إصابة سبعة أطفال بقذائف الميليشيات في البيضاء وتعز

التحالف دمر منصة إطلاق صواريخ في حجة وتعزيزات حوثية بصعدة

يمنية تمسك بطفلتها التي تتلقى العلاج في مستشفى بالحديدة (أ.ف.ب)
يمنية تمسك بطفلتها التي تتلقى العلاج في مستشفى بالحديدة (أ.ف.ب)
TT

إصابة سبعة أطفال بقذائف الميليشيات في البيضاء وتعز

يمنية تمسك بطفلتها التي تتلقى العلاج في مستشفى بالحديدة (أ.ف.ب)
يمنية تمسك بطفلتها التي تتلقى العلاج في مستشفى بالحديدة (أ.ف.ب)

أصيب سبعة أطفال بقذائف الحوثيين في محافظتي البيضاء وتعز، في الوقت الذي أكدت فيه مصادر عسكرية أن «القوات أفشلت عدة محاولات للميليشيا في مدينة التحيتا، جنوبا، وبعض أحياء مدينة الحديدة، وقتل عدد من عناصر الميليشيا بينهم قيادات، بالإضافة إلى تدمير عدد من آلياتهم خلال الأيام الماضية»، وفقا لما أورده المركز الإعلامي لقوات ألوية العمالقة في الساحل الغربي على لسان مصدر عسكري.
وقالت المصادر إن «عجز وفشل ميليشيات الحوثي عن تحقيق أي نصر، في ظل الحاجز القوي للقوات المشتركة والتصدي لكل الهجمات، دفعهما لقصف مواقع المدنيين في عدد من مديريات الحديدة، حيث استهدفت ميليشيا الحوثي بقذائف الهاون عددا من المنازل في منطقة الجبلية وفي مدينة التحيتا وكذلك بعض المناطق الواقعة تحت سيطرة القوات المشتركة داخل مدينة الحديدة، وهو ما تسبب في مقتل وجرح عدد من المواطنين»، وإن «القوات المشتركة تمكنت من التصدي لجميع الهجمات الحوثية خلال الفترة الماضية، وحفاظهم على المواقع التي سيطروا عليها قبل اتفاق السويد أربك وفضح الحوثيين وأضعف موقفهم أمام المجتمع الدولي، وذلك لعدم تمكنهم من تحقيق أي نصر رغم التعزيزات الضخمة التي دفعوا بها إلى الجبهات مستغلين الهدنة الأممية واتفاق السويد».
إلى ذلك، أصيب سبعة أطفال بقذائف ميليشيات الحوثي الانقلابية، خلال الساعات الماضية، في محافظتي البيضاء وسط، وتعز، أكبر محافظات اليمن سكانا.
وارتكبت ميليشيات الحوثي الانقلابية، السبت، مجزرة جديدة بحق أطفال تعز المحاصرة من قبل الانقلابيين، منذ أربعة أعوام. وقالت مصادر محلية لـ«الشرق الأوسط» إن «ميليشيات الحوثي الانقلابية قصفت حي الحميرا بمديرية صالة، شرقا، في إطار قصفها المستمر على الأحياء السكنية في المدينة بمختلف الأسلحة، ما أسفر عن إصابة خمسة أطفال، اثنان منهم وصفت حالتهم بالخطيرة».
يأتي ذلك في الوقت الذي تواصل فيه الميليشيات الانقلابية قصف واستهداف الأحياء السكنية في تعز بشكل يومي، مخلفة وراءها مئات القتلى والجرحى من الأطفال، إضافة إلى الجرائم الحوثية المتواصلة في عدد من المدن اليمنية الخاضعة لسيطرة الانقلابيين وآخرها في مديرية الزاهر بمحافظة البيضاء، وسط اليمن، حيث أصيب طفلان، الجمعة، بشظايا قذيفة أطلقتها ميليشيات الحوثي الانقلابية، طبقا لما أوردته وكالة الأنباء اليمنية الرسمية «سبأ».
وقال مصدر محلي في البيضاء إن «الميليشيا الحوثية الانقلابية أطلقت قذيفة من عربة (بي إم بي) على قرية عينة في آل برمان بمديرية الزاهر وأصابت شظية القذيفة الطفل سلمان محمد حسين العروي الحميقاني وأخته».
وذكرت الوكالة أن المئات من الأطفال والنساء والمدنيين استشهدوا وجرحوا خلال الخمس سنوات الماضية نتيجة استمرار القصف العشوائي الهمجي للميليشيا الحوثية الانقلابية المدعومة إيرانياً على المناطق الآهلة بالسكان في عدد من مديريات محافظة البيضاء.
وعلى الصعيد الميداني في محافظة حجة، شمال غربي صنعاء والمحاذية للسعودية، أكد مصدر عسكري أن «التشكيل البحري في المنطقة العسكرية الخامسة تمكن من أسر ثلاثة عناصر حوثية في سواحل البحر الأحمر، غرب حجة».
ونقل مركز إعلام المنطقة عن المصدر ذاته قوله إن «قوات التشكيل البحري نصبت كمينا محكما لقارب حربي تابع للميليشيا، على متنه ثلاثة حوثيين، بعد مراقبتهم واستدراجهم للكمين المسلح»، وإن «أحد الأسرى الحوثيين أصيب بعد اشتباكات دارت مع وحدة التشكيل البحري، وتم نقله إلى مستشفيات المملكة لتلقي العلاج».
وتعمد ميليشيا الحوثي إلى تنفيذ عمليات استطلاعية بحرية وتفخيخ قوارب الصيد التابعة للمواطنين، فضلا عن زرع الألغام البحرية، مما يهدد سلامة الملاحة الدولية وحياة الصيادين في الساحل الغربي للبلاد.
وفي المحافظة نفسها، شنت مقاتلات تحالف دعم الشرعية غاراتها على مواقع متفرقة في مديرية عبس بحجة، واستهدفت بغاراتها تجمعات حوثية ومنصة لإطلاق صواريخ وآليات عسكرية تتبع الانقلابيين مكبدة إياهم الخسائر البشرية والمادية.
كما دمرت مقاتلات التحالف، وفقا لما أكده مصدر لـ«الشرق الأوسط» عربة عسكرية كانت تحمل تنقل تعزيزات بشرية وفي وادي الغول القريب من مركز مديرية كتاف بمحافظة صعدة، معقل الانقلابيين، ومقتل جميع من كان على متنها.
وأحرزت قوات الجيش الوطني، خلال الساعات الماضية، تقدمات جديدة في جبهات الضالع، جنوبا، والجوف، شمالا، ونهم، شرق العاصمة صنعاء.
ففي الضالع، تقدم الجيش الوطني، المسنود من المقاومة الشعبية، وسيطر على مرتفعات جبلية استراتيجية: حصن شداد والرمادة والقهر وصولا إلى منطقة يعيس جنوب مديرية دمت، شمال الضالع، وذلك بعد معارك عنيفة سقط فيها قتلى وجرحى من الانقلابيين، وسط استمرار الجيش الوطني بعملياته العسكرية في إطار استكمال تطهير المحافظة من الميليشيات الحوثية.
وفي نهم، البوابة الشرقية لصنعاء، تمكنت قوات الجيش الوطني، الجمعة، من السيطرة على موقعي التبة السوداء في منطقة ضبوعة، شمالا، بعد شنها هجوما على مواقع الميليشيات الحوثية حيث قتل في العملية خمسة انقلابيين وسقط آخرون جرحى.
وفي الجوف، تمكنت قوات الجيش من التقدم، خلال اليومين الماضيين، في مديرية برط العنان، شمالي شرق، فيما تواصل ميليشيات الانقلاب شن هجمات على مواقع الجيش في محاولة منها استعادة المواقع التي خسرتها.


مقالات ذات صلة

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

المشرق العربي عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح خلال الاجتماع (سبأ)

طارق صالح يدعو إلى تجاوز الخلافات والاستعداد ليوم الخلاص الوطني

دعا عضو مجلس القيادة الرئاسي اليمني طارق صالح إلى ما أسماه «وحدة المعركة»، والجاهزية الكاملة والاستعداد لتحرير العاصمة اليمنية صنعاء من قبضة الميليشيات الحوثية.

عبد الهادي حبتور (الرياض)
المشرق العربي جانب من اجتماع سابق في عمّان بين ممثلي الحكومة اليمنية والحوثيين خاص بملف الأسرى والمحتجزين (مكتب المبعوث الأممي)

واشنطن تفرض عقوبات على عبد القادر المرتضى واللجنة الحوثية لشؤون السجناء

تعهَّدت واشنطن بمواصلة تعزيز جهود مساءلة مرتكبي الانتهاكات الجسيمة لحقوق الإنسان في اليمن، بمَن فيهم «مسؤولو الحوثيين».

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي من عرض عسكري ألزم الحوثيون طلبة جامعيين على المشاركة فيه (إعلام حوثي)

حملة حوثية لتطييف التعليم في الجامعات الخاصة

بدأت الجماعة الحوثية فرض نفوذها العقائدي على التعليم الجامعي الخاص بإلزامه بمقررات طائفية، وإجبار أكاديمييه على المشاركة في فعاليات مذهبية، وتجنيد طلابه للتجسس.

وضاح الجليل (عدن)
المشرق العربي وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني (سبأ)

​وزير الإعلام اليمني: الأيام المقبلة مليئة بالمفاجآت

عقب التطورات السورية يرى وزير الإعلام والثقافة والسياحة اليمني معمر الإرياني أن المنطقة مقبلة على مرحلة جديدة تحمل الأمل والحرية

عبد الهادي حبتور (الرياض)
العالم العربي خلال عام أُجريت أكثر من 200 ألف عملية جراحية في المستشفيات اليمنية (الأمم المتحدة)

شراكة البنك الدولي و«الصحة العالمية» تمنع انهيار خدمات 100 مستشفى يمني

يدعم البنك الدولي مبادرة لمنظمة الصحة العالمية، بالتعاون مع الحكومة اليمنية، لمنع المستشفيات اليمنية من الانهيار بتأثيرات الحرب.

محمد ناصر (تعز)

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
TT

إرغام تربويين في صنعاء على تلقي برامج تعبئة طائفية

مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)
مسؤولون تربويون في صنعاء يخضعون لتعبئة حوثية (إعلام حوثي)

أوقفت الجماعة الحوثية عشرات القادة والمسؤولين التربويين في العاصمة المختطفة صنعاء عن العمل، وأحالتهم إلى المحاسبة تمهيداً لفصلهم من وظائفهم، بعد أن وجّهت إليهم تهماً برفض حضور ما تُسمى «برامج تدريبية» تُقيمها حالياً في صنعاء وتركّز على الاستماع إلى سلسلة محاضرات لزعيمها عبد الملك الحوثي.

وفي سياق سعي الجماعة لتعطيل ما تبقى من مؤسسات الدولة تحت سيطرتها، تحدّثت مصادر تربوية في صنعاء لـ«الشرق الأوسط»، عن إرغام الجماعة أكثر من 50 مسؤولاً وقيادياً تربوياً يشملون وكلاء قطاعات ومديري عموم في وزارة التعليم الحوثية على الخضوع لبرامج تعبوية تستمر 12 يوماً.

ملايين الأطفال في مناطق سيطرة الحوثيين عُرضة لغسل الأدمغة (رويترز)

وبموجب التعليمات، ألزمت الجماعة القادة التربويين بحضور البرنامج، في حين اتخذت إجراءات عقابية ضد المتغيبين، وكذا المنسحبون من البرنامج بعد انتهاء يومه الأول، لعدم قناعتهم بما يتمّ بثّه من برامج وأفكار طائفية.

وكشفت المصادر عن إحالة الجماعة 12 مديراً عاماً ووكيل قطاع تربوي في صنعاء ومدن أخرى إلى التحقيق، قبل أن تتخذ قراراً بإيقافهم عن العمل، بحجة تخلفهم عن المشاركة في برنامجها التعبوي.

وجاء هذا الاستهداف تنفيذاً لتعليمات صادرة من زعيم الجماعة وبناء على مخرجات اجتماع ترأسه حسن الصعدي المعيّن وزيراً للتربية والتعليم والبحث العلمي بحكومة الانقلاب، وخرج بتوصيات تحض على إخضاع التربويين لبرامج تحت اسم «تدريبية» على ثلاث مراحل، تبدأ بالتعبئة الفكرية وتنتهي بالالتحاق بدورات عسكرية.

توسيع التطييف

تبرّر الجماعة الحوثية إجراءاتها بأنها رد على عدم استجابة التربويين للتعليمات، ومخالفتهم الصريحة لما تُسمّى مدونة «السلوك الوظيفي» التي فرضتها سابقاً على جميع المؤسسات تحت سيطرتها، وأرغمت الموظفين تحت الضغط والتهديد على التوقيع عليها.

وأثار السلوك الحوثي موجة غضب في أوساط القادة والعاملين التربويين في صنعاء، ووصف عدد منهم في حديثهم لـ«الشرق الأوسط»، ذلك التوجه بأنه «يندرج في إطار توسيع الجماعة من نشاطاتها الطائفية بصورة غير مسبوقة، ضمن مساعيها الرامية إلى تطييف ما تبقى من فئات المجتمع بمن فيهم العاملون في قطاع التعليم».

عناصر حوثيون يرددون هتافات الجماعة خلال تجمع في صنعاء (إ.ب.أ)

واشتكى تربويون في صنعاء، شاركوا مكرهين في البرامج الحوثية، من إلزامهم يومياً منذ انطلاق البرنامج بمرحلته الأولى، بالحضور للاستماع إلى محاضرات مسجلة لزعيم الجماعة، وتلقي دروس طائفية تحت إشراف معممين جرى استقدام بعضهم من صعدة حيث المعقل الرئيس للجماعة.

ويأتي تحرك الجماعة الحوثية لتعبئة ما تبقى من منتسبي قطاع التعليم فكرياً وعسكرياً، في وقت يتواصل فيه منذ سنوات حرمان عشرات الآلاف من المعلمين من الحصول على مرتباتهم، بحجة عدم توفر الإيرادات.

ويتحدث ماجد -وهو اسم مستعار لمسؤول تعليمي في صنعاء- لـ«الشرق الأوسط»، عن تعرضه وزملائه لضغوط كبيرة من قبل مشرفين حوثيين لإجبارهم بالقوة على المشاركة ضمن ما يسمونه «برنامجاً تدريبياً لمحاضرات زعيم الجماعة من دروس عهد الإمام علي عليه السلام لمالك الأشتر».

وأوضح المسؤول أن مصير الرافضين الانخراط في ذلك البرنامج هو التوقيف عن العمل والإحالة إلى التحقيق وربما الفصل الوظيفي والإيداع في السجون.

يُشار إلى أن الجماعة الانقلابية تركز جُل اهتمامها على الجانب التعبوي، عوضاً الجانب التعليمي وسط ما يعانيه قطاع التعليم العمومي من حالة انهيار وتدهور غير مسبوقة.