمل التقنيات القديمة والحديثة، وتشجيع ريادة الأعمال والتواصل الثقافي.
تعمل «فن جميل» جنباً إلى جنب مع مجتمع «جميل»، لتتكامل جهود هاتين المؤسستين في إحداث تغيير إيجابي في المجتمع والمساعدة في توفير فرص العمل والتخفيف من حدة الفقر في منطقة الشرق الأوسط وشمال أفريقيا وتركيا.
وفي بيت جميل للفنون التراثية في القاهرة، يدرس الطّلاب لمدة عامين للحصول على شهادة الدّبلوم ضمن برنامج أعد وطُوّر من قبل مدرسة الأمير تشارلز للفنون التقليدية، وفقاً للمبادئ والمعايير نفسها المطبقة في دورات الدراسات العليا في المقر الرئيسي للمدرسة في لندن.
يقع بيت جميل للفنون التراثية في قلب الحي التاريخي القديم لمدينة القاهرة، وبالتحديد في مركز الفسطاط للفنون والحرف التقليدية، ويركز البرنامج على الحفاظ على التراث الثقافي المحلي، الذي يشمل رحلات ميدانية إلى المعالم التاريخية وكذلك أعمال التصميم وتنظيم المشاريع. ويقدّم أيضاً دعماً للخريجين الباحثين عن فرص عمل أو الرّاغبين في إنشاء أعمال تجارية في الفنون التقليدية. يتخرج سنوياً نحو 20 طالباً لينضموا إلى نادي الخرّيجين وتتاح لهم الفرصة للمشاركة في المعرض السنوي للخريجين.



الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
TT

الذكاء الصناعي يهدد مهناً ويغير مستقبل التسويق

روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)
روبوتات ذكية تعزّز كفاءة الخدمات وجودتها في المسجد النبوي (واس)

في السنوات الأخيرة، أثّر الذكاء الصناعي على المجتمع البشري، وأتاح إمكانية أتمتة كثير من المهام الشاقة التي كانت ذات يوم مجالاً حصرياً للبشر، ومع كل ظهور لمهام وظيفية مبدعةً، تأتي أنظمة الذكاء الصناعي لتزيحها وتختصر بذلك المال والعمال.
وسيؤدي عصر الذكاء الصناعي إلى تغيير كبير في الطريقة التي نعمل بها والمهن التي نمارسها. وحسب الباحث في تقنية المعلومات، المهندس خالد أبو إبراهيم، فإنه من المتوقع أن تتأثر 5 مهن بشكل كبير في المستقبل القريب.

سارة أول روبوت سعودي يتحدث باللهجة العامية

ومن أكثر المهن، التي كانت وما زالت تخضع لأنظمة الذكاء الصناعي لتوفير الجهد والمال، مهن العمالة اليدوية. وحسب أبو إبراهيم، فإنه في الفترة المقبلة ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير آلات وروبوتات قادرة على تنفيذ مهام مثل البناء والتنظيف بدلاً من العمالة اليدوية.
ولفت أبو إبراهيم إلى أن مهنة المحاسبة والمالية ستتأثر أيضاً، فالمهن التي تتطلب الحسابات والتحليل المالي ستتمكن التقنيات الحديثة من تطوير برامج حاسوبية قادرة على إجراء التحليل المالي وإعداد التقارير المالية بدلاً من البشر، وكذلك في مجال القانون، فقد تتأثر المهن التي تتطلب العمل القانوني بشكل كبير في المستقبل.
إذ قد تتمكن التقنيات الحديثة من إجراء البحوث القانونية وتحليل الوثائق القانونية بشكل أكثر فاعلية من البشر.
ولم تنجُ مهنة الصحافة والإعلام من تأثير تطور الذكاء الصناعي. فحسب أبو إبراهيم، قد تتمكن التقنيات الحديثة من إنتاج الأخبار والمعلومات بشكل أكثر فاعلية وسرعة من البشر، كذلك التسويق والإعلان، الذي من المتوقع له أن يتأثر بشكل كبير في المستقبل. وقد تتمكن أيضاً من تحديد احتياجات المستهلكين ورغباتهم وتوجيه الإعلانات إليهم بشكل أكثر فاعلية من البشر.
وأوضح أبو إبراهيم أنه على الرغم من تأثر المهن بشكل كبير في العصر الحالي، فإنه قد يكون من الممكن تطوير مهارات جديدة وتكنولوجيات جديدة، تمكن البشر من العمل بشكل أكثر فاعلية وكفاءة في مهن أخرى.

الروبوت السعودية سارة

وفي الفترة الأخيرة، تغير عالم الإعلان مع ظهور التقنيات الجديدة، وبرز الإعلان الآلي بديلاً عملياً لنموذج تأييد المشاهير التقليدي الذي سيطر لفترة طويلة على المشهد الإعلاني. ومن المرجح أن يستمر هذا الاتجاه مع تقدم تكنولوجيا الروبوتات، ما يلغي بشكل فعال الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير.
وأتاحت تقنية الروبوتات للمعلنين إنشاء عروض واقعية لعلاماتهم التجارية ومنتجاتهم. ويمكن برمجة هذه الإعلانات الآلية باستخدام خوارزميات معقدة لاستهداف جماهير معينة، ما يتيح للمعلنين تقديم رسائل مخصصة للغاية إلى السوق المستهدفة.
علاوة على ذلك، تلغي تقنية الروبوتات الحاجة إلى موافقات المشاهير باهظة الثمن، وعندما تصبح الروبوتات أكثر واقعية وكفاءة، سيجري التخلص تدريجياً من الحاجة إلى مؤيدين من المشاهير، وقد يؤدي ذلك إلى حملات إعلانية أكثر كفاءة وفاعلية، ما يسمح للشركات بالاستثمار بشكل أكبر في الرسائل الإبداعية والمحتوى.
يقول أبو إبراهيم: «يقدم الذكاء الصناعي اليوم إعلانات مستهدفة وفعالة بشكل كبير، إذ يمكنه تحليل بيانات المستخدمين وتحديد احتياجاتهم ورغباتهم بشكل أفضل. وكلما ازداد تحليل الذكاء الصناعي للبيانات، كلما ازدادت دقة الإعلانات وفاعليتها».
بالإضافة إلى ذلك، يمكن للذكاء الصناعي تحليل سجلات المتصفحين على الإنترنت لتحديد الإعلانات المناسبة وعرضها لهم. ويمكن أن يعمل أيضاً على تحليل النصوص والصور والفيديوهات لتحديد الإعلانات المناسبة للمستخدمين.
ويمكن أن تكون شركات التسويق والإعلان وأصحاب العلامات التجارية هم أبطال الإعلانات التي يقدمها الذكاء الصناعي، بحيث يستخدمون تقنياته لتحليل البيانات والعثور على العملاء المناسبين وعرض الإعلانات المناسبة لهم. كما يمكن للشركات المتخصصة في تطوير البرمجيات والتقنيات المرتبطة به أن تلعب دوراً مهماً في تطوير الإعلانات التي يقدمها.