كابل: هجوم إرهابي على مكتب مرشح لمنصب نائب الرئيس

«طالبان» ترفض أي محادثات مباشرة مع الحكومة الأفغانية

قوات أمن أفغانية تحضر لمكان الهجوم.
قوات أمن أفغانية تحضر لمكان الهجوم.
TT

كابل: هجوم إرهابي على مكتب مرشح لمنصب نائب الرئيس

قوات أمن أفغانية تحضر لمكان الهجوم.
قوات أمن أفغانية تحضر لمكان الهجوم.

استهدف انفجار مكتب أمر الله صالح المرشح لمنصب نائب الرئيس الأفغاني أشرف غني، في إطار هجوم إرهابي، أدى إلى سقوط 13 جريحاً على الأقل. وقال نصرت رحيمي المتحدث باسم وزارة الداخلية: «قرابة الساعة 16:40 مساء أمس، وقع أول انفجار قرب المكتب ثم اقتحم عدد من المهاجمين المكتب وصالح ينتمي إلى حزب (روند سبز) وعمل سابقاً رئيساً لجهاز الاستخبارات في البلاد». في غضون ذلك، افتتحت الحملة للانتخابات الرئاسية التي ستجري في 28 سبتمبر (أيلول) أمس، في أفغانستان، حيث أكد الرئيس أشرف غني المرشح لولاية ثانية أمام أنصاره أن «السلام مقبل»، مشيراً إلى أنه سيتم إجراء مفاوضات مع حركة طالبان. وحضر غني أول مهرجان انتخابي غداة إعلان وزير الخارجية في حكومته عبد السلام رحيمي أن مفاوضات بين السلطات الأفغانية وحركة التمرد ستعقد خلال أسبوعين «في بلد أوروبي». وقال أشرف غني: «السلام مقبل والمفاوضات ستجري» مع «طالبان».
الى ذلك أعلنت الحكومة الأفغانية بدءها التحضير لمفاوضات مباشرة مع حركة «طالبان»، فيما اعتبر خطوة كبيرة في جهود السلام في أفغانستان، لكن ما إن أعلنت الحكومة موقفها حتى رفضت «طالبان» أقوال الحكومة الأفغانية، فقد شدد الناطق باسم «طالبان» على أن موقف الحركة لم يتغير في عدم الحوار مع الحكومة الأفغانية ـ التي تصفها «طالبان» بأنها دمية بيد القوات الأميركية ـ وأشار المتحدث باسم «طالبان» إلى عدم إمكانية القبول بمفاوضات مباشرة مع الحكومة قبل الإعلان عن موعد مقبول لانسحاب القوات الأميركية من أفغانستان.
وقال عبد السلام رحيمي وزير الدولة لشؤون السلام في حكومة الرئيس أشرف غني، إن وفداً مكوناً من 15 شخصية حكومية تم تشكيله لبدء المحادثات مع «طالبان»، وأن العمل جار مع كل الأطراف لعقد أول جلسة خلال أسبوعين في إحدى الدول الأوروبية. وأصدر الرئيس الأفغاني أشرف غني، مرسوماً يلغي فيه المجلس الأعلى للسلام والمصالحة الوطنية الأفغاني، الذي كان مخولاً بالعمل للتواصل مع «طالبان».
وقال عبد السلام رحيمي وزير الدولة الأفغاني لشؤون السلام، إن الحكومة بدأت التواصل مع الشخصيات المؤثرة في المجتمع وقادة الأحزاب من أجل تشكيل وفد من 15 عضواً للحوار مع «طالبان»، مشيراً إلى أن الهدف الأول من الحوار هو تخفيف حدة العمل العسكري والمواجهات، وإبعاد المدنيين عن الاستهداف من الطرفين. وفيما يشكل صدمة لتطلعات الحكومة الأفغانية في الحوار المباشر مع «طالبان»، قال المبعوث الأميركي لأفغانستان زلماي خليل زاد، إن الحوار الأفغاني ـ الأفغاني سيبدأ بعد التوصل إلى اتفاق سلام بين الولايات المتحدة و«طالبان».
وأوضح زلماي خليل زاد في تغريدة له: «هناك الكثير من الثرثرة في كابل حول الحوار الأفغاني - الأفغاني. دعوني أوضح أن هذا الحوار سيبدأ بين (طالبان) ووفد موسع من الشخصيات الأفغانية يضم عدداً من كبار المسؤولين الحكوميين، وقادة الأحزاب وممثلي المجتمع المدني والنساء، بعد إتمام الولايات المتحدة التوصل إلى اتفاقها مع (طالبان)»، وهو ما ينفي أن يكون الحوار بين الحكومة و«طالبان» مباشرة.
كانت «طالبان» أصرت في جلسات الحوار الأفغاني السابقة في موسكو والدوحة على عدم إجراء مفاوضات مباشرة مع الحكومة الأفغانية، مع القبول بوجود بعض المسؤولين الحكوميين في جلسات الحوار على أساس أنهم مواطنون أفغان يمثلون أشخاصهم، وليس مناصبهم التي يتقلدونها.
وقال بارنيت روبين أحد كبار موظفي الخارجية الأميركية السابقين أيام الرئيس أوباما، إن الحكومة الأفغانية تحاول الإيحاء للشعب بأنها شريكة في عملية السلام، مضيفاً: «الخطورة أن (طالبان) لم يعلنوا أي موافقة على الحوار مع الحكومة الأفغانية، وطالما لم تتوصل (طالبان) إلى اتفاق على انسحاب القوات الأميركية من أفغانستان، فإن (طالبان) سترى في أي حوار مع الحكومة تراجعاً في موقف الحركة قد يؤخر التوصل لاتفاق مع الأميركيين». وقالت السفارة الأميركية في كابل إن خليل زاد سيستأنف جولات الحوار مع «طالبان» قريباً في الدوحة.
ميدانياً، أكدت مصادر حكومية وبرلمانيون في الشمال الأفغاني سقوط العشرات من أفراد القوات الحكومية في مديرية أشكامش في ولاية تاخار شمال أفغانستان. وقالت حبيبة دانش عضو البرلمان الأفغاني من ولاية تاخار، إن الاشتباكات وقعت بين القوات الحكومية وقوات «طالبان» في مناطق بدركوش وقورغ، وجار شريف، وخواجا بندك.
ورفض المسؤولون الحكوميون في ولاية تاخار الإفصاح عن عدد الإصابات، إلا أنهم أكدوا استمرار الاشتباكات منذ عدة أيام في أشكامش.
وقال روح الله أحمدزي المتحدث باسم وزارة الدفاع الأفغانية، إن عمليات التمشيط في الولاية بدأت منذ أيام، وما زالت مستمرة، مضيفاً أنه في الحرب من الطبيعي أن يسقط قتلى وجرحى من الطرفين، نحن نعترف بأن لدينا خسائر بشرية، لكن الطرف الآخر تلقى خسائر أكبر، دون أن يوضح عدد الضحايا.
كانت عشرات العائلات أُجبرت على النزوح من قراها ومنازلها باتجاه العاصمة كابل، بعد استمرار المعارك في تاخار لعدة أيام، وقولهم «إن جماعات مسلحة سيطرت على عدة قرى في المنطقة، وإن حاكم الولاية قال إنه ليس باستطاعته وقف الجماعات المسلحة، لأن لديها أسلحة ومقاتلين»، حسب قول أحد النازحين.
وفي ولاية بكتيكا شرق أفغانستان، قال قائد الشرطة الجنرال أيمل نيازي، لوكالة «أريانا» الأفغانية، إن الاشتباكات بين القوات الحكومية وقوات «طالبان» تصاعدت في الولاية بعد هجوم شنه عشرات من مسلحي «طالبان» على عدد من المراكز الأمنية في منطقة جني خيل، مضيفاً أن ما لا يقل عن 11 من قوات «طالبان» قتلوا، بينهم قائد محلي. كان سلاح الطيران الأفغاني شن غارات ليلية مكثفة على مواقع «طالبان» في المنطقة، ما أوقع 33 قتيلاً في صفوف قوات «طالبان»، حسب قول قائد الشرطة في بكتيكا إيمل نيازي.
وأصدر فيلق الرعد التابع للجيش الأفغاني بياناً قال فيه إن 29 من مقاتلي «طالبان» لقوا حتفهم، وجرح ثمانية آخرون في غارات جوية شنتها طائرات أميركية في أفغانستان على ولايتي بكتيا وغزني، وأن ثلاث عربات نقل دمرت لقوات «طالبان» في الغارات الجوية في مناطق سيد والي ومرور ده في مديرية قره باغ في ولاية غزني.
من جانبها، أصدرت «طالبان» عدة بيانات عن عمليات قواتها في عدة ولايات، وأشار أحد البيانات إلى الهجوم الذي شنته قوات «طالبان» على ولاية غزني، حيث أدى إلى انهيار مقر قيادة الأمن ومركز مديرية أوبند بعد تفجير سيارة مفخخة. وحسب بيان أصدره ذبيح الله مجاهد، الناطق باسم «طالبان»، فقد سقط عشرات القتلى في التفجير، وتمكنت قوات الحكومة من إخلاء 39 قتيلاً وجريحاً من تحت الأنقاض، من بينهم قائد الأمن وحاكم المديرية، كما تم تدمير مصفحتين من نوع «همفي» و3 سيارات نقل للقوات الحكومية.
كما أعلنت قوات «طالبان» تمكنها من السيطرة على 3 حواجز أمنية بعد مقتل 5 من عناصر الميليشيا الموالية للحكومة في ولاية سمنجان شمال أفغانستان.


مقالات ذات صلة

باكستان: مقتل 9 إرهابيين في عمليتين منفصلتين بإقليم خيبر بختونخوا

آسيا عناصر أمنية من «طالبان» تقف في دورية للحراسة داخل المنطقة الحدوية بين باكستان وأفغانستان (إ.ب.أ)

باكستان: مقتل 9 إرهابيين في عمليتين منفصلتين بإقليم خيبر بختونخوا

أعلن الجيش الباكستاني، اليوم السبت، أن قواته نفذت عمليتين منفصلتين، استناداً إلى معلومات استخباراتية أفادت بوجود «إرهابيين» في منطقتي تانك ولاككي مروت.

«الشرق الأوسط» (إسلام آباد)
شمال افريقيا الرئيس الجزائري مستقبلاً الشيخ المالي المعارض محمود ديكو في 19 ديسمبر 2023 (الرئاسة الجزائرية)

اختيار المعارضة المالية قائداً جديداً يصبّ الزيت على نار الخلاف الجزائري - المالي

تشهد الأزمة بين الجزائر وجارتها الجنوبية، مالي، تصاعداً مستمراً منذ بداية 2024، ويرجح مراقبون أن تتفاقم الأحداث لاحقاً.

«الشرق الأوسط» (الجزائر)
المشرق العربي وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني (أ.ف.ب)

الشيباني: نشكر كندا على رفع اسم سوريا من قوائم الدول الراعية للإرهاب

شكر وزير الخارجية السوري أسعد الشيباني «كندا على قرارها رفع اسم سوريا من قوائم الدول الراعية للإرهاب».

«الشرق الأوسط» (دمشق)
أفريقيا الكابتن إبراهيم تراوري خلال ترؤسه اجتماع الحكومة أمس الخميس (وكالة أنباء بوركينا فاسو)

بوركينا فاسو تعيد عقوبة الإعدام لمواجهة توسع الإرهاب

قررت السلطات العسكرية في بوركينا فاسو، الخميس، إعادة العمل بعقوبة الإعدام التي أُلغيت عام 2018، خصوصاً فيما يتعلق بتهمة الإرهاب.

الشيخ محمد (نواكشوط)
تحليل إخباري عناصر من مجموعة مسلحة مرتبطة بتنظيم «القاعدة» في النيجر (أرشيفية - الشرق الأوسط)

تحليل إخباري كيف وسّع تنظيم «القاعدة» نفوذه في غرب أفريقيا؟

أعلن تنظيم «القاعدة» أنه شنّ خلال الشهر الماضي أكثر من 70 عملية في دول الساحل وغرب أفريقيا ما أسفر عن سقوط أكثر من 139 قتيلاً.

الشيخ محمد (نواكشوط)

روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
TT

روسيا: المفاوضات مع أميركا بشأن أوكرانيا تستغرق وقتاً لأن الطريق ليست سهلة

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين ومساعده يوري أوشاكوف خلال اجتماع مع المبعوث الأميركي ستيف ويتكوف (أ.ب)

أكد يوري أوشاكوف، مساعد الرئيس الروسي فلاديمير بوتين، الأحد، أن الطريق نحو التوصل إلى تسوية للصراع الأوكراني ليست سهلة؛ ولذلك فالمفاوضات بين بوتين والمبعوث الأميركي ستيف ويتكوف «تأخذ وقتاً طويلاً».

ونقل تلفزيون «آر تي» عن أوشاكوف قوله إن روسيا والولايات المتحدة تعملان على تنسيق النقاط الصعبة التي يجب أن تحدد شكل ومصدر وثيقة مستقبلية بشأن أوكرانيا.

لكن أوشاكوف شدد على أن العمل على صياغة الاقتراحات والنصوص للوثيقة المتعلقة بأوكرانيا ما زال في مراحله المبكرة.

وحذّر مساعد بوتين من مصادرة أي أصول روسية، قائلاً إن أي مصادرة محتملة للأصول الروسية سيتحملها أفراد محددون ودول بأكملها.

على النقيض، قال كيث كيلوغ المبعوث الأميركي الخاص إلى أوكرانيا، الأحد، إن التوصل إلى اتفاق لإنهاء الحرب هناك «قريب جداً»، وإنه يعتمد على حل قضيتين رئيسيتين عالقتين؛ هما مستقبل منطقة دونباس، ومحطة زابوريجيا للطاقة النووية.

وقال كيلوغ، الذي من المقرر أن يتنحى عن منصبه في يناير (كانون الثاني) المقبل، في «منتدى ريغان للدفاع الوطني» إن الجهود المبذولة لحل الصراع في «الأمتار العشرة النهائية»، التي وصفها بأنها «دائماً الأصعب».

وأضاف كيلوغ أن القضيتين الرئيسيتين العالقتين تتعلقان بالأراضي، وهما مستقبل دونباس في المقام الأول، ومستقبل محطة زابوريجيا للطاقة النووية في أوكرانيا، وهي الكبرى في أوروبا، وتقع حالياً تحت السيطرة الروسية.

وأكد: «إذا حللنا هاتين المسألتين، فأعتقد أن بقية الأمور ستسير على ما يرام... كدنا نصل إلى النهاية». وتابع: «اقتربنا حقاً».


تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
TT

تبادل إطلاق النار بين سفينة وزوارق صغيرة قبالة اليمن

صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)
صورة من الأقمار الاصطناعية تظهر سفينة الشحن «روبيمار» المملوكة لبريطانيا والتي تعرضت لهجوم من قبل الحوثيين في اليمن قبل غرقها في البحر الأحمر... 1 مارس 2024 (رويترز)

ذكرت هيئة عمليات التجارة البحرية البريطانية، اليوم (الجمعة)، أن سفينة على بعد 15 ميلاً بحرياً غربي اليمن أبلغت عن تبادل لإطلاق النار بعد رصدها نحو 15 قارباً صغيراً على مقربة منها.

وأضافت السفينة أنها لا تزال في حالة تأهب قصوى وأن القوارب غادرت الموقع.

وأفاد ربان السفينة بأن الطاقم بخير، وأنها تواصل رحلتها إلى ميناء التوقف التالي.

وتشن جماعة الحوثي في اليمن هجمات على سفن تجارية في البحر الأحمر تقول إنها مرتبطة بإسرائيل، وذلك منذ اندلاع الحرب في غزة بعد هجوم 7 أكتوبر (تشرين الأول) 2023 على جنوب إسرائيل. وقالت الجماعة إن هجماتها للتضامن مع الفلسطينيين.


بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
TT

بوتين: المقترح الأميركي بشأن أوكرانيا يتضمّن نقاطاً «لا يمكن الموافقة عليها»

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)
الرئيس الروسي فلاديمير بوتين خلال مشاركته بفعالية في موسكو بروسيا يوم 3 ديسمبر 2025 (رويترز)

قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن بعض المقترحات في خطة أميركية لإنهاء الحرب في أوكرانيا، غير مقبولة للكرملين، مشيراً في تصريحات نُشرت اليوم (الخميس) إلى أن الطريق لا يزال طويلاً أمام أي اتفاق، لكنه شدد على ضرورة «التعاون» مع واشنطن لإنجاح مساعيها بدلاً من «عرقلتها».

وقال بوتين في التصريحات: «هذه مهمّة معقّدة وصعبة أخذها الرئيس (الأميركي دونالد) ترمب على عاتقه».

وأضاف أن «تحقيق توافق بين أطراف متنافسة ليس بالمهمة بالسهلة، لكن الرئيس ترمب يحاول حقاً، باعتقادي، القيام بذلك»، متابعاً: «أعتقد أن علينا التعاون مع هذه المساعي بدلاً من عرقلتها».

وأطلق الرئيس الأميركي دونالد ترمب أقوى دفعة دبلوماسية لوقف القتال منذ شنت روسيا الغزو الشامل على جارتها قبل نحو أربع سنوات. ولكن الجهود اصطدمت مجدداً بمطالب يصعب تنفيذها، خاصة بشأن ما إذا كان يجب على أوكرانيا التخلي عن الأراضي لروسيا، وكيف يمكن أن تبقى أوكرانيا في مأمن من أي عدوان مستقبلي من جانب موسكو.

وتأتي تصريحات الرئيس الروسي في الوقت الذي يلتقي فيه المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف، وصهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب، جاريد كوشنر، بكبير المفاوضين الأوكرانيين رستم أوميروف، اليوم، في ميامي لإجراء مزيد من المحادثات، بحسب مسؤول أميركي بارز اشترط عدم الكشف عن هويته؛ لأنه غير مخوّل له التعليق علانية.

الرئيس الروسي فلاديمير بوتين وشخصيات روسية سياسية واقتصادية يحضرون محادثات مع المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف وجاريد كوشنر صهر الرئيس الأميركي دونالد ترمب في قصر مجلس الشيوخ بالكرملين في موسكو بروسيا يوم 2 ديسمبر 2025 (أ.ب)

محادثات «ضرورية»

وقال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين إن محادثاته التي استمرت خمس ساعات، الثلاثاء، في الكرملين مع ويتكوف وكوشنر كانت «ضرورية» و«مفيدة»، ولكنها كانت أيضاً «عملاً صعباً» في ظل بعض المقترحات التي لم يقبلها الكرملين، وفق ما نقلته وكالة «أسوشييتد برس».

وتحدث بوتين لقناة «إنديا توداي تي في» قبل زيارته لنيودلهي، اليوم. وبينما لم تُبث المقابلة بأكملها بعد، اقتبست وكالتا الأنباء الروسيتان الرسميتان «تاس» و«ريا نوفوستي» بعض تصريحات بوتين.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول في المقابلة، إن محادثات الثلاثاء في الكرملين تحتّم على الجانبين «الاطلاع على كل نقطة» من مقترح السلام الأميركي «وهذا هو السبب في استغراق الأمر مدة طويلة للغاية».

وأضاف بوتين: «كان هذا حواراً ضرورياً وملموساً»، وكانت هناك بنود، موسكو مستعدة لمناقشتها، في حين «لا يمكننا الموافقة» على بنود أخرى.

ورفض بوتين الإسهاب بشأن ما الذي يمكن أن تقبله أو ترفضه روسيا، ولم يقدّم أي من المسؤولين الآخرين المشاركين تفاصيل عن المحادثات.

ونقلت وكالة «تاس» عن بوتين القول: «أعتقد أنه من المبكر للغاية؛ لأنها يمكن أن تعرقل ببساطة نظام العمل» لجهود السلام.